السلطات البريطانية تطلق سراح مؤسس "جماعة المهاجرين"۔۔ الداعم لداعش
الأحد 28/سبتمبر/2014 - 07:14 م
طباعة
أطلقت الشرطة البريطانية سراح الداعية المتطرف أنجم شودري، الذي كانت قد اعتقلته مع 8 آخرين الأسبوع الماضي، وذلك للاشتباه في انضمامه إلى منظمة إرهابية محظورة.وأُفرج عن المعتقلين الثمانية الآخرين، بكفالة، على أن يراجعوا مراكز للشرطة في لندن في يناير المقبل. وتضمنت شروط كفالة الإفراج عن شودري حظرًا على السفر وإلقاء الخطب العامة.
نشأته وتعليمه
ولد شودري، عام 1967، هو ابن تاجر من أصل باكستاني، دخل مدرسة " مولجراف"، الابتدائية، في ولويتش.
التحق كطالب طب في جامعة ساوثهامبتون، حيث كان يعرف باسم اندي، ولكنه فشل في امتحانات السنة الأولى وحول إلى كلية الحقوق، وحصل على ليسانس 1990-1991 في غيلدفورد.
قبل أن ينتقل إلى لندن لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، عمل كمحامي بعد أن وجد عملًا في شركة قانونية وأكمل المؤهلات القانونية له.
كان ناشطاً اجتماعياً وسياسياً بريطانياً مسلم، وشغل منصب رئيس جمعية "المحامين المسلمين"، وساعد في تأسيس تنظيم "جماعة المهاجرين".
نظمت هذه المجموعة عدة مظاهرات مناهضة للغرب، في أثناء حرب الخليج الثانية، بما في ذلك مسيرة احتجاجية محظورة في لندن، حيث تم استدعاء شودري للمثول أمام المحكمة، وتم حل هذه الجمعية بعد قرار الحكومة البريطانية بفرض حظر عليها.
وبعد ذلك ساعد تشكيل جماعة "آل الغرباء"، التي تم حظرها أيضًا، ثم أصبح المتحدث باسم "إسلام فور يو كية".
تزوج عام 1996، ولديه أربعة أطفال.
مواقف شودري
انتقد أنجم شودري، تدخل بريطانيا، في حربي العراق وأفغانستان، وأشاد بهجمات 11 سبتمبر 2001، وهجمات 7 يوليو 2005، كما دعم تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء بريطانيا، وخرج بمظاهرات حاشدة للمطالبة بتطبيق الشريعة، وبعد ذلك حُكم عليه لتنظيم مظاهرة غير قانونية.
الانضمام لمنظمة إرهابية
أصدرت الشرطة بيانًا لتوضيح ملابسات اعتقال اندي و 8 آخرين، قائلة إن الأشخاص التسعة ألقي القبض عليهم للاشتباه بانضمامهم إلى منظمة محظورة ودعمها، وذلك بالمخالفة للفصلين الحادي عشر والثاني عشر من قانون الإرهاب لسنة 2000، وتشجيع الإرهاب، بالمخالفة للفصل الأول من قانون الإرهاب لسنة 2006، وجرى استجواب شودري، في مركز شرطة ساثارك جنوب لندن.
والجدير بالذكر أن بريطانيا رفعت مستوى التحذير من الخطر إلى "حاد" وهو ثاني أعلى مستوى تحذير ويعني أنه من المرجح بدرجة كبيرة وقوع هجوم، وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن ما يسمى بــ"تنظيم الدولة الإسلامية" في كل من سوريا والعراق يمثل أكبر خطر أمني واجهته بلاده إلى الآن.
وقال شودري بعد الإفراج عنه إن اعتقاله كان بسبب "دوافع سياسية"، وإن الغرض منه كتمان صوته أثناء التصويت الذي أجراه مجلس العموم حول مشاركة بريطانيا في التدخل العسكري في العراق.
وقال شودري إنه سئل أثناء التحقيق عن انضمامه لأى منظمات قبل حظرها بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
شرطة مكافحة الإرهاب، كانت قد شنت حملة أمنية، لتفتيش ما يقرب من 18 مبنى سكنى وتجارى والخاصة بالمشتبه فيهم في قضايا متعلقة بالإرهاب، 11 منها في شرق لندن، وآخر في غرب لندن، وثالث في شمال غرب لندن، وخمسة أخرى في جنوب لندن، ومبنى آخر في ستوك أون ترينت، في وسط غرب المملكة المتحدة.
وقالت الشرطة إن الاعتقالات لم تكن درءًا لتهديد أمني فوري، لكن الرجال التسعة احتجزوا للاشتباه في أنهم يشجّعون الإرهاب، وينتمون إلى منظمة محظورة بمقتضى قوانين الإرهاب ويدعمونها.
وأضافت في بيان "الاعتقالات وعمليات التفتيش جزء من تحقيق مستمر بشأن الإرهاب المتصل بالإسلاميين".
علاقة شودرى بـ"عمر بكرى"
كانت السلطات البريطانية حظرت جماعة المهاجرون أو إسلام فور يو كية ـ الإسلام للمملكة المتحدة في العام 2010.
واشتهرت المنظمة حين أقامت احتفالات في ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، ووصفت منفذي الهجمات بأنهم "العظماء التسعة عشر.
