اليمن: استمرار مفاوضات الكويت .. وقوات أمريكية لمواجهة القاعدة
السبت 07/مايو/2016 - 06:37 م
طباعة

يواصل الفرقاء اليمنيون برعاية الأمم المتحدة مشاروات الكويت من أجل التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الصراع في البلاد، مع استمرار خروقات الهدنة، في وقت إعلان وزراة الدفاع الأمريكية إرسال عدد من جنودها إلى اليمن في ظل الحرب على الإرهاب.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، اختتمت جلسة المحادثات الصباحية المباشرة بين وفدي الحكومة وفد صنعاء" الحوثيين – صالح" بحضور المبعوث الأممي، السبت، دون حسم القضايا الخلافية أو التقريب بين وجهات نظر الطرفين، ما أدى إلى تعطل عقد جلسات عمل اللجان الثلاث المنبثقة عن الوفدين، حسب ما كان مقررا.
وأكدت مصادر مشاركة في المفاوضات أن تصلب مواقف الطرفين، وتمسك كل طرف بوجهة نظره، لاسيما مواقف وفد " الحوثيين – صالح"، لا يزال تعيق أي تقدم في المحادثات.
ومن المقرر أن تستأنف جلسة محادثات ثنائية مساء السبت، يواصل خلالها المبعوث الأممي جهوده لإقناع وفد الانقلابيين بالتقيد بجدول الأعمال المقرر من قبل الطرفين، والدفع باتجاه عقد جولات مشاورات للجان الأمنية والعسكرية والمعتقلين واللجنة السياسية.
وكشفت مصادر قريبة من مباحثات الكويت أن وفد صنعاء" الحوثيين – صالح"أظهر خلال جلسة المباحثات المباشرة تصلبا في موقفه، ورفض الخوض في أي تفاصيل في الشأن العسكري والأمني والإنساني، مصرا على مناقشة تشكيل حكومة وفاق وطني.
وقال مصدر قريب من المحادثات إن أعضاء وفد" الحوثيين – صالح" أكدوا خلال جلسة السبت أنهم حضروا إلى محادثات الكويت فقط من أجل تشكيل رئاسة وحكومة جديدة لليمن، وطرد من وصفوهم بالغزاة العرب من أرض اليمن، على حد تعبيرهم.
ونقل المصدر عن حمزة الحوثي ومهدي المشاط، عضوي وفد الحوثي إلى المحادثات، تأكيدهما خلال المفاوضات أنه لا يمكن وقف إطلاق النار على تعز والبيضاء ومأرب إلا إذا توقف التحالف والقوات الحكومية عن قصف محافظتي شبوة وحضرموت.
وكان مقرررا أن تعقد السبت في الكويت جلسات النقاش للجان الثلاث المنبثقة عن الاجتماعات المشتركة لوفدي الحكومة اليمنية وفد " الحوثيين – صالح"، وهي اللجنة الأمنية والعسكرية واللجنة السياسية ولجنة المعتقلين والأسرى.
وفي ظل التباينات الكبيرة بين الطرفين، كان من المقرر أن تبحث اللجان ملف الانسحابات وتسليم السلاح والآليات التنفيذية، إضافة إلى قضية استعادة مؤسسات الدولة من قبضة الانقلابيين، واستئناف العملية السياسية، وكذلك ملف المعتقلين والأسرى والمخطوفين.
وأفاد مصدر في الوفد الحكومي بأن اللقاءات تحمل نوعا من التوتر وسط محاولات ممثلي الانقلابيين إفشال عمل اللجان بعد أن تعذر عليهم ذلك في الجلسات العامة.
وفي الجانب السياسي، يطالب الوفد الحكومي بإعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، ثم إحياء العملية السياسية، بينما يرى الانقلابيون ضرورة توسيع المشاركة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي لجنة الأسرى والمعتقلين تظهر تباينات كثيرة حول الأسرى والمعتقلين وتقديم قوائم بالأسماء التي لدى كل طرف.
وطرح الوفد الحكومي تصورا بتقسيم المعتقلين إلى 3 فئات: معتقلين سياسيين، ومخطوفين، وأسرى حرب، مطالبا بالأولوية لإطلاق المجموعتين الأولى والثانية، فيما يخضع أسرى الحرب للقانون الدولي.
