تجدد مفاوضات الفُرقاء في اليمن.. وتساؤلات حول علاقة الحوثيين بأمريكا

الأربعاء 04/مايو/2016 - 07:48 م
طباعة تجدد مفاوضات الفُرقاء
 
نجحت الجهود الأممية والخليجية إلى عودة جلسات المباحثات بين الفرقاء اليمنيين، فيما واصل الأمن اليمني عملياته ضد القاعدة، ومع إعلان القيادي بجماعة الحوثيين السابق زيارته إلى الأراضي المحتلة.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، قال " المصدر أونلاين " أنه حصل على تفاصيل  من مصدر حاضر في المشاورات حول الرؤية الأممية التي قدمها ولد الشيخ في الجلسة الصباحية من المشاورات اليوم الأربعاء بعد أن استمع في وقت سابق لرؤيتين من الطرفين حول ذات الموضوع.
وقال المصدر" إن الرؤية تضمنت «تصورًا لتزمين خارطة الطريق اليمنية» تفاصيل لخطة متداخلة زمنياً وجغرافياً من حيث النقاش والتنفيذ، وتقدم الرؤية ثلاثة مسارات من حيث الاختصاص «عسكري وأمني، وحكومي، وسياسي» يبدأ بتشكيل لجنة وطنية وأخرى على مستوى المحافظات للإشراف على الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، وقسم الانسحاب من المدن جغرافياً إلى ثلاث مناطق رمز لها بالرموز «أ، ب، ج».
وحسب المصدر " فإن الرمز «أ» يشير لمنطقة العاصمة صنعاء وما حولها، والمنطقة «ب» تضم «الحديدة، البيضاء، وما تبقى من شبوة» بينما تضم المنطقة «ج» بقية المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي وصالح. 
وتوضح الرؤية أن العملية تبدأ بالانسحاب من المنطقة الجغرافية «أ» وبعدها تسليم السلاح ونشر قوات لحفظ الأمن في ذات المنطقة، وبحسب الرؤية فإنه وفور الانتهاء من الترتيب الأمني والعسكري في المنطقة الأولى «أ» يتم الانتقال إلى نقطة عودة الحكومة ومنها إلى نقطة إزالة العقبات والعراقيل التي تعيق أداء الحكومة في ذات المنطقة ويتبع ترتيب المنطقة «أ» النقاش حول الخارطة الانتخابية.
ويسري ذات الترتيب على كل المناطق مع إضافة تفاصيل فيما يتعلق بالترتيبات الحكومية والسياسية حيث تنص الرؤية على بدء المشاورات حول الدستور.
وحسب الخارطة التي قدمتها الأمم المتحدة فعند الانتهاء من الترتيبات الأمنية والعسكرية وتمكين مؤسسات الدولة في كل المناطق الجغرافية يكون الفريق السياسي انتهى من المشاورات حول الخارطة الانتخابية والدستور وتم مراجعة القرارات الإدارية تتلوها انتخابات وتسليم السلطة لرئيس منتخب وتنتهي الخارطة بنقطة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
وقال عضو وفد الحكومة اليمنية بمشاورات الكويت الدكتور عبدالله العليمي، إن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزيان يبذل جهوداً كبيرة دعماً لجهود الأمم المتحدة، ومعالجة الخروقات المستمرة التي تعيق استئناف المشاورات ووضع آليات للرقابة.
وذكر العليمي، وفقاً لصحيفة المصدر اليمني، 3 بنود يعتبرها وفد الحكومة مدخل السلام والعودة إلى المشاورات.
وقال العليمي إن "تثبيت إيقاف الأعمال القتالية في كافة الجبهات، وخاصة تعز، ومعالجة قضية لواء العمالقة، والبدء بإجراءات بناء الثقة هو المدخل السليم والآمن للسلام".
ورفض الوفد الحكومي خلال الثلاثة الأيام الماضية، الانخراط في المشاورات، بعد حادثة اقتحام الحوثيين لمعسكر العمالقة في حرف سفيان بمحافظة عمران.
وعقد ممثلون عن الوفد الحكومي بمشاورات الكويت، أمس الثلاثاء، اجتماعاً مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، لبحث استئناف عملية المفاوضات.
أفاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد إسماعيل ولد شيخ أحمد على حسابه الخاص عبر تويتر اليوم الأربعاء، بانطلاق جلسة مشتركة من مشاورات السلام في الكويت لمتابعة جدول الأعمال المتفق عليه.
