المقابر الجماعية لداعش الـ "عار" الذي سيظل على جبين العرب والغرب

السبت 07/مايو/2016 - 06:31 م
طباعة المقابر الجماعية
 
مع مرور الزمن سوف تظل المقابر الجماعية الجماعية التي تكتشف بشكل شبه يومي في العراق وسوريا "العار" الذي سيظل على جبين حكام العرب والغرب؛ بسبب "تلكؤهم" في القضاء على داعش بل والعمل على انتشاره وتمدده . 

المقابر الجماعية
آخر هذه المقابر وليس آخرها ما أعلن عنه يان كوبيش المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق، أمام مجلس الأمن الدولي عن العثور على أكثر من 50 مقبرة جماعية في مناطق عراقية كانت تخضع لسيطرة تنظيم داعش، بينها 3 مقابر في ملعب لكرة القدم في الرمادي قائلا: "إن الأدلة على الجرائم "الفظيعة" التي ارتكبها داعش لا تنفك تتراكم مع استعادة القوات العراقية المزيد من المناطق التي كانت تحت سيطرته". 
الإعلان الأممي سبقه أكثر من إعلان عن مقابر جماعية للتنظي الدموي فقد أعلن إبراهيم العوسج قائممقام قضاء الرمادي بمحافظة الأنبار يوم الأربعاء 20 أبريل 2016م عن أنه تم العثور على ثلاث مقابر جماعية في منطقة الملعب جنوب الرمادي، وتضم رفات 30 شخصاً غالبيتهم من العسكريين وبعضهم من المدنيين بينهم طفلان، وأن تنظيم داعش قام بإعدامهم عندما سيطر على الرمادي في منتصف عام 2015م، وأن تلك المقابر فُتحت بإشراف قاضي تحقيق الرمادي، ومن ثمّ نقلت الجثث إلى الطب العدلي، وأن العثور عليها تمّ بناءً على اعترافات عناصر تنظيم داعش الذين اعتقلوا عند تحرير الرمادي.

المقابر الجماعية
وأيضًا ما تم الإعلان عنه يوم 28 يناير 2016م على لسان مسئولين بالشرطة والإدارة المحلية العراقية بأن السلطات العراقية اكتشفت مقبرة جماعية في الرمادي، تحوي جثث ما لا يقل عن 40 شخصًا، منهم نساء وأطفال، قتلوا فيما يبدو على أيدي متشددي تنظيم داعش عندما سيطروا على المدينة في مايو 2015م وأظهرت تغطية نشرت على صفحة شرطة محافظة الأنبار على فيسبوك وقتها جثثًا في درجات مختلفة من التحلل أثناء استخراجها من مقبرة في الرمادي عاصمة المحافظة، والتي استعاد الجيش العراقي السيطرة عليها الشهر الماضي.
وظهر في التسجيل المصور اللواء هادي رزيج، قائد شرطة الأنبار وهو يتحدث عن المقبرة، وأكد مستشار للمحافظ أن اللقطات حقيقية وأكد العميد سعد معن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية التقرير، وقال محافظ الأنبار، صهيب الراوي، في تغريدة صاحبت صورة لأكياس جثث مسجّاة في أحد الشوارع: "نعتقد بأنهم آخر من قاتل داعش قبل سقوط المدينة في مايو 2015. التحقيقات ما زالت جارية".

