تحذيرات من فشل مباحثات السلام السورية..والحكومة تحمل المعارضة المسئولية

الأربعاء 20/أبريل/2016 - 10:10 م
طباعة تحذيرات من فشل مباحثات
 
فى الوقت الذى تتزايد فيه فرص فشل مباحثات السلام السورية فى جينيف، يحاول المبعوث الأممى للأزمة السورية فتح مزيد من الجبهات لانجاح المحاولات، والضغط على الأطراف المتصارعة من أجل القبول إلى صيغة توافقية لانهاء الحرب السورية، فى ضوء اصرار المعارضة السورية على وقف المفوضات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى رفضت فيه الخارجية الأمريكية التعليق على تصريحات رئيس وفد الحكومة السورية لمفاوضات السلام إن قرار المعارضة تعليق التفاوض سيساعد على حل الصراع.
من جانبه قال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية خلال إفادة صحفية "لا نعتقد أن الطريق الصحيح هو إبعاد المعارضة من هذه المباحثات،  في الحقيقة العكس صحيح تماما"، ودعا المتحدث الأمريكي وفد الحكومة السورية لتفسير ما يعنيه بتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة في سوريا.
فى حين اتهمت روسيا المعارضة السورية بالابتزاز بتعليقها المشاركة في محادثات السلام في جنيف.   

تحذيرات من فشل مباحثات
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مساعدة موسكو لدمشق أدت إلى منع تفكيك مؤسسات الدولة السورية ،وشدد على أن إطلاق العملية السياسية في سوريا تم بفضل التعاون مع واشنطن والأمم المتحدة.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية إن المفاوضات السورية لا يجب أن تصبح سوقا وابتزازا للمجتمع الدولي، وردت الوزارة على قرار وقف "وفد مؤتمر الرياض" مفاوضاته في جنيف، أن موقف الوفد المعارض يمكن أن يفسر بغياب أفكار حقيقية للتسوية لديه.
واعتبرت الوزارة أن مجموعة الرياض أظهرت مستوى منخفضا في التفاوض بشأن الأزمة السورية، وتأكيد موسكو على انها ملتزمة بقرار فريق دعم سوريا ومجلس الأمن بأن كامل القضايا التي تهم الجانب السوري ينبغي مناقشتها في محادثات سورية سورية شاملة بوساطة أو مباشرة.
بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أن هناك محاولات لنسف عملية المفاوضات السورية وأضاف بقوله "لكننا سنصد هذه المحاولات، ونجحنا في تحقيق الهدنة".
تحذيرات من فشل مباحثات
أضاف أن التوجه الإيجابي في سوريا واضح، مشددا على ضرورة إخراج بعض المجموعات السورية المقاتلة من نظام الهدنة، مضيفا بقوله " تمكنا من الحفاظ على مؤسسات الدولة في سوريا والحيلولة دون تدميرها وتم تجنب الكوارث التي عانت منها ليبيا".
فى حين حذر محللون من احتمال الفشل في استئناف مباحثات السلام السورية الهشة لعام كامل على الأقل إذا توقفت الآن بينما تطالب المعارضة بمزيد من الدعم العسكري بعد إعلانها انتهاء الهدنة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تصمد فيه الهدنة لستة أسابيع في خطر بسبب احتدام القتال على الأرض، بعد أن توسطت الولايات المتحدة وروسيا للتوصل لهذه الهدنة لتمهيد الطريق لانطلاق أول مباحثات سلام تحضرها أطراف الصراع منذ أن بدأ قبل خمس سنوات.
ويري المتابعون انه إذا انتهت هذه المفاوضات الآن،  فستتوقف لعام على الأقل، وسيزيد اللاجئون بواقع ثلاثة ملايين وسيقتل آلاف آخرون، وإذا رحلت الوفود السوريةعن جنيف، فلن تستمر المباحثات مرة اخري.
تحذيرات من فشل مباحثات
من ناحية أخري يري وفد الحكومة السورية إن وضع الرئيس بشار الأسد غير مطروح للتفاوض بينما تعتبر المعارضة إزاحة الرئيس عن السلطة شرطا مسبقا وتشكو من عدم تحقيق أي تقدم على صعيد وقف العنف وإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين.
وفى سياق متصل قال دبلوماسيون غربيون إن مشاورات تجرى الآن لتقييم الحاجة لعقد اجتماع وزاري للقوى الكبرى خلال الأسبوعين المقبلين في محاولة لتعزيز آلية مراقبة اتفاق الهدنة، فى ظل مخاوف  من انهيار مباحثات جنيف في فراغ دبلوماسي قد يسمح بمزيد من التصعيد في القتال الذي أججته المنافسة بين القوى الأجنبية ومنها إيران والسعودية.
من جانبه قال أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري المقيم بتركيا إن مباحثات جنيف "عديمة الجدوى" وإنه لا أمل في مناقشة الانتقال السياسي، وطالب العبدة "بدعم كمي" لجماعات المعارضة وقال إن الحل يجب أن يكون "سياسيا-عسكريا
واعتبر المراقبين أن المعارضة والوفد الرسمي أخفقا حتى الآن في تضييق هوة الخلاف بشأن قضايا كمصير الأسد وسيكون من الصعب إغواء المعارضة بالعودة لمائدة التفاوض إذا استؤنف القتال في ظل استفادة القوات الحكومية من الدعم العسكري في ميادين القتال.
وسخر بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي من الانسحاب الجزئي للمعارضة، وأكد على أن من يغادر جنيف يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك على أنه غير ناضج سياسيا وأنه لم يفهم بعد الغرض من مجيئنا إلى جنيف."
شدد بقوله " الهيئة العليا للمفاوضات أصلا لا يمثلون الشعب السوري بل العكس تماما ربما بذهابهم تُزال عقبة كبيرة ونصل إلى حل لأن هؤلاء مزيد من المتطرفين والإرهابيين."
تحذيرات من فشل مباحثات
وقال الجعفري، إن المحادثات مستمرة رغم انسحاب وفد المعارضة منها، مشيرا إلى تأكيد نائب دي ميستور أن الأمم المتحدة ترى ذلك أيضا، مشيرا إلى أنه جرت مناقشة التعديلات التي قدمتها الحكومة السورية على ورقة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة موسعة وضرورة الضغط على دول الجوار.
أكد الجعفري إصرار سوريا على عقد محادثات "سورية – سورية" دون تدخلات خارجية، مشيرا إلى أن التشنج الذي جرت مشاهدته أمس الثلاثاء من طرف المعارضة انعكاس لحالة الجهات الخارجية الداعمة لهم.
ذكر الجعفري أن انسحاب المعارضة كان بسبب موقف الشعب السوري الداعم لدولته وحكومته وبسبب إنجازات الجيش السوري بتحرير تدمر وغيرها من المناطق، وقال الجعفري إن المباحثات لن تخسر شيئا بانسحاب الهيئة، مشيرا إلى أنها لا تمثل الشعب السوري، موضحا أن الحل السياسي يتلخص فى تشكيل حكومة وطنية موسعة ودستور وانتخابات برلمانية.




شارك