"النهضة" التونسية تتنصل من الإخوان وتتفرغ للسياسة
الإثنين 09/مايو/2016 - 07:16 م
طباعة

قررت حركة النهضة التونسية التحول إلى حزب سياسي، من خلال تخليها الكامل عن النشاط الدعوي الديني، والتفرغ للنشاط السياسي فقط.
وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي في تصريح صحفي على هامش انطلاق فعاليات الدورة الـ 46 لـ "مجلس شورى حركة النهضة": "نحن بصدد التحول إلى حزب يتفرغ للعمل السياسي، ويتخصص في الإصلاح انطلاقا من الدولة، ويترك بقية المجالات للمجتمع المدني ليعالجها، ويتعامل معها من خلال جمعياته ومنظومة الجمعيات المستقلة عن الأحزاب بما في ذلك النهضة".
وأضاف الغنوشي في حوار لموقع مراسلون أن هذا "التحول هو جزء من مسار التطور الطبيعي الذي منعته الدكتاتورية خلال العقود الأربعة الماضية وقد مثلت الثورة فرصة للحركة لاستئناف مسار التطور".
وردا حول العلاقة التي تجمع النهضة بتيار الإخوان في مصر وتركيا أكد الغنوشي في ذات الحوار أن حركة النهضة حركة تونسية قلبًا وقالبًا وقراراتها مستقلة وتصدر عن مؤسساتها المنتخبة ديمقراطيا والتي تعمل في إطار القانون التونسي مستدركا أن الحركة تشترك مع بعض التيارات الإسلامية الوسطية في بعض الأفكار معتبرًا أن النهضة "رائدة لمدرسة تجديدية هي سليلة للمدرسة الإصلاحية التونسية في القرن التاسع عشر بزعامة خيرالدين التونسي والطاهر بن عاشور ".
كما أوضح عضو شورى الحركة، زبير الشهودي، في تصريحات صحفية، أن قرار تحول حركة النهضة إلى حزب سياسي بالمعايير التي حددها الدستور التونسي وقوانين الدولة، أمر تم حسمه وحظي بموافقة أغلبية قيادات الحركة خلال المؤتمرات المحلية والجهوية، بانتظار المصادقة عليه بشكل قانوني خلال انعقاد المؤتمر العام للحركة يومي 21 و22 مايو الجاري.
ويرى مراقبون في تونس أن المؤتمر العام لحركة النهضة سيكون حاسمًا في مسألة الفصل بين نشاطات الحركة الدعوية والسياسية.
واعتبر مراقبون ومتابعون للشأن التونسي قرار الحركة خطوة إيجابية، مشيرين إلى أن خلط الأحزاب الإسلامية بين السياسة والنشاط الدعوي، يسيئ لأدائها السياسي والديني في الوقت نفسه، خاصة وأن تونس تخلصت من النظام الشمولي، إضافة إلى أن الدستور يمنع الجمع بين العمل السياسي والجمعياتي.

وحول تصريحات الغنوشي قال وليد البرش، المنسق العام لجبهة تمرد الجماعة الإسلامية: إن تصريحات راشد الغنوشي عن تفرغ حركة النهضة للجانب السياسي، وتأكيده أن الحركة تونسية قلبًا وقالبًا، تنصل من الانتماء للتنظيم الدولي للإخوان، رغم أنه ينتمي إليه قلبًا وقالبًا، في محاولة منه لينأى بحركة النهضة عن تحمل فاتورة أخطاء الإخوان في مصر، خاصة بعد أن أكسبت الإخوان سمعة سيئة منذ تجربتها في الحكم.وأضاف "البرش" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الإثنين 9 مايو 2016، أن كلام الغنوشي شعارات فقط، لأن حركة النهضة تعتمد على الخطاب الديني حتى هذه اللحظة، ويصف مخالفيه بمعاداة الدين، كما أنه معادٍ للعلمانية، ويخلط الدين بالسياسة لتحقيق مصالحه الخاصة.وعن إمكانية تحول الإخوان في مصر لنفس الفكر والمنهج السياسي وإعلانهم فصل الدعوة عن السياسة، قال: إن الإخوان في مصر ماتت إكلينيكيًا، وتراجعهم عن منهجهم الفكري اعتراف ضمني بخطئهم، وهم ينكرون فشلهم ولا يرون أنهم أخفقوا في تجربتهم في الحكم، يذكر أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قال إن "حركة النهضة تتجه نحو التخصص والتفرغ للجانب السياسي، تاركة للمجتمع المدني المسائل الأخرى التي مثلت قسما مهما من هوية الحركة منذ ولادتها كالجوانب الثقافية والاجتماعية والتربوية.

وفي نفس السياق قال سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن تصريحات راشد الغنوشي عن تفرغ حركة النهضة للجانب السياسي وتأكيده أن الحركة تونسية قلبًا وقالبًا، يعتبر إعلانًا رسميًا لتبرؤه من الانتماء لجماعة الإخوان، كما أنه تخلّيًا عن أيدلوچياتهم السابقة، واصفًا تصريحاته بـ "الكلام الإيجابي والفيصلي".
وأضاف "عيد"، أن تجربة الإخوان في مصر كانت درسًا لهم حتى لا يرتكبوا نفس الأخطاء، مشيرًا إلى أن التجربة المصرية تسيء لسمعة التنظيم وعبء على أي نظام سياسي ينتمي للفكر الإخواني.
وأوضح أن حركة النهضة بهذه الخطوة تتخلى عن فكرة العالمية والشمولية وهم عنصرين أساسيين في الفكر الإخواني، منوهًا إلى أنهم لن يحضروا اجتماعات التنظيم العالمي فيما بعد.
وعن إمكانية تحول الإخوان للعمل السياسي فقط قال: هذه خطوة لن تحدث أبدًا لأن إخوان مصر هم التنظيم الأم، لهم كل المواقع القيادية بداخل التنظيم، وفكرة التنظيم العالمي تعطيه مساعدات ودعمًا ماليًا، كما تعطيه ثقلًا دوليًا ونفوذًا ومكانة يصعب الاحتفاظ بها في حالة قرارها بالتحول لتنظيم محلي منتمٍ بالكامل لمصر.