بعد انضمام المقاتلين الأجانب.. "داعش" تهدد نفوذ حركة "الشباب" في الصومال

الخميس 28/أبريل/2016 - 02:10 م
طباعة بعد انضمام المقاتلين
 
حالة من القلق تسيطر على قادة حركة الشباب الإسلامية الموالية لتنظيم القاعدة في الصومال، مع ارتفاع انضمام عناصرها، خاصة الأجانب إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"،  لتدخل الصومال مرحلة صراع النفوذ والولاءات بين تنظيم القاعدة وتنظيم داعش.

انضمام المقاتلين الأجانب

انضمام المقاتلين
في الصومال ذكرت تقارير محلية وأجنبية عن استمرار وتيرة انشقاقات داخل حركة الشباب الإسلامية، خاصة من قبل المقاتلين الأجانب والذين ينضمون إلى تنظيم داعش الأكثر تنظيمًا وتمويلًا في المنطقة.
وبحسب وسائل إعلام صومالية بدأ المقاتلون الأجانب في البلاد ينخرطون في صفوف تنظيم داعش بعد انشقاقهم من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكر ضابط في مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية أن جناح تنظيم داعش في الصومال كثف حملته الاعلامية لاستقطاب المقاتلين الأجانب.
واشار الضابط إلى أن المقاتلين الأجانب المنشقين من حركة الشباب، والذين ينضمون إلى تنظيم داعش ينحدر معظمهم من الدول الأوروبية.
وسبق أن نشر أعضاء آخرون من حركة الشباب فيديوهات بالفعل على الانترنت يعلنون فيها مبايعة تنظيم "داعش". ولم يقسم هذا التطور المجموعة المرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة فقط، ولكنه وسع من نطاق نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية ليشمل قارة إفريقيا.
فقد انشقت الخلية التابعة لحركة الشباب والمتواجدة في جبال "غلغلا" في منطقة بري في بونتلاند تحت قيادة عبدالقادر مؤمن وأعلنوا مبايعتهم تنظيم "داعش" في نهاية العام الماضي. 
وفي شهر مارس الماضي- وبشكل مفاجئ- أعلنت جماعة سمت نفسها "حركة شرق إفريقيا" ولاءها لزعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي؛ مما مثل كيانًا جديداً يضاف إلى الكيانات التي انضمت سابقاً إلى داعش في إفريقيا كـ"بوكو حرام" النيجريّة.
وأكد مكتب التحقيقيات الفيدرالي FBI بأن الأجانب بدءوا ينخرطون في صفوف "الداعش"، وقد انضم إليه حتّى الآن 200 مقاتل، وتستخدم استراتيجيتها المعروفة بـ "بروباغندا"؛ مما يجعلها معقلًا للأجانب.
وقدرت مصادر داخل الأجهزة الأمنية في الصومال أن من شأن نحو 100 مقاتل الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية من أصل 1400 عنصر في الجماعة المتمردة. وكانت حركة "بوكو حرام" المتشددة في نيجيريا قد بايعت تنظيم الدولة الإسلامية هذا العام في تحرك اعتبر رغبة من متشددي إفريقيا للتواصل مع غيرهم بالشرق الأوسط ومناطق أخرى. ونشأت حركة الشباب إثر تمرد ضد إثيوبيا التي دخلت قواتها إلى الصومال في اجتياح مدعوم من الولايات المتحدة في 2006 للإطاحة باتحاد المحاكم الإسلامية الذي كان آنذاك يسيطر على مقديشو.

أول معسكر "داعش"

أول معسكر داعش
جاء انضمام المقاتلين ااجانب بحركة الشباب الصومالية إلى تنظيم "داعش" مع افتتاح الأخير أول معسكر تدريبي لمقاتليه له في الصومال؛ ليكون قاعدة للتوسع في البلاد التي تعاني صراعًا مسلحًا منذ أكثر من عقدين.
ونشرت وسائل الإعلام الصومالية صورًا يظهر فيها عناصر ملثمون وتابعون لداعش ويتلقون تدريبات عسكرية.
ويظهر في الصور عبد القادر مؤمن أحد قادة حركة الشباب سابقًا، والذي أعلن في عام 2015 انضمامه إلى تنظيم داعش.
وكان تنظيم داعش أعلن بداية هذا الأسبوع  أول هجوم انتحاري له في الصومال مستهدفا قافلة عسكرية للقوات الإفريقية، وإن لم تسفر هذه العملية عن أيّة خسائر ماديّة أو بشرية كما ذكر الناطق الرسميّ لقوات الأميصوم، إلاّ أنها تحمل في طياتها رسائل عدّة لكلّ من الحكومة ومن يتصل بها من المجتمع الدولي، وحركة الشباب نفسها، ومن يهمه الأمر أيضاً من غير هذه الأطراف. 

المشهد الصومالي:

المشهد الصومالي:
ظلت الحركة تسيطر على معظم المنطقة الجنوبية في الصومال من 2006 حتى 2011 عندما زحفت قوات إفريقية لحفظ السلام إلى العاصمة مقديشو. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت حركة الشباب على قائمة المنظمات الإرهابية في فبراير عام 2008، ومنذ ذلك الوقت باتت مواقع الحركة وقياداتها هدفًا للغارات الجوية الأمريكية في مناطقة متفرقة من الصومال. ورصدت مكافآت يبلغ مجملها 33 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل أو اعتقال سبعة من قيادات حركة الشباب أبرزهم زعيمها مختار أبو الزبير، لكن لم تتمكن واشنطن من الوصول إلى أي منهم حتى الآن.
ولكن مع ظهور تنظيم داعش في 2014 وبداية حركة الانشقاق داخل التنظيم في نهاية 2015 لصالح "داعش" أصبح الأخير يمثل حركة تهديد لبقاء الشباب الإسلامية في ظل تراجع نفوذه لخسائره أمام القوات الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي"الأميصوم".
الأيام المقبلة سوف تكشف عن مدى قوة ونفوذ كل من تنظيم القاعدة و"داعش".. وهل سيكون الصراع بين التنظيمين الإرهابيين مفيدًا في نهايتهما معًا في الصومال أمام القوات الحكومية المدعومة بقوات الأميصوم؟

شارك