الغموض يخيم علي مفاوضات الكويت.. واستمرار خرق الهدنة في اليمن
الأربعاء 27/أبريل/2016 - 09:26 م
طباعة

بعد مرور 6 أيام على انطلاقها برعاية أممية دون الدخول في صلب الأزمة وتفاصيل المشاورات وحتى جدول الأعمال، تواجه المحادثات اليمنية مأزقًا خطيرًا مع إصرار الحوثيين على إفشال سير المفاوضات بعد استئنافها أمس الثلاثاء عقب وساطة كويتية وضغوط دولية، وسط استمرار خرق الهدنة في عدة جبهات باليمن.
المسار التفاوضي:

أُلغيت جلسة المشاورات المسائية التي كان من المقرر إجراؤها ضمن جولة المشاورات اليمنية في الكويت مساء اليوم الأربعاء.
وذكرت تقارير إعلامية أن وفد ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عاد إلى المراوغه ومحاولة إفشال المشاورات اليمنية في الكويت برفضه الخوض في جدول الأعمال، وتمسك وفد الانقلابيين بالحل السياسي وتشكيل حكومة شراكة قبل تسليم الأسلحة أو الانسحاب من المدن. وقد أُلغيت جلسة المحادثات المشتركة التي كانت مقررة الليلة الأربعاء.
وحسب ما أكده مصدر في وفد المشاورات الحكومي، فإنه كان من المقرر أن تبدأ قبل قليل جلسة مشتركة للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ مع رؤساء الوفود وثلاثة أعضاء من كل طرف بعد أن استغرقت الفترة الصباحية في جلسات مشاورات انفرادية عقدها ولد الشيخ مع كل وفد على حدة.
ويعد فشل عقد جلسة مشاورات جماعية استمراراً لحالة الانسداد التي سيطرت على أجواء المشاورات منذ انعقادها بسبب رفض وفد صنعاء"الحوثيين- صالح" لبدء المشاورات وفق جدول الأعمال المقرر والمتفق عليه سلفاً وتمسكهم بالنقاش حول قضيتين فقط هما إنهاء عمليات التحالف العربي والعملية السياسية بما يضمن لهم شرعنة الانقلاب والسيطرة على البلد بشكل كامل.
وكانت المشاورات أمس شهدت بوادر انفراج بعد لقاءات عقدها أمير الكويت مع الوفدين لإقناعهم بمواصلة المشاورات وحثهم على التوصل إلى اتفاق سلام.
و أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ عن أسفه لتكرار خروقات الميليشيا الحوثية وصالح بمحافظتي تعز والجوف.
وقال ولد الشيخ في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم بالكويت "إن التقارير تفيد بتحسن الوضع في اليمن بشكل ملحوظ بفضل جهود لجنة التواصل والتهدئة واللجان المحلية ومع ذلك ندين استمرار الخروقات في تعز والجوف التي لا تزال تشهد خروقات".
وفي رده على سؤال وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)عن الوضع الإنساني في محافظة تعز قال ولد الشيخ "إن المجتمع الدولي والدول الـ18 لا تزال تبذل جهوداً كبيرة من أجل إحلال السلام "وسيستغرق ذلك وقتاً ويتطلب حسن نية وهذا ما نعول عليه"..معرباً عن أسفه لسقوط ضحايا مدنين نتيجة الخروقات التي تقوم بها الميليشيا الانقلابية.
وكان الوفد الحكومي اليمني في مشاورات الكويت سلم ولد الشيخ اليوم قائمة بخروقات المليشيا لانقلابية والتي بلغت 184 خرقاً منها 68 خرقاً في تعز و84 في الجوف.
وأشار ولد الشيخ إلى عقده جلسات عامة وثنائية مع الأطراف المتشاورة خلال الأيام الماضية وعرضت فيها على الأطراف اطاراً عاماً يجمع محاور عدة تشمل الأبعاد الأمنية والسياسية والاقتصادية للمرحلة المقبلة وهو اطار ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2216..مشيداً بالجهود التي يبذلها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لذي أبدى حرصاً كبيراً على نجاح المشاورات وتذليل كافة العقبات التي تعترضها.
وكان المبعوث الأممي التقى الثلاثاء وفدي الطرفين وعرض عليهم “الإطار العام لجدول المشاورات” وفكرة تشكيل ثلاث لجان لمناقشة النقاط المتضمنة في القرار الأممي ٢٢١٦ وأنهى الجلسة المسائية دون فتح باب النقاش في محاولة لفرض أمر واقع، لكن تعثر انعقاد جلسات خلال اليوم الأربعاء يعني عدم موافقة وفد الانقلابيين على رؤية المبعوث الأممي وأن المرونة التي أبدوها أمس الثلاثاء لم تكن تعني موافقتهم على جدول الأعمال
الوضع الميداني:

