بعد مزاعم تبنيه عملية "حلوان" الإرهابية.. ملامح تنظيم المقاومة الشعبية؟
الأحد 08/مايو/2016 - 09:56 م
طباعة

بعد نحو عام من استهداف العناصر الإرهابية ارتكازًا لقوات الجيش في منطقة مسطرد، أعادت العملية الإرهابية التي وقعت فجر اليوم السبت، في منطقة حلوان، المشهد الإرهابي العنيف إلى الواجهة مُجدداً، حيث قالت وزارة الداخلية إن ثمانية من رجال الشرطة قتلوا في هجوم بالرصاص في وقت مبكر صباح اليوم الأحد في حلوان.
وتبنى تنظيم ما يُعرف بـ"أنصار بيت المقدس" الفرع المصري لتنظيم "داعش" العملية الإرهابية التي قال إنها جاءت انتصارًا للنساء الموقوفات في سجون النظام، ويُعد تبني داعش لهذه العملية تطوراً خطيراً، حيث من المعروف أن التنظيم متواجد بسيناء، ويقوم بين كل وقت وآخر بتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش والشرطة المتواجدة هناك، وانتقاله من سيناء إلى حلوان يعتبر مؤشراً خطيراً.
وليس شرطاً أن يكون التنظيم هو من أرسل عناصر تابعة له من سيناء إلى حلوان لتنفيذ العملية، إذ من المتوقع أن يكون مؤيدون للتنظيم في القاهرة هم من قاموا بتلك العملية، وأن العملية جاءت لتخفيف الخناق على التنظيم في سيناء، الذي يواجه تضييقًا كبيرًا عليه من قبل قوات الجيش.

وأوضحت الداخلية، في بيان لها، أن أربعة مجهولين كانوا يستقلون سيارة ربع نقل "نزلوا منها واعترضوا سيارة ميكروباص" كانت تقل رجال الشرطة في أحد الشوارع وأمطروها بالرصاص من بنادق آلية، وأن رجال الشرطة كانوا يرتدون الزي المدني وكانوا يتفقدون الحالة الأمنية في المنطقة حين تعرضوا للهجوم، وأن الضحايا من رجال مباحث قسم شرطة حلوان، وتابع أن الأجهزة الأمنية تقوم بتمشيط المنطقة وتكثف جهودها لضبط الجناة.
التنظيم الإرهابي، قال إن الهجوم يأتي في إطار "سلسلة عمليات ... ثأرا للنساء العفيفات الطاهرات في سجون المرتدين في مصر"، فيما تبنى ما يُعرف بتنظيم "المقاومة الشعبية - مصر" مسئوليته عن الهجوم على صفحته على فيس بوك.
ونقلت عن التنظيم قوله إن الهجوم يأتي "بمناسبة مرور 1000 يوم على فض اعتصام رابعة"، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، وبث التليفزيون المصري مراسم الجنازة العسكرية التي أقيمت ظهر اليوم لضحايا هجوم حلوان.

وندد الأزهر الشريف بما وصفه بالهجوم "الإرهابي الغادر". وقال إن "مثل هذه الأعمال الإرهابية تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وتخالف كافة الشرائع السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية التي ترفض كل أشكال العنف".
من جانبه، شدد وزير الداخلية اليوم الأحد، أن الوزارة مصرة على استكمال حربها على الإرهاب، وقال عبد الغفار، في تصريح للتليفزيون المصري أثناء تشييع جثامين عدد من رجال الشرطة قتلوا في هجوم صباح اليوم، "هؤلاء هم رجال الشرطة الأبطال الذين تختلط دماؤهم بتراب الوطن ويرتفعون فوق كل التحديات والصعاب التي تواجههم."
وقال وزير الداخلية "مصرون على استكمال مسيرتنا ضد الإرهاب ولن تثنينا أي محاولات لهزيمة إرادتنا وإصرارنا"، وشدد على أن وزارة الداخلية لن تتهاون في الحفاظ على أمن الوطن وأمانه.
جماعة أو تحالف المقاومة الشعبية

