الفشل يهدد مفاوضات الكويت.. والجيش اليمني يواصل حربه ضد القاعدة
الإثنين 25/أبريل/2016 - 07:34 م
طباعة

حالة من الإخفاق، مع تفاؤل ضعيف بنجاح مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليمنيين في التوصل إلى إطلاق مبدئي لإنهاء الصراع في البلاد، والذي بدأ منذ فبراير 2015، يأتي ذلك مع بدء الجيش اليمني عملية تحرير المكلا عاصمة حضرموت من يد تنظيم القاعدة، وسط اعتراض من قبل الحوثيين والإخوان.
المسار التفاوضي:

اختتمت اليوم الأحد، أعمال الجلسة المسائية من مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت لليوم الرابع، بين مختلف القوى السياسية اليمنية الممثلة في الحكومة اليمنية وحركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، برعاية الأمم المتحدة، والتي تهدف للتوصل إلى اتفاق على مختلف ضوابط إنهاء الأزمة في اليمن.
وسلم الوفد الحكومي المفاوض في مشاورات الكويت اليوم الاثنين المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تقريراً عن الانتهاكات التي قامت بها مليشيا الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح الانقلابية على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عدد من المدن والأحياء السكنية بمحافظات تعز ومأرب والبيضاء والجوف وشبوة وحجة والبالغ عددها 233 انتهاكاً. وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
فيما أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن اليوم الرابع من مشاورات السلام اليمنية-اليمنية تخللته مجموعة لقاءات ثنائية وجماعية تطرقت الى المواضيع الأمنية والسياسية والإنسانية.
وأضاف بيان صادر عن المبعوث الأممي لليمن "لقد عرض المندوبان اللذان تم تعيينهما في اليوم الثالث من المفاوضات عرضاً أولياً تضمن تأكيدات عن تحسن ملحوظ للوضع الأمني. وطرحت مجموعة من التدابير لدعم جهود لجنة التهدئة والتواصل واللجان المحلية".
أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن الأطراف اليمنية أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الحرب أو التشاور وتقديم التنازلات من أجل التوصل إلى السلام.
وطالب ولد الشيخ، كل الأطراف بتحمل مسؤولية قراراتها.
وأشار ولد الشيخ إلى أن اليوم الرابع من المحادثات في الكويت أمس شهد مجموعة لقاءات ثنائية وجماعية تطرقت الى المواضيع الأمنية والسياسية والإنسانية، مؤكدا أهمية تكثيف الجهود لتثبيت وقف الأعمال القتالية على أن تتابع المشاورات اليوم الاثنين.
هذا وكان انتهى اليوم الرابع من المفاوضات اليمنية في الكويت أمس بمهلة حددها المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد لوفد الانقلابيين حتى صباح اليوم الاثنين للتوقيع على أجندة المفاوضات.
من جانبه قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الأحد، إن نهاية الحرب في اليمن قد بدأت.
وأكد بن علوي، وفقاً لما ذكرته قناة "فرانس 24"، أن إرجاء انعقاد المفاوضات اليمنية بالكويت فرضته أسباب إدارية تتعلق بترتيب الأولويات.
وأضاف وزير الخارجية العماني أن "المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لم تدخل في اليمن، إلا بعد انهيار النظام السياسي، والأمر ليس سابقة، إذ حدث في حالات مماثلة حول العالم".
وانتهت اليوم الجلسة الرابعة من المشاورات المباشرة بين الطرفين دون إحراز أي تقدم يذكر في المفاوضات بسبب تعن الحوثيين بعدم الموافقة على نقاط الثقة قبل الدخول في المشاورات والتي تتمثل في إطلاق سراح الأسرى وفك الحصار عن المدن.
الوضع الميداني:

سيطر جنود يمنيون وإماراتيون في معركة خاطفة أمس الأحد، على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، في أحد من أهم المكاسب ضد مقاتلي تنظيم القاعدة الذي سعى لاستغلال الحرب الدائرة في البلاد.
ويأتي ذلك ضمن جهود التحالف العربي بقيادة السعودية، لتطهير المدن اليمنية من المتشددين. وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر الليلة الماضية “العملية أسفرت في ساعاتها الأولى عن قتل ما يزيد على 800 من عناصر تنظيم القاعدة وعدد من قياداتهم وفرار البقية منهم.”
وقال مسؤولون يمنيون وسكان أمس إن نحو 2000 جندي يمني وإماراتي توغلوا في المكلا وسيطروا على الميناء والمطار وأقاموا نقاط تفتيش في أنحاء متفرقة من المدينة.
وتمكن الجيش اليمني والمقاومة من تحرير معسكر الأدواس وميناء الضبة ومطار الريان وقيادة المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن قائد عملية تحرير المكلا العميد فرج سالمين قوله إن الجيش تحرك في اتجاهيين: الأول لتحرير مطار الريان الذي تم الاستيلاء عليه ودحر قوى الإرهاب، والثاني لتحرير ميناء الضبة النفطي شرق مدينة الشحر وتم الاستيلاء عليه.
كما أشار إلى أن قوة عسكرية تحركت اليوم نحو مدينة المكلا وتمكنت من السيطرة على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية، ما أسفر عن مقتل العشرات من العناصر الإرهابية.
فيمتا قال سكان إن طيران التحالف العربي أغار مساء اليوم الإثنين، على تجمع لعناصر تنظيم القاعدة في بلدة عزان بشبوة شرق عدن، غداة حملة عسكرية لقوات التحالف العربي والجيش الوطني في حضرموت التي كانت تخضع لعناصر التنظيم الإرهابي.
وتوقع زعيم قبلي في شبوة أن تكون الغارة الجوية إعلان البدء بتحرير شبوة من عناصر القاعدة، حيث تردد أن العناصر الفارة من حضرموت اتجهت صوب شبوة.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن التطرّف والإرهاب دخيلان على المجتمع اليمني، مشيرًا إلى أن معطيات الأحداث أوضحت أنها أوراق وخلايا كانت بيد الانقلابيين لتحريف الواقع وخلط الأوراق، وهذا ما مثل صدمة لتلك الميليشيات بعد دحر تلك الفلول، وهو الأمر الذي يعكس رفضهم بالأمس على طاولة الحوار بالكويت لإصدار بيان يدعم العملية العسكرية ضد الإرهاب، وذلك وفق ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".
وطالب الاجتماع الذي ترأسه هادي لمستشاريه بحضور الفريق علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء أحمد بن دغر طالب المجتمع الدولي بإلزام الحوثيين وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وذلك بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن خاصة.
وذكر الاجتماع أنه اتضح جليا للمجتمع الدولي ارتباط الحوثيين وصالح بالمجاميع الإرهابية للقاعدة وداعش التي تمكنت قوات الشرعية والمقاومة وقوات التحالف من دحرها وإلحاق الهزيمة بها في محافظتي حضرموت وأبين.
وأكد الاجتماع على التنسيق والتعاون الكامل مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي لمحاربة ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومن يستغلة ويتستر عليه.
المشهد اليمني
فيما يبدو أن آمال اليميين يوف تصطدم بنتائج غير مرضية في مفاوضات الكويت مع تعنت الحوثيين في التوصل إلى إعلان مبادئ للاتفاق.
وبسبب المراوغة الحوثية اقتصر الإنجاز في الأيام الثلاثة الأولى للمفاوضات على اختيار ممثل من طرف الحكومة وآخر من المتمردين لمتابعة لجنة التهدئة، والتواصل والتحقق من سير عملها على الأرض، ولكن عاد الحوثيون ولوحوا بالانسحاب من المفاوضات وهو ما يشير إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق إلا إذا شهدت الساعات الأخيرة من المفاوضات تغييرا في موقف الحوثيين.