محاولات سياسية لإنهاء الأزمة في حلب.. ومخاوف من كارثة إنسانية
السبت 30/أبريل/2016 - 06:15 م
طباعة

في الوقت الذي يلعب فيه الإعلام المحسوب على المعارضة السورية المسلحة فى سوريا دورًا كبيرًا فى تزييف الحقائق واستغلال قصف الجيش السوري لمواقعهم بأنها استهداف المدنيين فى حلب، يقوم الإعلام السوري الرسمي ببث لقطات هادئة عن حلب وكأنه لا يوجد ما يعكر الصفو، ويدفع الثمن سقوط مزيد من المدنين نتيجة اشتداد المعارك التى يعتبرها النظام السوري حاسمة لطرد المسلحين وداعش من حلب، على أمل طرد الإرهابيين من الرقة ودير الزور، وسط مخاوف من كارثة إنسانية لعدم كفاية السلع الغذائية والأدوية.

يأتي ذلك في الوقت الذي دخل فيه اتفاق تهدئة حيز التنفيذ في مناطق سورية حسب ما أعلنت مصادر متطابقة، وذلك بعد ساعات من اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على هذه التهدئة التي لا تشمل حلب، بعد أن أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن "نظام تهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة، والإشارة إلى أن وقف الأعمال القتالية هذا جاء "حفاظا على تثبيت نظام وقف العمليات القتالية المتفق عليه".
كان الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا دعا روسيا والولايات المتحدة، عرابتي الهدنة السارية منذ 27 فبراير إلى اتخاذ "مبادرة عاجلة" لإعادة تطبيقها، وبعد ساعات أُعلن عن اتفاق بين الدولتين الكبريين على "نظام تهدئة" يسري ابتداء من فجر السبت في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق وفي ريف اللاذقية شمالا.
وذكرت مصادر روسية وسورية أن التهدئة لا تشمل حلب حيث قتل أكثر من 230 مدنيا منذ تجدد المعارك في المدينة قبل أكثر من أسبوع بين فصائل المعارضة التي تقصف مناطق سيطرة النظام بالمدفعية والقذائف الصاروخية، في حين تشن قوات النظام غارات جوية على أحياء المعارضة.

من جهته، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا مايكل راتني إن الاتفاق هو "إعادة الالتزام العام بشروط الهدنة وليس اتفاقات محلية جديدة لوقف إطلاق النار"، وأضاف راتني أن "الانتهاكات المستمرة والهجمات على المدنيين في حلب شكلت ضغطا كبيرا على الهدنة وهي غير مقبولة". وتابع "نتحدث حاليا مع روسيا للاتفاق بشكل عاجل على خطوات للحد من العنف في هذه المنطقة كذلك".
وقال محللون إن هناك 20 غارة جوية على الأقل نفذت في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا وهو اليوم التاسع على التوالي لعنف وقصف متبادل أسفر عن سقوط قرابة 250 قتيلًا من المدنيين، والإشارة إلى أن قصف مقاتلي المعارضة لمناطق تحت سيطرة الحكومة خلال نفس الفترة أسفر عن مقتل 96 شخصًا بينهم 21 طفلًا.
وفي سياق متصل أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الغارات الجوية التي تشنها القوات السورية في مدينة حلب، وكذلك مناطق سكنية ومساجد ومرافق طبية من بينها مستشفى القدس بحلب، ودعا الأمين العام للمنظمة إياد بن أمين مدني المجتمع الدولي، وبالخصوص الأطراف التي تعهدت بفرض وقف للعمليات العدائية في سوريا، للتدخل السريع لوقف المجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية التي تتسبب في مقتل المدنيين الأبرياء وتصاعد عمليات القتل والخراب والدمار في مدينة حلب.
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود ارتفاع حصيلة قصف مستشفى تشرف عليها في حلب الأربعاء إلى 50 قتيلا، في حين أدى تجدد القصف على المدينة أمس الجمعة إلى مقتل 30 شخصا. وكانت مستشفى القدس الواقعة في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة قد تعرضت للقصف في غارة جوية.

