الجيش اليمني يحرر "زنجبار" من القاعدة.. وسط استمرار مفاوضات الكويت
السبت 23/أبريل/2016 - 10:19 م
طباعة

حرر الجيش اليمني مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين من تنظيم القاعدة، فيما يواصل الفرقاء اليمنيون في الكويت المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وبدء عملية السلام برعاية أممية ودعم خليجي.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، سلّم الوفد الحكومي الأمم المتحدة تقريراً عن الخروقات التي قامت بها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في عدد من المدن والمحافظات خلال جلسة المشاورات أمس في الكويت.
وقال الوفد إن ميليشيات الحوثي والمخلوع ارتكبت 213 خرقاً بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة في كل من محافظات تعز والجوف ومأرب والبيضاء وحجة وشبوة، مضيفًا أن الميليشيات ارتكبت في محافظة تعز تسعة وستين خرقا حيث قصفت بالمدفعية مناطق المسراخ واستهدفت منازل مدنيين بعدد من الصواريخ وقذائف الكاتيوشا.
فيما ذكرت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية"، السبت، أن وفد الحوثي رفض الخوض في مناقشة إجراءات بناء الثقة ومنها رفع الحصار عن مدينة تعز، وتزامن ذلك مع انتهاء الجلسة الصباحية من المحادثات اليمنية التي عُقدت في الكويت.
وكان المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، قد أجرى محادثات مع الوفود كل على حدة لتهدئة الأجواء بعد انتهاء جلسة الصباح المباشرة بتمسك كل طرف بمواقفه، ما أدى إلى إنهائها بشكل سريع.
من جانبه، رفض الوفد الحكومي اليمني طلبا للمبعوث الدولي بعقد لقاء مشترك بين رئيسي الوفدين.
وكان الوفد الحكومي قد قال إنه سيركز على نقاط بناء الثقة فقط ولن يتم الحديث عن أي نقطة أخرى قبل تنفيذ التزامات بناء الثقة والمتضمنة وقف إطلاق النار وفتح الممرات الآمنة وإطلاق المعتقلين.
مصدر حكومي قريب من المفاوضين أعتبر مطالبة الانقلابيين بإصدار بيان حول وقف إطلاق النار شكل من أشكال المراوغة واهدار الوقت والتهرب من مناقشة القضايا الرئيسية في جدول الأعمال والمتعلقة بآليات تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216.
جلسات المناقشة الثلاث التي عقدت أمس واليوم اتسمت بقدر كبير من المناورة من قبل وفد الانقلابيين، فيما تواصل الميليشيات ارتكاب المزيد من الخروقات العسكرية في جبهات تعز ونهم ومأرب والجوف حيث قدم الوفد الحكومي المفاوض تقريرًا الى المبعوث الأممي خلال جلسات اليوم تضمن 260 خرقا ارتكبته الميليشيات الانقلابين أمس الجمعة.
هذا ورفض وفد الانقلابيين في الجلسة الثانية من المشاورات التي انتهت ظهر السبت مناقشة إجراءات بناء الثقة وتثبيت وقف إطلاق النار وفك الحصار عن تعز وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأفاد مراسل "العربية" أن وفد الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح أصر على موقفه بمناقشة الشق السياسي ووقف غارات الطيران، ما استدعى المبعوث الخاص اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى طلب الاجتماع برئيسي الوفدين، ومع رفض رئيس الوفد الحكومي، قرر المبعوث الأممي الاجتماع بهما، كل على حدة.
واختتمت، السبت، الجولة الثانية من المفاوضات وسط تضارب المواقف حول تفسير وقف النار بين وفدي الميليشيات والحكومة اليمنية.
من جانبه، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن في مؤتمر صحافي أن جلسة مباحثات اليوم كانت بناءة وإيجابية، مشيرا إلى أن العمل في المفاوضات سيسير بشكل متواز في القضايا الخمس التي تمثل بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وقال إن اليمن يمر بمرحلة حساسة، ويحتاج إلى تعاون الجميع.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن الحالة الأمنية في اليمن جيدة، رغم حدوث بعض الخروقات، خاصة الاشتباكات التي شهدتها تعز في بعض المناطق اليوم.
