وفد الحوثين وصالح يصل الكويت.. واستمرار خروقات الهدنة في اليمن
الأربعاء 20/أبريل/2016 - 07:33 م
طباعة

نجحت الضغوط التي مارستها الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بمساعدة من عُمان والكويت، في اقناع وفد الحوثيين وعلي عبدالله صالح بالمشاركة في محادثات السلام في الكويتن وسط استمرار خرق الهدنة دون التأثير علي مسارها.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التنفاوضي، غادر وفد الانقلابيين الحوثيين صنعاء، ووصل مسقط على متن طائرة عمانية، في طريقه إلى الكويت للمشاركة في المفاوضات الرامية إلى تسوية سياسية في اليمن.
وكان من المقرر أن تنطلق مشاورات الكويت صباح الاثنين الماضي قبل أن يرفض وفد الحوثيين والمخلوع صالح الحضور.
وكان سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن قد وجهوا رسالة إلى وفد الانقلابيين طالبوهم فيها بسرعة الحضور إلى مشاورات الكويت وطرح كافة المخاوف والقضايا التي يريدون طرحها على طاولة البحث في لقاء الكويت.
وقام السفير الصيني لدى اليمن بنقل الرسالة إلى أعضاء فريق الحوثيين والمخلوع صالح مؤكدا تفهمه لمخاوف الانقلابيين، مشيرا إلى أن أي مخاوف يحملونها تطرح في لقاء الكويت.
وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، أن وفدا تابعا له سيغادر اليمن، الأربعاء، للمشاركة في محادثات الكويت الخاصة بحل الأزمة في البلاد، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال الأمين العام للحزب ياسر العواضي، في تغزيدة على حسابه في موقع “تويتر” إن “وفد حزب المؤتمر الشعبي، سيتوجه اليوم، إلى العاصمة العمانية مسقط، قبل أن يصل إلى دولة الكويت يوم غد الخميس”، معربا عن “أمله في نجاح محادثات السلام في الكويت”.
وأضاف العوضي في تغريدته بقوله إن “دولة تمثل الجميع تستلم مؤسسات الشعب قانوناً، وسلاحاً، ومواردَ، وسيطرة، تحت سلطة توافقية مؤقتة إلى حين إجراء الانتخابات، هو مشروعنا الواضح الذي نقبل به”.
يأتي ذلك، بعد أن أعلنت جماعة “أنصار الله”(الحوثيون) في وقت سابق، أن وفدها سيتوجه الأربعاء إلى الكويت، للمشاركة في محادثات السلام، وذلك بعد تأخر يومين عن الموعد المقرر لهذه المحادثات.
وجاء إعلان الحوثيين على لسان مهدي المشاط، مدير مكتب زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، في بيان نشره على صفحته الشخصية في موقع “فيسبوك”، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، أعرب الشيخ حمود المخلافي قائد المقاومة الشعبية بمحافظة تعز (275 كلم جنوب صنعاء) عن قلقه على مصير المحادثات اليمنية بالكويت بعد تأجيل انطلاقها، معتبرا أن استمرار الدعم الإيراني للحوثيين ولحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو العامل الرئيس في عرقلة انعقاد المحادثات.
وأوضح المخلافي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الحوثيين “لا يزالون يتلقون دعما عسكريا من إيران، والأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بأيديهم صناعة إيرانية أو عليها ختم إيراني.. فضلا عن وجود مجموعات صغيرة من المدربين الإيرانيين على الأرض بتعز وعدد آخر من محاور القتال”.
وأضاف: “إنهم يدفعون رواتب عناصرهم من الإمدادت القادمة من إيران.. فكيف إذن نصدق أن قرارهم مستقل عن قرار الإيرانيين؟”.واعتبر أن “تأخر وصول وفد الحوثيين ومراوغتهم يدلل مجددا على عدم مصداقيتهم ومصداقية حلفائهم الإيرانيين”.