وفي سياق آخر قتل خمسة عناصر من القوات الأمنية الكردية في تفجير انتحاري استهدف اليوم حاجزا لهم في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد مسؤول كبير.
قال القائد العام لقوات الأمن الداخلي الكردية جوان إبراهيم لفراس برس إن "انتحاريا فجّر حزامه الناسف في حاجز لقوات الأساييش" عند مفترق شارع الوحدة القريب من مقار قوات النظام السوري وقوات الدفاع الوطني الموالية لها في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
يأتي التفجير بعد نحو عشرة أيام على اشتباكات عنيفة بين الاساييش وقوات النظام السوري أودت بالعشرات، وانتهت باتفاق ينص على عودة الهدوء إلى المدينة وتبادل المعتقلين.
وفى سياق آخر اتهم المعارض السوري قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير في سوريا المعارضة قوى محلية وإقليمية ودولية، قائلا إنها "لا تريد أن يحصل الحل السياسي في سوريا"، وأن الإجراء الجذري لمواجهة انهيار الهدنة هو السير باتجاه الحل في جنيف.
شدد جميل على أن "خروقات الهدنة تهدف بالدرجة الأولى إلى شل جنيف أو على الأقل عرقلته، وأن تلك الخروقات نتيجة لسبب أكبر وهو بدء جنيف واستمراره واحتمالية تحقيقه تقدما جديا"، وتأكيده على أن الهدنة تتعرض لمؤامرة منذ بدء جنيف، فالقصف الغريب الذي تعرضت له معرة النعمان، بعده مباشرة بيان "أحرار الشام" في السادس عشر من أبريل الجاري، الذي يطالبون فيه، عمليا، بإيقاف العملية السياسية، أعقب ذلك تعليق وفد الرياض لمشاركته في المحادثات ثم تصعيد في حلب فحملة إعلامية شرسة".
نوه جميل على انه فيما يتعلق بحلب ليس المهم من البادئ ومن الذي رد، الغريب هنا في الحملة الإعلامية التي تركز على طرف واحد مشوه للحقيقة دون الآخر".

وانتقد المعارض السوري وسائل الإعلام الغربية التي تنقل الأخبار بشكل غير مهني، مؤكدا على أن من يعتمد عليها تتكون لديه صورة مشوهة، وهناك عمل حقيقي من أجل إفشال الهدنة، وهو ما يعد مؤامرة ليس فقط باتجاه الهدنة وإنما باتجاه جنيف ككل"، وتأكيده على أن لدى الشعب السوري ما يكفي من الإرادة للحفاظ على الهدنة واستمراريتها، منوها باتفاق التهدئة في ريف اللاذقية وريف دمشق وحلب بين الولايات المتحدة وروسيا.
قال جميل: "هناك سيناريو مرسوم بدقة لإجهاض جنيف بنتائجها، والتي يعلق عليها الشعب السوري آمالا كبيرة، لذلك يجب الحفاظ عليها"، موضحًا أنه التقى بالمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا كوفد منصة "موسكو أستانا القاهرة" أربع مرات، منها مرتان خلال 24 ساعة.
أكد جميل على أن جدول أعمال اللقاءات كان الانتقال السياسي، مشيرا إلى أن أفكارا واضحة قدمت هدفها تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، مضيفا بقوله " اقتراحاتنا تسعى، وبالدرجة الأولى إلى تنفيذ كامل قرار مجلس الأمن، من خلال الدستور الحالي، بسبب أن الاقتراحات الأخرى المطروحة من قبل المعارضة السورية تسعى لتغيير الدستور أو إعلان دستور أي ما يعني تعليق الدستور".
نوه جميل: "اقتراحنا يقول بأن يخول الرئيس نوابه أي أن يكون الجسم الانتقالي عبارة عن نواب رئيس، وهو ما لا يحتاج إلى تغيير دستوري".