الفشل يخيم على مفاوضات الكويت.. والجيش اليمني يبدأ تحرير المكلا من القاعدة

الأحد 24/أبريل/2016 - 03:52 م
طباعة الفشل يخيم على مفاوضات
 
حالة من الإخفاق، مع تفاؤل ضعيف بنجاح مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى إطلاق مبدئي لإنهاء الصراع في البلاد، والذي بدأ منذ فبراير 2015، يأتي ذلك مع بدأ الجيش اليمني عملية تحرير المكلا عاصمة حضرموت من يد تنظيم القاعدة، وسط اعتراض من قبل الحوثيين والإخوان.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، لوح رئيس وفد الحوثيين بمحادثات الكويت "محمد عبدالسلام" بشكل غير مباشر بفشل مشاورات الكويت، إذا لم تتوقف غارات التحالف على اليمن.
وقال "عبدالسلام" في منشور له بصفحته على "فيس بوك" اليوم الأحد: "إن استمرار الغارات الجوية واستهداف الطرق والجسور والبيوت يؤكد أن الإعلان عن وقف الأعمال العسكرية مجرد كلام عار عن الصحة، وأن مسار المشاورات في ظل العدوان لن يختلف عن الجولات السابقة".
وأضاف: "إذا لم يتم الالتزام بالبند الأول الخاص بتثبيت وقف الأعمال العسكرية الذي قدمته الأمم المتحدة ووافق عليه الجميع فغيره بالأولى".
واختتمت جلسة المناقشات الصباحية بين وفدي الحكومة اليمنية و"الحوثي- صالح" في محادثات الكويت دون تحقيق أي تقدم بشأن القضايا الخلافية والاتفاق على جدول الأعمال وآليات العمل، مع عدم حضور الحوثين الجلسة المسائية اليوم الأحد.
وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية لقناة "العربية"، أن اليوم الثالث لم يخلُ من مراوغة وتعنت وفد الانقلابيين في كثير من الملفات، وإن توصل الفريقان في نهاية المطاف إلى اتفاق بشأن تكليف ممثلين عنهما في مهمة الإشراف ومتابعة لجان التهدئة المحلية والتواصل فيما يخص الخروقات العسكرية.
وعلمت قناة "العربية" أن أجواء من التوتر تسود المناقشات في ظل استمرار التباينات والاختلافات بين الوفدين إزاء عدد من القضايا المتصلة بتثبيت وقف إطلاق النار وتمسك الوفد الحكومي بموقفه، بشأن ضرورة التزام الانقلابيين بتنفيذ إجراءات بناء الثقة المتفق عليها في الجولة الثانية من المحادثات التي عقدت في مدينة بييل السويسرية منتصف ديسمبر الماضي.
وفي الجلسة قدم الوفد حكومة الرئيس اليمين عبدربه منصور هادي، تقريرًا بالخروقات العسكرية التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مختلف الجبهات خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضح التقرير أن الميليشيات ارتكبت 127 خرقًا، منها 50 خرقًا في محافظة الجوف، و39 خرقًا في محافظة مأرب، و22 في محافظة تعز قتل خلالها 8 مدنيين وجرح عشرات آخرون، و11 خرقا في محافظة البيضاء، و5 خروقات في محافظة شبوة.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، قصف التحالف العربي مواقع تنظيم القاعدة الإرهابي في المكلا عاصمة حضرموت جنوب اليمن، ويأتي هذا بعد استعادة الجيش اليمني لمدينة زنجبار، من مسلحي تنظيم القاعدة في محافظة أبين.
والمكلا مركز لحركة الملاحة وعاصمة إقليمية وهي معقل تنظيم القاعدة الذي استفاد من الحرب الأهلية الدائرة منذ عام في اليمن للسيطرة على أجزاء في جنوب وشرق البلاد.
وقال مصدر عسكري يمني: "إن الضربات تم التنسيق لها مع قوات على الأرض". وفي الأيام القليلة الماضية ذكر سكان ومسئولون محليون تحضيرات لهجوم بري تنفذه قوات موالية للحكومة في المكلا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تجتمع فيه حكومة اليمن مع الحوثيين المدعومين من إيران في الكويت في محاولة لإيجاد حل للصراع الذي سقط فيه أكثر من 6200 قتيل وقسم البلاد.
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية وأغلبه من دول عربية ضربات جوية في اليمن منذ نحو عام لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لإعادة الاستقرار السياسي في البلاد.
وقال شهود عيان ومصادر قبلية: إن معارك عنيفة دارت في محيط ميناء الضبة في بلدة الشحر بحضرموت، عقب غارات مكثفة شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع للإرهابيين في الميناء.
وأكد مصدر قبلي لموقع "24 الإماراتي" أن "ثلاثة من رجال القبائل قتلوا في المواجهات، وسقوط أكثر من 13 بين قتيل وجريح في صفوف الجماعات الإرهابية".
وأشار المصدر إلى أن "قبائل الحموم في الشحر تريد استعادة ميناء الضبة وتصفية الجيوب الإرهابية من البلدة".

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، رفض وفد "الحوثي وصالح" في الكويت المشارك في مشاورات السلام مقترحاً من الأمم المتحدة بإصدار بيان يؤيد العملية العسكرية ضد تنظيم القاعدة وداعش في المكلا وأبين.
وقال القيادي الحوثي، أسامة ساري، في مقابلة مع قناة العالم الإيرانية: "إن الغارات التي ينفذها التحالف على القاعدة في جنوب اليمن مرفوضة"؛ وهي تصريحات عدها ساسة يمنيون تأكيداً لتبعية هذه التنظيمات للانقلابيين في صنعاء.
وكانت مصادر يمنية أكدت أن القاعدة وداعش في حضرموت يقومان بتهريب المشتقات النفطية للانقلابيين في صنعاء.
من جهته دعا القيادي الإخواني، عبد المجيد الزنداني، إلى وقف قتال القوات الوطنية للتنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن.
ونقل القيادي الإخواني، خالد الأنسي، مطالبة الزنداني حكومة الرئيس هادي بوقف القتال ضد الجماعات الإرهابية.
وقال الأنسي في تصريحات نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "نشكر الشيخ عبد المجيد الزنداني على محاولته وضع حلول للقتال بين الإسلاميين المسلحين وكتائب الجيش الوطني، في أبين وحضرموت".
وتمنى الأنسي، وهو قيادي بارز في إخوان اليمن، بأن "يتم قبول الاتفاق بين الطرفين، حتى لا تسبب الحرب مزيداً من إراقة الدماء".
ويعد الزنداني من أبرز قيادات تنظيم القاعدة، أو ما يعرف بـ "الأفغان العرب"، وسبق له وشارك في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
فيما يبدو أن آمال اليميين يوف تصطدم بنتائج غير مرضية في مفاوضات الكويت مع تعنت الحوثيين فيا لتوصل إلى إعلان مبادئ للاتفاق.
وبسبب المراوغة الحوثية اقتصر الإنجاز في الأيام الثلاثة الأولى للمفاوضات على اختيار ممثل من طرف الحكومة وآخر من المتمردين لمتابعة لجنة التهدئة، والتواصل والتحقق من سير عملها على الأرض، ولكن عاد الحوثيون ولوحوا بالانسحاب من المفاوضات وهو ما يشير إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق إلا إذا شهدت الساعات الأخيرة من المفاوضات تغييرا في موقف الحوثيين.

شارك