انطلاق مفاوضات اليمن بالكويت.. وتركيا تجمد أموال علي عبد الله صالح
الخميس 21/أبريل/2016 - 09:12 م
طباعة

نجحت الضغوط التي مارستها الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بمساعدة من عُمان والكويت، في اقناع وفد الحوثيين وعلي عبدالله صالح بالمشاركة في محادثات السلام في الكويت، وسط استمرار خرق الهدنة دون التأثير على مسارها.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، انطلقت مساء الخميس، المباحثات بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في العاصمة الكويت.
وكان من المقترح أن تبدأ المفاوضات يوم الاثنين الماضي، لكنها تأخرت بسبب عدم وصول وفد المتمردين الذي وصل إلى الكويت في وقت سابق الخميس.
وقال وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، إن المحادثات اليمنية تهدف إلى إعادة إعمار اليمن وإحلال السلام، مضيفا أن دول الخليج ستعمل على تمويل مشاريع إعادة إعمار اليمن.
من جانبه، قال المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل الانتظار، لافتا إلى أن المفاوضات ستنطلق من النقاط الخمس لقرار مجلس الأمن.
وطالب ولد الشيخ جميع الأطراف بالحضور للمفاوضات بحسن نية. وتقديم تنازلات بحثا على المصحلة العامة لليمنيين.
وأكد المبعوث الدولي أنه لا بد من التوصل إلى حل سياسي في اليمن للخروج من الأزمة، وتابع قائلًا، إن هذه المفاوضات مفصلية ونحن اليوم أقرب إلى السلام من أي وقت مضى.
وكان وفد ممثلي الحوثي وصالح قد وصل إلى الكويت في وقت سابق اليوم الخميس قادما من العاصمة العمانية مسقط على متن طائرة خاصة بعد جهود إقليمية ودولية بذلت في الأيام الثلاثة الماضية لإقناعه بالمشاركة في المشاورات.
وأكدت الأمم المتحدة أمس الأربعاء أن مشاورات السلام اليمنية ستبدأ في الكويت اليوم الخميس لبحث تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وإمكانية وضع إطار يمهد الطريق لعملية سلمية ومنظمة استنادا إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
هادي يشدد القرار الأممي:

وعلي صعيد اخر دد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على ثوابت ومرتكزات المشاورات الأساسية المتمثلة في تنفيذ القرار 2216 واستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
جاء ذلك خلال ترؤس هادي اجتماعاً استثنائياً لمستشاريه، بحضور نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والذي تناول عدداً من القضايا والموضوعات المتصلة بالشأن اليمني ومشاورات السلام بالكويت وموقف الحكومة الجاد من أجل السلام من خلال تواجد وفد الحكومة اليمنية للمشاورات.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الرئيس هادي إشادته "بصبر الوفد الحكومي للمشاورات في الكويت وتحليه بالتأني والحكمة رغم عدم حضور وفد الانقلابيين حتى اللحظة".
وقال هادي إن "الوفد يدرك أن هناك قضية ووطنًا يحرص عليها بعيداً عن الأجندة الخاصة والمشروعات الضيقة"، مؤكداً "عمق العلاقة الأخوية والمصير المشترك والتلاحم المصيري الصادق بين اليمن ودول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".
خرق الهدنة