وأوضح أن جلسة اليوم شهدت بحث تشكيل لجان محلية لمراقبة تطبيق الهدنة في اليمن.
وخُصصت الجلسة الأولى لمناقشة وإقرار جدول أعمال المحادثات، وتشكيل لجان مشتركة من الطرفين لبحث آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن حول اليمن.
وكانت المفاوضات اليمنية انطلقت رسميا في الكويت، مساء الخميس. وحذر وفد الشرعية من أن أي تغيير في جدول الأعمال يعني نسف المفاوضات.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الكويتي إن الشعب اليمني سيدفع ثمن تأخر عملية السلام، فيما أكد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن المشاورات ستعتمد على النقاط الخمس المذكورة في القرار الأممي.
في حين تتخوف مصادر من أن يكون جدولُ الأعمال لغماً بيد الميليشيات للتذرع به وبالتالي إفشال حوار الكويت.
في المقابل، رحب التحالف العربي بانعقاد مفاوضات اليمن، وأعلن تكثيفه جهود إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، مؤكداً أنه ينسق مع لجان وقف إطلاق النار في اليمن للتعامل مع أي خروقات.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، قُتل قيادي بارز في "حزب التجمع اليمني للإصلاح”، اليوم السبت، بنيران مجهولين في محافظة ذمار الواقعة على بعد حوالي 100 كم من العاصمة صنعاء، حسب مصدر في الحزب.
وقال المصدر للأناضول مفضلاً عدم ذكر اسمه إن “مسلحين مجهولين اغتالوا حسن اليعري، رئيس هيئة الشورى في المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في محافظة ذمار، أثناء خروجه من أحد المساجد بمدينة ذمار عاصمة المحافظة". وأضاف أن “المسلحين تمكنوا من الفرار بعد تنفيذ عملية الاغتيال، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن ذلك حتى الآن (الساعة 10.50 تغ”.
ويعتبر “اليعري” من القيادات البارزة في الحزب، وقد شغل في وقت سابق رئاسة فرعه في ذمار، وتعرض خلال الأشهر الماضية، للاختطاف من قبل الحوثيين بالمحافظة وتم الإفراج عنه.
فيما تبادلت الحكومة اليمنية وميليشيات المخلوع صالح مجموعة من الأسرى يوم الخميس في العاصمة صنعاء.
وقد تمت صفقة تبادل الأسرى هذه بوساطة قبلية، وشملت 121 أسيرًا من بينهم 71 من مسلحي الحوثي وخمسين جنديا من قوات الحكومة اليمنية.
وجاءت هذه العملية قبيل انطلاق مفاوضات السلام اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة، والتي كان من المفترض أن تبدأ مطلع هذا الأسبوع ولكن مماطلة ميليشيات وفد الحوثي أدت إلى تأخيرها.
في وقت سابق أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بياناً عن التحالف جاء فيه أن "قيادة قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن استعادت تسعة محتجزين سعوديين وسلمت مئة وتسعة من اليمنيين ممن تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية أن انتهاكات وقف إطلاق النار في اليمن تتراجع بعد تشكيل لجان ميدانية مشتركة للإشراف على وقف الأعمال العسكرية.
وأوضح الناطق باسم التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري أن اللجان الميدانية المشتركة المؤلفة من ممثلين عن القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين "تعمل بمعظمها" تحت إشراف عناصر سعوديين.
وأضاف عسيري أن عمليات الرصد على الأرض تشير إلى أن عدد الانتهاكات في تراجع يوما بعد آخر".
إلا أن عسيري لفت أن وضع تعز صعب، مشيرًا إلى أن أكبر فريقٍ من المراقبين موجود هناك.
