من السواحل التركية إلى شمال إفريقيا.. أوروبا تعاني من تدفق اللاجئين

السبت 23/أبريل/2016 - 09:04 م
طباعة من السواحل التركية
 
يواصل المجتمع الأوروبي محاولات امتصاص أزمة اللاجئين الفارين من جحيم الحروب بالشرق الأوسط، وبالرغم من سريان اتفاق مع تركيا لوقف تدفق اللاجئين، عادت سواحل الشمال الإفريقي لإرسال مزيد من اللاجئين وتعقيد المشهد الراهن، بما ينبئ بصيف ساخن للأوساط الأوروبية.

من السواحل التركية
من جانبه أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشجاعة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سياستها تجاه أزمة اللاجئين، مُعربًا عن شكره لألمانيا على مساهمتها الحاسمة في الاتفاق النووي مع إيران، مضيفا أن ألمانيا من أقرب الشركاء في مكافحة تنظيم داعش والإرهاب.
قال أوباما قبيل زيارته المرتقبة لألمانيا غدًا الأحد، في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية "أظهرت ميركل قيادة سياسية وأخلاقية حقيقية".
أضاف أوباما: "لا يمكننا ببساطة إغلاق الأبواب أمام أقراننا من البشر عندما يكونون في أزمة كبيرة. سيكون ذلك خيانة لقيمنا"،  وذكر أوباما أنه يعتبر ميركل صديقة ومن أوثق شركائه أيضًا، مشيرًا إلى أنه يعتز بذلك الأمر، وقال: "عندما تقول شيئا فإنها تعنيه، عندما تقول أنها ستفعل شيئا فإنها تفعله. أنا أثق بها".
شدد أوباما على أنه أنجز مع ميركل بعض الأمور بصورة مشتركة، فـ "عندما طرأ أمر في العلاقات الثنائية، مثلما يحدث حتما بين أي دولتين، قمنا بحل الأمر بصورة تشاركية تتميز بالاحترام المتبادل".
قال أوباما: "الرسالة من زيارتي هي أن الولايات المتحدة - بل العالم بأكمله - يحتاج إلى أوروبا قوية وموحدة ومفعمة بالرخاء".
من السواحل التركية
من ناحية أخرى أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على أنه لا أحد سيحمي حدودنا بدلا منا. لا يمكننا تسليم مفاتيح أراضينا" إلى دول ثالثة، وهذا ينطبق على تركيا كما على دول شمال إفريقيا".
شدد توسك بقوله "عجزنا سيثير الرغبة في ابتزاز أوروبا"، عشية زيارة مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى غازي عنتاب بجنوب تركيا في سياق متابعة تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول المهاجرين. 
نوه أن هذا الاتفاق "يثبت أن على أوروبا وضع حدود واضحة لتنازلاتها. يمكننا المساومة على المال، لكن ليس على قيمنا إطلاقا"، مضيفًا  "حرياتنا، بما في ذلك حرية التعبير، لن تكون موضع أي مساومة سياسية مع أي شريك كان، ويجب أن تصل هذه الرسالة أيضًا إلى الرئيس التركي رجب طيب رجب طيب أردوغان".
وطلبت أنقرة رسميا من برلين مباشرة ملاحقات قضائية اثر بث برنامجين هزليين في ألمانيا سخرا من اردوغان. وأحالت المستشارة الألمانية الطلب التركي على القضاء الألماني ليبث فيه، وأعلنت عزمها على إلغاء بند القانون الذي يجيز هذه الإجراءات.
واعتبر توسك أن الاتفاق الأوروبي التركي لا يمكن أن يشكل "نموذجًا معمما يطبق على طرق الهجرة الأخرى، بما في ذلك طريق المتوسط "مؤكدًا أن "ليبيا ليست تركيا".
نوه توسم فى مقال له في صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية " على أوروبا أن تساند إيطاليا في تحركها ضد المهربين، ما سيتطلب على الأرجح التزاما أكبر في ليبيا".
وتوجه توسك مع ميركل ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس إلى محافظة غازي عنتاب برفقة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو لتفقد مخيم "نزيب" للاجئين والمشاركة في افتتاح أحد المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي من أجل الأطفال والأسر في مدينة غازي عنتاب.

