الفشل يخيِّم على مفاوضات الكويت.. وترحيل الشماليين يهدد بانفصال اليمن
الأحد 08/مايو/2016 - 08:26 م
طباعة

حالة من المطبات التي تواجه عملية المفاوضات اليمنية في الكويت، مع بدء أزمة جديدة في عدن عبر ترحيل قوات المقاومة الجنوبية لمواطنيين يمنيين ينتمون إلى دولة الشمال قبل الوحدة في 1990، في ظل استمرار خروقات الهدنة والصراع مما يهدد بمستقبل غامض لليمن.
الوضع الميداني:

وعلى الصعيد الميداني شنت مقاتلات التحالف العربي، في وقت مبكر اليوم السبت، غارات جوية على مواقع يسيطر عليها الحوثيون والميليشيات العسكرية الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح بمحافظة ذمار جنوب صنعاء.
وقال سكان محليون إن غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف استهدفت منصة إطلاق الصواريخ وعربات نقل جنود لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة آنس بذمار.
وبحسب المصادر، فقد سمعت انفجارات عنيفة وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف.
في غضون ذلك تشهد أجواء العاصمة صنعاء، تحليقا كثيفا لمقاتلات التحالف منذ مساء أمس الجمعة، دون إطلاق المضادات الأرضية من الحوثيين وميليشيات صالح، بعد هدوء حذر شهدته العاصمة خلال الأسبوعين الماضيين.
وتأتي هذه الغارات في ظل اتهامات متبادلة بين أطراف الصراع في البلاد بخرق اتفاق وقف إطلاق النار المعلن من الأمم المتحدة، والذي سبق مفاوضات السلام في الكويت في العاشر من الشهر الماضي.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، فشل اجتماع اللجان اليمنية بالكويت لعدم حضور وفد الانقلابيين، وأفادت مصادر العربية في الكويت بتأجيل اجتماع اللجان المنبثقة عن وفدي المشاورات اليمينة لأجل غير مسمى.
وكانت مصدر قريب من الوفد الحكومي اليمني قد أفاد بأن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أبلغ الوفد الحكومي أنه تقرر أن تستأنف اللجان الفرعية الثلاث المنبثقة عن وفدي المفاوضات اجتماعاتها مساء اليوم الأحد، وذلك لمناقشة المهام المناط بها وفق الإطار العام للمحادثات الذي وافق عليه الطرفان في وقت سابق.
وأوضح المصدر أن هذا التطور يأتي بعد مشاورات أجراها المبعوث الأممي صباح اليوم مع وفد الانقلابيين لإقناعه باستئناف عمل اللجان الأمنية والعسكرية والسياسية ولجنة المعتقلين والأسرى، وذلك بعد أن توقف عملها أمس نتيجة رفض الانقلابيين الخوض في عمل اللجان دون إعطاء أولوية للجنة السياسية للبحث في تشكيل سلطة انتقالية.
وأبدى الوفد الحكومي موافقته على استئناف عمل اللجان الثلاث وفقاً لجدول الأعمال الذي تم إقراره.
وفيما يتعلق بعقد جلسات عامة مباشرة للوفدين، لا تزال متوقفة حتى يتم التقريب بين وجهات نظر الطرفين، والتي تتسم بالاختلاف والتباعد، حيث يرفض الوفد الحكومي الخوض في حديث بخصوص تشكيل حكومة وفاق وطني قبل إنهاء مظاهر الانقلاب وانسحاب الميليشيات من المدن والمحافظات وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة.
مصادر سياسية يمنية قريبة من المفاوضات قالت إن الخلافات بين الطرفين لا تزال كبيرة، ما يعيق أي تقدم في المحادثات خلال اجتماعات اللجان المصغرة.
وكانت المباحثات قد أنهت أعمالها السبت بجلسة عمل مشتركة مباشرة بين الفرقاء اليمنيين، إلا أنها انتهت في ظل تباين كبير في وجهات النظر حول عدد من الملفات المدرجة على جدول الأعمال.
في الجلسة التي كان يفترض أن تبحث وضع آلية عمل اللجان، أعلن وفدا الحوثي وصالح رفضهما لجدول الأعمال أو البدء في بحث آلية عمل اللجان قبل تحقيق مطالبهما بالسلطة الانتقالية، وعلى رأسها الحصول على منصب رئاسة الجمهورية.
وقد طلب وفد الحوثي وصالح بربط وقف قصف الميليشيات لتعز والبيضاء ومأرب، بوقف ضربات التحالف العربي لتنظيم القاعدة في حضرموت وشبوة.
كما لم يشهد التقرير الميداني الذي كلفت لجنة التنسيق بإعداده وتسليمه للأمم المتحدة خلال 72 ساعة أي تقدم، نتيجة لعدم تمكن فريق المتابعة الميدانية من إنجاز مهامه.
فيما أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد استمرار مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها دولة الكويت برعاية منظمة الأمم المتحدة، وأنه سيتم اليوم الأحد عقد سلسة جديدة من الجلسات.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن المبعوث الأممي في بيان صحفي أصدره الليلة الماضية، أن الجلسات المشتركة ضرورية لطرح القضايا العامة وإشراك الجميع في معالجتها، مؤكداً التصميم على التقدم رغم كل التحديات والصعوبات.
ودعا في هذا الصدد الأطراف المعنية إلى "التحلي بالهدوء والاحتكام للعقل ووضع مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار".
وأكد أن الأمم المتحدة تبذل قصارى جهودها للم الشمل اليمني ومساعدة اليمنيين على التوصل إلى حل توافقي.
