محاولات أوروبية لوقف إراقة الدماء في حلب.. وواشنطن تبحث مع موسكو حلولًا بديلة

الأربعاء 04/مايو/2016 - 10:25 م
طباعة محاولات أوروبية لوقف
 
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى حلب
فى ضوء اشتعال المعارك المسلحة فى حلب، واستمرار المحاولات الغربية لانهاء الأزمة سياسيا ووقف اراقة الدماء، نقلت تقارير غربية عن مسئولين أمريكيين أنه جرى التوصل إلى اتفاق مع روسيا على توسيع نطاق وقف إطلاق النار في سوريا ليشمل مدينة حلب المحاصرة، يأتي هذا فيما حثت ألمانيا وفرنسا الأطراف المعنية على استئناف مفاوضات السلام الخاصة بسوريا في جنيف. 
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال اجتماع بشأن سوريا في برلين: "إما أن نعيد مفاوضات السلام لمسارها أو نخاطر بالانتكاسة في تفجيرات جديدة للعنف".
من جانبه، طالب وزير الخارجية الفرنسي مارك أيرولت روسيا بممارسة نفوذها بشكل أقوى على الرئيس السوري بشار الأسد. وأعرب شتاينماير وأيرولت عن قلقهما الشديد إزاء استمرار المعارك بالقرب من مدينة حلب شمال سوريا.
وتنعقد الآمال الآن على التوصل إلى هدنة بشأن حلب حتى يمكن البدء مجددا في محادثات السلام، ورأى ايرولت أن ما حدث في حلب حاليا بمثابة "مأساة" وقال إن نظام الأسد يتحمل "المسؤولية الكاملة" عن ذلك. وقال الوزير الفرنسي مشيرا لروسيا: "على الذين يستطيعون ممارسة نفوذهم على نظام الأسد المسارعة في ذلك".
وسعى المشاركون في اللقاء لترتيب لقاء جديد لما يعرف بمجموعة اتصال سوريا الدولية والتي من المقرر لها أن تجتمع في باريس.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من فرار نحو 400 ألف شخص إلى تركيا هربا من المعارك الدائرة في حلب في حال عدم توصل الأسرة الدولية إلى إعلان الهدنة في المدينة شمال سوريا. 
دي ميستورا
دي ميستورا
قال دي ميستورا "إن الحل البديل عن نجاح المفاوضات لإعلان الهدنة سيكون كارثيا لأننا يمكن أن نرى 400 ألف شخص يتحركون باتجاه الحدود التركية".
وجاءت تصريحات المبعوث الأممي بعد أن دارت معارك عنيفة في مدينة حلب في شمال سوريا في وقت تجددت الغارات والاشتباكات قرب العاصمة دمشق برغم الجهود الدبلوماسية المكثفة لإعادة إحياء اتفاق وقف الإعمال القتالية في البلاد. 
ويعقد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا محادثات في برلين مع كل من وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا، ومع المعارضة السورية في اجتماع منفصل، قبل انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.
من جانبه قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الحكومة السورية ترفض مناشدات الأمم المتحدة توصيل مساعدات إلى مئات الآلاف من الناس بما في ذلك في حلب التي تشهد تصعيدًا لأعمال عنف خلال الأسبوعين المنصرمين.
أضاف إيجلاند "يبدو أن هناك مناطق محاصرة جديدة محتملة علينا متابعتها. هناك مئات من عمال الإغاثة غير قادرين على الحركة في حلب. "من العار أن نرى أنه في الوقت الذي ينزف فيه سكان حلب فإن خياراتهم من أجل الفرار لم تكن قط أصعب مما هي عليه الآن."
يُذكر أنه تم التوصل إلى أول اتفاق أكثر شمولا لوقف إطلاق النار خلال الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ خمسة أعوام لكنه انهار في الأسابيع الأخيرة لأسباب أهمها تجدد العنف في حلب.