من السواحل التركية
من جانبه أشار زايبرت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتزم المساهمة بستة مليارات يورو على نحو تدريجي لتوفير حياة آمنة وكريمة للاجئين في تركيا والمساعدة في إدخال أطفال اللاجئين المدارس.
 وقال: "تركيا بذلت خلال الأعوام الماضية جهودا كبيرة، نحن نشاركها الآن في الأعباء ونساعد في تحسين مصير اللاجئين"، موضحا أن المعاناة وانعدام الأمل في مخيمات اللاجئين من أسباب مواصلة الفرار، مضيفا بقوله نريد المساعدة في القضاء على هذه الأسباب".
وتوجهت اليوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تركيا في زيارة قصيرة تتفقد خلالها أيضا مخيمًا للاجئين في محافظة غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا على الحدود مع سوريا، وتفقدت  ميركل برفقة توسك وتيمرمانس مخيم "نزيب" للاجئين، كما تشارك في افتتاح أحد المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي من أجل الأطفال والأسر في مدينة غازي عنتاب.
كان المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتزم المساهمة بستة مليارات يورو على نحو تدريجي لتوفير حياة آمنة وكريمة للاجئين في تركيا والمساعدة في إدخال أطفال اللاجئين المدارس. 
قال: "تركيا بذلت خلال الأعوام الماضية جهوداً كبيرة. نحن نشاركها الآن في الأعباء ونساعد في تحسين مصير اللاجئين"، موضحاً أن المعاناة وانعدام الأمل في مخيمات اللاجئين من أسباب مواصلة الفرار، وقال: "نريد المساعدة في القضاء على هذه الأسباب".
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان السبت أن الاتحاد الأوروبي "سلم أمره لتركيا" على صعيد أزمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها ميركل، مشيراً إلى عواقب "يصعب التكهن بها" ستنجم عن هذه المسألة. وجه أوربان هذه الانتقادات إلى المستشارة ميركل في مقابلة مع مجلة "فيرتشافتس فوخي" الألمانية الـسبوعية.
واعتبر اوربان الذي أقامت حكومته شريطاً شائكاً لمنع تدفق المهاجرين واللاجئين إلى المجر، "نحن سلمنا أمرنا لتركيا" من خلال هذا الاتفاق بين بروكسل وأنقرة"، وأضاف أن "هذا الأمر ليس جيداً على الإطلاق". وقال رئيس الوزراء المجري إن "أمن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يعهد إلى دولة أجنبية ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي".
وتهيمن على الزيارة أيضاً المخاوف على حرية الرأي في تركيا، فقبيل زيارة ميركل انتقدت الحكومة الألمانية تدهور وضع حرية الرأي والصحافة تركيا. وذكرت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة السبت استناداً إلى رد الحكومة الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار" المعارض، أن هناك تدهوراً ملحوظاً في أوضاع الصحفيين في تركيا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

من السواحل التركية
يأتى ذلك فى الوقت الذى اقترح فيه نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي احمد عمر معيتيق الجمعة أثناء زيارة إلى إيطاليا، أن يتفاوض الاتحاد الأوروبي مع ليبيا على اتفاق شبيه بالاتفاق المبرم منتصف مارس بين الاتحاد وتركيا لوقف تدفق اللاجئين على أوروبا. 
وجاء في بيان للخارجية الإيطالية: "طلب نائب الرئيس أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وليبيا على غرار الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا"، دون مزيد من التفاصيل.
وبحسب الاتفاق المبرم في 18 مارس ببروكسل اتفق الاتحاد الأوروبي وتركيا على إعادة كل اللاجئين الجدد والمهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون من تركيا إلى الجزر اليونانية، إلى تركيا بمن فيهم طالبوا اللجوء. وفي المقابل قبل الأوروبيون، بشروط عدة ومنها منح تركيا مساعدة مالية جديدة.
وأكدت الخارجية الإيطالية أن معيتيق "شكر إيطاليا على دعمها للشعب الليبي معرباً عن أمله في أن تستمر إيطاليا في القيام بدور طليعي في مسار المصالحة الوطنية الهادف إلى بناء ليبيا جديدة ديمقراطية وموحدة". 
والتقى وزير الداخلية الإيطالي انجلينو الفانو معيتيق ووزير الداخلية الليبي عارف الخوجه. وقال الفانو "أنا مرتاح جداً للقاء. ونحن نعمل معاً ومن الآن على مكافحة الإرهاب وتهريب البشر".
كان وزير الخارجية الإيطالي أول مسؤول أوروبي يزور ليبيا للقاء رئيس الوزراء فايز السراج بعيد وصول هذا الأخير إلى طرابلس.
والجدير بالذكر أن آلاف اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين ومعظمهم من دول جنوب الصحراء الإفريقية، ينطلقون من السواحل الليبية في مراكب متهالكة باتجاه إيطاليا.

شارك