مبعوث الأمم المتحدة لسوريا يحذر من فشل الهدنة.. وموسكو تراقب

الخميس 28/أبريل/2016 - 09:34 م
طباعة مبعوث الأمم المتحدة
 
فى ضوء تنامي المخاوف من فشل هدنة وقف إطلاق النار فى سوريا، وسقوط مزيد من القتلى والمصابينن ومعاناة المدنيين، أعلن الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن اتفاق وقف الأعمال القتالية الساري في هذا البلد منذ شهرين هو "في خطر كبير" ويجب "إنعاشه" قبل تحديد موعد الجولة المقبلة من مفاوضات السلام بين طرفي النزاع.
أوضح المبعوث الدولي أنه دعا أمام مجلس الأمن الدولي كلا من الولايات المتحدة وروسيا، "راعيتي" هذا الاتفاق، إلى العمل في سبيل إحياء الهدنة السارية منذ 27 فبراير، مؤكدا انه  أوصى مجلس الأمن بأن يعقد قريبا اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا والتي تضم 17 دولة وتترأسها الولايات المتحدة وروسيا.

مبعوث الأمم المتحدة
قال دي ميستورا: "خلال الساعات الـ48 الأخيرة قتل سوري كل 25 دقيقة،  وأكد المبعوث الدولي أن "وقف إطلاق النار لا يزال حيا ولكنه في خطر كبير"، موضحًا "إننا نريد أن يعقد هذا الاجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا قبل أن تعقد الجولة الجديدة خلال شهر مايو". وأضاف أن "هدفي هو مواصلة اللقاءات مع عقد جولة أو اثنتين على الأقل بحلول يوليو".
وللمرة الأولى نشر دي ميستورا وثيقة من سبع صفحات تتضمن ملخصًا للاجتماعات التي جرت خلال هذه الجولة والتي تركزت على عملية الانتقال السياسي في سوريا وتشكيل نظام "حكم رشيد" انتقالي و"جامع". وقال المبعوث الدولي "لا أحد يشك بعد اليوم في أن هناك حاجة ملحة إلى انتقال سياسي حقيقي وموثوق به"، ليضيف أن "هناك فهم واضح بان الانتقال السياسي يجب أن تشرف عليه حكومة انتقالية جديدة، اكرر جديدة، وذات مصداقية وشاملة تحل محل ترتيب الحكم الحالي".
وأقر دي ميستورا بوجود فجوات "جوهرية" بين طرفي المفاوضات، مشيرًا إلى أن الجولة الثالثة من المفاوضات تضررت كثيرا من الانتهاكات المتزايدة لاتفاق وقف الأعمال القتالية. وطالب المبعوث الدولي بأن يسمح طرفا النزاع للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدن والبلدات المحاصرة مثل دوما وداريا ومعضمية الشام وحرستا. كما عرض قائمة بالمشاكل "الأساسية" التي يجب حلها كي تكون عملية الانتقالي السياسي في سوريا "قابلة للحياة"، مؤكدا أن هذه القائمة ليست نهائية ويمكن تعديلها على ضوء ما تفضي إليه المفاوضات.
وعلى صعيد المعارك قتل 38 مدنيا على الأقل، بينهم خمسة أطفالفي تبادل قصف بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال البلاد.
وقال مراقبون إن هناك الكثير من الأشخاص تحت الأنقاض، وفرق الدفاع المدني تعبت كثيرا خلال الأيام الماضية"، مضيفا أن "الوضع سييء جدا".
مبعوث الأمم المتحدة
وتعد مدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة بوقف الأعمال القتالية الساري منذ 27 فبراير والذي تمّ التوصل إليه بناء على اتفاق أميركي روسي حظي بدعم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، والاشارة إلى أن حلب تشهد تصعيدا عسكريا متزايدا منذ أكثر من أسبوع وتبادل قصف شبه يومي أوقع 186 قتيلا مدنيا.
وقال مندوب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيجلاند إن تدهورا كارثيا حدث في حلب في اليومين الماضيين وأيضا في أجزاء من حمص مشددا أن "لا أحد يشك في خطورة الوضع". 
وقال يان إيجلاند "لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة". وأضاف "تم إبلاغ أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا مباشرة اليوم بالتدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين،  وكذلك في أجزاء من منطقة حمص".
 وطالب مسؤول الأمم المتحدة أيضا بالسماح بوصول المساعدات إلى 35 منطقة محاصرة.
مبعوث الأمم المتحدة
وذكر إيجلاند أن ملايين السوريين مهددون بعدم الحصول على المساعدات الإنسانية إذا لم يتوقف القتال. وقال للصحفيين: "كثيرون من العاملين في مجال الصحة والإغاثة يتم قصفهم وقتلهم وعرقلة عملهم في وقت حياة الملايين من الأشخاص الآن... في خطر".
وصرح بأن القوى العالمية والإقليمية المشاركة في مجموعة الدعم الدولية لسوريا تعهدت خلال اجتماعها اليوم في جنيف باستخدام تأثيرها على الحكومة والجماعات المسلحة هناك، وعبّر إيجلاند عن أمله في أن تمارس مجموعة الدعم الدولية "ضغطا حقيقيا على كافة الأطراف".
وفى صعيد متصل طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي أن يعتبر مجموعتي "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" السوريتين المعارضتين اللتين شاركتا في مفاوضات جنيف، "إرهابيتين".
 وأعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في بيان أن بلاده طلبت من لجنة مكافحة الإرهاب أن تدرج مجموعتي "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" المقاتلتين في لائحتها للمنظمات الإرهابية. وأكد تشوركين في البيان أنه رفع هذا الطلب "لأن هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان في سوريا، مرتبطتان ارتباطا وثيقا بالمنظمات الإرهابية، لا سيما منها تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة اللذان يزودانهما بالدعم اللوجستي والعسكري".
وتعد جماعة جيش الإسلام" حركة إسلامية مقاتلة، ويعتبر أهم فصيل معارض مسلح في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية، كما اختير محمد علوش، أحد قادة "جيش الإسلام" السياسيين، ككبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية.

مبعوث الأمم المتحدة
وشاركت الهيئة العليا للمفاوضات في جولة المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة في جنيف والهادفة إلى إيجاد حل للأزمة السورية، بصفتها الممثل الرئيسي للمعارضة. وانسحبت الهيئة العليا للمفاوضات الأسبوع الماضي من محادثات جنيف غير المباشرة مع النظام احتجاجا على تدهور الوضع الإنساني وانتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا.
من جانبه، لا يعترف النظام السوري بتمثيلية الهيئة العليا للمفاوضات التي يتهمها بالتبعية للسعودية و بالارتباط بمنظمات إرهابية.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا التصرف "المتقلب"، معتبرا أن الهيئة "مدللة من الجهات الأجنبية التي تحميها".
ويرى محللون أن المفاوضات لم تحرز حتى الآن أي تقدم، في وقت تتصاعد فيه أعمال العنف في سوريا، ما يؤدي إلى ترنح اتفاق لوقف الأعمال القتالية سار منذ فبراير. وأسفرت عمليات قصف للقوات الحكومية عن 13 قتيلا في دوما، معقل "جيش الإسلام"، وقتل قائد أركان حركة "أحرار الشام" الإسلامية، أحد أقوى الفصائل السورية المقاتلة، في تفجير انتحاري.

شارك