وتبادل الطرفان خلال الأيام الماضية الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بسقوط صاروخ كاتيوشا يرجح أن المتمردين أطلقوه، عند مدخل مدينة مأرب (شرق صنعاء) التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وأشارت مصادر عسكرية موالية الى أن معارك دارت، الأربعاء، على جبهات عدة، منها نهم شمال شرق صنعاء، والجوف (شمال) وتعز (جنوب غرب) والبيضا (وسط).
من جهتهم، قال الحوثيون عبر وكالة "سبأ" التابعة لهم، إن التحالف شن غارتين الأربعاء على مديرية نهم "في خرق لوقف إطلاق النار".
كما قالت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، إن مسلحي الحوثي وقوات المخلوع صالح خرقوا اتفاقا لتثبيت إطلاق النار بعد ثلاث ساعات من توقيع الطرفين عليه، بحسب العربية نت.
وذكرت المصادر أن القوات الموالية للحوثيين وصالح قصفت بالأسلحة المتوسطة مواقع الجيش الوطني والمقاومة في مديرية عسيلان بالمحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن القصف أدى إلى إصابة أحد أفراد اللواء 22 ميكا في الكتف، في حين اكتفت قوات الجيش والمقاومة بالرد على مصدر النيران.
في السياق ذاته، صدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة الجوف هجوماً عنيفاً شنه مسلحو الحوثي وقوات المخلوع صالح، الأربعاء، على مواقعهما في المحافظة، في خرق مستمر لعملية وقف إطلاق النار التي بدأت في العاشر من الشهر الجاري.
وقال مصدر محلي إن القوات الموالية للحوثيين وصالح حاولت التقدم باتجاه مواقع قوات الجيش والمقاومة في مديرية الغيل، جنوبي محافظة الجوف، قبل أن تتراجع بعد أن جوبهت بمقاومة عنيفة.
وذكر المصدر أن القوات المهاجمة تكبدت خسائر كبيرة في الأوراح والمعدات.
وفي تعز جنوب غربي البلاد، أوضحت مصادر ميدانية أن ميليشيات الحوثي وصالح شنت هجوما على مواقع المقاومة في السجن المركزي بالضباب غرب المدينة في استمرار لخرق الهدنة.
ولفتت المصادر إلى مقتل وجرح عدد من مسلحي الحوثي في ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف العربي على عدة مواقع بمحافظة تعز، وذلك ردًا على خروقات الحوثيين.
كما أفادت مصادر "العربية" أن الدفاعات الأرضية لقوات التحالف العربي اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الانقلابيين فوق مأرب وقامت بتدميره، وذلك في خرق جديد للهدنة المعلنة في اليمن.
كما قامت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بقصف بالكاتيوشا على مواقع بمديرية الزاهر في محافظة البيضاء، وفق المصادر نفسها.
من جهتها، ذكرت مصادر ميدانية أن عربتين من نوع BTR وصلتا إلى جبهة صرواح غرب مأرب برفقة عدد من الأطقم العسكرية كتعزيزات للميليشيات قادمة من صنعاء مستغلة التزام الجيش والتحالف والمقاومة بالهدنة.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، قالت الحكومة التركية في جريدتها الرسمية الخميس 21 أبريل إنها جمدت أرصدة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح تمشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي.
وأضافت أنها جمدت كل أرصدة صالح في البنوك التركية وغيرها من المؤسسات المالية بما في ذلك الخزائن.
وكان محققون عينتهم الأمم المتحدة قد أبلغوا مجلس الأمن بأنهم يشتبهون في أن صالح كون ثروة تصل إلى 60 مليار دولار (أي ما يساوي الناتج المحلي الإجمالي اليمني السنوي) خلال سنوات حكمه الطويلة وشارك في مخطط للاستيلاء على السلطة عام 2014.
وأصدر مجلس الأمن الدولي في نوفمبر 2016، عقوبات تشمل تجميد أصول الرئيس السابق الذي أطيح به في العام 2012 بعد اتهامه بالإساءة إلى المرحلة الانتقالية في اليمن من خلال دعم الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء.
المشهد اليمني:
يترقب اليمنيون نتائج الجولة الجديدة من محادثات السلام التي بدات اليوم الخميس في الكويت، على أمل أن تكون بمثابة أرضية صلبة وحقيقية لبناء السلام في اليمن هذه المرة.
ويراهن المراقبون على نجاح هذه الجولة من المباحثات في ظل الرسائل السياسية والعسكرية، التي مررها الفاعلون السياسيون في الساحة اليمنية ولا سيما جماعة الحوثي الذين روجوا إلى التزامهم بما ستنتهي إليه المباحثات المنتظرة في الكويت.