وعلى الصعيد الميداني، وقعت اشتباكات عنيفة شرق العاصمة اليمنية صنعاء، مترافقة مع قصف مدفعي وصاروخي هو الأعنف منذ عدة شهور، خصوصا على جبهة نهم، بعد خرق مليشيات الحوثي وقوات صالح للهدنة.
وأوضحت مصادر مطلعة أن ميليشيات الحوثي وقوات صالح، حاولت التسلل إلى مواقع الجيش والمقاومة في جبهة نهم، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
في حين أفشلت المقاومة والجيش محاولات الميليشيات شق طريق جديد يصل إلى الجبل الأحمر، وذلك للالتفاف على مواقع الجيش والمقاومة الشعبية، مستغلين بذلك الهدنة.
وفي الجوف، أكدت المقاومة استمرار خروقات الهدنة من قبل الميليشيات لليوم السادس عشر على التوالي بمختلف الجبهات.
فيما كشفت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بمحافظة "مأرب" إلى الشمال الشرقي من صنعاء عن ارتكاب ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئس السابق علي عبدالله صالح، 233 خرقا للهدنة، بينها إطلاق صواريخ باليستية. كما تعرضت اللجنة لإطلاق نار من قبل الحوثيين وقوات صالح.
وقالت اللجنة في مؤتمر صحافي عقدته الثلاثاء بمدينة مأرب، إنه رغم التوقيع على عدد من الاتفاقات كان آخرها الاتفاق الموقع في منطقة السوادية بمحافظة البيضاء والتواصل مع نظرائهم من الحوثيين وقوات صالح، إلا أن الميليشيات الانقلابية لم تلتزم بالهدنة واستمرت في ارتكاب الخروقات.
وكشف تقرير لجنة المراقبة عن 233 خرقًا للهدنة منذ بدء سريانها في 10 أبريل وحتى اليوم. وأكد التقرير أن اللجنة زارت مختلف المواقع والتقت قيادات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وأكدوا جمعيا التزامهم بوقف إطلاق النار منذ بدء الهدنة.
وذكر التقرير أن ضحايا خروقات الحوثيين وقوات صالح بلغ أكثر من 27 قتيلا و126 جريحًا.
إلى ذلك اشتكى مواطنون في محافظة مأرب من انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت منذ 4 أيام.
وبحسب مصادر محلية بالمحافظة، فإن الانقلابيين بصنعاء قطعوا عن المحافظة الاتصالات الخاصة بشبكات الهاتف المحمول وكذا خدمة الإنترنت منذ أيام.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الإنساني، حث المنسق المقيم لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكجولدريك اليوم الأربعاء، مختلف الأطراف في البلاد على الإلتزام بوقف الأعمال العدائية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
ونشر الموقع الإلكتروني لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليوم، تقريراً يفيد بأن المسئول الأممي دعا المجتمع الدولي إلى زيادة مستوى الدعم لليمن، معتبراً "الحل السياسي هو من سيعمل على إنهاء المعاناة في البلاد".
وأشار المكتب في تقريره غلى أن ماكجولدريك "قام بزيارة إلى محافظة صعدة، المحاذية للحدود السعودية شمالي اليمن، مشدداً على أنه ينبغي الحفاظ على المرافق الصحية والتعليمية واعتبارها أماكن محايدة خلال الحرب".
وأشار إلى أنه زار مدينة حيدان في محافظة صعدة التي تأثرت كثيراً بسبب الصراع الدائر في البلاد، لافتاً إلى أن 3000 طالب حرموا من التعليم في هذه المدينة، و10 آلاف آخرين حرموا من الرعاية الصحية.
وأردف أنه "قام أيضاً بزيارة المستشفى الجمهوري في المحافظة التي تواجه الإغلاق الوشيك بسبب نقص الموارد" مضيفاً أن "إغلاق وحدة العناية المركزة في هذا المستشفى ستكون له عواقب وخيمة في الحصول على الرعاية المنقذة للحياة".
وطلب المسؤول الدولي تسهيل عمل الوكالات الإنسانية في اليمن، بما في ذلك إجراء تقييمات للتحقق من الاحتياجات. وتابع "الناس بحاجة ماسة للسلامة والغذاء والمياه والرعاية الصحية الأساسية والتعليم لأطفالهم".
وناشد السلطات في اليمن دعم الجهود من خلال احترام استقلال العمل الإنساني، كما حث المجتمع الدولي على زيادة دعمه لليمن لضمان تلبية الاحتياجات الملحة.
المشهد اليمني
فيما يبدو أن آمال اليمنيين سوف تصطدم بنتائج غير مرضية في مفاوضات الكويت مع تعنت الحوثيين فيا لتوصل إلى اتفاق كبدئي حول العملية الانتقالية وحارطة طريق في اليمن.
وبسبب المراوغة الحوثية اقتصر الإنجاز في الأيام الستة ايام الأولي للمفاوضات على اختيار ممثل من طرف الحكومة وآخر من المتمردين لمتابعة لجنة التهدئة، والتواصل والتحقق من سير عملها على الأرض، ولكن عاد الحوثيون ولوّحوا بالانسحاب من المفاوضات وهو ما يشير إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق إلا إذا شهدت الساعات الأخيرة من المفاوضات تغييرا في موقف الحوثيين.