ونفى المخلافي ما يتردد عن دور حزبه “التجمع اليمني للإصلاح” (والذي يعد الذراع السياسي لإخوان اليمن) في التمهيد لإقالة رئيس الوزراء السابق نائب رئيس الجمهورية خالد بحاح من منصبه نظرا لعدم توافق الرجل مع فكر الإخوان، وقال :”هذا ليس صحيحا.. وعلى المستوى الشخصي علاقتي بالرجل كانت أكثر من ممتازة، ولكن مصلحة اليمن كانت تقتضي أن يكون هناك تغيير.. باختصار بحاح ليس رجل المرحلة”.
وردا على تساؤل حول المآخذ التي كانت موجودة على رئيس الحكومة السابق خالد بحاح، قال المخلافي إن من المآخذ “تواصله المستمر مع الحوثيين وعلي صالح”، وشدد: “لا نتهمه بالخيانة أو ما شابه.. ولكن لوحظ أن له أكثر من وجه في تعاملاته.. ولذا كانت الإقالة ضرورية.. والجميع كان يلاحظ أن بحاح يعمل في جهة والرئيس (عبد ربه منصور) هادي يعمل في جهة أخري وكأنهم فريقين متضادين وليسا فريقا واحدا”. وأضاف: “وبالمناسبة، في القتال والحرب لا يوجد إخوان وغير إخوان، هناك يمنيون فقط، وهم جميعا بمركب واحد.. والمقاومة الشعبية بعيدة تماما عن الأحزاب.. وأغلب قيادات الإخوان غادرت مواقعها”.
كما نفى المخلافي ما يقال عن رفض بحاح لدمج عناصر المقاومة الشعبية بالجيش اليمني والقول بأن هذا دفع بعض قياداتها للعمل ضده، وقال: “هناك قرار صادر منذ خمسة أشهر من الرئيس هادي بدمج المقاومة بالجيش، ولكن بحاح لم يفعل شيئا حيال تنفيذه.. ولكن مؤخرا مجلس الوزراء برئاسة أحمد عبيد بن دغر أصدر توجيهات جديدة بهذا الشأن وبدأ بعلاج الجرحى وأمور أخرى، وبإذن الله ستحل باقي القضايا كالرواتب والزي والتغذية قريبا”.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، واصل الحوثيين وصالح خرق الهدنة المعلنة في وأبرزها تلك الخروق سجلت في مأرب، حيث يستمر القتال وتتصاعد حدته.
وقال سكان وشهود عيان لـ24، إن "الانقلابيين قصفوا عدة بلدات يمنية في لحج وتعز والبيضاء واعتقلوا مدنيين واقتادوهم إلى جهة مجهولة".
في مدينة تعز ولحج جنوبي اليمن قصفت ميليشيات الانقلابيين مواقع للجيش الوطني في بلدة الوازعية وكرش.
وقالت مصادر عسكرية في الجيش الوطني لموقع 24 الاماراتي ، إن "الانقلابيين يواصلون خرق الهدنة بقصف البلدات المأهولة بالسكان وكذا مواقع قوات الجيش والمقاومة الملتزمة الهدنة".
وفي البيضاء قال ناشطون حقوقيون لـ24، إن ميليشيات الانقلابيين قصفت بلدات ريفية قبل أن تشرع باعتقال مدنيين واقتياده إلى جهة مجهولة، كما داهمت بلدة في ذي ناعم بالبيضاء وفتحت النار على المدنيين.
وقامت الميليشيات باختطاف عبدربه محمد علي العمري، وعبدالعزيز صالح، أحمد محمد العمري، وفضل محمد علي العمري، علي سالم حسين العمري، عبدالسلام حسين ااحمدالعمري، منير احمد ناصر العمري، عبدالله نعمان قاسم، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
نجحت المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء وسط اليمن في إطلاق سراح 3 من رجالها كانوا مختطفين لمدى مليشيا الحوثي وصالح .
وقالت مصادر مطلعة لـ " المشهد اليمني " أن صفقت تبادل أبرمتها المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء مع مليشيا الحوثي وصالح تمكنت من خلالها إطلاق سراح العقيد عبدالرب أحمد الحميقاني وعبدالله محمد حسين صالح أحمد صالح .
