تقدم في مفاوضات الكويت.. وكاتب سعودي يلمح بانفصال جنوب اليمن
الخميس 12/مايو/2016 - 09:32 م
طباعة

في الوقت الذي تشهد فيه مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليمنيين تقدمًا ملحوظًا، ألمح كاتب سعودي مقرب من جماعة الإخوان المسلمين بانفصال الجنوب، في وقت تستمر فيه عمليات الجيش اليمني ضد تنظيم القاعدة و"داعشِ" مع اتهامات لجماعة الإخوان بعرقلة الحسم العسكري.
المسار التفاوضي:

اختتمت الوفود اليمنية إلى مشاورات السلام في الكويت، جلسات عمل اللجان الفرعية اليوم الخميس، فيما قرروا مواصلة بحث القضايا السياسية والأمنية وملف الأسرى والمعتقلين في جلسة مسائية ستعقد في وقت لاحق.
وواصلت الوفود بعد مرور 22 يوماً على انطلاق المشاورات برعاية الأمم المتحدة اجتماعاتها اليوم، في 3 لجان متوازية حيث ناقشت اللجنة السياسية عدداً من القضايا منها استعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي، إضافة إلى ضرورة تهيئة المناخ السياسي لتوافق واسع بين الأطراف اليمنية.
كما بحثت الوفود في اجتماع اللجنة الأمنية بعض الرؤى الخاصة بالقضايا العسكرية والأمنية بما فيها تلك التي تتعلق بآليات الانسحاب وتجميع القوات.
وناقش أعضاء لجنة الأسرى والمعتقلين في اجتماع لهم سبل بلورة مقترحات بالإفراج عن 50% من الأسرى والمعتقلين لدى جميع الأطراف قبل حلول شهر رمضان، والآليات اللازمة لتنفيذ ذلك ومعايير اختيار القوائم الأولية.
و قررت لجنة إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في مشاورات الكويت اليوم الخميس، العمل على بناء الثقة، والعمل على مسودة مبادئ متفق عليها بالنسبة للإفراج عن الأسرى والمعتقلين.
وقالت إن ذلك يأتي بالتوازي لإحراز التقدم على المدى القصير لبناء الثقة، وعلى المدى المتوسط والطويل لحل قضية الأسرى والمعتقلين بشكل نهائي، حسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وناقشت اللجنة آلية تنفيذ مقترح تبادل أو الإفراج عن 50% من الأسرى والمعتقلين من قبل كافة الأطراف، قبل حلول شهر رمضان المبارك.
وبحثت تفاصيل مقترح تبادل أو الإفراج عن دفعة الأولى خلال فترة زمنية قصيرة حيث يقوم كل طرف بتحديد قائمة المفرج عنهم من جانبه وتعطى الأولوية للحالات الإنسانية للأطراف أن يتفاوضوا حول إضافة أسماء للقوائم.
واكدت انه يجوز أن تشمل القوائم أسماء أشخاص ممكن أن يحدث الإفراج عنهم أثراً إيجابياً على مسار السلام والتفاهمات التي تم التوصل إليها بناء على النقاش في اللجنة.
وأقرت اللجنة العمل على مسودة مقترح آلية الإفراج عن الأسرى والمعتقلين والكشف عن مصير المخفيين، ويؤخذ في الاعتبار أن التنفيذ سيكون على المدى المتوسط والطويل (50% قبل شهر رمضان).
فيما أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، على دعم الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، داعياً جميع الأطراف اليمنية إلى تسوية الخلافات عن طريق الحوار والتشاور.
ودعا العربي، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للــدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتـدى التعـاون العربـي الصينـي، الميليشيات الانقلابية إلى الالتزام بإجراءات بناء الثقة التي تعهدت بالقيام بها، مرحباً باستضافة دولة الكويت لمحادثات السلام بين أطراف النزاع اليمني وصولاً إلى حل سلمي يحقن دماء الأشقاء في اليمن.
الوضع الميداني:

