محسن الفضلي.. زعيم تنظيم خرسان
الثلاثاء 30/سبتمبر/2014 - 08:49 م
طباعة
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الفضلي قتل هذا الشهر قرب بلدة سرمدا السورية التي تقع غرب حلب وقال جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون: إن الغارة استهدفت الفضلي، عندما كان يتنقل بسيارة قرب البلدة في يوم 8-7-2015م، وهو محسن فاضل إياد عاشور الفضلي المولود في الكويت في أبريل عام 1981م وزعيم جماعة خراسان التي اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية أخطر جماعة جهادية تستهدف مصالحها في العالم، واتهمها الجيش الأمريكي بتفجير منشآت تابعة له في سبتمبر عام 2015م ويعد الفضلي من قادة القاعدة القدامى الذين شاركوا في عملياتها في أفغانستان وباكستان، وأرسله أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة إلى سوريا، لتجنيد جهاديين يحملون جوازات سفر غربية لتنفيذ تفجيرات في الغرب ويعد الفضلي خبير في التفجيرات عن بعد.
انضمامه إلى تنظيم القاعدة
نشأ في أسرة شيعية في الكويت، وكان السني الوحيد في عائلته، وكان يعاني من إعاقة بدنية، ثم تبنى الأفكار الجهادية في بداية حياته، وهو ما دفع السُّلطات الأمنية الكويتية إلى القبض عليه عام 2000م، وكان يبلغ من العمر 19 عامًا؛ بتهمة محاولة تفجير مؤتمر التجارة العالمي الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، وبُرّئ من هذه التهمة فيما أدِين في القضية محمد الدوسري المعروف بـ(أبي طلحة) وبادي العجمي وما بين عامي 2000م و2003م سافر إلى أفغانستان، وأصبح من المقربين لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وأصبح ضمن الحراسات الخاصة به، وعقب عودته تم القبض عليه في المملكة العربية السعودية، ثم سلم إلى الكويت، واتهم بعدها بالتورط في تفجير الناقلة الأمريكية (كول) قبالة السواحل اليمنية والمشاركة في هجمات أكتوبر عام 2002 على مشاة البحرية الأمريكية في جزيرة فيلكا بالكويت وعلى ناقلة النفط الفرنسية ليمبرج، واتهم بدعم الشبكة التي نفذت العمليات بالتمويل المالي، وحكمت محكمة الجنايات الكويتية بسجنه خمس سنوات وأيدتها محكمة الاستئناف، لكن محكمة التمييز برأته من التهمة الموجهة إليه لعدم اختصاص القضاء الكويتي في النظر في أحداث وقعت خارج أرض كويتية وأطلق سراحه واعتقل مرة أخرى عام 2004 بعد ورود تقارير استخباراتية تفيد بتورطه في مقتل عضو مجلس الحكم العراقي السابق عزالدين سليم، وكذلك تقديم دعم مادي لمنفذي عملية اغتيال محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، حيث قبض عليه ووجهت له تهمة التورط بدعم تنظيمات إرهابية خارجية عبر قضية أمن دولة عام 2004، لكن القضاء الكويتي برّأه من جديد لعدم كفاية الأدلة فيما نسب إليه .
نشاطه الإرهابي
وفي فبراير عام 2005م أدرِج اسمه في قائمة مجلس الأمن الإرهابية وأصبح مطلوباً للسلطات ضمن قائمة المطلوبين الـ36 في يونيو عام 2005، بعد أن ثبت للسلطات السعودية تحويله من الكويت إلى السعودية ثلاثة ملايين وستمئة ألف ريال، استخدمت في تمويل عمليات إرهابية داخل السعودية وخارجها، ورصدت مكافأة لمن يدل عليه، واختفى بعدها حتى نوفمبر 2008م حتى اعترف أحد الناشطين الإسلاميين لجهات الأمن الكويتية بأنه زوّر وثائق سفر ساعدت محسن على الخروج من الكويت في أكتوبر 2008م، متوجهاً عبر البحر إلى إيران ليقود تنظيم القاعدة هناك لفترة، ولكنه اضطر إلى الخروج منها متجهًا نحو العراق، ومنها إلى أفغانستان وعقب قيام الثورة السورية أرسله أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة إلى سوريا، في نهاية عام 2011، كممثل شخصي له في سورية بدلاً من أبو خالد السوري الذي اغتاله "داعش". لينضم إلى صفوف جبهة النصرة ويتولى مسئولية تجنيد جهاديين يحملون جوازات سفر غربية لتنفيذ تفجيرات في الغرب.
