بعد انضمام قبيلة "القذاذفة".. "داعش" يوسع حواضنه الاجتماعية في ليبيا
الأربعاء 11/مايو/2016 - 12:36 م
طباعة

في ظل مواصلة التنظيم الإرهابي "داعش" التنامي والتوسع في ليبيا، بدأ يبحث عن حواضن اجتماعية له في البلاد، حيث أعلنت قبائل ليبية كبرى، أبرزها قبيلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، القذاذفة، إضافة إلى قبائل أولاد سليمان وورفلة، أهم القبائل الليبية على الإطلاق، مبايعة تنظيم داعش.

ونقل الموقع الأمريكي المتخصص في متابعة منشورات التنظيم المتطرف سايت، الخبر عن إصدارات مختلفة لداعش، في حين تناقلت مواقع كثيرة تابعة لداعش أو مؤيدة له، تقارير مصورة عن مراسم مبايعة وجهاء هذه القبائل للتنظيم وزعيمه، بحضور الممثل الشخصي الجديد للبغدادي في ليبيا وحاكم المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، عبد القادر النجدي.
ويشكل انضمام هذه القبائل الكبرى الثلاث، مفاجأة غير سارة في ليبيا، بحكم موقعها من السلطة السابقة وحضورها في مختلف مناطق البلاد، بالإضافة إلى أهمية هذه القبائل الديموغرافية.
ووفق متابعون فإن الهزائم التي لحقت بالتنظيم الإرهابي "داعش" في الفترة الأخيرة، إلا أنه استطاع استثمار الفراغ الأمني في مناطق شاسعة من البلد لبسط نفوذه جزئياً في ثلاث مدن هي درنة وبنغازي وسرت.
وكان حذر تقرير في وقت سابق أصدره معهد واشنطن للدراسات من احتمال سيطرة التنظيم على مناطق جديدة في ليبيا و إنشاء عاصمته الأولى خارج العراق والشام في سرت بعد سيطرته الكاملة عليها في غياب أي فصيل محلي يُنافسه على السلطة.
وفي الوقت الذى وضع فيه التنظيم قدمه في مدينة درنة في أبريل من العام الماضي لم يستطع الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر إخراجه منها إلا بعدما انخرط في المعركة خصوم الجيش من التنظيمات الأصولية التي كانت مُتحكمة بالمدينة، وبخاصة جماعة أنصار الشريعة التابعة لـ القاعدة، ورغم ذلك عاودت عناصر داعش لموقعها خارج درنة بعد اضطرارها لمغادرة المدينة، ما جعل الإشتباكات تتجدد مع الجيش وجماعة أنصار الشريعة في المواقع الجديدة.
ويسعي داعش ليبيا إلي استقطاب ثلاث بيئات اجتماعية لتوسعة حاضنته الشعبية في ليبيا، أسوة بالأساليب المُعتمدة في الموصل والرقة.
فقد تمركزت حاضنة داعش في سرت مسقط رأس معمر القذافي لم يكن مُصادفة وإنما بناء على انضمام جماعات من أنصار الطاغية السابق إليهم نكاية بالثوريين الجدد وأملاً بالانتقام من الحكام المتصارعين على إدارة البلد من بعده.
ووفق مراقبون فإن داعش وجد دعماً لدى جماعات منشقة عن تنظيم أنصار الشريعة في كل من بنغازي ودرنة وسرت، بحسب تقرير معهد واشنطن للدراسات، الذي قال إن التنظيم أصبح أكثر تمرساً في عملياته داخل سرت، على رغم فشله في درنة، وبات قادراً على السيطرة على مزيد من المناطق.