وفرّ آنذاك مؤسس المهاجرين من بريطانيا، وهو السوري المعتقل في سجون لبنان "عمر بكري" عام 2005، خشية مواجهة حكم بالسجن المؤبد لتأييده العمليات الإرهابية وتشجيعه على الإرهاب ضد بريطانيا، ويعتبر شودرى آنذاك الذراع الأيمن لعمر بكرى.
و في عام 2002 عقدوا اجتماع حاشد في 25 أغسطس، و تم استدعاء شودري إلى محكمة بو ستريت في 14 يناير 2003، بتهم التظاهر وإظهار اشعارات دينية، وذلك باستخدام جهاز تضخيم الصوت "، و" إلقاء خطاب عام.
وفي العام نفسه قدّم شودري حديثًا عن التعليم في سلاو، حيث لخص أفكاره لنظام مواز للتربية الإسلامية في بريطانيا.
في عام 2004 قام شودري وبكرى، بإنشاء مدرسة تحت عنوان "جاميح الإسلامية" ، كانا يلقيان فيها المحاضرات الخاصة ، وحضر أكثر من 50 شخصًا من المسلمين، ومعظمهم كانوا أعضاء في جماعة المهاجرين.
وفي سبتمبر 2006، اتهم بأنهم يديرون المدرسة في تدريب وتجنيد الإرهابيين، فقامت الشرطة بمهاجمة المدرسة وتفتيشها.
ووفقا لشهادة من تنظيم القاعدة المشتبه بهم المحتجزين في معسكر الاعتقال بخليج جوانتانامو في عام 1997 و 1998 ومجموعات من نحو 30 من أتباعه عقد معسكرات تدريب في المدرسة، والتي شملت التدريب ببنادق AK47 والمسدسات، وقاذفة صواريخ وهمية.
وفي يوليو 2003 ، تمت مداهمة مقر جماعة المهاجرين، ومنازل بكري وشودري، عقب إصدار قانون مكافحة الإرهاب، أعلنت الحكومة حظر جماعة المهاجرين، من العمل في بريطانيا.
في شهر أغسطس غادر بكرى المملكة المتحدة للبنان، حيث ادعى أنه كان في عطلة، بعد مغادرة محطة وقال "لن أعود إلى بريطانيا إلا كزائر أو كسائح"، تم استبعاد بكري من العودة إلى بريطانيا من قبل وزير الداخلية تشارلز كلارك، على أساس أن وجوده في بريطانيا "ليس يخدم الصالح العام".
اتهامه بتسفير شباب أوربي للجهاد في سوريا:
كانت صحيفة ديلى تيلجراف، قالت إن جماعات تابعة لشودري شجعت ما يصل إلى 80 من الشبان المسلمين في بريطانيا و250 إلى 300 شخص من مختلف أنحاء أوروبا – على الانضمام إلى تنظيم القاعدة في سوريا.
وقالت الصحيفة إنه وفقاً لتحقيقات واسعة أصبحت شبكة الداعية الإسلامي أنجم شودري "أكبر بوابة للإرهاب في تاريخ بريطانيا الحديث".
ويبرز التحقيق أيضاً الروابط بين جماعة المهاجرين التي يرأسها شودري، ومرتكبي العديد من الهجمات الإرهابية الرئيسية، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية في شهر يوليو في لندن.
ويقول شودري إن الذهاب إلى سوريا لقتال الأسد، "بالتأكيد شيء نبيل جداً للقيام به"، وإن "البريطانيين والأمريكيين أنفسهم يفكرون في دعم الجيش السوري الحر.
وعند سؤاله عما إذا كان متورطاً في إرسال مقاتلين إلى سوريا، قال "لا ليس حقاً.. أنا لا أجند مقاتلين لإرسالهم إلى الخارج ... ولكننا نهتم ببعض القضايا.
وقال شودري إن مشكلته كانت فقط مع حكومة المملكة المتحدة وليس شعبها- "لقد ولدت هنا، لقد نشأت هنا، وأنا أحب بريطانيا، ربما يعتقدون أنني إرهابي، ولكن من يهتم بما تعتقده السلطات".
موقفه من داعش
قال شودري، خلال مقابلة في إحدى الصحف الأوروبية، إن الدولة الإسلامية هي المجتمع الذي يريد أن يعيش فيه هو وعائلته، كما دافع عن أفعال داعش الإرهابية (الصلب والرجم حتى الموت والذبح).
وبسؤاله عن الصحفي الأمريكي "جيمس فولي" الذي نحرته داعش في سوريا، نفى معرفته به، وقال إنه ربما كان جاسوساً على التنظيم، مبررًا بذلك إعدامه على يد داعش، مشيرًا إلى أن مصير جميع الذين لا يؤمنون بالقرآن الكريم جهنم.
وأضاف شودري بأن الشريعة فيها أحكام كثيرة عن الذبح والقتل وأن تطبيق الشريعة بدأ منذ عهد الرسول محمد "عليه السلام" واستمر لنحو القرن السابع بمجيء الإمبراطورية العثمانية، مؤكدًا أن بريطانيا ستصبح دولة إسلامية في عام 2050 وسيتم تطبيق الشريعة الإسلامية فيها بشكل كامل.
وشدد شودري على أن ما يحدث في العراق نتيجة للتدخل الأمريكي وارتكاب فظائع وجرائم إنسانية في سجن أبو غريب.
وقال: حال تطبيق الشريعة الإسلامية سيرفض التظاهر وسيعدم اللوطيين والمرتدين، ولن يسمح بشرب الكحول، كما سيتم منع الموسيقى منعًا باتًا، إضافة إلى تحريم المسرح والفنون بكافة أشكالها.
