تباين المواقف الغربية في الأزمة السورية يُعقد من الحلول السياسية

الأحد 24/أبريل/2016 - 08:34 م
طباعة تباين المواقف الغربية
 
الجيش السوري يصد
الجيش السوري يصد هجوم لداعش
تتواصل المحاولات الدولية لوضع حلول سياسية للأزمة السورية، وسط توقعات بوقف سريان الهدنة، فى ضوء تصعيد المعارضة من لهجتها ورفضها أى محاولات سياسية من المبعوث الأممى للأزمة السورية، معتبرين انه غير محايد فى التعامل مع الأزمة، وبالرغم من تأكيد الولايات المتحدة على صعوبة التوصل إلى منطقة أمنة وفق المطالب التركية، إلا أنها تظل مقترح قابل للتطبيق.
  من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح ما يطلق عليها "منطقة آمنة" في سوريا بدون التزام عسكري كبير، مضيفا بقوله " لا يتعلق الأمر الخاص بإقامة منطقة آمنة في أراض سورية باعتراض ايديولوجي من جهتي، لا علاقة للأمر بعدم رغبتي في تقديم المساعدة وحماية عدد كبير من الأشخاص، الأمر يتعلق بظروف عملية بشأن كيفية تحقيق ذلك."
فى حين انتقد فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي اقتراح الولايات المتحدة، تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، واصفا إياه بغير المجدي، مؤكدا على ضرورة التعاون مع الولايات المتحدة على أساس المساواة، ولا يجب أن نقسم سوريا إلى مناطق نفوذ".
أضاف بقوله "إن إيجاد مناطق نفوذ أمر غير مقبول. وعلينا كضامنين لوقف إطلاق النار أن نكون متأكدين من أنه يشمل مجمل الأراضي السورية، هذا هو سبب دعواتنا المتكررة إلى الولايات المتحدة للتعاون معنا في المركز المعلوماتي ببغداد، وما زلنا مستعدين للتعاون معهم".
نوه أوزيروف أن إقامة مناطق نفوذ في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية كان سابقة سلبية، لأن ذلك أحدث مشكلة بالنسبة للشعب الألماني، بل وللبشرية جمعاء".
تخريب سوريا
تخريب سوريا
وسبق وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة عرضت على روسيا إقامة نظام مراقبة على مدار الساعة للهدنة في سوريا، قائلا: "اقترحنا وضع خط فاصل، معناه أنكم لا تذهبون إلى هنا، ونحن لا نذهب إلى هناك، أما فيما بينهما فسيكون اللعب نزيها". وأعرب الوزير الأمريكي عن أمله في أن يدرس الجانب الروسي هذا الاقتراح، على أن يكون تنفيذه ممكنا الأسبوع المقبل.
يُذكر أن هناك مركزين يقومان حاليًا بمراقبة التزام الأطراف السورية بوقف القتال، وهما مركز التنسيق الروسي في قاعدة "حميميم" الجوية بريف اللاذقية في سوريا، والمركز المماثل الأمريكي ومقره في العاصمة الأردنية عمان، كما هناك مركز معلوماتي في بغداد، تم إنشاؤه لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي وتشارك في عمله كل من روسيا والعراق وإيران وسوريا.
ويرى محللون أن يؤثر الاختلاف بين موسكو وواشنطن، لم يؤثر في موقفهما تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، تأثيرا سلبيا على تعاونهما في سوريا.
من ناحية أخرى دافع رياض حجاب منسق المعارضة السورية عن قرار الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها في محادثات السلام في جنيف وانتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بسبب تزايد العنف.
شدد حجاب على إنه على مدى عامين تولى فيهم دي ميستورا منصب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا تزايدت أعمال القتل أو تضاعفت فضلا عن تزايد عدد القرى والمناطق المحاصرة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تعهد فيه دي ميستورا بمواصلة محادثات السلام على الرغم من انهيار هدنة والفشل الذي قال حجاب إنه يجب أن يؤدي إلى إعادة تقييم من القوى الدولية والمؤشرات على أن الجانبين يستعدان لتصعيد الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام.
وقال إن المعارضة علقت مشاركتها في المفاوضات احتراما للدم السوري الذي أريق خلال عمليات القصف التي يشنها النظام وحلفاؤه واحتراما للسوريين الذين قتلوا جوعا بسبب الحصار واحتراما للسوريين الذين قتلوا تحت وطأة التعذيب.
اوباما
اوباما
وفى هذا السياق دعا بعض الدبلوماسيين دي ميستورا لممارسة الضغط لإنجاح المفاوضات.
كان حجاب يتحدث خلال زيارة يقوم بها وفد رفيع من مسؤولي الاتحاد الأوروبي لإقليم تركي يقع على الحدود مع سوريا.
ويرى محللون أن انتقاد حجاب العلني لدي ميستورا  يعكس مدى التوتر وهشاشة عملية السلام التي تقلصت على الرغم من إعلان المعارضة "تعليق" المحادثات ومغادرة كل أعضاء وفدها تقريبا لجنيف.
وعلى صعيد المواجهات العسكرية، تمكن الجيش السوري من صد هجوما للإرهابيين على حي الراشدين وضاحية الأسد غرب مدينة حلب، وتمكن من تدمير مواقعهم الهجومية، وقال مراقبون أن الجيش السوري صد هجوما للجماعات الإرهابية على جبهة الراشدين، وتم رصد وصد وحدات المسلحين التي حاولت التقدم في منطقة ضاحية الأسد".
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة
ويجري الحديث منذ مدة في الأروقة الإعلامية عما بات يعرف بمعركة حلب ولكن، من جهة، تنفي وزارة الدفاع الروسية أي خطة لاستعادة حلب، ومن جهة أخرى، تحذر من تحركات جبهة النصرة، فصيل القاعدة بالميدان، فماذا عن المعركة الاستراتيجية وعن ورقة حلب في المعادلة.
وتقترب معركة حلب الاستراتيجية، عاصمة الاقتصاد السوري في السابق، ومعيار القوى في الشمال، حيث الحدود التركية ومعادلة الموازين الإقليمية والدولية. هذا ما تؤكده التطورات الميدانية والحشود العسكرية في محيط الشهباء، وقال محللون أن الجماعات المسلحة قصفت، بالصواريخ ومدافع الهاون، الأحياء السكنية في ضاحية الأسد، واستخدم الجيش سلاح الطيران والمدفعية لتدمير المنصات الصاروخية، وعربات الذخيرة التي أطلق منها المهاجمون النار باتجاه غرب حلب.
يذكر انه يسري رسميا في حلب، كما في باقي أنحاء سوريا، مفعول هدنة وقف الأعمال القتالية بين الحكومة وأطراف المعارضة، ولا يشمل اتفاق الهدنة تنظيمي "داعش" و "جبهة النصرة" والتنظيمات والجماعات الأخرى التي صنفها مجلس الأمن الدولي إرهابية.

شارك