كما تواجه اللجنة الأمنية والعسكرية تحديات كبيرة مع استمرار الخروقات في عدد من الجبهات، خاصة في تعز التي شهدت اشتباكات عنيفة، منها منطقة ثعبات ومناطق محيطة باللواء 35 غرب المدينة، كما تصدى رجال المقاومة والجيش الوطني لهجوم من المتمردين على مواقع المقاومة في الوازعية.
وتلتقى سفراء الدول "18" لدى اليمن اليوم السبت وفد يشمل سبع من نساء اليمن الذين قدمن غلى الكويت بناء على طلب من المبعوث الأممي إلى اليمن كوساطة بين الأطراف المتحاورة .
وكان الوفد النسائي اليمني غادر الى الكويت في مهمة اقناع الفرقاء بالسلام.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تواصل خروقات الحوثيين للهدنة اليمنية بالتزامن مع جلسات المحادثات بين الحكومة اليمنية والانقلابيين بالكويت، حيث بلغ عدد الاختراقات اليوم السبت 136 اختراقًا في عديد محافظات اليمن، حسب ما استقاه مراسل قناة العربية.
وأوضح المصدر أن تعز شهدت 39 اختراقا من طرف الانقلابيين تمثلت معظمها في الضرب بجميع أنواع الأسلحة على مواقع جولة الثلاثين، والسجن المركزي، ومحيط اللهواء 35، والقاهرة، وثعبات، والضباب، والكحل، وضبي الاعبوس، وحي الدعوة، ونجد السلف، ونقطة الحصين .كما وصلت تعزيزات إلى محيط اللواء 35، نقطة الحصن، فضلا عن استحداث مواقع جديدة في منطقة غراب شمال اللواء 35 مدر .
وفي محافظة البيضاء تم تسجيل 3 اختراقات عن طريق استخدام أسلحة الكاتوشا وبي ام بي وهاونات، 14,5 و 12,7 على ذي ناعم والصومعة والبيضاء والزاهر آل حميقان وقيفه. وكذا وجود تعزيزات كبيرة في منطقة العنهر العقله، وتعزيزات عسكرية كبيرة تقدر بخمس دبابات وعشرة أطقم ومشاة وصلت إلى قيفه عن طريق الحداء، وأيضا وصول تعزيزات عدد 4 أطقم إلى ذي ناعم و(2) طقم مع الأفراد إلى الزاهر.
ولم يختلف الوضع كثيرًا في محافظة شبوة أين تم تسجيل 4 اختراقات تجسدت في ضرب باستخدام صواريخ الكاتيوشا والمدفعية والرشاشات 14،5 و12،7، واستهداف مواقع في جبهة المحكمة والعكدة وجبهة العلم وشميس والجبهة الغربية حيد بن عقيل في عسيلان بشكل مستمر.
أما في محافظة الجوف فقد بلغ عدد الخروقات (70) اختراقا من خلال استخدام أسلحة هاونات، 23 مم، 14,5 و12,7 على مواقع جبهة الغيل، وجبهة صبرين ومواقع جبهة العقبة والمتون، المصلوب ما أدى إلى سقوط قتيل وجرح خمسة أشخاص.
وبمأرب قام الانقلابيون بـ (9) اختراقات للهدنة مستعملين أسلحة الكاتوشا، دبابات، وهونات و14،5، 12،7 مستهدفين مواقع جبهة نهم، ومواقع جبهة صرواح، وجبهة عبدين، وحريب القرامش. بإطلاق نار مستمر ومتقطع.
كما هاجموا جبهة العبدية سعت 100، ونهم طوال الليل، وقاموا باستقدام تعزيزات في اتجاه جبهة نهم عبر طريق نقيل بن غيلان، وتعزيزات من صنعاء إلى حريب القراميش، وأخرى من صنعاء إلى صرواح عبر طريق الوتده بعدد 4 أطقم.
أما محافظة الضالع فسجلت (3) خروقات للهدنة تمثلت في القصف بالتوشكا ورشاش 12,7 على مواقع في عدنه، المشام، ملزمه، التهامي، ويسعيس. فيما وقعت (8) اختراقات في محافظة حجة باستخدام الهاونات، بي 10، 23مم و14,5، 12,7 استهدفت تبة الدغامة، وقطاع الجمرك ما أدى إلى جرح جندي.