وكان قد أعلن مساء أمس الثلاثاء، قبول وفد الحكومة المفاوض العودة إلى المشاورات المباشرة، بعد أن علق مشاركته خلال الأيام الماضية على خلفية انتهاكات الحوثيين وميليشيا المخلوع صالح في عدن ومناطق أخرى من اليمن. 
وأوضح أن جلسة اليوم تسعى لبحث جدول الأعمال من أجل تحييد المسار السياسي عن الأوضاع الميدانية، سوف تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر في الوضع الميداني وتقديم تقارير للجهات المعنية.
وأضاف ولد الشيخ في تغريدة سابقة، أن الأطراف جددوا دعمهم للجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية، سعياً لتثبيت وقف الأعمال القتالية في المحافظات المعنية.
وأكد أن اللجنة ستقوم بتقصي الأوضاع، وإعداد تقرير عن أحداث الأيام الأخيرة مع توصيات عملّية يلتزم الأطراف بتنفيذها لمعالجة الأوضاع.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أجرى لقاءات مع وفدي الحكومة اليمنية والانقلابيين، وبحث معهم أسباب تعليق المحادثات وسبق استئنافها وفق المسار الذي وضعته الأمم المتحدة واستناداً للقرار الدولي 2216 وإيجاد الضمانات التي يطالب بها الوفد الحكومي لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع تكرار الخروقات، وتفعيل اللجان المحلية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار.
كما كانت دول مجلس التعاون جددت موقفها الداعم لجهود مبعوث الأمم المتحدة في إنجاح مشاورات السلام اليمنية، وذلك خلال لقاء جمع إسماعيل ولد الشيخ أحمد بوزير الخارجية الكويتي.
الجهود المبذولة ركزت في جانب منها على إقناع الوفد الحكومي بالعدول عن قرار تعليق مشاركته في المشاورات احتجاجاً على اقتحام ميليشيات الانقلابيين لمعسكر العمالقة واستمرار ارتكاب الخروقات في مختلف الجبهات.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني أكدت مصادر "العربية" أن مواجهات هي الأعنف اندلعت الليلة الماضية بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي وصالح في ريف وأحياء مدينة تعز.
وفي سياق متصل، تشهد الجبهة الغربية، وتحديداً في محيط مقر اللواء 35 مدرع، مواجهات عنيفة، بالتزامن مع قصف يستهدف الأحياء السكنية.
كما تدور مواجهات عنيفة في منطقة الضباب مع قصف مكثف من قبل ميليشيات الحوثي.
توعد تنظيم القاعدة الضباط والجنود اليمنيين المشاركين في العملية التي بدأتها ضده القوات الحكومية بدعم من التحالف بقيادة السعودية، وأدت إلى طرده من مناطق في جنوب شرق اليمن، بحسب بيان اليوم الأربعاء.
وجاء في البيان الذي نشر على مواقع إلكترونية متطرفة، "نحذر كل القيادات العسكرية والجنود الذين شاركوا في هذه الحملة، بأن بيوتهم هدف مشروع لنا في الزمان والمكان المناسب".
أضاف "وننصح نساءهم وأطفالهم بالخروج من البيوت لأنها ستكون هدفنا القادم".
وبدأت قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بدعم من قوات خاصة سعودية وإماراتية منضوية في التحالف الذي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم، عملية واسعة قبل زهاء أسبوعين ضد تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، أدت إلى طرده من مدينة المكلا (جنوب شرق) مركز محافظة حضرموت، ومناطق أخرى في المحافظة الساحلية.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية الرسمية" سبأ" عن وزير النقل اليمني " مراد الحالمي" قوله ان مطار عدن الدولي سيستانف رحلاته غدا الخميس . 
وقالت الوكالة في تغطيتها لاجتماع مجلس الوزراء اليمني الذي عقد اليوم في الرياض برئاسة بن دغر : "استمع المجلس إلى تقرير من وزير النقل مراد الحالمي، حول الإجراءات المتخذة لإعادة فتح مطار عدن الدولي، أمام الملاحة الجوية، وأكد الوزير بأنه سيتم استئناف الرحلات الجوية إلى مطار عدن الدولي، ابتداء من اليوم الخميس ".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