ونشرت شبكة (CNN) الإخبارية الأمريكية تقريراً عن الفضلي قالت فيه إنه أخطر وأهم عنصر كويتي في تنظيم القاعدة، وارتبط اسمه كثيرا بأحداث التفجير والمواجهات الأمنية داخل الكويت وخارجها وقد ورد اسمه في خطاب للرئيس السابق، جورج بوش، حيث عده من بين أبرز الإرهابيين الذين تلاحقهم واشنطن في العالم، وفي عام 2012 أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة عرضت فيها 7 ملايين دولار مكافأة لمن يرشد عن مكانه.
وفي 23 من سبتمبر عام 2014م أستهدف بضربة جوية أمريكية، وقال مسئول أمريكي: إنه من المعتقد أن الفضلي قد قتل لكن البنتاغون والبيت الأبيض قالا إنه لا يمكن تأكيد ذلك ولم يثبت مقتله فيما بعد.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها قبل مقتل الفضلي ما نسبته لمسئولين بوكالات الاستخبارات بالقول: إن الفضلي كان ضمن الدائرة المقربة لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وإن هذه الجماعة التي تعرف باسم (خراسان) ظهرت في العام الماضي باعتبارها الخلية التي يمكن أن تكون الأكثر إصرارًا في سوريا على استهداف الولايات المتحدة أو منشآتها في الخارج بهجوم إرهابي، وإن هذه الجماعة بقيادة الكويتي محسن الفضلي، وكان مقربًا من بن لادن لدرجة أنه كان ضمن مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين علموا بأمر تفجيرات 11 سبتمبر 2001 م قبل إطلاقها.
مقتله
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان لها يوم 22-7-2015م: إن الفضلي قتل هذا الشهر قرب بلدة سرمدا السورية التي تقع غرب حلب وقال جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون: إن الغارة استهدفت الفضلي، عندما كان يتنقل بسيارة قرب البلدة في يوم 8-7-2015م وتناقضت التقارير الأولية حول مقتله فبعضها أكد على أن الفضلي قد قتل في الضربة الأولى، التي وقعت في منطقة إلى الغرب من مدينة حلب السورية مع زوجته وابنته، والبعض أشار إلى أنه قتل في ريف إدلب فجر الثلاثاء 21-7-2015م مع عدد من أفراد أسرته ضمن 14 غارة جوية قامت بها الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي باستخدام مجموعة من المقاتلات والقاذفات والطائرات بدون طيار، وصواريخ توماهوك أرض- أرض؛ حيث دمرت الغارات أهدافًا متعددة لـ(داعش) وتنظيم خراسان في محيط الرقة، ودير الزور، والحسكة، والبوكمال بعد تركيز الإعلام الأمريكي علي شخصية الفضلى منذ عدة أيام لزعامته تنظيم “خراسان” الذي اعتبرته أخطر من تنظيم "داعش"، ووجهت له أول ضربة جوية للتحالف الدولي الذي تقوده لم يصدر أي تعليق رسمي كويتي على مقتل الفضلي، أو من أفراد أسرته كما لم يقيموا مجلس عزاء له.
وذكرت وكالة رويترز، نقلًا عن منظمة " SITE " التي تتتبع نشاط الإسلاميين في الإنترنت أن أحد ممثلي "تنظيم القاعدة"، والمقرب من أحد قادة الإرهابيين أيمن الظواهري، أعرب عن تعازيه في مقتل زعيم "خراسان" محسن الفضلي