خفت مليشيات الحوثي من نشر عناصرها على مداخل وشوارع العاصمة صنعاء مع تفتيشات دقيقة للمواطنين المارة وسائقي السيارات والدرجات النارية.
وقال شهود عيان "لـ لمشهد اليمني " إن عناصر الحوثي تنتشر بصنعاء اليوم الخميس وتقوم بتفيش المارة بطريقة مستفزة مع البحث عن البطائق الشخصية وإثبات الهوية للأشخاص المارة ومن يتم الاشتباه فيه يتم اعتقاله مباشرة .
وأضاف شهود عيان أن حملة اعتقالات طالت الكثير من المواطنين العزل من قبل عناصر الحوثي وزجوا بهم بالسجون دون أي تهم .
وتقوم مليشيات الحوثي في الأيام الماضية بحملة اعتقالات واسعة لشباب صنعاء المخالفين لأفكارهم وتوجهاتهم..
كما أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن هجوم بسيارة ملغومة في مدينة المكلا اليمنية، وقالت مصادر طبية "إنه أسفر عن مقتل 10 جنود".
قال التنظيم في بيان على الإنترنت "إن أحد أفراده فجر نفسه في سيارة على مقربة من قوات حكومية".
وقال البيان "تمكن فارس من فرسان الشهادة... من تفجير سيارته المفخخة على مقر لمرتدي ميليشيا هادي عملاء التحالف بمنطقة خلف في مدينة المكلا".
وكانت ثلاثة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت اليوم معسكراً للجيش اليمني تبعتها اشتباكات بين عناصره وعناصر من تنظيم القاعدة في جنوب شرق اليمن، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى، بحسب مصدر عسكري.
وتأتي الهجمات التي استهدفت معسكراً على الأطراف الشرقية لمدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على استعادة القوات اليمنية بدعم من التحالف العربي المكلا ومناطق في ساحل حضرموت، كانت تحت سيطرة تنظيم القاعدة لزهاء عام.
تلميح بانفصال الجنوب:

فيما ألمح الإعلامي والكاتب الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، إلى وجود توتر في العلاقات بين الرئيس هادي، وأحد الأطراف الإقليمية دون ان يسمي هذه الاطراف .
وقال "خاشقجي" في تغريدة له اليوم عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" : "يبدو ان علاقة الرئيس هادي مع أطراف إقليمية دخلت مرحلة حرجة".
وأكد خاشقجي قلق السعودية مما يحدث في جنوب اليمن وقال في تغريدة اخرى " حتى لو استقل اليمن الجنوبي فلن يحكم إلا بالمشاركة، اُسلوب الاشتراكي القديم بالاعتماد على التخويف والمخابرات سيكون مصدر قلق خاصة للمملكة ".
وفور نشر خاشقجي للتغريدة جاءت العديد من ردود الناشطين التي تؤكد ان المقصود من الاطراف الاقليمة هي دولة الامارات ومما عزز هذا الاعتقاد الرد المباشر من مستشار ولي عهد أبوظبي، الدكتور عبد الخالق عبد الله على تغريدة خاشقجي قائلاً: "قرارات هادي الاخيرة ارتجالية وتمت بدون تنسيق مسبق مع عواصم خليجية لكنه الرئيس الشرعي شاءت الأطراف الخليجية أم أبت".
وكان قد طالب خاشقجي في وقت سابق من هذا الأسبوع من خلال تغريدة له تدخل السعودية في جنوب اليمن لوقف ما أسماه "المغامرات التي يحاولها البعض"، مشيرا إلى أن هناك حاجة ملحة لتدخل سعودي على الأرض في الشطر الجنوبي من اليمن لحمايته من مغامرات مستعجلة، في إشارة على ما يبدو لتحركات بعض الجهات الجنوبية الساعية للانفصال.
وقال خاشقجي إن تلك المغامرات تهدد عاصفة الحزم، منوها أن السعودية هي الطرف الذي يرى الصورة الكاملة.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب الإجراءات الأخيرة في عدن بحق تهجير أبناء محافظة تعز والمحافظات الشمالية، والذي قال عنه مراقبون أنه توجه إماراتي للسيطرة على المشهد العسكري في عدن وسقطرى وباقي محافظات الجنوب، بعد سيطرتها على حضرموت وتشكيلها أربعة ألوية عسكرية في إطار عملية تحرير المكلا من تنظيم القاعدة.
المشهد السياسي:

