الجيش اليمني يواصل حربه ضد القاعدة.. والغموض يحيط مفاوضات الكويت
السبت 14/مايو/2016 - 08:17 م
طباعة

في الوقت الذي تشهد فيه مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليمنيين توترا، تستمر فيه عمليات الجيش اليمني ضد تنظيم القاعدة و"داعشِ" ، وسط استمرار خرق الهدنة من قبل الحوثيين.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضى، اختتمت مشاورات السلام اليمنية في الكويت اليوم السبت جلسة عامة مشتركة بين الأطراف المعنية بمشاركة القوى السياسية الممثلة في وفد الحكومة اليمنية ووفدي الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح.
وناقش المشاركون في الجلسة، التي عقدت تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، القضايا السياسية والأمنية وقضية الأسرى والمعتقلين وتقييم عمل اللجان الثلاث بشأن هذه القضايا للاتفاق على الخطوات المقبلة والتوصل لتفاهم حقيقي وحل دائم وقابل للتنفيذ لتسوية الأزمة اليمنية تماشياً مع المرجعيات المتفق عليها.
وكشف وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد الحكومي إلى محادثات السلام في الكويت، عبد الملك المخلافي، السبت، أن هوة الخلاف مع وفد الحوثيين واسعة، والسبب أنهم لا يفكرون إلا في "السلطة".
وقال المخلافي عقب انتهاء جلسة المشاورات التي عقدت بمشاركة أربعة أعضاء من كل وفد، وبحضور المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد: "نحن نناقش من أجل عودة الدولة لتكون مصدر أمان للجميع، وهم يفكرون فقط بالسلطة، ويطالبون بحكومة توافقية وتقاسم سلطة".
وأضاف: "أستغرب كيف تستطيع مليشيات انقلبت على الدولة، ودمرت المؤسسات، والقوانين، والجيش، أن تعتبر اقتسام السلطة قضية مقدمة على استعادة الدولة".
ويأتي اجتماع اليوم بعد جلسة محادثات صاخبة عقدت أمس بمشاركة جميع أعضاء الوفدين أكد خلالها عبدالملك المخلافي، وزير الخارجية اليمني ورئيس الوفد الحكومي، أن وفده جاء إلى الكويت لمناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية واستعادة مؤسسات الدولة من قبضة القوى الانقلابية.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تحنث ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جديد بوعودها وتنقض اتفاق لجنة التهدئة القاضي بفك الحصار على تعز وفتح المعابر لإدخال المواد الغذائية والطبية.
وكان السبت الموعد المتفق عليه في إطار لجنة التهدئة في تعز لفتح المعابر، لكن الانقلابيين رفضوا ذلك.
وأصدرت لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار عن طرف الشرعية والمقاومة في تعز بياناً كشفت فيه مراوغات المتمردين وعدم التزامهم بكل الاتفاقيات الموقعة حول تعز، مشيرة إلى استمرار الحشود والتعزيزات العسكرية واستحداث مواقع جديدة، واستغلال الهدنة من طيران التحالف لتحريك آلياتها العسكرية الثقيلة ونشرها وإعادة تموضعها وفتح جبهات جديدة.
كما أكد البيان أن الميليشيات تواصل حربها وقصفها على الأحياء السكنية في تعز ومديريات أخرى بصفة دائمة مع التعزيزات والحشود المستمرة.
وعلى صعيد التطورات الميدانية الأخرى، استهدف المتمردون منشآت حيوية ومجموعة من القرى في وادي بلحارث بمديرية عسيلان في محافظة شبوة، حيث تم استهداف محطة كهرباء عسيلان وخمس قرى بنحو 20 صاروخاً.
من جهتها، تشهد جبهة الغيل في الجوف مواجهات مستمرة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما تشن ميليشيات الحوثي وصالح قصفاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة على مواقع عدة للمقاومة والجيش الوطني في جبهات عديدة، منها المتون والعقبة والمصلوب والغيل.
كما أفادت مصادر "الحدث" أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت أمس الجمعة إلى محافظة مأرب قادمة من السعودية. كما تم إرسال قوات عسكرية إلى جبهة نهم شمال شرقي مدينة صنعاء لمواجهة الخروقات والهجمات المتكررة للميليشيات على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
ويأتي وصول هذه التعزيزات بالتزامن مع تجدد المواجهات أمس بين المقاومة الشعبية والميليشيات في مناطق عدة غرب محافظة مأرب، من بينها منطقتا المشجح والمخدرة.
فيما نفت الرئاسة الشائعات المتداولة بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي طلب من "قيادة التحالف"، تغيير القوات الإماراتية العاملة في عدن.
وطبقا لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ" فقد حذر مصدر مسؤول في الرئاسة من أن "قوى الظلام تحاول جاهدة النيل من علاقة اليمن بأشقائه بهدف تنفيذ أجندة تخدم دولا عدائية أظهرت عداءها بشكل واضح لليمن ودول المنطقة من خلال الانقلاب الذي قامت به ميليشيات الحوثي وصالح ومن خلفهم إيران على الشرعية الدستورية الممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي".
وأشار إلى أن "دماء أبناء المملكة ودولة الإمارات ودول الخليج كافة ودول التحالف التي اختلطت مع دماء الشعب اليمني في معارك الشرف والبطولة لإعادة الشرعية في اليمن ستظل الملهمة لقوة العلاقة بين اليمن وجيرانه وأشقائه".
