الحكومة الكينية تُغلق مخيمات اللاجئين رغم الاعتراضات الدولية خوفًا من الإرهاب
الأربعاء 11/مايو/2016 - 09:55 م
طباعة


خاص بوابة الحركات الاسلامية – نيروبي
في تطور خطير أثار ردود أفعال غاضبة من المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات الإغاثة، شرعت الحكومة الكينية اليوم فى تطبيق خطتها القاضية بإغلاق مخيمات اللاجئين، من خلال رصدها موازنة تقدر بنحو 10 ملايين دولار أمريكي، لتمويل عملية إعادة ترحيل المهاجرين إلى موطنهم الأصلي، بالرغم من الاعتراضات السابقة بشأن خطط كينيا الرامية إلى إغلاق مخيم "داداب"، الذي يضم نحو 350 ألف لاجئ، أغلبهم من دولة الصومال المجاورة. وفى هذا السياق دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين كينيا إلى إعادة النظر في خططها لإقفال المخيمات التي يسكنها لاجئون من جنوب السودان والصومال والتي قالت الحكومة منذ وقت طويل إنها تشكل تهديدا أمنيا. وقالت مفوضية اللاجئين "قلقة بشدة" من تصريحات الحكومة الكينية الأخيرة، ودعت الحكومة الكينية إلى إعادة النظر في قرارها لتجنب اتخاذ أي قرار يتنافى مع التزاماتها الدولية." وفى هذا الاطار حذرت، منظمة أطباء بلا حدود من'العواقب الكارثية' لإجبار اللاجئين على العودة إلى الصومال، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل تهديدًا لحياة مئات الآلاف من الأشخاص'. ويقع مخيم 'داداب'، وهو أكبر مخيم لاجئين فى العالم، شمال شرقي كينيا، على بعد حوالى 100 كم من بلدة 'جاريسا' الحدودية مع الصومال، حيث قتل بالبلدة 147 شخصًا، عندما هاجم أعضاء من حركة 'الشباب' المسلحة جامعة 'موي'، في 2 أبريل العام الماضي. في حين دافعت الحكومة الكينية عن هذه الخطوة، وقال وزير الداخلية، جوزيف نكايسيري 'الخطوة الأولى، باتجاه إغلاق مخيم داداب ستكون ترحيل اللاجئين الصوماليين منه، وبناءً عليه قمنا برصد موازنة خاصة بهذا الأمر'.، مشيرًا إلى أن إغلاق المخيم، وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم، يمثل حاجة ملحة، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وسلامة المواطنين، في ظل تزايد الأنشطة الإرهابية، وتهديدات حركة الشباب الصومالية، التي اتخذت منه معقل لمقاتليها'. وشدد نكايسيري، على أنه سيتم إعلان جدول زمني، لتنفيذ عملية الترحيل، في 31 مايو المقبل. وحسب التقارير الحقوقية تشكل الملاجئ في البلاد، موطنًا لأكثر من 600 ألف لاجئ، من الصومال وجنوب السودان. وعلى الرغم من تعافي الصومال المجاورة ببطء بعد أكثر من عقدين من الفوضى والصراع إلا أن الحكومة ما زالت تخوض قتالا ضد حركة الشباب كما أن البلاد ما زالت تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل القطاع التعليمي اللائق والمساكن المناسبة، في حين يعمل القادة السياسيون في جنوب السودان على تبديد الخلافات بينهم لكن عملية السلام أثبتت عدم نجاحها كما توقع الكثيرون. يذكر أن حركة 'الشباب' الصومالية، تأسست عام 2004، وتتبع فكريًا لتنظيم القاعدة، وتقول إنها تسعى إلى 'تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد'، وتُتهم من عدة أطراف بارتكاب عمليات 'إرهابية'. وفى هذا الإطار قال ليمو سميث "مسئول إحدى منظمات الإغاثة المحلية" لـ"بوابة الحركات الاسلامية" إن هذه الخطوة تأتي في إطار تجدد المخاوف من حركة الشباب الصومالية، وما ترتكبه من جرائم بشعة على الأراضي الكينية، مشيرًا إلى أن الشرطة الكينية سبق وأن ألقت القبض مؤخرا على شخص يشتبه في كونه عضواً رئيساً في جماعة إسلامية متشددة كانت تخطط لهجمات مشابهة للهجوم على "مركز ويستجيت" التجاري في العام 2013 الذي قتل فيه 67 شخصاً على الأقل. وتأتي المخاوف الكينية في إطار توعد الحركة بقتال كينيا إلى أن تسحب قواتها التي أرسلتها إلى الصومال في العام 2011 للانضمام إلى عمليات الاتحاد الأفريقي التي طردت الحركة من معاقلها الرئيسة لكنها لم تحرمها من القدرة على شن هجمات فتاكة.