على صعيد المشيهد السياسي، حذر قيادي يمني مما أسماه بـ "خطر الخلايا السياسية المزروعة داخل هرم الشرعية"، والتي وصلت إلى هذا المكان أثناء مرحلة استقطاب رجال المخلوع من قبل الشرعية والتحالف دون امتحان ولائهم، وهي فريق متجانس للخلايا الإعلامية وخلايا التفجيرات الانتحارية في الميدان، وقد نفذت عدة مهام بنجاح، منها الإيقاع بين الرئيس هادي وخالد بحاح، والآن تستعد للإيقاع بين هادي وأبناء الجنوب والتحالف العربي، لكي "يفشل النصر العسكري في الجنوب وتستقوي مليشيات الحوثي والمخلوع في مجال الميدان والمجال السياسي".
وأوضح المتحدث باسم المقاومة الجنوبية، علي شائف الحريري، في تصريح بعث به لـ 24، اليوم الخميس: "إن ولاء هذه الخلايا السياسية الخفي للمخلوع صالح، وظاهره للشرعية، وقد بدأت تتبلور مهمة قادمة لهذه العناصر، هي ضرب هادي بأبناء الجنوب، القوة التي هزمت الحوثي عندما هرب الجميع من ساحة المعركة، وتحولت الشمال طريق مرور آمن للحوثي نحو باب المندب".
وقال: "إن رجال المخلوع صالح في الشرعية، إضافة إلى اللوبي القوي للإصلاح "الإخوان المسلمين" في الشرعية، هؤلاء يمثلون خطراً كبيراً على الرئيس هادي وعلى التحالف العربي وعلى النصر المحقق، وهؤلاء فشلوا في ميدان الحسم العسكري، ولا نرى منهم إلى الآن أي تحرك جدي على الأرض غير تسخير كل قوتهم الإعلامية لمهاجمة المقاومة والأمن في الجنوب، التي هي ضمن قوات التحالف العربي شريك رئيسي في الحرب وصناعة النصر".
كما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش إن "انتهازية الإخوان في حرب اليمن انكشفت"، مؤكداً على وجود أدلة باليمن حول التنسيق بين الإخوان والقاعدة.
وأشار قرقاش في سلسة تغريدات على حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر "انكشفت انتهازية الإخوان في حرب اليمن، لم يتورعوا في التعاون والتنسيق مع القاعدة والإرهاب، وهو موقف تكرر في العديد من الساحات العربية الأخرى".
وتابع "أصبح استغلالهم الانتهازي للدين مكشوفاً ومفضوحاً، نحن أمام جماعة سياسية بامتياز، الفشل الذريع لمشروعها في الحكم ضعضع موقعها وهمش تأثيرها".
وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية أن "الأدلة التي وجدناها في اليمن حول التنسيق بين الإخوان والقاعدة دامغة، لعله إرث سيد قطب التكفيري من جهة وتاريخ من الانتهازية السياسية الموثقة".
وقال قرقاش: "التناقض الواضح في خطاب الإخوان مشكلة من يبرر غاياته بالوسيلة، تهميشهم للمرأة وحجرهم الفكري للإبداع والمبدعين لا يتسق مع الادعاء بالإصلاح".
وأضاف "احتار الإخوان المسلمين في هجومهم على الإمارات، فهم أحياناً طلبة إصلاح، وأحيان غيورون على الدين، وأحياناً ديموقراطية غربية، والقصد السلطة السياسية".
الوضع الدولي:

وعلى الصعيد الدولي، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يـي أن بلاده ستعفي اليمن من الديون التي عليها وستستمر في تقديم الدعم للحكومة من أجل استعادة الشرعية وإعادة إعمار اليمن مستقبلاً.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن تأكيدات وزير الخارجية الصيني جاءت خلال لقاء جمعه في الدوحة مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، على هامش أعمال منتدى التعاون العربي الصيني المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة.
وجدد وزير الخارجية الصيني حرص بلاده على الحل السلمي وإنجاح مشاورات السلام الجارية في الكويت، وعلى دعم بلاده للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنجاح المشاورات واستعادة الشرعية والأمن والاستقرار لليمن وفقاً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقرار مجلس الأمن 2216.
المشهد اليمني:
رغم التقدم الواضح في مفاوضات الكويت إلا أن الشواهد في عدن تشير إلى وجود نية مبيته لانفصال اليمن الجنوبي عن الشمال، في عمليات التطهير القوية لتنظيم القاعدة و"داعش" في مدن الجنوب، الأمر الذي يشير إلى ارتفاع مؤشرات الانفصال بين عدن وصنعاء وقد تعود اليمن إلى ما قبل الوحدة في 1990.