وقال ولد الشيخ إنه تم أمس السبت عقد جلسات عامة تناول المجتمعون خلالها التطورات الميدانية وسبل تثبيت وقف الأعمال القتالية وتفعيل دور اللجان المحلية، مشيراً إلى عقده مجموعة لقاءات مع شخصيات سياسية ودبلوماسية.
وأوضح أنه تسلم من وفد الحكومة اليمنية لائحة بأسماء الأسرى والمحتجزين قسرياً بهدف مناقشتها مع اللجان الفرعية، مؤكداً أهمية عامل الوقت وضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل باعتباره المدخل الحقيقي للوقف الكامل والشامل للأعمال القتالية.
وكان مصدر مقرب من مبعوث الأمم المتحدة أكد لـ"كونا"، أن مشاورات السلام اليمنية مستمرة ولم يجر تعليقها وذلك رداً على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن تعليق المبعوث للمشاورات إثر خلافات حول القضايا المدرجة على جدول الأعمال.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، حالة من التخوف تجتاح الشارع اليمني من رسم خريطة الانفصال مع بدء المقاومة اليمنية ترحيل لعدد من أبناء اليمن الشمالي وسط استنكار حكومي.
فقد تواصل قوات أمنية، وعناصر مسلحة تابعة لـ"المقاومة الجنوبية"، عملية ترحيل عشوائية لمواطنين ينتمون لمحافظات شمالية.
وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" إن عدد من تم ترحيلهم من محافظتي عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، وكذا مدينة لحج، تجاوزا الـ1000 شخص، خلال الأيام القليلة الماضية.
وذكرت المصادر أن عملية الترحيل طالت معظم من يملكون وثائق وبطاقات تثبت هويتهم، منافياً لما تحدثت به السلطات المحلية بعدن، أن الحملة تخص بمن لا يملكون إثبات هوية.
وأضافت أن بعض المرحلين، تتواجد عائلاتهم بمدينة عدن، ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.
وأثارت عملية الترحيل التي طالت مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، سخطاً في الشارع اليمني، الذي طالب الرئيس عبدربه منصور هادي بعمل حد لمثل هذه الأعمال.
من جانبه قال الرئيس اليمين عبدربه منصور هادي، " ان الممارسات الفردية لترحيل المواطنين من ابناء تعز او غيرها مرفوضه ، فتعز كانت وستظل العمق لعدن فهي مننا والينا وكذلك كل محافظات الوطن.. نعم الأمن وتعزيزه واستتبابه مطلوب والاجهزة التنفيذيه والامنية بعدن جديرة بتحمل هذه المهام وعلى الجميع التعاون معها بعيدا عن الارباك وخلط الأوراق ".
وحث هادي، خلال لقائه عددًا من أفراد المقاومة الشعبية بحضور وزير الشباب والرياضة نائف البكري، الجميع على توحيد الإمكانات والجهود للإسهام في زرع الأمن والسكينة والاستقرار الذي ينشده الجميع .. محذرًا من بذور الشتات والتفرقة والمناطقية المقيتة التي يحاول البعض زرعها خدمة لأجندة مكشوفة تخدم في المقام الأول ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية .
وأشاد بهذه الأدوار البطولية التي غيرت مجرى التحول من خلال الثبات مع كل الشرفاء من أبناء عدن والمحافظات المجاورة لتروي بدمائها دروب الحرية والعزة والكرامة بدعم وإسناد غير محدود من قبل قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد آخر نفذ أكثر من مئتي مختطف في سجن عمران المركزي إلى الشمال من صنعاء، إضراباً مفتوحاً عن الطعام - ابتداءً من أمس السبت - وذلك احتجاجا على استمرار اعتقالهم وما يتعرضون له من معاملات سيئة وتعذيب نفسي وجسدي من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.
ووجه المختطفون نداء استغاثة للمنظمات المدنية المحلية والخارجية وللنشطاء والإعلاميين من أجل التضامن مع مأساتهم وتبني قضيتهم ورفع معاناتهم كونهم أصبحوا من أبرز ركائز الحل السياسي في البلد، مؤكدين عدم التوقف عن تنفيذ الإضراب عن الطعام حتى يتم الإفراج عنهم.
المعتقلون يشكون من سوء المعاملة وامتهان كرامتهم وانتهاك إنسانيتهم من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع.
وحسب مصادر حقوقية في محافظة عمران، فإن المختطفين في سجون ميليشيات الحوثي بعمران ينتمون إلى عدة محافظات وغالبيتهم من محافظتي حجه وعمران، مشيرة إلى أن من بين المعتقلين صغاراً في السن وكهولا قد بلغوا من الكبر عتيا.
وكانت تقارير حقوقية قد أكدت أن أعداد المختطفين والمخفيين قسرا والمعتقلين في سجون الانقلابيين قد فاقت العشرة آلاف.
ووفقا للتقارير فإن معظمهم من الشباب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والصحافيين إضافة إلى عشرات السياسيين.
ومؤخرًا أطلق نشطاء حملة حقوقية واسعة عبر المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي للمطالبة بإطلاق سراح المختطفين والمعتقلين في سجون الحوثيين وجماعة صالح.
وتقول السلطات المحلية والأمنية بعدن ولحج، أن الحملة جاءت في محاولة لوقف التدهور الأمني الذي تشهده المدن الجنوبية.
المشهد اليمني:
في إطارمسار التفاوضات ومع وجود عمليات ترحيل لشماليين من الجنوب، بات اليمن أمام طريقين، الأول إلى نجاح عملية السلام وتأسيس دولة الأقاليم الستة التي تم اقتراحها في الدستور اليمني، أو الذهاب إلى انفصال ولكن قد يكون في اليمن أكثر من دولتين.