نجاح محاولات مد هدنة حلب.. وقصف "الكمونة" يثيران ردود أفعال غاضبة
السبت 07/مايو/2016 - 03:21 م
طباعة

بعد مباحثات مكثفة وضغوط دولية لوقف إراقة الدماء في حلب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الهدنة المؤقتة السارية في مدينة حلب تم تمديدها بمبادرة من موسكو لثلاثة أيام إضافية؛ بحيث باتت تنتهي في الدقيقة الأولى من فجر الثلاثاء القادم.
وأكدت الوزارة أنه بمبادرة من الجانب الروسي، تم تمديد نظام التهدئة في محافظة اللاذقية وفي مدينة حلب.
من جانبه بحث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مع نظيره الأردني، ناصر جودة، عملية التسوية السياسية في سوريا خلال مكالمة هاتفية جرت بمبادرة من الجانب الأردني.

وتبادل الوزيران الآراء حول تطور الأوضاع في الشرق الأوسط، مع التركيز على مهام التسوية السياسية للأزمة السورية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما بحث الوزيران "عددًا من المسائل الملحة فيما يتعلق بمواصلة تعزيز علاقات الصداقة التقليدية التي تربط روسيا والأردن".
من جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي أن "وقف الأعمال القتالية خفض حدة العنف في حلب، والولايات المتحدة ملتزمة الحفاظ على هذه الهدنة لأطول فترة ممكنة".
وشدد بقوله: "نرحب بهذا التمديد، ولكن هدفنا هو الوصول إلى مرحلة لا نعود نحصي فيها بالساعات ويتم فيها احترام وقف الأعمال القتالية احترامًا تامًّا في سائر أنحاء سوريا".
وسبق أن تم إعلان الهدنة من قبل واشنطن وموسكو وتعهدت دمشق الالتزام بها أقرت أساسًا لمدة 48 ساعة أي يومي الخميس والجمعة، وشكلت هذه الهدنة متنفسًا لسكان المدينة بعد أسبوعين من الاختباء في مداخل الأبنية أو الكهوف أو أقبية المنازل هربًا من المعارك الطاحنة التي استمرت طوال أسبوعين بين القوات الحكومية والفصائل المعارضة وأسفرت عن مقتل 285 شخصًا، حتى تمت الموافقة على مدها لفترة أخرى حتى الثلاثاء القادم.

وتعد حلب ثاني كبرى مدن سوريا مقسمة يوليو 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن القيادة الروسية تعلم أنه لا يمكن الحفاظ على سلطة الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القوة العسكرية فقط.
وأضاف شتاينماير في حديث لصحيفة "نوي أوسنابروكير تساوتينغ" الألمانية: "بالطبع، روسيا تهمها مصالحها الخاصة في سوريا، غير أن موسكو ترى أنه ليس من مصلحتها تفكك سوريا وتحويلها إلى معقل للإرهاب والفوضى".
شدد الوزير الألماني على أنه لا حل عسكريًّا للأزمة السورية، وأن على موسكو أن تضغط على دمشق من أجل وقف النزاع؛ لأنها تعلم أنه لا يمكن الحفاظ على سلطة الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام القوة العسكرية فقط، معتبرًا أنه حانت الفرصة لـ"كل اللاعبين الأساسيين الفاعلين"- الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، وإيران، والسعودية؛ من أجل إجراء الحوار بشأن سوريا، مضيفًا أن ذلك قد لا يضمن النجاح، ولكن هذا أفضل مما توصلنا إليه خلال السنوات الـ5 الأخيرة.
ولا تزال أزمة قصف مخيم كمونة تثير علامات الاستفهام بشأن المتورط في قصف المخيم، وسط تبادل الاتهامات من قبل النظام السوري والمعارضة المسلحة والجماعات الإرهابي.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قصف مخيم كمونة للنازحين في محافظة إدلب السورية من الممكن أن يكون قد نفذ بإطلاق نار من راجمات للصواريخ مثل تلك التي تستخدمها في المنطقة "جبهة النصرة".
وأكدت أن صور المخيم المنكوب، التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تدل على "غياب حفر ناجمة عن انفجار ذخائر أطلقت من طيران حربي ومؤشرات أخرى لشن ضربة جوية".، مع الإشارة إلى أن طابع الأضرار، التي سجلتها الصور وأشرطة الفيديو المنشورة، تشير إلى أن توجيه ضربة إلى المخيم تم عمدا أو بالخطأ من راجمات الصواريخ المتعددة، التي يستخدمها في هذه المنطقة إرهابيو تنظيم جبهة النصرة.
وتمت الاشارة إلى عدم تحليق أي طائرات روسية أو غيرها في منطقة سرمدا بريف إدلب؛ حيث يتواجد المخيم.
يذكر أن نحو 30 شخصًا قتلوا جراء قصف استهدف مخيم كمونة للنازحين بمحافظة إدلب السورية، التي وصل إليها النازحون قادمين من محافظة حلب هربًا من الأعمال القتالية هناك.
في حين أعلنت واشنطن أن الولايات المتحدة لا تتوفر لديها معلومات حول الجهة التي قصفت مخيم كمونة للنازحين في محافظة إدلب السورية.

وأكد الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، والمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، "زملائي في البنتاجون يدققون المعلومات حول القصف الجوي على المخيم. على حد علمي، يوم أمس لم نكن نعرف من هي الجهة المسئولة عن الحادث".
وأعلن جون كيربي أن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد تورط تنظيم "جبهة النصرة" في الهجوم على المخيم المنكوب.
وقال: "لا، ليست لدي أية معلومات تؤكد هذا الأمر. نواصل جمع بيانات ولا نستطيع القول ما حدث هناك بالضبط".
وتابع قائلا: "يدا الأسد وأيدي أعضاء حكومته ملطخة بدماء مواطنين أبرياء؛ لذلك نصر على رحيله عن السلطة".