الكويت تنقذ مفاوضات اليمن.. ومجلس الأمن يطالب الحوثيين بتسليم السلاح خلال 30 يوماً
الثلاثاء 26/أبريل/2016 - 03:48 م
طباعة

أنقذت وساطة أمير الكويت المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين، في وقت دعا فيه مجلس الأمن جماعة الحوثيين بتسليم السلاح خلال 30 يومًا، مع استمرار عمليات التحالف والجيش اليمني ضد تنظيم القاعدة في عدة مدن يمنية.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، كشف وزير حقوق الإنسان اليمني، عز الدين الأصبحي، في اتصال مع "الحدث"، أن المشاورات اليمنية المباشرة بين الحكومة ووفد الميليشيات ستستأنف مساء اليوم الثلاثاء، وذلك بعد وساطة كويتية.
فيما ذكر "المصدر أون لاين" أن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التقى وفدي "الحكومة والحوثيين"، عقب انسداد المفاوضات بين الطرفين، خصوصاً مع تعنت وفد الانقلابيين.
وذكرت المصادر أن اللقاءات تهدف إلى الدفع بالمفاوضات إلى الأمام؛ بسبب انسداد أفق المشاورات التي تعقد برعاية أممية، لافتة إلى أن الكويت عازمة على استمرار المفاوضات اليمنية- اليمنية، والخروج بحل سياسي عاجل، وعدم العودة إلى الحرب.
كما طالب مجلس الأمن الدولي ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بتسليم مؤسسات الدولة اليمنية للحكومة واستئناف العملية السياسية، كما طالبهم بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح خلال 30 يومًا. ودعا اليمنيين إلى العمل مع لجنة التنسيق والتهدئة لوقف خروقات الهدنة، مطالباً بتنفيذ النقاط الخمس الواردة في القرار الدولي 2216.
كما بلغ سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أمس الاثنين، وفد ميليشيات الحوثي والمخلوع استياءهم لعرقلتهم المحادثات اليمنية في الكويت، ومماطلتهم في إقرار جدول أعمال المحادثات واستمرار خرق وقف إطلاق النار.
وطالب السفراء الخمس وفد الميليشيات بعدم مغادرة الكويت دون التوصل إلى حل سياسي يرتكز على قرار مجلس الأمن 2216 والمرجعيات الوطنية المتفق عليها، وأبرزها المبادرة الخليجية ووثيقة الحوار الوطني.
فيما أبلغ سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وفد ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، استياءهم لعرقلتهم المحادثات اليمنية في الكويت، ومماطلتهم في إقرار جدول أعمال المحادثات واستمرار خرق وقف إطلاق النار.
وطالب السفراء الخمس وفد الميليشيات بعدم مغادرة الكويت دون التوصل إلى حل سياسي يرتكز على قرار مجلس الأمن 2216 والمرجعيات الوطنية المتفق عليها وأبرزها المبادرة الخليجية ووثيقة الحوار الوطني.
من جانبه قال المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد: "إن مشاورات السلام اليمنية التي تجري في الكويت برعاية الأمم المتحدة لا تزال تمر بمرحلة حرجة بسبب استمرار تباعد مواقف أطراف الصراع".
وأضاف ولد الشيخ في مقابلة مع بي بي سي في الكويت "أن حرباً استمرت أكثر من عام لا بد أن تنطوي على كثير من التحديات، ولا يمكن أن تحل في يومين أو ثلاثة". ويعني هذا أن الأزمة تتطلب المزيد من الجهد والوقت للإصغاء لكل الفرقاء؛ من أجل "تقارب وجهات النظر والتوصل إلى اتفاق سلام أكثر قوة وأطول دوامًا".
وردًّا على سؤال بشأن وضع سقف زمني محدد للمشاورات، تلبيةً لمطالب اليمنيين الذين يتطلعون إلى نهاية قريبة وعاجلة لهذا الصراع، أقر ولد الشيخ بأن "هناك كارثة إنسانية والوضع لا يحتمل أن يستمر بهذه الطريقة، وأنا أول من يريد أن يوقع غداً على اتفاقٍ كامل وشامل، لكن من المهم أن يكون هذا الاتفاق مفهوماً من قِبل كل الأطراف، ومستوعباً لها جميعًا".
وعبَّر ولد الشيخ عن ارتياحه للتقارير التي تحدثت عن تراجعٍ عدد الطلعات الجوية لمقاتلات التحالف وانخفاض وتيرة القتال على الأرض، معرباً عن الأمل في أن ينعكس ذلك إيجاباً على أجواء المشاورات.
الحرب ضد القاعدة

وعلى صعيد الوضع الميداني استمرت جهود الجيش اليمني في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي، فقد أعلن الجيش الوطني اليمني،عن تحرير مدينة المكلا وساحل حضرموت من مسلّحي تنظيم القاعدة بالكامل، وفق قائد عمليات الجيش اليمني، فرج سالمين.
وفرض الجيش حظر تجول ليلي في مدينة المكلا، بعد ساعات من استعادته السيطرة على المدينة، بحسب ما أعلن اللواء أركان حرب، فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية، التابعة للجيش اليمني.
وقال سالمين في تصريحات إعلامية: "قمنا بعمليات خاطفة تمكّنا من خلالها من السيطرة على المكلا، وأغلقنا المنافذ على مسلحي "القاعدة"، وكبدناهم خسائر كبيرة وتم تحرير ساحل حضرموت بالكامل". مضيفا: "قوات التحالف تقدّم كافة أشكال الدعم للجيش اليمني"، لافتًا إلى أن "المساعدات الإنسانية ستصل إلى ميناء المكلا قريبًا".
