تفجير مدينة الصدر.. "داعش" يستثمر الخلافات السياسية ويهدد حياة العراقيين

الأربعاء 11/مايو/2016 - 12:57 م
طباعة تفجير مدينة الصدر..
 
مع وجود الازمة السياسية التي قادها زعيم التيار الصدري مقتدي الصدر، عادت التفجيرات بشكل قوي الي العاصمة العراقية والتي نفذها خلال السنوات الماضية ضد مقرات حكومية ومؤسسات أمن ودفاع خلال، فقد شهدت مدين الصدر تفجيرا اليوم الاربعاء ادي الي مقتل وجرح العشرات من المواطنين، واعلن التنظيم الارهابي مسؤوليته علي التفجير.

تفجير مدينة الصدر:

تفجير مدينة الصدر:
فقد شهدت مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في شرق بغداد، اليوم الاربعاء،عشرات القتلي والجرحي بينهم نساء واطفال، بحسب ما ذكرت تقارير اعلامية.
وانفجرت السيارة الملغومة قرب صالون تجميل في سوق مزدحمة في ساعة الذروة الصباحية في مدينة الصدر. وقالت المصادر إن معظم الضحايا من النساء.
و فرض قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة، تحسباً لحدوث هجمات جديدة ومنعت دخول السيارات والأشخاص إلى منطقة الحادث. وذكرت مصادر أمنية أن القوات العراقية تمكنت من إحباط هجمات انتحارية أخرى في بغداد وأجبرت الانتحاريين لتفجير أنفسهم قبل الوصول إلى أهدافهم.
وقالت قيادة عمليات الجيش ببغداد، أنها تصدت لانتحاريين وأجبرتهم على تفجير أنفسهم شمالي بغداد.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العميد في بنان له "إن أربعة انتحاريين فجروا أنفسهم أثناء تطويقهم في منطقة المشاهدة شمالي العاصمة العراقية"، موضحا أن القوات العراقية تحركت إلى المنطقة بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بوجود مخبأ للانتحاريين في المشاهدة.
ولم تتوقف الهجمات الانتحارية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة منذ 2006 ضد مدينة الصدر، والتي اودت بحياة الاف من المواطنين على الرغم من فترة الهدوء التي مرت على المدينة قبيل التفجيرين الاخيرين.
وتعتبر مدينة المصدر من اكثر المناطق كثافة سكانية في العاصمة العراقية بغداد على الرغم من مساحتها التي لاتتجاوز نحو 25010 متر مربع حيث يبلغ عدد سكانها اكثر من ثلاثة ملايين نسمة يعيشون في تسعة وسبعين قطاعا وهو الاسم الذي يطلق على المحلات والاحياء في المدينة.
ويعود تاريخ تاسيس المدينة، الى عهد رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم مطلع ستينيات القرن الماضي والذي هدف لتوطين السكان النازحين من الجنوب العراقي انذاك بسبب الفقر والاقطاع الزراعي، وسميت انذاك بمدينة بالثورة قبيل ان يغير اسمها الى مدينة صدام ابان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وبعد عام 2003 قرر مجلس البلدي اطلاق اسم الصدر على المدينة في اشارة منه الى اسم المرجع الشيعي الراحل محمد محمد صادق الصدر.

داعش يتبني:

داعش يتبني:
تبنى تنظيم داعش الإرهابي، اليوم الأربعاء، التفجير الذي وقع قرب سوق شعبي في مدينة الصدر في شرق بغداد، حيث قتل 50 شخصاً على الأقل، وأصيب نحو 25 بجروح.
وأعلنت وكالة "أعماق"، الذراع الإعلامية للتنظيم الإرهابي على الإنترنت، أن التفجير الذي تم عن طريق سيارة مفخخة، كانت "تستهدف تجمعاً للحشد الشعبي الشيعي بمدينة الصدر".
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن تفجيرين انتحاريين في مدينة الصدر في فبراير الماضي أسفرا عن سقوط 70 قتيلا
وأجج القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية من الصراع الطائفي في العراق المستمر منذ فترة طويلة بين الأغلبية الشيعية في البلاد والأقلية السنية.
يري مراقبون ان تنظيم "داعش" يستغل الازمة السياسية في بعغداد بين القوي السياسية، ويعود الي اسلوب العمليات «النوعية» بتنفيذ عمليات انتحارية، بعد ان خسر قدرته العسكرية واراضي واسعة كان يسيطر عليها في محافظة الانبار. ما يحدث الان من عمليات لتنظيم داعش يتناقض مع اعلان «الخلافة»، والذي يفترض ان لا يدير حروباً ضد خصومه بعد التمكين والاكتفاء بعمليات التحصن والدفاع، وفقاً الى اصدارات و»ادبيات» هذه الجماعة. تنفيذ هذا النوع من العمليات يعني عودة التنظيم الى مربع (الشوكة والنكاية) وهو المربع الاول في حركة التنظيم.
وهذا يعني ان عمل التنظيم سوف يعود الى تنشيط الخلايا داخل المدن والمضافات والتحرك بتنفيذ عمليات ضد مواقع عسكرية تقوم على تحريك جيوب وخلايا بهدف اضعاف معنويات الجيش العراقي ورجال الامن. 
وهاجم انتحاريون ومسلحون يوم 28 فبراير 2016 مواقع تابعة للجيش والشرطة العراقية على المشارف الغربية للعاصمة بغداد، فقتلوا 12 في الأقل من قوات الأمن وسيطروا على مواقع في صومعة للحبوب ومقابر. وهو الهجوم الأكبر قرب العاصمة منذ شهور. وقالت وكالة أعماق الإخبارية ، إن تنظيم داعش شن «هجوماً واسعاً « على أبو غريب. الهجوم استهدف مقراً للجيش العراقي وهو «لواء «22 في مدينة الكرمة التابعة الى قضاء الفلوجة على وفق حديث المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الحكومة العراقية الى قناة العربية يوم 28 فبراير 2016 ولم يكن الهجوم في قضاء أبو غريب. وعلى اية حال ان كان الهجوم في مدينة الكرمة او ابو غريب فكلاهما يقعان عند تخوم بغداد ولا تبعد اكثر من 25 كلم عن العاصمة العراقية بغداد.