وتكثف الدبلوماسية الأوروبية عبر قطبيها الألماني والفرنسي من محاولالتهم لانجاح الهدنة وانهاء المعارك، ويبدو أنها تسابق الزمن من أجل دفع أطراف النزاع في سوريا للعودة إلى طاولة المحادثات، بيد أن محادثات الاجتماعين البرليني والباريسي تركز على الجبهة المعارضة لنظام الرئيس الأسد، ففي برلين تجري المشاورات مع المعارضة السورية، فيما يركز اجتماع باريس، حسب وزير الخارجية جان مارك آيرولت على المشاورات مع نظرائه السعودي والقطري والإماراتي والتركي، أي الأطراف الإقليمية الداعمة للمعارضة السورية.
ويرى متابعون أن هيمنة الدور الروسي والأميركي على الصعيدين العسكري والديبلوماسي في الأزمة السورية، حقيقة يرصدها الخبراء، بيد أن الجانب الأوروبي لا يرغب فيما يبدو أن يكون سلبيا إزاءها، ولذلك فإن الديبلوماسية الألمانية والفرنسية على الأقل تتحركان من أجل تنشيط الدور الأوروبي. من جانبه قال لوكاس كوليسا مدير الأبحاث في مجموعة العمل للقيادة الأوروبية  أن الأوروبيين ليس لديهم اليد الطولي في التأثير على مجريات الأزمة السورية، معتبرا أن الأوروبيون لا يستطيعون بمفردهم حل الأزمة السورية، ولكن بإمكانهم أن يلقوا بثقلهم بشكل أكبر وراء خطة الانتقال السياسي في سوريا.
شدد على أن  اجتماع برلين يهدف بالأساس إلى المساهمة في وقف تصاعد القتال في حلب ومحيطها، موضحا انه بدون إحراز تقدم حاسم على الجبهة الديبلوماسية فيما يطلق عليه بـ"وقف الأعمال العدائية"، فان الانهيار سيكون عاجلا أم آجلا في حلب أو مناطق أخرى من البلاد".
شبه كوليسا المحادثات التي يجريها الأوروبيون في برلين مع المعارضة السورية بالمحادثات التي يجريها الروس مع النظام السوري، وهي تحمل رسالة مشتركة مفادها "أنهم سيضيعون فرصة كبيرة لإنهاء النزاع اذا لم يتوخوا المرونة في المفاوضات".
محادثات المانية لحل
محادثات المانية لحل الأزمة السورية
بينما اعتبر الدكتور بسام عبد الله سفير الإئتلاف السوري المعارض في برلين، أنه بسبب واقع هيمنة الدورين الروسي والأميركي، يتعين "تفعيل الدور الأوروبي، الذي لا يمكن تصور حل للأزمة السورية بدون دور فاعل للأوروبيين" موضحا أن أوروبا هي الأكثر تأثرًا وبشكل مباشر بما يحدث في سوريا، كما أن أوروبا لديها "تأثير مباشر في مجالات الحياة المدنية والبنيات التحتية في المناطق المحررة".
وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأوروبيون في مسألة وقف إطلاق النار التي تبدو مفاتيحها بيد الروس والأميركيين، قال الدكتور بسام عبد الله بأن الأوروبيين مطالبون بتوضيح مواقفهم من قضايا الانتقال السياسي في سوريا، إضافة إلى وضع الحقائق أمام الجانبين الأمريكي والروسي، وخصوصا "حقيقة أن خرق وقف إطلاق النار المتواصل منذ إعلان الهدنة يأتي بالأساس من جانب النظام الذي يتمتع بحماية جوية من القوات الروسية"، مشيرًا إلى استهداف المدنيين والبنى التحتية في حلب، كما "يستهدف بشكل مباشر العملية السياسية في جنيف". 
إلا أن تقارير كانت قد أشارت أيضا إلى خرق لوقف إطلاق النار من قبل بعض جماعات المعارضة في حلب ومناطق أخرى من البلاد.
وحسب أحدث تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا فإن الصراع تطور إلى "حرب بالوكالة متعددة الأطراف تدار من الخارج عبر شبكة معقدة من التحالفات". 
وحسب ما استند إليه خبراء مجموعة العمل للقيادة الأوروبية  في الدراسة المذكورة بأنه "في الأشهر الأخيرة تفاقم خطر تحول هذه الحرب السورية بالوكالة إلى صراع بين الدول، في إشارة بالخصوص إلى تفاعلات إسقاط مقاتلات تركية لطائرة سوخوي الروسية على الحدود التركية السورية. وحذرت الدراسة"في نهاية المطاف ثمة خطر من وقوع حادث.

شارك