الفشل يهدد مفاوضات الكويت.. والحوثيون يستولون على معسكر العمالقة
الأحد 01/مايو/2016 - 02:58 م
طباعة

علق وفد الحكومة اليمنية مفاوضاته مع وفد صنعاء"الحوثيين- صالح"؛ وذلك اعتراضًا على خرق الهدنة من قبل الحوثيين، والاستيلاء على معسكر العمالقة، فيما واصل الأمن اليمني عملياته ضد القاعدة، ومع إعلان القيادي بجماعة الحوثيين السابق زيارته إلى الأراضي المحتلة.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، قرر وفد الحكومة اليمنية- الأحد- تعليق المحادثات المباشرة مع الانقلابيين الحوثيين في الكويت، بسبب الخروقات المتتالية للميليشيات.
وقبل انسحاب وفد الحكومة اليمنية، تقرر عقد جلسة مباحثات مشتركة، مساء الأحد، بين وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين المشاركين في محادثات السلام في الكويت بحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وأشارت تقارير سابقة إلى وجود توتر الجانب الحكومي في ظل استمرار الخروقات العسكرية للميليشيات واقتحام معسكر العمالقة في محافظة عمران من قبل الميليشيات الليلة الماضية.
وإلى ذلك، وحسب مراسل "العربية" على الحدود السعودية – اليمنية؛ لم تسجل الجهات الحكومية الرسمية أي اختراق للهدنة على تلك الحدود.
ووفقًا لجولة "العربية" التفقدية اليومية في محافظات جازان المتاخمة للحدود، فإن الأوضاع مستقرة، ولم يُسمع أي دوي للمدافع أو تُشاهد حركة طيران حربي، إضافة إلى أن حركة السكان بدت طبيعية للغاية.
وأكدت الجهات الرسمية، على خط النار أو في الداخل السعودي- جاهزيتها للرد على أي محاولة اختراق.
هذا وعلمت "العربية" في وقت سابق أن عبدالملك المخلافي وزير الخارجية، ورئيس الوفد الحكومي المفاوض، أبلغ المبعوث الأممي وسفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن أن اقتحام ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح لمعسكر العمالقة يهدد بنسف محادثات الكويت.
وبحسب تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن، فإن جلسة المحادثات المشتركة المقررة الأحد، كانت ستواصل مناقشة الرؤية المقدمة من طرفي الصراع ومحاولة التقريب بين وجهات النظر المطروحة تجاه قضايا الحل للخروج بحل شامل للأزمة اليمنية.
وأبدى المبعوث الأممي إلى اليمن في تصريحات بوادر تفاؤل، مؤكداً في الوقت عينه أن المشاورات والحلول تتطلب وقتاً.
الحوثيون والسعودية

من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم الحوثيين، رئيس وفد «أنصار الله» إلى مفاوضات الكويت محمد عبدالسلام- أن أبرز ملامح رؤيتهم لحل الأزمة اليمنية، التي سلمت إلى الأمم المتحدة أول من أمس، تتمثل في إنشاء حكومة وحدة وطنية، ثم تشكيل لجنة أمنية عليا تشرف على الانسحابات وتسليم السلاح الثقيل للدولة. وأوضح عبدالسلام في حوار مع «الحياة» (عبر الهاتف من الكويت)، أن مصير الرئيس عبدربه منصور هادي ومدى قبول عودته للعاصمة صنعاء، يخضع للحوار والمرجعيات التي تحكمه، إلا أنه أكد أن موقف «أنصار الله» يتمثل في تشكيل مجلس رئاسي يكون الرئيس توافقياً، وتكون مهماته واضحة خلال الفترة الانتقالية. ووصف المتحدث علاقتهم بالسعودية في الوقت الحالي بـ«الجيدة»، مبيناً أن هناك قضايا كثيرة تتطلب النقاش المستمر مع الجانب السعودي، وأن التفاهمات ستسهم في إزالة المخاوف الموجودة، وربما الاحتقان القائم، للوصول إلى سلام عادل يجعل «أنصار الله» والشعب اليمني رسمياً وشعبياً يسهمان في رفع المعاناة الداخلية على مستوى البلد، وفي العلاقات الدولية والعربية، بخاصة مع دول الجوار، وبالذات المملكة العربية السعودي.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، استولى الحوثيون وحلفاؤهم في اليمن على معسكر للجيش شمالي العاصمة صنعاء، اليوم الأحد، فيما يعد انتكاسة لوقف إطلاق النار الهش ومحادثات السلام التي تجري في الكويت بهدف إنهاء الحرب الدائرة منذ نحو عام.
وعلى عكس معظم الجنود اليمنيين، رفض الجنود في معسكر العمالقة أن ينحازوا لأي طرف من أطراف الصراع في الحرب الأهلية الدائرة بين الحوثيين المدعومين من إيران، وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي يدعمها تحالف بقيادة السعودية.
وقال مسئولون محليون: إن الحوثيين شنوا هجوماً مباغتاً على المعسكر الواقع في محافظة عمران، واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة عند الفجر. وأضافوا أن عدداً من الجنود المدافعين عن المعسكر قتلوا خلال الهجوم.
وأكدت مصادر لـ"العربية" أن ميليشيات الحوثي وصالح تواصل خروقاتها للهدنة في عدة مناطق في محافظة البيضاء؛ حيث كثفت تعزيزاتها العسكرية في مديرية الصومعة، واقتحمت بعض المناطق بعشرات الأطقم، والمدرعات والدبابات، واستحدثت مواقع جديدة لها ونقاط تفتيش.
كما قصفت الميليشيات مواقع المقاومة الشعبية في منطقة ذي ناعم، وقرى سكنية، واستهدفت منطقة الوهبية الواقعة بين البيضاء ومأرب بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون.
واستهدف قصف ميليشيات الحوثي والمخلوع بالأسلحة الثقيلة عدة مناطق سكنية في مديرية الزاهر وآل حميقان.
كما قتل 17 من أفراد قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بنيران الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، في مديرية صرواح بمحافظة مأرب شرقي اليمن، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب، أحمد الشليف، اليوم الأحد: إن 17 من قوات الجيش والمقاومة قتلوا في هذه المديرية؛ بسبب خرق الحوثيين وقوات صالح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 10 أبريل الماضي.
فيما كشف قيادي يمني الأحد، ضبط قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية 20 مسلحاً إفريقياً، كانوا في طريقهم للقتال ضمن صفوف المتمردين.
وقال القيادي أيمن جرمش لـموقع "24 الاماراتي": "إن الجيش الوطني في جزيرة جبل الطير، ضبط 16 مسلحاً من الجنسية الإثيوبية، و4 صوماليين، كانوا على متن قارب، وبحوزتهم أسلحة وذخائر، في طريقهم للقتال ضمن صفوف المتمردين"، مؤكداً تسليمهم إلى قوات التحالف العربي.
الحرب ضد القاعدة