الوضع الأمني:

وعلى صعيد الوضع الأمني، بعد الضربة الموجعة التي تلقتها التنظيمات الإرهابية في اليمن، على يد القوات الإماراتية، وبعد الهجوم المباغت الذي حرر حضرموت اليمنية من تنظيم القاعدة، ومدينة المكلا، ما اضطر تنظيم القاعدة الأم والتنظيمات الموالية له إلى الانسحاب منها، أصدر التنظيم الفرعي في اليمن، أنصار الشريعة، بياناً هدد فيه الإمارات بالانتقام بعد الخسارة المذلة التي تعرض لها في المدينة الاستراتجية.
وقالت صحيفة "المسرى" التي تتولى نشر أخبار تنظيم القاعدة في اليمن، في عددها الأخير، متوجهة بالتهديد إلى الإمارات "على نفسها جنت براقش".
وجاء في التهديد الواضح من قبل التنظيم، أنه "بعد أكثر من عام من دخول أنصار الشريعة المدينة، وتقديم الخدمات وبناء المشاريع وبناء نموذج إداري ناجح" سارع التحالف بقيادة الإمارات "إلى غزو المكلا ومحاربة القاعدة".
وتوعد التنظيم في بيانه الإمارات بردة فعل لم يكشف تفاصيلها أو طبيعتها، مكتفياً بلعب دورالضحية، متوعداً بالانتقام لهزيمته في المكلا، التي قال إنه "انسحب منها لتفويت الفرصة على العدو" مهدداً بالثأر، مؤكداً "وعلى نفسها جنب براقش".
أعلن الجيش الوطني في مدينة المكلا بحضرموت، شرق عدن، اليوم الجمعة، إحباط عمليتين إرهابيتين بواسطة مركبتين ملغومتين كانتا معتدتين لتنفيذ عمليات إرهابية في المدينة ضد القوات الشرعية والتحالف العربي.
وانتزعت قوات وطنية مسنودة بقوات إماراتية وسعودية مدينة المكلا وبلدات أخرى من تنظيم القاعدة في معركة استمرت نحو 72 ساعة في الـ24 من إبريل الماضي.
وتخوض قوات وطنية محلية في جنوب اليمن معارك ضد الجماعات الإرهابية التي يقول مسؤولون يمنيون إنها مرتبطة بالانقلابين وجماعة حزب الإصلاح.
كما أعلن ضابط يمني كبير، أن القوات اليمنية اعتقلت نحو 250 عنصراً في القاعدة منذ استعادتها مدينة المكلا، في جنوب شرق اليمن في 24 أبريل والتي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
وقال قائد المنطقة العسكرية الثانية التي تشمل المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، اللواء فرج سالمين البحسني، لوكالة فرانس برس "اعتقلنا منذ بدء عملياتنا نحو 250 عنصراً في القاعدة بينهم قياديون كبار".
وأضاف أن "أحد هؤلاء القياديين، محمد صالح الغرابي المعروف بأمير الشحر، والذي اعتقل أمس الخميس"، في هذه المدينة التي تبعد 60 كلم شرق المكلا، موضحًا أن الاعتقالات تمت في المكلا وأنحائها.
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الإنساني، ذكر تقرير إحصائي حقوقي أن ما يزيد على 27 ألف منزل ومنشأة مدنية دمرتها الحرب الدائرة في اليمن خلال الفترة الممتدة من 30 حزيران/يونيو وحتى 30 ديسمبر من العام 2015.
وأوضح التقرير الذي أعدته "منظمة السلم الاجتماعي والتوجه المدني في تعز" (جنوب غرب اليمن) أن "عدد المنازل والمنشآت السكنية التي تضررت جراء الحرب بلغت 20996، في حين بلغ عدد المنازل التي تم تفجيرها 348 منزلا، بينما بلغت عدد المرافق التعليمية المتضررة 1477 مرفقا".
وأضاف التقرير أن إجمالي ما تم رصده من المرافق الصحية المتضررة بلغ 1199 مرفقا، فيما تعرض 69 معلمًا أثريًا في البلد للتدمير والنهب، كما تضررت 665 من دور العبادة.
وأوضح التقرير أن فريق الرصد التابع للمنظمة وثق 94 طريقا وجسر عبور دمرتها الحرب في اليمن، والتي كانت تشكل شريان الحياة الذي يربط معظم مناطق اليمن، الأمر الذي ضاعف من معاناة السكان المدنيين في تلك المناطق، لاسيما الواقعة تحت الحصار المسلح، كما هو الحال في تعز وبعض المناطق الواقعة على خطوط التماس في الجبهات التي لا تزال مشتعلة.
ودعا التقرير المجتمعين الدولي والإقليمي إلى القيام بواجبهم القانوني والإنساني والأخلاقي في وقف الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات والجماعات المسلحة بحق المدنيين ومراقبة أي تجاوزات وخروقات للقوانين والمعاهدات الدولية المنظمة للحرب في اليمن، وذلك بما يضمن أمن وسلامة المدنيين وتجنيبهم ويلات الصراع، ويحفظ لهم كافة حقوقهم وممتلكاتهم.
المشهد اليمني:
مع استمرار المد والجزر في المفاوضات التي تجري منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في الكويت بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية، ووفد الانقلابيين الحوثيين، تشير الشواهد القادمة من عدن إلى وجود نية مبيتة لانفصال اليمن الجنوبي عن الشمال، في عمليات التطهير القوية لتنظيم القاعدة و"داعش" في مدن الجنوب، الأمر الذي يشير إلى ارتفاع مؤشرات الانفصال بين عدن وصنعاء وقد تعود اليمن إلى ما قبل الوحدة في 1990.