إيران وتركيا.. صراعٌ في خدمة "داعش"
الأحد 24/أبريل/2016 - 07:58 م
طباعة

على ما يبدو أن إيران وتركيا لا تريدان أن تعترف بأن ما فعلاه فى العراق بعد الغزو الأمريكى في 2003م هو ما أدى بها إلى ظهور داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، بالإضافة إلى تأجيج الطائفية، وهو ما يعنى بالضروة انقلاب السحر على الساحر واستهداف الإرهاب لهما،
وقد أكد وزير المخابرات الإيرانية محمود علوي أمس السبت 23-4-2016م أن تنظيم داعش يدبر "مؤامرات" ضد إيران من معقله في مدينة الرقة السورية، وقام بعدة محاولات لإرسال "فرق إرهابية" إلى الجمهورية الإسلامية، وإنه لولا محاربة إيران للإرهاب في سوريا والعراق لكانت ستضطر لفعل ذلك على أراضيها، أن دورها المستمر في الأزمة السورية يعد مسألة أمن قومي إن الرقة في سوريا "هي واحدة من الأماكن التي تحاك بها الخطط والمؤامرات ضد إيران".

هذا في الوقت الذى لا تنكر فيه إيران أنها أرسلت عناصر نظامية ومتطوعة من قواتها المسلحة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في صراعه مع مقاتلي المعارضة ومتشددي تنظيم داعش الذين يسعون للإطاحة به وتشارك عناصر من قواتها في القتال وفي تقديم المشورة في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات
على الجانب الآخر عارضت على لسان مساعد وزير خارجيتها، دخول تركيا الأراضي العراقية لمحاربة تنظيم "داعش"، وقالت إن ذلك "يجب أن يتم بإذن الحكومة العراقية واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية بأنه "إجراء خاطئ".
وقال إن "الدعم من الدول الأخرى ومكافحة داعش بحاجة إلى التنسيق الكامل مع الحكومة القانونية العراقية وأخذ الإذن منها وإننا نعتبر مثل هذه الإجراءات بأنها تتعارض مع أمن المنطقة فيما لو جرت من دون تنسيق مع الحكومة العراقية ونعتقد بأن مثل هذا السلوك لا يساعد في قمع الإرهاب، بل سيؤدي إلى الفوضى وتشديد اضطراب الأمن فيها ولا شك بأن الجميع سينتفع من المكافحة المنسقة للإرهاب وإرساء الأمن بالمنطقة".
وهو الأمر الذى يؤكد الخلافات بين إيران وتركيا وأنه مستمر حول الوضعين السوري والعراق، وأدى الى وقوف طهران مع موسكو في اتهاماتها ضد أنقرة ونشر معلومات متناقضة حول دور الأخيرة في محاربة "داعش" وكانت طهران قد ردت على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي اتهم فيها إيران بالوقوف مع روسيا ضد بلاده. بدوره، هاجم مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، تركيا بشدة. وقال ولايتيإن إطلاق هذه التصريحات يسفر عن تأجيج التوتر. وكرر الاتهامات ضد أنقرة لافتاً إلى أن هناك "بعض الوثائق التي نشرها الروس حول بيع تنظيم داعش للنفط إلى تركيا" وتصاعدت الخلافات بين البلدين منذ ذلك الوقت وسرعان ما ضمت طهران صوتها إلى موسكو في اتهام أنقرة بشراء النفط من داعش.
وعلى خلفية أزمة العلاقات بين موسكو وأنقرة، كان الرئيس التركي حذر إيران من مغبة الالتحاق بروسيا في إثارة تهمة شراء النفط من داعش لتركيا قائلاً "أنا تحدثت مع الرئيس الإيراني وقلت له محذراً بأنكم مساهمون في بعض الأخطاء وبعد ذلك حذفت إيران هذه الافتراءات من أدبيات مسئوليها ومن بعض المصادر الخبرية".
وأضاف الرئيس التركي معلقاً على كلام نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حول شراء تركيا النفط من تنظيم داعش: "قلت للمشاركين في قمة العشرين في حال استطاع بوتين إثبات حدوث أمر كهذا فأنا أقدم استقالتي ولكن هل سيفعل بوتين ذلك أيضاً (في حال عدم إثبات اتهامه لأردوغان)؟".

ورداً على اتهامات بوتين لتركيا، اتهم أردوغان بالمقابل موسكو بالتورط في عمليات تهريب النفط من تنظيم داعش. وقال "لدينا إثباتات، وسنبدأ بكشفها للعالم"، مشيراً خصوصاً إلى اسم رجل الأعمال السوري جورج حسواني "الذي يحمل جواز سفر روسياً"، والذي بحسب أردوغان يستفيد من النفط الذي يستخرجه المتطرفون من الحقول التي يسيطرون عليها في سوريا والعراق.
وبعد أن كشف أردوغان للإعلام تحذيره للرئيس الإيراني بخصوص عدم الانجرار وراء روسيا، من المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين تصعداً إعلامياً ظهرت بوادره في تصريحات عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أحمد شوهاني الذي قال "إن الجميع يعرف عن شراء تركيا النفط من داعش"، مضيفاً "ارتكبت تركيا في الأيام الأخيرة بعض الأخطاء فبدلاً من أن تصححها تطرح مزاعمها ضد إيران وأنه على تركيا إلى احترام مصالح المنطقة لا أن تنثر بذور العنف فيها".
من ناحية أخرى، قال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام ومن قادة الحرس الثوري الإيراني الجنرال محسن رضائي في تصريح له نشره موقع "تابناك" القريب منه، إن إيران لديها وثائق تثبت شراء تركيا النفط من داعش وصور مستشاري إيران في سوريا الصهاريج التركية وهي تنقل نفط داعش إلى تركيا واصحة ".

مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من الخلافات بين طهران وموسكو حول مستقبل سوريا والعراق إلا أن صراعمها لايخدم سوى "داعش".