وأوضحت المصادر أن صفقة التبادل تمت ليل أمس الثلاثاء حيث أطلقت المقاومة سراح عدداً من عناصر مليشيا الحوثي كانت قد اعتقلتهم خلال مواجهات بمحافظة البيضاء بعد اختطاف المقاومة للعقيد الحميقاني وعدداً من ابناء المحافظة .
فيما رفض الانقلابيون حضور مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي كان من المفترض عقدها أمس الإثنين في الكويت.
فيما أعلنت قيادة التحالف لدعم الشرعية في اليمن، الأربعاء، أنها اطلعت على ادعاءات الناطق باسم المليشيات الحوثية استهداف الطيران لأحد منازل المواطنين في قرية قطبين مسورة في مديرية نهم قرب صنعاء.
وذكرت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" :" إدراكها لمسؤولياتها تجاه الشعب اليمني الشقيق فقد كلفت فريق تقييم الحوادث بالتحقق من تلك الادعاءات سريعاً والرفع بالنتيجة عاجلاً لمعالجة الأمر على قواعد من المهنية المتعارف عليها دوليا".
كما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عن تعاون بين دول الخليج والولايات المتحدة في مكافحة تهريب سفن الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، كشف تقرير حقوقي عن قيام الميليشيات باغتيال وإعدام 25 معارضاً في محافظة يمنية واحدة، وذلك خلال الأشهر الثمانية الماضية.
ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ارتكبت أكثر من 1477 جريمة وانتهاك في محافظة إب وسط اليمن خلال الفترة ما بين 15 آب/أغسطس 2015 وحتى 15 نيسان/إبريل 2016.
وبحسب التقرير الصادر عن وحدة الرصد بالمركز الإعلامي للمقاومة بمحافظة إب، فإن الجرائم والانتهاكات تنوعت بين القتل والتصفية خارج القانون والاختطافات، إضافة إلى مداهمات واقتحام وتدمير منازل خلال الفترة المحددة، حيث توزعت على جميع مديريات المحافظة العشرين.
كما ذكر أن جرائم الاختطاف كانت هي الرقم الأكبر في عدد الجرائم والانتهاكات والتي بلغت بموجب هذه الإحصائية 466 حالة اختطاف وإخفاء قسري، تلتها جرائم النزوح بعدد 244 أسرة نازحة ومشردة، والتي تسبب فيها القصف العشوائي لقرى الشعاور والأهمول وقرى بعدان والشعر.
وأشار التقرير إلى أن نحو 117 جريمة قتل وشروع بالقتل في صفوف المدنيين توزعت بين 86 حالة قتل منها 8 نساء و5 أطفال، بالإضافة إلى 31 حالة شروع بالقتل، وأصيب 83 مدنياً برصاص الميليشيات في الفترة نفسها.
فيما بلغت جرائم التصفية الجسدية والإعدامات بحق معارضي الانقلاب 15 حالة، إضافة إلى 10 عمليات اغتيال لقيادات سياسية وأمنية وخطباء وقيادات مجتمعية.
كذلك أوضح حجم عمليات المداهمات للمنازل والمحلات التجارية والمؤسسات والتي بلغت ما يقارب 186 عملية توزعت بين 151 منزلا و15 محلاً تجارياً و7 مؤسسات طبية و8 مؤسسات خيرية و5 مؤسسات تعليمية.
وبيّن التقرير أيضاً عمليات الاعتداء التي مارسها المتمردون على منازل معارضي الانقلاب والتي بلغت 55 حالة توزعت بين تفجير منازل بشكل كامل وأخرى بشكل جزئي، إضافة إلى تفخيخ عدد آخر وإحراق منازل واحتلال أخرى.
المشهد اليمني:
يترقب اليمنيون انطلاق الجولة الجديدة من محادثات السلام التي من المقرر أن تبدأ الاثنين في الكويت، على أمل أن تكون بمثابة أرضية صلبة وحقيقية لبناء السلام في اليمن هذه المرة.
ويراهن المراقبون على نجاح هذه الجولة من المباحثات في ظل الرسائل السياسية والعسكرية، التي مررها الفاعلون السياسيون في الساحة اليمنية ولا سيما جماعة الحوثي الذين روجوا إلى التزامهم بما ستنتهي إليه المباحثات المنتظرة في الكويت.