قوات أمريكية في اليمن:

فيما تتوالى هزائم القاعدة في اليمن، خاصةً مع خسارتها معقلها في المكلا بحضرموت خلال الحملة غير المسبوقة التي تشارك فيها قوات سعودية وإماراتية، أعلنت الولايات المتحدة رسميا إرسال قوات محدودة إلى اليمن في إطار التعاون مع التحالف العربي، خصوصا في مجال المعلومات.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الكابتن جيف ديفيز، في بيان صحافي، إن الجيش الأمريكي قدم حتى الآن مساعدات في الدعم بالمعلومات والاستشارات والمساعدة في التخطيط للعمليات، فضلا عن المساعدة الطبية وإعادة التزود بالوقود في الجو، لافتا إلى أن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لا يزال مصدر تهديد أمني خطير للولايات المتحدة ولشركائها في المنطقة"، مرحباً بطرده من المكلا وإضعافه والقضاء عليه في اليمن.
" ورفض المتحدث باسم البنتاجون الكشف عن عدد أفراد القوات الأمريكية في اليمن، إلا أنه قال إن "عددها صغير جدا"، مشيراً إلى أن هذه القوة وصلت على مدى الأسبوعين الماضيين وتعمل حالياً من موقع ثابت.
من جهته، أعلن الجيش الأمريكي قتل 10 عناصر من القاعدة خلال غارات بطائرات من دون طيار في الأسبوعين الماضيين، وفي سياق منفصل عن العمليات الخاصة في اليمن.
ويرى مراقبون أن إرسال عسكريين أمريكيين للمشاركة في جهود مكافحة القاعدة التي يقودها الجيش اليمني مع قوات التحالف العربي، يظهر استعدادًا أمريكيا متزايدًا على الانخراط في العمليات العسكرية ضد التنظيم المتطرف في اليمن.
وكانت قوات سعودية إماراتية دخلت مدينة المكلا الساحلية في أواخر الشهر الماضي مع القوات اليمنية، وسيطرت على مينائها ومطارها دون مقاومة تذكر، بعد أن كانت معقلا لتنظيم القاعدة.
تصعيد الحرب على القاعدة في اليمن والقضاء على المئات من عناصرها، يترافق مع المفاوضات السياسية بين الفرقاء اليمنيين في الكويت، التي وعلى الرغم من عثراتها التي تحمل توقيع الانقلابيين في صنعاء، تبقى الأمل الوحيد للتوصل إلى حل سلمي للصراع اليمني.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، عقد الرئيس اليمني،عبد ربه منصور هادي،اليوم السبت، اجتماعاً بمستشاريه لمناقشة القضايا المهمة في البلاد،بحضور رئيس الحكومة،أحمد عبيد بن دغر".
وحسب وكالة سبأ اليمنية الرسمية للأنباء فقد أشاد الاجتماع الذي عقد في العاصمة السعودية "الرياض" بدور وجهود الفريق الحكومي بمشاورات السلام بالكويت،مجدداً الدعم والثقة لكل أفراده على مايبذلوه وينشدوه لمصلحة السلام والأمن والاستقرار .
كما قدم في الاجتماع الذي حضره أيضا عضو فريق المشاورات،نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، الدكتور عبدالله العليمي إيضاحا موجزا عن سير المشاورات خلال الأيام الماضية، وما واجهه الفريق الحكومي من صعوبات وتحديات ومماطلة وتأخير وعدم الجدية من قبل الطرف الانقلابي للجنوح للسلام للولوج في تنفيذ إجراءات بناء الثقة والمنصوص عليها في القرار الاممي 2216 والمتمثلة في إطلاق كافة المعتقلين ورفع الحصار على المدن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية،وتسليم السلاح واجراءات السلام المتمثلة باستئناف العملية السياسية من حيث توقفت.
وتطرق الاجتماع إلى عدد من المواضيع الهامة ذات الصلة بهذا الجانب، واتخذ بشأنها عدد من الإجراءات والمعالجات المناسبة، حسب الوكالة التي لم تذكر مزيدًا من التفاصيل ".
المشهد اليمني:
وضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة في مفاوضات الكويت، يرفع من آمال اليمنيين في التوصل إلى اتفاق نهائي بإنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من عام، مع اقتراب شهر رمضان وهو ما يأمل بتوصل الفرقاء اليمنيين إلى اتفاق شامل قبل حلول شهر الصوم لما له من قدسية وأن يمر على الشعب اليمني أفضل من الأعوام الماضية.