تثير المواقف المتبادلة بين الحوثيين في اليمن والإدارة الأمريكية، تساؤلات وجدلًا عبر تحليلات وآراء، تفيد بوجود تحالف سري قوي، يتم من خلاله ضمان مصالح الطرفين في المنطقة، ما يزيد من تعقيدات المشهد اليمني المرتبك.
وعاد الحديث عن هذه العلاقة إلى الواجهة بعد أنباء تحدثت الأسبوع الماضي عن بدء السفارة الأمريكية في اتخاذ إجراءات على الأرض لإعادة مزاولة أعمالها في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" عن مصدر دبلوماسي يمني أنّ "السفارة الأمريكية في صـنـعـاء قد بدأت بترميم فندق شيراتون التابع للسفارة وكذلك بإعادة عدد من الموظفين تمهيداً لاستئناف عملها في صـنـعـاء".
وجاء ذلك بعد الصقفة السرية بين واشنطن والحوثيين للسماح لإسرائيل بترحيل عشرات من يهود اليمن تحت إشراف مباشر من وزارة الخارجية الأمريكية.
وفيما يبدو أن هناك لاعبًا قويًا آخر، غير إيران، ربما يعمل على دعم الحوثيين في اليمن، لذلك يسعى مراقبون ومهتمون، إلى كشف القناع الحالي لموقف الإدارة الأمريكية تجاه الحوثيين في اليمن، ومعرفة خبايا وأسرار  السياسية الأمريكية تجاههم.
بالرغم من ذلك، تبدو علاقة جماعة الحوثي بالأمريكان غامضة وغير واضحة المعالم، ففي الظاهر تناصب هذه الجماعة المتمردة الأمريكان العداء كما يبدو من خطابها وأدبياتها وشعارها، الذي يصرخ بالموت لأمريكا كما أنها تنشط في استقطاب أتباع جدد لها تحت لافتة مواجهة الهيمنة الأمريكية ومحاربة التدخلات الأمريكية في اليمن.
بينما يدرك المطلعون بأن الحقيقة غير ذلك، فكل هذا النشاط والشعار المعادي لأمريكا ما هو إلا لافتة للحشد والاستقطاب ودعاية للاستهلاك، موجهة للمواطن البسيط والشخص العادي.
ويقول محللون إن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال التنسيق والتواصل مع جماعة الحوثي، لإحداث توازن بين مختلف القوى اليمنية، والحد من استئثار قوة سياسية بعينها  بالمشهد السياسي اليمني.
ولفهم العلاقة أكثر، يستذكر الصحفي اليمني أحمد عايض رئيس تحرير موقع مأرب برس، تقرير المخابرات الأمريكية، الذي نشر  قبل أكثر من ثلاثة عقود في عدد من الأبحاث العربية، وصنف الحركات الشيعية بأنها الأقل خطورة على المصالح الأمريكية في العالم، والأكثر تعاونًا مع الغرب.
ورصد التقرير المخابراتي أن الجماعات الشيعية ليس لها أي مشروع حضاري أو رؤية مستقبلية تقلق الغرب، بل لاحظ أنها تركز على تحركها الديني والسياسي نحو الماضي وتربط أفرادها برموز دينية وأسرية تقدس السلالة والمذهب متجهة للخلف وليس للأمام.
ويعتبر محللون أن وجود الحوثيين كقوة مؤثرة في المنطقة، يشكل بالنسبة للأمريكان "فزاعة لابتزاز دول الخليج وفي مقدمتها السعودية".
وفي المقابل لا يتعرض الحوثيون لمصالح الأمريكيين في أي مكان رغم الشعارات المعادية.
ويعتبر المحللون أن هذا التوجه الأمريكي ربما يرجع إلى بروتوكولات الاتفاقات النووية بين إيران وأمريكا، التي تقول التقارير الإعلامية الغربية إنها تضمنت بنودا وجوانب سرية قد تكون تضمنت التزاما أمريكيا بالحفاظ على الدور الإيراني في الإقليم.

المشهد اليمني:

ينتظر اليمنيون أن يتم الإعلان عن إنهاء العمليات في البلاد، ووضع خارطة طريق للانتقال السياسي، في الكويت يقود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد سفينة المفاوضات مع رياح الخروقات وعواصف الصراع، فهل ينجح المبعوث الأممي في الوصول لاتفاق ينهي الحرب ويعيد السلام للبلاد؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.

شارك