وأفاد المسئول العسكري اليمني بأن الإجراءات الأمنية الاحترازية في المكلا تشمل حظراً تاماً لحركة الدراجات النارية في المدينة، لمدة أسبوعين أيضاً؛ تحسباً لعمليات انتقامية من "القاعدة"؛ حيث سبق أن استخدم التنظيم الدراجات النارية في تنفيذ هجمات، شملت إطلاق نار وعمليات انتحارية.
ويستهدف التحالف الآن شريطًا ساحليًّا على بحر العرب يمتد على نحو 600 كيلومتر يسيطر عليه التنظيم، ويمتد بين المكلا ومقر الحكومة في عدن؛ حيث يبدو أنهم يواجهون مقاومة عنيفة من المتشددين.
وقال مسئولون أمنيون محليون: إن مسئولًا يمنيًّا بارزًا نجا من هجوم لتنظيم القاعدة بسيارة ملغومة، أسفر عن مقتل أربعة من حراسه مساء الأحد خارج مدينة الكود في محافظة أبين.
وحققت القوات الحكومية اليمنية بدعم من التحالف ومشاركة قوات خاصة سعودية وإماراتية، تقدمًا على حساب تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، ضمن عملية واسعة أدت لطرده من أحد معاقله، ومقتل المئات من عناصره، بحسب التحالف.
والعملية هي الأكبر ضد الجهاديين منذ بدء التحالف في مارس 2015 تدخله في اليمن لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
كما اقتحمت قوات أمنية يمنية، تابعه لمكافحة الإرهاب الأربعاء، منزل مسئول أمني في مديرية خور مكسر محافظة عدن جنوب اليمن، وفق مصادر مطلعة.
وقالت المصادر: "إن مدرعات عسكرية تم استخدامها لاقتحام منزل نائب مدير مطار عدن للشؤون الأمنية، نايف الزغلي، علاوة على إطلاق النار بطريقة كثيفة على منزله، وذلك بعد مواجهتها بإطلاق نار من قبل أحد المسلحين من داخل المنزل".
ووفق المصادر؛ أدى تبادل إطلاق النار إلى إصابة ماجد الزغلي، شقيق نائب مدير المطار، في حين عثرت القوات الأمنية على ذخائر وسيارتي جيب تم مصادرتها بعد تفتيش المنزل، كما تم اعتقال كل المسلحين في المنزل.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، ترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم، إجتماعاً لمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
وفي الاجتماع تم استعراض الموقف العام على الصعيدين الميداني والسياسي ومناقشة التطورات والمستجدات على مختلف الصعد، وإثرائها بالملاحظات والنقاشات الإيجابية والهادفة، ووضع التدابير اللازمة إزاءها.
ووضع الرئيس اليمني الجميع في صورة الأوضاع الراهنة ومنها ما يتصل بمشاورات السلام في الكويت، وكذلك عملية التواصل الميدانيه التي أجراها مع القيادات التنفيذية والعسكرية في محافظة حضرموت، للوقوف على تطبيع الحياة في المحافظة وعودة الطمأنينة والسكينة للمواطنين الآمنين بعد تحرير المحافظة من براثن الاٍرهاب وأزلامها الانقلابية التي تكشفت اوراقها تباعاً، مشيرًا إلى أهمية قيام رجال الأمن بواجباتهم في استتباب الأمن والاستقرار وعودة الحياة، وكذلك رجال الأعمال لدعم جهود المحافظ على المستوى الخدمي والإنمائي.
وعبر الرئيس اليمني عن خالص شكره وتقديره لدول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة التي تقف في خندق واحد مع اليمن، وشرعيته الدستورية لمواجهة التحديات الانقلابية والإرهابية التي استباحت المدن، وقتلت وهجرت العزل الأبرياء.
وعبر الاجتماع عن مباركته وترحيبه لبيان مجلس الأمن الدولي حول اليمن الصادر يوم أمس 25 أبريل 2016 وما حمله من مضامين هادفة، والتذكير بكل قرارات مجلس الأمن المتصلة باليمن، والتأكيد على الانسحاب وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي، تماشيًا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ونتائج مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأشاد الاجتماع بالموقف الدولي لدعم اليمن وشرعيتها الدستورية لاستعادة الدولة، وكذا دعم الجهود المبذولة لمكافحة الاٍرهاب وتحقيق الانتصارات في هذا السياق.. مثمنين دور وأداء فريق التشاور الحكومي للسلام في الكويت الذي ينطلق من أسس ومبادئ ثابتة، ويحمل قضية وطن وشعب تواق للسلام والوئام والأمن والاستقرار.
المشهد اليمني
يترقب اليمنيون نتائج الجولة الجديدة من محادثات السلام، بعد استئنافها مساء اليوم الثلاثاء عقب وساطة من أمير الكويت، على أمل أن تكون بمثابة أرضية صلبة وحقيقية لبناء السلام في اليمن هذه المرة.
يأتي استئناف المفاوضات اليمنية بعد ضغوط عربية ودولية على وفد صنعاء "الحوثيين- صالح"، وبيان مجلس الأمن الدولي الذي يطالب الحوثيين بتسليم السلاح خلال شهر، وهو ما شكل ضغطًا كبيرًا على وفد صنعاءـ مما يمهد بنجاح المفاوضات والوصول إلى اتفاق.