خريطة طريق لحل الأزمة اليمنية... واستمرار الخروقات في صنعاء وتعز

الخميس 05/مايو/2016 - 07:18 م
طباعة خريطة طريق لحل الأزمة
 
نجحت الجهود الأممية والضغوط الخليجية في إحداث تقدم بجلسات المباحثات بين الفرقاء اليمنيين، فيما واصل الأمن اليمني عملياته ضد القاعدة، وسط ارتفاع الآمال بالتوصل إلى اتفاق بين الفرقاء اليمنيين قبل شهر رمضان.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أنه تم الاتفاق على أن تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر في الاشتباكات الميدانية وتقصي الحقائق، وتقديم تقارير مفصلة عنها للجهات المعنية، وذلك بهدف تحييد المسار السياسي لمشاورات السلام اليمنية عن الأوضاع الميدانية.
وأضاف ولد الشيخ أحمد، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم الخميس: "نحن ندرك الترابط القوي بين المحاور الأمنية والأجواء السياسية، ولكننا لا نريد أن يعرقل التوتر على الأرض مجريات الحوار، بل نسعى لتثبيت أجواء الحوار لتنعكس هدوءاً على المحاور الأمنية، وقلتها مراراً وسوف أرددها تكراراً: إن حل النزاع لا يمكن أن يكون إلا سياسياً".
وشدد على أن هناك خروقات متعددة لوقف الأعمال القتالية، وهذا أمر مقلق، ونتابعه بحرص مع الأطراف والجهات المعنية، وبدعم قوي من المجتمع الدولي، ولكن نشدد مرة أخرى على ضرورة ألا يؤثر ذلك على مجريات الحوار".
وكشف ولد الشيخ أحمد عن توزيع المشاركين على ثلاث فرق عمل تركز على المسار الأمني والسياسي، وقضية السجناء والمعتقلين، وبالفعل شرعت الفرق الثلاث في العمل اليوم بالاجتماع صباحاً وتم استعراض آليات العمل.
وأكد أن الأطراف اليمنية جددت دعمها للجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية لتثبيت وقف الأعمال القتالية في المحافظات المعنية.
وحول الحديث عن الوضع الإنساني، قال: "تفيد تقارير الأمم المتحدة أن وقف الأعمال القتالية أفسح المجال للمنظمات الإنسانية بالتحرك للقيام بواجباتها، وإيصال المساعدات الإنسانية. ففي محافظة تعز مثلاً، تم توزيع المياه الصالحة للشرب، وتم إنشاء فرق عمل صحية لمتابعة الحالات الطارئة، وتأمين الخدمات الصحية".
وأضاف أنه في حجة والجوف، انطلقت مبادرات كثيرة لحماية الأطفال في حالات الطوارئ، والعمل على تدريب منشطين واختصاصيين لتأمين الدعم النفسي، كما تم تزويد ما يقارب 9 ملايين شخص بالمواد الغذائية الأساسية.
على صعيد آخر، قال ولد الشيخ إنه إيماناً منا بأهمية إشراك المرأة اليمنية في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ اليمني، قررنا التعاون مع مجموعة من القيادات النسائية كأصوات للسلام، تعكس رؤية وتوجه النساء اليمنيات، فلا بد أن تكون المرأة اليمنية ممثلة من أجل الدفع بعملية المشاورات اليمنية إلى الأمام.
وأشار إلى سبع سيدات يمنيات سافرن إلى الكويت أمس للمشاركة في المشاورات، وهن قياديات سوف يقابلن المعنيين في الملف اليمني، لحثهم على التوصل إلى حل سياسي شامل، يعيد الأمن لليمن والسلام لأبنائه، وذلك عبر تقديم رسائل موجهة ومدروسة إلى المتحاورين والمجتمع الدولي.
واتفق الجانبان على أن يقدم كل منهما يوم الجمعة كشوفات بأسماء المختطفين والسجناء وبحث آلية إطلاق سراحهم، وأن يتم إطلاق سراح مجموعة بشكل عاجل لتعزيز مسار الثقة وإعطاء المشاورات دفعة إيجابية.
وعقدت لجنة استعادة الدولة والتحضير للحوار السياسي اجتماعها الأول.
يشار إلى أن الوفد الحكومي يضم وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، ومستشار الرئيس ياسين مكاوي، ووزير الصناعة والتجارة الدكتور محمد السعدي، ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية عبدالله العليمي، ووزيرة الشؤون القانونية الدكتورة نهال العولقي، والسفير شايع محسن.
ومن مهام هذه اللجنة أن تتطرق إلى القضايا التي تتعلق بإعادة مؤسسات الدولة والتحضير لاستئناف الحوار السياسي.
