أوباما يرسل قوات إضافية لسوريا.. والمعارضة ترحب
الإثنين 25/أبريل/2016 - 08:39 م
طباعة


اوباما وميركل
لا تزال الأزمة السورية محل اهتمام القوى الدولية، وفرضت نفسها بقوة على المباحثات الأمريكية الألمانية، وبالرغم من استمرار الخلافات على إنشاء منطقة عازلة فى شمال سوريا، إلا أن هناك اتفاقًا على إرسال مزيد من القوات الإضافية إلى الأراضي السورية تحت ستار محاربة تنظيم داعش.
وأعلن الرئيس باراك أوباما إرسال 250 عسكريًا أمريكيا إضافيين إلى سوريا، ما يمثل زيادة كبيرة في الوجود الأمريكي الذي يعمل مع قوات سورية محلية تحارب تنظيم "داعش"، وهى خطوة تزيد عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى نحو 300 فرد وتهدف عملية النشر تلك إلى التعجيل بالمكاسب التي تم تحقيقها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم "داعش"، ويبدو أنها تعكس تزايد الثقة في قدرة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة داخل سوريا والعراق لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.
وعلى الرغم من مقاومة أوباما إرسال قوات أمريكية إلى سوريا، حيث أدت الحرب الأهلية التي بدأت قبل خمس سنوات إلى قتل ما لا يقل عن 250 ألف شخص، فقد أرسل 50 جنديًا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى سوريا العام الماضي، فيما وصفه مسؤلون أمريكيون بأنها مهمة "لمكافحة الإرهاب" وليست محاولة لقلب الموازين في الحرب.
وسبق أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن نية أوباما إرسال جنود إضافيين إلى سوريا.

لافرورف
ويرى محللون أن خطة أوباما نشر مزيد من القوات تصل إلى 250 في سوريا، والاشارة إلى إن "الرئيس أجاز سلسلة من الخطوات لزيادة دعم شركائنا في المنطقة بما في ذلك قوات الأمن العراقية بالإضافة إلى القوات المحلية السورية التي تقاتل تنظيم داعش".
وجدد أوباما دعوته لإرساء وقف إطلاق النار في سوريا بين النظام والمعارضة المسلحة، والإشارة إلى مناقشته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تطورات الملف السوري.
شدد أوباما على أنه سيكون من الصعب للغاية تخيل نجاح ما يطلق عليها "منطقة آمنة" في سوريا بدون التزام عسكري كبير، مضيفا بقوله" لا يتعلق الأمر الخاص بإقامة منطقة آمنة في أراض سورية باعتراض ايديولوجي من جهتي..لا علاقة للأمر بعدم رغبتي في تقديم المساعدة وحماية عدد كبير من الأشخاص ..الأمر يتعلق بظروف عملية بشأن كيفية تحقيق ذلك."
وطرح أوباما عددًا من الأسئلة بخصوص مثل هذه المنطقة بينها البلد الذي يمكنه "وضع عدد كبير من القوات البرية داخل سوريا"، وفيما يخص الوضع في ليبيا قال أوباما: علينا فعل كل شيء لتشجيع حكومة الوفاق الليبية مهما كانت هشاشة وضعها.

المعارضة السورية
من جانبها رحبت المعارضة السورية الرئيسية بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال 250 جنديا إضافيا إلى سوريا لمساعدة جماعات مقاتلة محلية تحارب متشددي تنظيم داعش.
وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في بيان إن قرار أوباما إرسال 250 جنديًا آخرين لمحاربة التنظيم في سوريا خطوة إيجابية، لكنه أضاف أن سوريا لن تتخلص من الإرهاب إلا بانتهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد، والاشارة إلى أن المعارضة بحاجة للمساعدة في سبيل القضاء على "نظام الأسد وداعش".
يأتي ذلك فى الوقت الذى بحث فيه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مع نظيره الأمريكي جون كيريسبل التعاون بين روسيا والولايات المتحدة لتعزيز الهدنة في سوريا.
وأكدت الخارجية الروسية أن الوزيرين تناولا كذلك، في اتصال هاتفي بادر إليه الجانب الأمريكي، موضوع تزويد السوريين بمساعدات إنسانية وإطلاق عملية تسوية مستقرة لوقف النزاع في البلاد، كما أعلنا تمسكهما بالمفاوضات الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة بين السلطات السورية ومعارضيها حول شكل الدولة المستقبلية، كما ركز لافروف في اتصاله مع كيري على ضرورة انسحاب فصائل المعارضة المعتدلة من مناطق في سوريا يسيطر عليها مسلحو تنظيمي "داعش وجبهة النصرة" الإرهابيين، في أسرع وقت ممكن، وقطع قنوات وصول تعزيزات للمتطرفين.

الازمةا لسورية الى اين
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزيرين اتفقا على مواصلة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا. وتناول لافروف وكيري بعض الملفات الدولية الأخرى، بما في ذلك الوضع في عملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي والجوانب الملحة من العلاقات بين موسكو وواشنطن.
من جانبه دعا نائب وزير الخارجية الروسية، جينادي جاتيلوف إلى بذل كل الجهود لجعل محادثات جنيف حول التسوية في سوريا تتواصل بطريقة بناءة، معتبرًا أن المفاوضات لم تنته، مشيرا إلى أن المبعوث الدولي الخاص إلى الشأن السوري، ستيفان دي ميستورا، يواصل محادثات مع مجموعات ما زالت متواجدة في جنيف.
وشدد الدبلوماسي الروسي عن أسفه لمغادرة وفد الهيئة العليا للمفاوضات جنيف، قائلا إن "هؤلاء الذين يرفضون المشاركة في البحث عن سبل تسوية الأزمة السورية بشكل بناء، بدأوا ينشقون شيئا فشيئا عن العملية التفاوضية، لكن المهم أن يبقى أولئك الذين يريدون للعملية التفاوضية أن تتواصل، ويبدون استعدادهم للمشاركة فيها، بهدف إيجاد حلول تناسب جميع أطراف المجتمع السوري".