دراسة أمريكية تكشف خريطة توزّع قتلى الحرس الثوري وما تخفيه إيران في سوريا

الأحد 15/مايو/2016 - 06:40 م
طباعة دراسة أمريكية تكشف
 
بعد النزيف الكبير لرجال الحرس الثوري فى سوريا والتي كشفت عن حالة من الضعف الشديد للتخطيط الإيرانى فى سوريا الذي يدعم النظام السوري بشكل مباشر من خلال مقاتليه على الارض وثّقت دراسة استقصائية  أمريكية  من خلال رصد لخدمة الجنائز التي أُجريت في إيران للجنود الذين قُتلوا في سوريا في الفترة من 19 يناير 2012، إلى 10 مايو 2016، ما مجموعه 400 حالة وفاة لعناصر إيرانية. وباستثناء ستة أفراد من الجيش النظامي ("ارتش")، خدمت جميع هذه القوات في "الحرس الثوري".
دراسة أمريكية تكشف
وكشفت عن أنه بالرغم من أن فرع "الحرس الثوري" المعيّن غير معروف لما يقرب من نصف عدد الأرواح التي أُزهقت في القتال، إلا أن "القوات البرية" لـ "الحرس الثوري" شكلت ما لا يقل عن ربعهم، مقارنة فقط بثمانية وعشرين عنصراً تم تحديدهم كتابعين لـ "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري"، وأن القتلى الذين لم يتم التأكد بعد من الفرع الذي خدموا فيه قد يكشفون عن وقوع المزيد من الضحايا في صفوف "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري"  وهو ما يعكس محاولة لإخفاء عدد كبير من هذه الوفيات خدموا في وحدة النخبة المذكورة، كما تظهر الدراسة التقلب في أنماط الإصابات الإيرانية خلال مسار الحرب، زيادة واضحة في عدد الجنود القتلى في المعارك التي وقعت منذ تشرين الأول 2015، والذين تم تحديدهم كتابعين لـ "القوات البرية". وهذا شيء غير مستغرب: فـ "فيلق القدس" هو فرع صغير نسبياً، وعندما بدأ يعاني من ارتفاع عدد ضحاياه في سوريا، لم يكن أمام قيادة "الحرس الثوري" أي خيار سوى نشر "القوات البرية".
دراسة أمريكية تكشف
وفي المقابل، لا يبدو أن نشر إيران لجنود الجيش النظامي "ارتش" يعكس مثل هذه الضرورة، ففي 4 أبريل قال نائب منسق القوات البرية للجيش النظامي العميد علي أراستيه، لـ "وكالة الأنباء الباكستانية" ("تسنيم") إن عناصر من قوات "لواء النخبة 65 المحمول جوًا" قد أُرسلوا إلى سوريا كـ "مستشارين"، ولكن في 20 أبريل، أكد قائد الجيش اللواء عطاء الله صالحي أن "الجيش لا يتولّى مسئوليات تتعلق بتقديم المساعدة الاستشارية إلى سوريا". وتابع: "هناك منظمة معينة في هذه البلاد في إشارة إلى "الحرس الثوري" التي تعمل في هذا المجال ... ونحن لم ندّع بتاتاً أن "لواء النخبة 65 المحمول جواً" موجود هناك. ومع ذلك، فقد تم نشر بعض المتطوعين في سوريا وهم يخضعون لتلك المنظمة المعينة، وأنه من الممكن أن يكون بينهم أفراد من "اللواء 65"". وبعبارة أخرى، يبدو أنه تتم إعارة أفراد معيّنين من الجيش إلى وحدات "الحرس الثوري" في سوريا، وهم لا يخدمون وحدهم بوصفهم ممثلين لـ وحدات من الجيش. وعلى أي حال، إن التقارير عن سقوط قتلى في المعارك التي جرت في 11 أبريل و20  أبريل قدّمت دليلاً على أن جنوداً من وحدات الجيش التالية كانوا موجودين في سوريا: "اللواء 258 مغاوير بزوهندة"، "لواء القوات الخاصة 45"، "لواء النخبة 65 المحمول جواً"، و"اللواء المدرع 388 ".
وتَظهر أنماط مماثلة من دراسة استقصائية لمراسيم جنازات أُجريت في لبنان لمقاتلي "حزب الله"، وللمواطنين الأفغان والباكستانيين الشيعة في إيران. 