وشارك في اجتماعات اللجان الثلاث ممثلون عن الأمم المتحدة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، شهدت جبهة نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء قصفًا مدفعيًا وصاروخيًا متبادلًا بين الجيش والمقاومة من جهة ومليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى .
وذكرت مصادر ميدانية لـ " المشهد اليمني " أن قصفًا بالمدفعية وراجمات الصواريخ متبادل بمنطقة بني بارق بمديرية نهم بين المقاومة والجيش من جهة ومليشيا الحوثي وصالح من جهة أخرى عقب مهاجمة الأخير لمواقع الجيش والمقاومة واستمراره في خرق الهدنة .
وكانت اشتباكات عنيفة دارت في تعز، فجر الخميس، بين ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة، والمقاومة الشعبية والجيش اليمني من جهة أخرى، لاسيما في حي ثعبات وحي الجحملية وحي الدعوة شرق المدينة، إثر هجوم الميليشيات الانقلابية على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني.
كما شنت الميليشيات الانقلابية قصفا عنيفا من شارع الستين وشارع الخمسين ومن جبل الهان على مقر اللواء 35 مدرع والأحياء السكنية المجاورة للواء 35.
وأكدت مصادر لـ"العربية" أن تعزيزات عسكرية كبيرة للميليشيات تشمل دبابات ومدفعية وعربات صواريخ كاتيوشا وعشرات الأطقم المحملة بالمسلحين والذخائر، انتشرت في عدة مواقع في شارع الستين وشارع الخمسين شمال مدينة تعز.
وفي السياق ذاته، نفذت الميليشيات قصفا كثيفا على الأحياء السكنية وسط المدينة بقذائف المدفعية والهاون.
فيما أعلنت مصادر حكومية وقبلية في أبين اليوم الخميس، بدء عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في الانسحاب من أبين وتسليم مقار حكومية كانت العناصر الإرهابية تحتلها في مدينة زنجبار العاصمة الإقليمية لأبين.
واستغلت التنظيمات الإرهابية الحرب العدوانية التي شنها الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح على الشعب اليمني من التمدد في مدن الجنوب وتنفيذ عمليات إرهابية ضد قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات سياسية.
وتقول حكومة الرئيس اليمني عبدر ربه منصور هادي إن تلك الجماعات الإرهابية مرتبطة بالمخلوع صالح والإخوان المسلمين.
كما قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الخميس، دعماً كبيراً لجزيرة سقطرى اليمنية، ضمن جهود الدولة في دعم الجيش الوطني والقوات الأمنية الوطنية.
وتأتي جهود الإمارات في سبيل النهوض باليمن، الذي شهد حرب عدوانية من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح.
وقالت مصادر حكومية في سقطرى لـموقع "24 الاماراتي": "إن الإمارات قدمت مركبات عسكرية وأسلحة ومعدات للقوات الوطنية المتواجدة في الجزيرة".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض اليوم، الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف بن راشد الزياني.
وأطلع الزياني الرئيس اليمني على الجهود التي قامت بها دول المجلس لدعم مسار السلام في اليمن وفق الآليات والمرجعيات المحددة ممثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمباحثات التي جرت مع كل الأطراف خلال زيارته لدولة الكويت للدفع بالمساعي الحميدة إلى الأمام.
وأشاد هادي بدور الكويت والمتابعة الشخصية للأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتهيئة كل الظروف لإنجاح مسارات السلام التي يستحقها الشعب اليمني.
وأكد الرئيس اليمني نوايا حكومته الصادقة "من أجل إحلال السلام وحقن الدماء اليمنية، مثمناً دور دول مجلس التعاون التي تمثل عمقاً أخوياً واستراتيجياً لليمن بما يعزز اللحمة الواحدة والمصير المشترك".

المشهد اليمني:

وضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة في مفاوضات الكويت، يرفع من آمال اليمنيين في التوصل إلى اتفاق نهائي بإنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من عام، مع اقتراب شهر رمضان وهو ما يأمل بتوصل الفرقاء اليمنيين إلى اتفاق شامل قبل حلول شهر الصوم لما له من قدسية وأن يمر على الشعب اليمني أفضل من الأعوام الماضية.

شارك