محاولات أممية لوقف الحرب في حلب.. والمعارضة تواصل قصف مواقع المدنيين

الثلاثاء 03/مايو/2016 - 08:54 م
طباعة محاولات أممية لوقف
 
محاولات لفرض حلول
محاولات لفرض حلول سياسية
تتصاعد الأحداث بشكل كبير داخل الأراضي السورية، وخاصة فى ظل اشتداد المعارك في حلب، ومحاولة القوى الدولية إنهاء فتيل الأزمة ووضع مخرج سياسي يضمن حماية المدنيين المحاصرين فى المدينة التى شهدت خلال الأيام القليلة الماضية أعنف المعارك بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه البيت الأبيض أن الحكومة السورية والمعارضة مسئولتان عن تصعيد العنف في حلب وما حولها، وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض من واشنطن أن هناك الكثير مما تستطيع موسكو فعله لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالالتزام بتعهداته في سوريا، مشددًا على ضرورة تحقيق انتقال سياسي للتغلب على الفوضى في سوريا.
من جانبه اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارًا يدين الهجمات على العاملين في المجال الطبي والإنساني في المستشفيات بالدول التي تعاني من نزاعات، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن استهداف المستشفيات في مناطق النزاع "جريمة حرب، داعيًا جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإنهاء سفك الدماء في سوريا.
بان كى مون
بان كى مون
قال بان كي مون، إنه لا بد من صياغة قوانين توفر الحماية للمستشفيات في مناطق الحروب ومحاسبة من يستهدفها.
وفي الوقت نفسه دعت فرنسا وبريطانيا لعقد اجتماع في مجلس الأمن لمناقشة الوضع المتأزم في حلب شمالي سوريا، ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع خلال الأيام المقبلة.
من ناحيةٍ أخرى أعلن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف في محادثاته مع موفد الأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا أنه يأمل في الإعلان عن وقف المعارك في حلب "خلال الساعات القليلة المقبلة".
قال لافروف "آمل الإعلان عن قرار كهذا في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة"، مؤكدًا على أن المحادثات بين عسكريين روس وأمريكيين في شأن إعلان وقف إطلاق النار في مدينة حلب تنتهي اليوم"، علمًا بأن واشنطن وموسكو رعتا الهدنة التي بدأ سريانها في 27 فبراير بين النظام السوري والمعارضة، وبهدف مراقبة وقف إطلاق النار، أعلن لافروف أنه "سيتم خلال الأيام المقبلة في جنيف إنشاء مركز تنسيق روسي - أمريكي للتدخل السريع في حال خرقت الهدنة".
من جهته قال دي ميستورا إن "السبب الرئيسي لمجيئي إلى هنا هو التباحث مع السلطات الروسية بشأن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن بهدف إرساء وقف لإطلاق النار في سوريا والتي يمكن أن تعود إلى نقطة الصفر"، وشدّد على أن "مثل هذا الخطر قائم"، مضيفا "لدي الشعور والأمل بأنه يمكننا مجددًا إرساء وتنفيذ" وقف إطلاق النار، أما الهدف الثاني لزيارة دي ميستورا فهو التحضير للجولة التالية من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف برعاية الأمم المتحدة، بعد فشل الجولة السابقة. 
أضاف "شكلت هشاشة وقف إطلاق النار "تهديدا" للمحادثات الأخيرة في جنيف"
معارك عنيفة فى حلب
معارك عنيفة فى حلب
من جانبه اعتبر لافروف أن المحادثات الأخيرة بين الأطراف السوريين "لم تكن سهلة"، موضحًا أن "الشروط للانتقال إلى حوار مباشر بين المعارضة وممثلي النظام لم تتوافر بعد"، وأشار إلى أن اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي ترأسها كل من موسكو وواشنطن قد ينعقد "في وقت قريب".
وفى سياق متصل قصفت الفصائل المعارضة بشكل مكثف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش السوري في مدينة حلب في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة نحو 50 آخرين بجروح.
وقال مراقبون إن هناك اشتباكات أخرى اندلعت شرقي دمشق الليلة الماضية شنت خلالها القوات النظامية قصفًا رغم تهدئة مؤقتة أعلنها الجيش السوري في المنطقة، والتأكيد على أن الفصائل المقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال الليل بعشرات القذائف أحياء حلب الغربية" ومن بينها الموكاكبو والمشارقة والأشرفية وشارع النيل والسريان، وأسفر القصف الذي لا يزال مستمرا عن مقتل "أربعة مدنيين، بينهم طفل، وأصيب حوالي 50 آخرين بجروح، بعضهم في حالات خطرة".
في المقابل لم تسجل أي غارة جوية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس.
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة تواصل قصفها لاحياء المدنيين
وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة المرصد السوري، ويؤكد المتابعون أن الطائرات الحربية السورية تستهدف الأحياء الشرقية، فترد الفصائل المعارضة المسلحة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية.
على الصعيد السياسي، أنهى وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة خاطفة لجنيف أجرى خلالها لقاءات عدة تركزت حول سبل إعادة إحياء الهدنة في سوريا، مشددا أن النزاع في هذا البلد بات "خارج السيطرة".
وبعد لقاءه في جنيف نظيريه الأردني والسعودي ودي ميستورا صرح كيري: "نعد لآلية أفضل لمراقبة وقف جديد لإطلاق النار"، لكن دون الكشف عن المزيد من التفاصيل سوى عن وجود "اقتراحات عدة". 
كما أشار كيري إلى نقاش دائر حول إنشاء "آلية" متابعة، موضحا: "سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية، بل لإيجاد مسار نستطيع اعتماده" لكي لا تكون النتيجة وقفا لإطلاق النار ليوم أو يومين فقط بل لأكثر.

شارك