وفي سياق آخر أفادت تقارير يمنية اليوم الأحد، بسقوط قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكباً حكومياً على طريق جولة كالتكس بالمنصورة، في محافظة عدن جنوب اليمن.
ونقل موقع "عدن الغد" عن شهود عيان قولهم: إنهم شاهدوا مسعفين يحملون جرحى وقتلى من المكان. وأغلقت قوات الأمن الطريق الواصلة بين جولة كالتكس وتقاطع كابوتا وانتشر جنود في المكان.
وأكد مسئول حكومي أن التفجير استهدف موكب تابع لمدير الأمن شلال على شائع، موضحاً أن الانفجار تسبب بسقوط قتلى وجرحى.
من جانبه أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مؤخرًا انسحابه من ميناء المكلا في اليمن بعد أسبوع من سيطرة الحكومة وجنود إماراتيين على المدينة التي استخدمها الإسلاميون المتشددون لجمع ثروة طائلة وسط فوضى الحرب الأهلية.
وقال التنظيم في بيان نادر نشره على حسابه في تويتر إنه انسحب من الميناء الواقع على الساحل الجنوبي لليمن لإنقاذه من الدمار. مؤكدًا أن عددًا محدودًا من أفراده قتلوا.. مضيفًا: "لم ننسحب إلا تفويتًا للفرصة على العدو في نقل المعركة إلى بيوتكم وأسواقكم وطرقكم ومساجدكم".
وكانت المكلا مركزًا لدويلة غنية على ساحل بحر العرب أسسها تنظيم القاعدة، على مدى العام الماضي، في استغلال للصراع بين الموالين للحكومة المدعومين من التحالف العربي وقوات الحوثيين المدعومة من إيران.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، كشف القيادي الحوثي السابق علي البخيتي عن زيارة مرتقبة سيقوم بها هو وعدد من الناشطين والحقوقيين، إلى إسرائيل للالتقاء باليهود اليمنيين المتواجدين هناك.
وقال الناطق باسم الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني اليمني علي البخيتي: "إن الزيارة ستتم بجواز سفر فلسطيني، والهدف منها هو مناقشة مشكلة عجز اليهود اليمنيين عن زيارة بلاد أجدادهم وموطنهم الأصلي اليمن؛ وذلك بسبب عدم امتلاكهم وثائق سفر يمنية".
وأشار في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى "أنهم لا يسمح لهم بالدخول بالوثائق الإسرائيلية"، لافتًا إلى أن هناك "حاجة لحل هذه الإشكالية عبر إيجاد مخرج يسمح لهم بزيارة موطنهم الأصلي، وفي نفس الوقت لا يكون في ذلك تطبيع أو اعتراف بإسرائيل ولا بالوثائق الصادرة عنها". على حد قوله.
وهناك مصادر شككت في هدف الزيارة التي ينوي القيام بها البخيتي وناشطون آخرون، خصوصا أنها جاءت بعد صفقة نقل عدد من اليهود اليمنيين إلى إسرائيل بتواطؤ أطراف داخلية.
ولفتت المصادر إلى أن من غير المستبعد أن تكون الزيارة مرتبطة بصفقة تهريب اليهود اليمنيين إلى إسرائيل التي تمت قبل حوالي شهر، حيث أكدت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية دفعت ملايين الدولارات لأطراف داخلية بجماعة الحوثي، وأخرى بصنعاء، أسهمت في إنجاح عملية تهريب اليهود، وبحوزتهم نسخة نادرة من التوراة.
المشهد اليمني
ينتظر اليمنيون أن يتم الإعلان عن إنهاء العمليات في البلاد، ووضع خارطة طريق للانتقال السياسي، في الكويت يقود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد سفينة المفاوضات مع رياح الخروقات وعواصف الصراع، فهل ينجح المبعوث الأممي في الوصول لاتفاق ينهي الحرب ويعيد السلام للبلاد؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.