المقابر الجماعية
ولا زال العالم يذكر يوم 28 مايو 2015م الذي تم فيه انتشال 470 جثة من مقابر "سبايكر" الجماعية الوحشية في تكريت؛ حيث أعلنت وزيرة الصحة العراقية أن السلطات انتشلت 470 جثة من المقابر الجماعية التي تم العثور عليها على مشارف تكريت وقالت عديلة حمود، في مؤتمر صحافي في بغداد: "لقد قمنا بانتشال جثث الشهداء الـ470 من موقع سبايكر"، في إشارة إلى القاعدة العسكرية القريبة من تكريت؛ حيث اعتقل قرابة 1700 مجند فيها في الأيام الأولى لهجوم "داعش" على شمال العراق في يونيو 2014.
 وقال زياد علي عباس، كبير أطباء المشرحة الرئيسية في بغداد، في المؤتمر الحصفي نفسه: "لقد انتشلت الجثث من أربعة مواقع. أحدها كان أكبر من الباقين وكان فيه 400 جثة". وتتم معاينة الجثث بمساعدة خبراء أجانب من ضمنهم خبراء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأوضحت السلطات أن اللوائح الأولى بأسماء الضحايا سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل وتم التعرف عليها من خلال وثائق أو هواتف محمولة تم العثور عليها في المكان أو من خلال فحوصات الحمض النووي "دي. إن. أي". وقال أحد الأطباء: إن "العدد غير معروف ويعتمد على ما يتم انجازه" عبر التعرف على هوياتهم، وإن عدد الأطباء من اختصاص الطب العدلي، لا يتجاوز عشرين طبيبًا في العراق، باستثناء إقليم كردستان" في إشارة إلى قلة الكادر في هذا المجال.

المقابر الجماعية
وتم معاينة الجثث بمساعدة خبراء أجانب، من ضمنهم خبراء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية لشئون المفقودين وجاء إعدام المجندين وغالبيتهم من الشيعة خلال هجوم كاسح لتنظيم داعش في يونيو 2014م، سيطر خلاله على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه، بينها مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين ونشر التنظيم المتطرف في يونيو، صورًا وأشرطة مصورة توثق عمليات القتل الجماعية بحق المجندين، بينها مشاهد يقتاد العشرات منهم إلى حافة النهر، قبل إطلاق النار على مؤخرة رأس كل منهم، قبل رميه في المياه ولا تزال آثار الدماء ماثلة عند الحافة.
وأثارت هذه "المجزرة" تظاهرات متكررة لعائلات الضحايا المطالبين بمعرفة مصير ابنائهم وسخطا عارمًا لا سيما لدى الشيعة، وشكلت أحد أبرز الأسباب التي دفعت عشرات الآلاف منهم للوقف إلى جانب القوات الأمنية لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون. 

المقابر الجماعية
وفي سوريا تتعد المقابر الجماعية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما تم اكتشافه في 1 مارس 2014م وأعلنت عنه الهيئة العامة للثورة السورية، من العثور على مقبرة جماعية تضم العديد من الجثث في جبل 'برصايا' قرب بلدة 'اعزاز' بريف حلب الشمالي وكشفت أيضًا شبكة سوريا مباشر، أنه عثر أيضًا على 3 مقابر جماعية في ريف حلب بعد انسحاب تنظيم داعش من عدة بلدات على الحدود السورية.
 على الجانب الأممى الأمر لم يتجاوز إدانة "يان كوبيس" مبعوث الأمم المتحدة في العراق والذي قال: "إن هذه المقابر تعد دليلًا على الجرائم البشعة التى ارتكبها مسلحو تنظيم داعش، وإن هذه المقابر تم اكتشافها منذ عدة شهور، وتحديدًا منذ أن نجحت الحكومة العراقية في استعادة بعض المناطق التي كان فرض التنظيم سيطرته عليها".
وأوصى مجلس الأمن باتخاذ خطوات حاسمة ضد التنظيم؛ بسبب جرائمه في حق المدنين؛ حيث إن هذه ليست المرة الأولى التى يتم اكتشاف مقابر جماعية بأيديه ، فقد تكرر الأمر في عدة مناطق بسوريا، وإن هزيمة داعش تعني اقتلاع الإرهاب والتطرف من جذوره وحماية للمجتمع الدولي ككل.

المقابر الجماعية
مما سبق نستطيع التأكيد على أن الغرب والعرب ومع مرور الزمن سوف يظلان مسئولَيْن عن المقابر الجماعية التي تكتشف بشكل شبه يومي في العراق وسوريا، وأن "العار" سيظل على جبين حكامهم العرب؛ بسبب "تلكؤهم" في القضاء على داعش، بل والعمل على انتشاره وتمدده . 

شارك