دراسة أمريكية تكشف
ويُبين الشكل 3 كيف أن كلاً من "الحرس الثوري الإيراني" والأفغان الشيعة من ميليشيا "فرقة الفاطميون" تحمّلوا عبئاً أكبر في الأشهر الأخيرة. ولا يُظهر الرسم البياني سوى خسائر شيعية أفغانية متواضعة لشهر أيار/مايو، إلا أن هذا الرقم سيرتفع بشكل حاد بمجرد كشف المزيد من المعلومات حول الوفيات في "خان طومان" (التقارير الأولية باللغة الفارسية أشارت أن معظم الضحايا كانوا من الأفغان). وفي الوقت نفسه، انخفض عدد ضحايا "حزب الله" في سوريا بشكل حاد، وخاصة منذ منتصف ابريل. فلم يتم الإبلاغ سوى عن مقاتل واحد من "حزب الله" لقي حتفه هناك في مايو، بينما وقعت جميع خسائر الحزب الثمانية عشر الشهر الماضي قبل 14 أبريل.
 وذكرت الدراسة أن النشر المتزايد لأفراد "القوات البرية" لـ  "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا يحمل فى طياته مشاكل وفرص للقيادات العسكرية الإيرانية  فمن جهة، قسّمت "العقيدة الفسيفسائية" لـ "الحرس الثوري" من عام 2007، "القوات البرية" إلى إحدى وثلاثين وحدة منفصلة (وحدة واحدة لكل محافظة في إيران واثنان لطهران) وقامت بتدريبها على مكافحة الاضطرابات الداخلية، لذلك قد لا تكون أفضل خيار لمواجهة قوات المتمردين المسلحين جيداً في سوريا  ومن ناحية أخرى، توفر الحرب في سوريا أرضاً خصبة قوية لتدريب قوات "الحرس الثوري" من ناحية إعدادهم للعمليات المستقبلية المحتملة في الخارج. وفي الواقع، يدل نمط الانتشار الإيراني الحالي على تحول أوسع لـ "الحرس الثوري" نحو قوة للتدخل السريع، وتعزيز "فيلق القدس" في هذا الدور.
دراسة أمريكية تكشف
يذكر أنه قُتل ما لا يقل عن ستة عشر إيرانياً وعدد غير معلوم من المقاتلين الأجانب الشيعة الذين يقاتلون تحت قيادة إيرانية خلال سيطرة الثوار على قرية "خان طومان" جنوب غرب حلب   وقد خدم جميع الايرانيين الستة عشر في "الحرس الثوري الإسلامي"، وتحديداً في "القوات البرية" لـ "الحرس الثوري". وتشير الخسائر في الأرواح اتجاهاً مستمراً في أنماط الانتشار التي تتبعها إيران في سوريا، وعلى وجه التحديد: التوسع في استخدام "القوات البرية" لـ "الحرس الثوري" عوضاً عن "فيلق القدس، وهو فرع النخبة الذي عادة ما يُستخدم لعمليات التدخل السريع. كما أن هذه الخسائر تطعن في صحة التقارير السابقة التي أفادت بأن أعداداً كبيرة من القوات الإيرانية آخذة في الإنسحاب من سوريا.
 بالإضافة إلى أن هناك أربعة عشر عنصراً من أهالي محافظة مازندران في شمال إيران الذين خدموا في "فرقة 25 كربلاء" في "الحرس الثوري"، من بين الذين قُتلوا في "خان طومان". أما الاثنان الآخران فهما من أهالي محافظة جيلان المجاورة وكانا قد خدما في "قوة القدس الإقليمية" (وهنا، ينبغي عدم الخلط بين هذه القوة وبين "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري")  ورداً على الحادث، كشف المتحدث باسم "فرقة كربلاء" حسين علي رضائي أن جميع أعضاء الوحدة الذين بقوا على قيد الحياة ويخدمون في سوريا، بمن فيهم واحد وعشرون جريحاً، قد تم نقلهم إلى إيران، ولكن ليس هناك ما يشير إلى انسحاب أوسع لـ "القوات البرية".
دراسة أمريكية تكشف
مما سبق يمكن تأكيد أن هناك نزيفًا كبيرًا لرجال الحرس الثوري فى سوريا، وهو ما كشف  عن حالة من الضعف الشديد للتخطيط الإيرانى.



شارك