وقد أعلن ما يسمى بـ"شباب حركة المقاومة الشعبية"، مسئوليتهم عن حادث استهداف سيارة الدورية الأمنية بحلوان، التي راح ضحيتها ضابط، و7 أمناء شرطة، بقسم شرطة حلوان، في الساعات الأولي من صباح اليوم الأحد.
وكشفت "الحركة"، في تدوينة، لها علي صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن معلومات وصلت إليها عن خط سير الدورية، ومن ثم وضعت خطة محكمة لاستهداف الدورية، والعملية إهداء إلى ما أسموه شهداء فض اعتصام رابعة العدوية، بمناسبة مرور 1000 يوم على الواقعة.
وتحالف المقاومة الشعبية عبارة عن مجموعة من الفواعل والجماعات المحلية، التى تمارس العنف والإرهاب بتكتيكات وأسلحة بدائية نسبيًا ضد جهاز الأمن المصرى، والمؤيدين لثورة الثلاثين من يونيه.
وجماعة المقاومة الشعبية قد نشر فى "بيان على صفحته على موقع فيس بوك فى الرابع والعشرين من يناير 2015 قائمة بأسماء الجماعات المنضوية داخل هذا التحالف وهى: حركة المقاومة الشعبية، حركة حسم، حركة العقاب الثورى ، حركة ثوار بني سويف، وكتيبة الإعدام، حيث تتخذ فروع ذلك التحالف من مناطق تمركزها اسما لها، مثل حركة المقاومة الشعبية فى الإسكندرية وحركة المقاومة الشعبية فى الجيزة.

وتلك المجموعات تستهدف بغالبية هجماتها مؤسسات الدولة، خاصة مؤسسات الشرطة والجيش، وتحديدا الأهداف ذات الأهمية الاقتصادية، وأحيانا تنشر الحركات المنضوية أسفل مظلة التحالف بيانات باسمها منفردة، كما أنها أحيانا تنفذ عمليات بشكل مستقل، ومن أبرز الحركات النشطة في ذلك التحالف الإرهابي، حركة العقاب الثورى، والتى تعتبر النسخة الأكثر دموية والأشد فتكا من "كتائب حلوان"، التى نشطت خلال العام الماضى، وتزعم الجماعة أنها قتلت 157 وأصابت 452 من أفراد الأمن على الأقل منذ الإعلان عن تأسيسها.
عمليات "المقاومة الشعبية"

جماعة المقاومة الشعبية استهدفت أقسام الشرطة وسيارات الأمن، ومارست أيضا أعمالا تخريبية مثل إحراق سيارات أو إغلاق طرق بإطارات مشتعلة، ثم اتجهت بعد ذلك إلى استهداف المدنيين، بتفخيخ سيارات بالقرب من دوريات أمنية أو أقسام شرطة فى شوارع ذات كثافة سكانية عالية، وفقا لما ورد بالدراسة.
ومنذ بداية العام 2015، تحولت الحركة نحو التركيز على أهداف اقتصادية، خاصة المؤسسات الدولية مثل شركات الاتصالات وأفرع البنوك الدولية مثل فروع بنك دبى الوطنى الإماراتى، كذلك نفذت موجة من الهجمات على مطاعم كنتاكى، وقد أسفر أحد هذه الاعتداءات عن وفاة أحد العاملين فى المطعم، والأرجح أن الحركة كانت تهدف إلى إثارة اضطرابات قبيل المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، والذي انعقد بالفعل فى مارس 2015.
وفى الثالث من فبراير 2015، فككت السلطات الأمنية المصرية قنبلتين بدائيتين فى مطار القاهرة الدولى، وزعمت الحركة مسئوليتها عن زرعهما بالتزامن مع وصول "جينى روميتى "GinnyRometty، مدير شركة "أى بى ام" فى محاولة لإثارة رعب المستثمرين الأجانب.
وفى العاشر من فبراير 2015، زعمت الحركة مسؤوليتها عن سلسلة الاعتداءات على أقسام شرطة فى الاسكندرية، وقد أسفرت الاعتداءات عن إصابة 10 شخاص جراء خمس عمليات تفجير لأدوات مفخخة.

كما اغتالت حركة إعدام أو "كتيبة الإعدام" رئيس مباحث قسم المطرية السابق وائل طاحون، الذى استشهد اثر اطلاق النار عليه على يد مجهولين يستقلان دراجة نارية فى عين شمس بالقاهرة، فى الحادى والعشرين من إبريل.
وقالت حركة إعدام (المنضوية تحت لواء المقاومة الشعبية) فى بيان آخر لها، إنها أعدت قائمة بأسماء المتورطين فى التعذيب وستلاحقهم وتنصب لهم كمائن الموت فى كل مكان، ويتم تنفيذ قرارات الإعدام وفق خطة وضعتها الحركة بعد رصد كل تحركاتهم وتحديد أماكن إقامتهم"، حسب ما جاء بدراسة الباحث محمد جمعة.