الازمة السياسية :

الازمة السياسية :
من جانبه يقول المحلل السياسي إحسان الشمري، ان "الجماعات المسلحة لا تزال تركز في أعمالها على الورقة الطائفية من اجل خلق فوضى في البلاد من خلال ردود الفعل على التفجيرات التي تنفذها خاصة في المناطق التي تمثل العمق الشعبي للمكون الشيعي".
ويستبعد الشمري أن تحقق تلك التفجيرات اهدافها على الأقل "السياسية منها"، ويوضح أن "المكون الشيعي بات يعرف حجم المخاطر التي تحيط به، كما يعرف الجهات التي تدفع باتجاه قلب المعادلة السياسية الحالية وهو على قناعة بعدم مسؤولية السنة عن ما يجري اليوم من عنف".
إلا أن الشمري في الوقت الذي يستبعد الحرب الطائفية بين الموكونات العراقية، فإنه يعتبر أن استمرار هذه التفجيرات يؤكد هشاشة الخطط الامنية وتضع جاهزية الاجهزة الامنية على المحك ويؤكد وجود خلل كبير في الاجهزة الامنية"، ويعتبر ان "عدم اهتمام الطبقة السياسية بالاحداث الامنية التي تحصل في البلاد تؤكد اهتمامها بامور حزبية"، متوقعا ان "يكون هناك عنف ما بين الاحزاب السياسية اذا ما استمرت الازمة في البلاد".
من  جانبه أدان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الأربعاء، تفجير مدينة الصدر شرقي بغداد، مؤكدا أنه فعل "إجرامي جبان" استهدف الأبرياء، فيما طالب بتأمين الحماية الكافية للمواطنين كافة. 
وقال الجبوري في بيان تلقت السومرية نيوز نسخة منه، "مرة أخرى تعود عناصر الشر والإجرام لتستهدف الأبرياء من أبناء شعبنا عبر تفجير إجرامي جديد ذهب ضحيته عشرات الكادحين".
وشدد على "ضرورة توحيد الجهود لضرب الإرهاب ومواجهته وتأمين الحماية الكافية للمواطنين".
كما ادان ائتلاف متحدون للاصلاح، الأربعاء، التفجيرين اللذين وقعا اليوم في مدينة الصدر وناحية اليوسفية، فيما دعا الى العمل على تجاوز الخلافات السياسية والفرقة والتحزب. 
وقال الائتلاف في بيان تلقت السومرية نيوز نسخة منه، إنه "عندما ينحرف العمل السياسي عن اتجاهاته الصحيحة وعندما تهمل امور الناس العامة وعندما تتصارع الكتل والاحزاب السياسية من اجل المصالح الضيقة وعندما تتعطل مصالح الناس وتوجه القوات الامنية والعسكرية لغير مهامها الحقيقية فبالتأكيد سيخرج الارهاب الاعمى من جحره ليبث الاذى للمواطنين الامنين، كما حصل هذا اليوم من تفجيرات اجرامية ارهابية في مدينة الصدر ومدينة اليوسفية في بغداد راح ضحيتها العشرات من الابرياء".
ودان الائتلاف "التفجيرات الاجرامية التي حدثت هذا اليوم في الصدر واليوسفية ببغداد"، داعياً الحكومة والقوات الأمنية الى "مراجعة خططها الامنية وعدم اغفال او اهمال الجانب الامني الذي يستغله الارهاب لضرب نسيج المجتمع العراقي، وبث الرعب والفوضى بين الناس".
وطالب الائتلاف الجميع بـ"العمل فوراً في تجاوز الخلافات السياسية وتجاوز الفرقة والتحزب من اجل تطمين المواطنين وتقديم ماهو افضل من اجل شعبنا العراقي".

المشهد العراقي:

المشهد العراقي:
ويهدد الصراع الطائفي أيضا بتقويض جهود طرد التنظيم المتشدد من مساحات كبيرة من الأراضي في شمال وغرب العراق كان التنظيم سيطر عليها عام 2014.
ويحذر بعض المراقبون من مغبة تتالي التفجيرات والعمليات المسلحة سواء في مناطق سنية أو شيعية وارتفاع نسقها فقي الآونة الأخيرة معتبرين أنها بداية الإيذان للعودة إلى الحرب الطائفية التي بلغت ذروتها في العراق سنة 2006.
وتتواصل الأزمة السياسية في بغد في ظل عدم توصل الفرقاء السياسيين إلى رؤية مشتركة فيما يتعلق بالتشكيل الحكومي الجديد وتواصل إصرار كل الأطراف على العمل وفق منهج المحاصصة الطائفية التي تسببت حتى الآن في أزمات سياسية واقتصادية وأمنية للبلاد.

شارك