أما البيئة الثالثة التي يعمل على كسبها فهي رؤساء القبائل المحليين، وفق متابعون، ليس فقط في محيط المدن الثلاث القذاذفة مثلاً، وإنما أيضاً في مناطق أخرى مثل فزان حيث تُعتبر قبيلة أولاد سليمان من أنصار القذافي، وكثيراً ما اندلعت اشتباكات بينها وبين قبيلة التبو التي شاركت بقوة في الانتفاضة الليبية ضد النظام السابق.
كما يُخطط التنظيم لربط مواقعه في سرت بمنطقة بني وليد جنوباً ومنطقة الجفرة في وسط البلد، وصولاً للإستيلاء على مدن هون وودان وسوكنا، وبخاصة على قاعدة الجفرة الجوية التي تضم مخزناً ضخماً للأسلحة.
وفي المقابل، كشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن كتائب القذافي، انضمت للتحالف، الذي تقوده دول غربية لمواجهة تنظيم "داعش" المتطرف، وطرده من "سرت".
وقالت الصحيفة البريطانية: إن القيادات الليبية التي دافعت عن القذافي، وقاتلت في صفوفه أثناء ثورة 2011 انضمت للتحالف الغربي لطرد تنظيم "داعش"، من "سرت" معقل الزعيم الليبي الراحل، مضيفة أن بعض القيادات الليبية، التي دافعت عن القذافي، هربت من ليبيا بعد الثورة، ويرون أن تلك الخطوة، فرصة لتصحيح صورتهم أمام أبناء وطنهم، كما أنهم سيقاتلون بجانب قوات بريطانية، تعمل خلف المشهد بالدعم والاستشارة.
وأشارت "ذي تليجراف"، إلى أن القوات الخاصة البريطانية والفرنسية، تواجدت بالفعل منذ أشهر عدة في ليبيا، لجمع المعلومات الاستخباراتية حول سرت، خوفًا من تخطيط داعش، لهجمات ضد الغرب من معقله هناك.
وبالانضمام إلى التحالف ضد "داعش"، سيكون القتال على نفس الجانب، مع المجموعات الليبية المسلحة المختلفة.
ويبدو أن الكتائب ترغب في مواجهة "داعش" ومنع ليبيا من أن تصبح فرعا آخر من "خلافة داعش"، خاصة وأن من يتولى السيطرة على "سرت" ستكون له اليد العليا في الساحة الليبية.
ويعتقد أن سرت تضم قرابة 6 آلاف "داعشي"، مدعومين بكبار القادة من العراق وسوريا، الذين يخططون لخوض معركة دامية.
ورغم التحالف الظاهر بين الجماعات المسلحة، إلا أن هناك مخاوف كبيرة، من تنافس الفصائل المختلفة، بدلا من التنسيق مع بعضها البعض، بما جعل الحكومة الجديدة، تحذر من "غياب قيادة موحدة"، بما يمكن أن يؤدي إلى "مواجهة بين جميع فصائل، القوات المسلحة".
وفي وقت سابق قال تقرير أمني أن عدد الأسر المنتمية لتنظيم داعش في الأراضي الليبية، يبلغ أكثر من 500 حاليا، من دول عربية أبرزها السعودية إلى جانب عدد من الدول الغربية.

وأشار التقرير الى أن أغلبية الأسر من تونس ومصر والسودان واليمن والسعودية والكويت والأردن، وبعضها من جنسيات غربية، والعديد من هذه الأسر تتكون من جنسيات مختلفة، نتيجة للزواج المختلط، فتجد الأب سعودي والأم تونسية، أو الأب أردني والأم ليبية وهكذا.
ولأول مرة يتم استعمال تعبير أسرة، بدلا من أفراد، ويقصد بها حسب المراجع كل من الزوج والزوجة والأبناء الذين يحملون جميعا فكر داعش، ويطلق عليهم اسم المهاجرين، الذين تنقلوا من دول عربية وغربية إلى ما يسمى بأرض الخلافة في ليبيا، بعد النداء الذي تم توجيهه قبل مدة من طرف مسؤولي وقياديي التنظيم في ليبيا، لدعم التواجد البشري للتنظيم في ظل غياب حاضنة شعبية كبيرة له ضمن القبائل الليبية.
وفيما يتعلّق بأشبال الخلافة، أشارت التقارير، إلى أن بعض الأطفال من أقارب المقاتلين وبعضهم تم جلبه من إفريقيا عن طريق "بوكوحرام"، والبعض من أبناء عائلات قضت في عمليات جهادية في سوريا والعراق أو ليبيا.
وتحدثت مصادر أن عدد أفراد أشبال الخلافة يتراوح بين 100 و150 فتى، تترواح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، أغلبهم من تشاد والسودان ومالي ونيجيريا، وعدد منهم من ليبيا وجنسيات عربية أخرى، كما تضم الكتيبة عناصر ليبية وأخرى من جنسيات عربية، حيث نفذ أحد منتسبي الكتيبة، وهو طفل ليبي من العاصمة طرابلس، عملية انتحارية ضمن هجوم التنظيم على مناطق الحقول النفطية في السدرة.
وتتحدث المصادر أن أطفال داعش المختطفين من قبل التنظيم في تزايد مستمر بفضل عدد الأسر المنتمية للتنظيم.
واستطاع داعش في الآونة الأخيرة ان يوسع حاضنته الاجتماعية في ليبيا لكسب المزيد من الأراضي الذي يسعي للسيطرة عليها في البلاد.