ارتفاع قتلى الحرس الثوري في سوريا... هل يُسقط المحافظين في إيران؟
الثلاثاء 10/مايو/2016 - 02:08 م
طباعة

تواصل اعترافات المسئولين الإيرانيين عن مقتل قادة وجنود الحرس الثوري في معارك ضد جماعات مسلحة في سوريا، فيما ترتفع موجهة الغضب في الشعب الايراني مع عودة ابنائهم في نعوش تأزم موقف تيار المحافظيين في جمهورية المرشد الأعلى علي خامنئي.
1200 قتيل

وفي أحدث تصريحات إيرانية، كشف القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، عين الله تبريزي، مقتل 1200 مقاتل إيراني في سوريا منذ عام 2012، حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا".
ونقلت: ايسنا" عن تبريزي، الذي كان أحد قادة "حـرس كربلاء" في مازندران (محافظة شمال إيران) التابع للحرس الثوري الإيراني قوله: "قتل 1200 محارب لنا في سوريا خلال 4 سنوات".
وتطرق المسئول الإيراني، في حديثه إلى الصعوبات التي تواجهها إيران في سوريا، قائلًا: إن "لم نحارب داعش في الأراضي السورية، سنضطر لمحاربته على حدود كردستان".
وكان موقع "عصر إيران" على الانترنت، المقرب من الرئيس حسن روحاني، ذكر السبت الماضي أن "ما بين 20 و50 جنديًا إيرانيًا، قتلوا في كمين نصبته المعارضة السورية لوحدة عسكرية مؤلفة من 100 جندي، تابعين للحرس الثوري في منطقة خان طومان جنوب غربي حلب بسوريا".
من جانبه، اعترف رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الإيراني، إسماعيل كوساري، بأسر الجماعات المسلحة ستة عناصر إيرانيين في معارك ريف حلب. وقال كوساري في تصريحات نقلتها وكالة ميزان الإخبارية: "وفقاً لأحدث الأرقام قُتل 13 من المدافعين عن الضريح، وأصيب 18، وأسر خمسة أو ستة". وتعد هذه المرة هي الأولى التي يعترف فيها مسئولون إيرانيون بأسر قوات لهم في سوريا.
وارتفعت خسائر الحرس الثوري الإيراني في الشهرين الفائتين؛ حيث فقدت طهران خلال أبريل الماضي 5 من القادة الكبار، أحدهم برتبة عقيد، إضافة إلى عشرات العسكريين.
فيما أعلن الحرس الثوري في بيان له "مقتل 13 عسكريًا وإصابة 21 آخرين في الاشتباكات".
وينحدر جميع هؤلاء المستشارين من مازندران شمال إيران كما قال حسين علي رضائي الناطق باسم الحرس الثوري في هذه المحافظة لوكالتي أنباء "فارس" والطلابية الإيرانية (ايسنا).
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (ارنا) هذه المعلومات وأوضحت- نقلًا عن الحرس الثوري في مازندران- أن المقاتلين الإيرانيين قتلوا أو أصيبوا في بلدة خان طومان التي تبعد عشرة كيلومترات جنوب غرب مدينة حلب.
يذكر أنّ العدد الأقصى لقتلى الحرس الثوري الإيراني خلال شهر واحد، كان قد وصل إلى 42 عنصرا، وفقدت طهران خلال أبريل الماضي 5 من القادة الكبار، أحدهم برتبة عقيد، بحسب الإحصاءات الرسمية الإيرانية.
سقوط رجال سلماني

وفيما يبدو أن رجال الجنرال الإيراني قاسم سليماني يتساقطون في سوريا كأوراق الخريف، فقد كشفت مصادر إيرانية، أن الضابط في الحرس الثوري، الذي أفادت وسائل إعلام مؤخرًا بمقتله في مدينة حلب السورية، هو شفيق شفيعي، أحد أبرز مساعدي قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.
وقالت المصادر ذاتها: إن القوات الإيرانية وقوات النظام السوري، "لم تفلح" حتى الآن، في سحب جثة شفيعي من "خان طومان".
وسقط الجنرال عبد الله إسكندري، أحد قادة القوات البرية التابعة للحرس الثوري داخل الأراضى السورية، خلال معارك بمنطقة السيدة زينب في محيط دمشق، وكان يشغل منصب رئيس مؤسسة الشهيد التابعة للحرس الثوري في محافظة فارس الإيرانية. وقتل العام الماضي أيضا محمد جمالي زادة، أحد قيادات فيلق الحرس الثوري الإيراني في محافظة كرمان جنوب شرق إيران، في سوريا وأعلن الحرس الثورى آنذاك أنه كان متطوعًا للدفاع عن ضريح السيدة زينب في الضواحي الجنوبية للعاصمة دمشق التي شهدت قتالًا عنيفًا بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والجماعات المسلحة ولم يسافر بصفته قائدًا بالحرس الثوري، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية بين العامين 1980 و1988. وفي 2014 قتل حسام خوش نويس أو الجنرال الذي عرف في لبنان باسم "حسن شاطري"، وهو رئيس الهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار في لبنان، وانضم إلى فيلق القدس وانتقل إلى لبنان في أعقاب حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
المشهد الإيراني

مع تساقط رجال قائد فيلق القدس في سوريا، وارتفاع الغضب الشعبي الإيراني لعودة أبنائهم في نعوش خلال سقوطهم قتلي في الحرب السورية، بات موقف طهران صعبًا في ظل فاتورة الدماء التي تدفعها من أبنائها وارتفاع حالة التمرد والتذمر من قبل الشعب الإيراني ضد سقوط أبنائهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
استمرار الدور الميداني للحرس الثوري الإيراني في سوريا، مع تراجع شعبيتهم داخليًا سيؤدي إلى تآكل الحضور القوي للتيار المحافظ في السياسة الإيرانية، والرابح من سقوط جنرالات الحرس الثوري في إيران هو التيار الإصلاحي والذي يعترض دائمًا على سياسة التيار المحافظ في المنطقة.. المستنقع الثوري يؤدي تدريجيًّا إلى سقوط التيار المحافظ في إيران وهو ما كشفت عنه الانتخابات البرلمانية الأخيرة.