على خلفية أزمة اللاجئين.. اليمين المتطرف يُصعِد في النمسا ومحاولات ألمانية لاحتوائهم
الإثنين 25/أبريل/2016 - 07:14 م
طباعة


لبروفيسور آخيم فامباخ خبير الاقتصاد الألماني
مع تنامي أزمة اللاجئين فى أوروبا، تقدم اليمين المتشدد المعارض المناهض للهجرة في الانتخابات الرئاسية النمساوية، وقبل عامين من الانتخابات التشريعية المقبلة، بعدما أشارت النتائج التمهيدية إلى فوز مرشح حزب اليمين المتطرف نوربرت هوفر بـ36,4 في المئة من الأصوات ليحقق بذلك أفضل نتيجة للحزب منذ الحرب العالمية الثانية في انتخابات وطنية في النمسا، وفق النتائج الرسمية.
اتجه المرشح البيئي الكسندر فان در بيلين للمرة الأولى إلى خوض الدورة الثانية بـ20,4 في المئة من الأصوات على حساب المرشحة المستقلة ايرمجارد غريس (18,5 في المئة)، أما المرشح الاشتراكي الديمقراطي رودولف هاندسفورتر والمرشح المحافظ اندرياس كول فقد تأكد خروجهما من السباق الرئاسي بعدما نال كل منهما 11,2 في المئة.
ويعد هذا الفوز هو الأول منذ 1945 التي لن يتمتع رئيس البلاد فيها بدعم حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، حزب المستشار فيرنر فايمان، ولا بدعم شركائهم من وسط اليمين في التحالف الحاكم في حزب الشعب،ويعني هذا "بدء حقبة سياسية جديدة"، بحسب رئيس حزب الحرية اليميني المتطرف الفائز هاينز كريستيان ستراش، معتبرا نتيجة الانتخابات "تاريخية".
ورغم أن منصب الرئيس لا يعدو أن يكون شرفيًا إلى حد كبير فإن خروج الحزبين المشاركين في الائتلاف الحاكم من جولة الإعادة المقررة في 22 مايو أيار يمثل تحولا كبيرا في سياسات النمسا فضلا عن الدور المتصاعد لليمين المتطرف في أوروبا.

اليمين المتطرف في النمسا
واستقبلت النمسا 90 ألف طالب لجوء وهو الرقم الثاني في أوروبا مقارنة بعدد السكان. وفي الأسابيع الأخيرة اتخذت الحكومة النمساوية موقفا متشددا من الهجرة. وبدأت الضغط على دول البلقان لقطع طريق الهجرة عبرها انطلاقا من اليونان إلى النمسا وألمانيا وإقامة حواجز حدودية في حال تجدد توافد المهاجرين.
إلا أن هذا لم يمنع ارتفاع شعبية حزب الحرية الذي تصدر جميع استطلاعات الرأي بأكثر من 30% من التأييد. كما شهد الاقتصاد النمساوي القوي بالعادة تراجعا مؤخرا ولم يعد يشمل نسبة البطالة الأدنى في الاتحاد الأوروبي، فيما عانت الحكومة التي تتولى السلطة منذ 2008 من صعوبات في الاتفاق على إصلاحات بنيوية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أظهرت فيه دراسة ألمانية حديثة أن العدد الكبير للاجئين في ألمانيا أسفر عن إيجاد عشرات الآلاف من الوظائف، من بينها مدرسي اللغة وأفراد الحراسة والأخصائيين الاجتماعيين.
أوضحت الدراسة التي أجراها المعهد الألماني لأبحاث سوق العمل والوظائف (آي إيه بي) التابع للوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا وتم نشرها اليوم بمدينة نورنبرج أنه يتم البحث عن موظفين في كثير من المجالات، وأشارت إلى أن عدد الوظائف الشاغرة كبير.
ومقارنة بالعام الماضي، نشأت الكثير من الوظائف في مجال البناء وكذلك في مجال التدريس وفي حراسة الأشخاص والممتلكات وفي الإدارات العامة وكذلك في الشؤون الاجتماعية، وذلك وفقا لتقييم البيانات الحالية، وكان هناك زيادة في عدد معلمي اللغة في شهر كانون الثاني بنسبة 27 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، وبلغت الزيادة في عدد أفراد الحراسة 10 بالمائة.
من جانبه أعرب آخيم فامباخ، خبير الاقتصاد الألماني البارز، عن اعتقاده بأنه سيكون من الجيد للاجئين إذا طُبِّق عليهم بعض الإجراءات الخاصة، بالأشخاص العاطلين عن العمل منذ مدة طويلة.

ميركل
أضاف فامباخ بقوله : ن التعليق المؤقت للحد الأدنى للأجور ومصاحبة ذلك بدورات تعليم لغة وإجراءات أخرى خاصة بالتأهيل سيكون أمرا معقولا.
أكد فامباخ أنه: "لا ينبغي أن يمثل ذلك الحل النهائي بل مجرد خطوة لإلحاق اللاجئين بسوق العمل"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل أهمية قصوى للاندماج المجتمعي، موضحا أن تجارب دول أخرى، أظهرت أن من الأمور التي تساعد اللاجئين في إجادة اللغة الجديدة، هو تعلمها ذاتيا أثناء العمل "طبعا هناك حاجة إلى دورات اللغة، لكن التعامل مع زملاء وزميلات في العمل يعد شكلا جيدا لتعلم اللغة بشكل أسرع".
وعن موضوع الاندماج، قال فامباخ: "نحن في ألمانيا لم نصل إلى المستوى المطلوب حتى الآن في إدماج المهاجرين في سوق العمل، ولذا فإن الموضوع يمثل أهمية ومن الجيد أن تعمق الحكومة نظرتها للاندماج".، مشيرا إلى أن قضية اللاجئين تحتاج إلى حلول جديدة لأنها موقف جديد على البلاد " ومن الأمور الممكن تصورها هو منح اللاجئين تدريبات جزئية بحيث يتمكن اللاجئ على سبيل المثال من تحصيل أجزاء من التدريب المهني، الأمر الذي يتيح له العمل بمؤهل جزئي، وعندما تتهيأ الظروف وتتوافر لدى اللاجئ القدرات، فيمكنه عندئذ أن يقوم تدريجيا بتدريب كامل".