كما أفادت تقارير إعلامية اليوم السبت بأن الجيش اليمني، الموالي للسلطات الشرعية، تمكن من دخول زنجبار عاصمة محافظة أبين، وطرد مسلحي تنظيم القاعدة منها.
وبدأت صباح اليوم السبت، عملية عسكرية واسعة للجيش اليمني، لتحرير مدن في محافظة أبين جنوبي البلاد، من عناصر تنظيم القاعدة.
وأضافت المصادر نفسها أن القوات تواصل في هذه الأثناء تقدمها نحو المدينة لانتزاعها من قبضة مسلحي تنظيم "أنصار الشريعة" التابع لتنظيم القاعدة،ووردت أنباء عن سقوط عشرات القتلى من مسلحي القاعدة علي أيدي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبغطاء ومساندة طيران التحالف.
وكان التنظيم استولى على عدد من مناطق محافظة أبين، بعد معارك مع القوات الموالية للرئيس هادي، أواخر العام الماضي.
ال سكان عبر الهاتف إن طائرة دون طيار نفذت ضربة جوية اليوم السبت في مدينة مأرب جنوب اليمن فقُتل رجلان يشتبه بأنهما من تنظيم القاعدة.
وقال أحد السكان “أطلقت طائرة دون طيار صاروخين على سيارة كان الرجلان فيها” في منطقة جنوبي مأرب مضيفا "دُمرت السيارة تماما وقُتل الرجلان على الفور"، وتستخدم الولايات المتحدة الطائرات دون طيار في اليمن لاستهداف قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي خطط لزرع قنابل على متن رحلات جوية دولية ودعا إلى شن هجمات في دول غربية.
وفرض التنظيم وهو الجناح المحلي لتنظيم القاعدة المتشدد سيطرته على مساحات كبيرة من شرق اليمن منذ نشوب الحرب الأهلية فيه العام الماضي.
انشقاق في صفوف الحوثيين وصالح:

وفي سياق اخر رفض آلاف الجنود اليمنيين القتال تحت راية الحوثيين، وانشقوا عن الجيش الذي تسيطر عليه الجماعة وقادة تابعون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن "أكثر من عشرة آلاف جندي رموا بنادقهم احتجاجًا على حرب اليمن ليُتهموا بالخيانة لاحقًا، وهُددوا بالاعتقال، لكن الأسوأ من ذلك هو أن المتمردين قطعوا رواتبهم عقابا لهم على عدم تنفيذ أوامرهم".
وتحدث أحد هؤلاء المقاتلين للموقع قائلًا: “أخبرنا قادتنا أن علينا تحرير تعز من مسلحي تنظيم القاعدة، لكنني لم أشاهد أحدًا منهم هناك، بل رأيت اليمنيين يقتلون بعضهم، لذلك لم يكن باستطاعة القادة إقناعي بالقتال، أدركت وقتها أن هذه الحرب الأهلية ستدمر بلدنا، فهربت”، مشيرًا إلى أن “عدد المنسحبين من الحرب وصل إلى قرابة عشرة آلاف مسلح”.
وأفاد مصدر من وزارة الدفاع في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، أنه “من المقدر أن عشرة آلاف جندي رفضوا القتال مع أي من الطرفين في الحرب الأهلية، ونفس العدد تمرد على سيطرة الحوثيين ويقاتلون الآن ضدهم”.
المشهد اليمني:
يترقب اليمنيون نتائج الجولة الجديدة من محادثات السلام التي بدات اليوم الخميس في الكويت، على أمل أن تكون بمثابة أرضية صلبة وحقيقية لبناء السلام في اليمن هذه المرة.
ويراهن المراقبون على نجاح هذه الجولة من المباحثات في ظل الرسائل السياسية والعسكرية، التي مررها الفاعلون السياسيون في الساحة اليمنية ولا سيما جماعة الحوثي الذين روجوا إلى التزامهم بما ستنتهي إليه المباحثات المنتظرة في الكويت.