غموض في مفاوضات الكويت.. ورئيس اليمن الجنوبي يُمهِّد لانفصال البلاد

الأحد 15/مايو/2016 - 09:43 م
طباعة غموض في مفاوضات الكويت..
 
في الوقت الذي تشهد فيه مفاوضات الكويت بين الفرقاء اليمنيين توترًا، نفذ تنظيم "داعش"، عملية انتحارية في معسكر للجيش بمدينة المكلا، فيما بحث الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، رسالة إلى أمير الكويت يطرح فيها رؤيته للحل في اليمن والذي يعتبر تمهيدًا لانفصال الشمال عن الجنوب.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد في مؤتمر صحفي عقده في الكويت الأحد عقب الجلسة الصباحية لمحادثات السلام اليمنية أن مشاورات الكويت فرصة تاريخية من الصعب تكرارها، مشدداً على أن السلام خيار الشجعان وأن الأيام القادمة مصيرية بالنسبة لليمن، وستحمل مفاجآت، لا سيما أن هناك أمورًا تدعو إلى التفاؤل ونقاطا تدعو إلى القلق. وأضاف أنه على المفاوضين تقديم بعض التنازلات لإنقاذ اليمن.
إلى ذلك، أشار إلى أن المشاورات مستمرة وأن الأطراف قدمت رؤاها للحل. وأضاف: "عملنا على تقريب وجهات النظر بين الأطراف". وأوضح أن الشعب اليمني لا يمكنه تحمل فشل مشاورات الكويت.
كما تحدث عن عمل اللجان، قائلاً إنه تم الاتفاق المبدئي على إطلاق 50 من المعتقلين قبل رمضان، مشدداً على أن المرحلة دقيقة وعلى المشاركين الالتفات إلى مطلب 25 مليون يمني.
ولجهة عمل اللجان، أشار إلى أن لجان الأمن والسياسة والمعتقلين تواصل بحثها في الملفات، قائلاً في إجابته على سؤال إنه بدأ تبادل بعض لوائح المعتقلين بين أطراف اليمن.
وقال ولد الشيخ أحمد إن الكرة الآن في ملعب المفاوضين والمشاركين في جلسات الحوار فهل سيستمعون إلى صوت العقل والسلام.
ومنذ انطلاقتها في 21 أبريل بعد تأخر 3 أيام عن موعدها الأصلي لم تحقق مشاورات السلام اليمنية في الكويت أي اختراق جوهري لجدار الأزمة اليمنية وكان الإنجاز اليتيم هو الاتفاق بين طرفي هذه المفاوضات، الحكومة والحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح على تشكيل اللجان الثلاث (الأمنية والسياسية والإنسانية)، والتي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216 الصادر في أبريل 2015.
وتنص النقاط الخمس بالترتيب على "انسحاب الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من العام 2014، وبينها العاصمة صنعاء وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة واستعادة مؤسسات الدولة ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية".
والسبت، ذكرت مصادر تفاوضية أن جلسة مصغرة بين الأطراف اليمنية عقدها المبعوث الأممي بحضور 4 أعضاء من كلّ طرف فشلت في اختراق جدار الأزمة في ظل المشاراوات الحالية.
ويشترط وفد الحوثيين وصالح تشكيل مجلس رئاسي انتقالي جديد يقود البلاد وإزاحة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة توافقية جديدة يكونون شركاء فيها بدلًا عن حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وإلا فإنهم لن يتقدموا بأي خطوة إيجابية، بحسب مصادر مطلعة.
أما وفد الحكومة فيتمسك بتسليم السلاح وانسحاب الحوثيين وحلفائهم من المدن واستعادة الدولة، كشرط أولي يعقبها الانتقال للمسار السياسي، و"توسيع" الحكومة الحالية، حتى يشارك فيها الحوثيين وحزب صالح، على أن تتولى الحكومة الموسعة بوجود الرئيس هادي الفترة الانتقالية حتى تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية جديدة.

دولة اتحادية:

دولة اتحادية:
من جانبه بعث الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، رسالة الى أمير دولة الكويت الشيخ صباح جابر الصباح، حيث تشهد دول الكويت احتضان المحادثات بين الأطراف اليمنية .
وقال الرئيس الجنوبي في رسالته:"إن مبدأ التوافق الوطني الذي ضبط ايقاع العملية السياسية منذ فبراير 2012م قد انفرط عقده للأسف في يناير ومارس 2015م ولم يعد بالإمكان إعادة إنتاج ذلك التوافق بحيثياته ورموزه وشخصياته الاعتبارية، وللخروج الآمن من هذا النفق الدموي فإن الحل الواقعي يتمثل بخلق توافق وطني جديد يقود المرحلة المقبلة بشخوص قيادية جديدة تلتئم لتشكل قيادة توافقية جديدة مؤقتة برئاسة دورية تتولى إدارة الدولة الاتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي لمرحلة انتقالية من سنتين إلى أربع سنوات، وتشكل حكومة وحدة وطنية ومن مهامها إعادة صياغة مشروع الدستور، والتهيئة لإجراء الانتخاب التشريعية، ووضع خارطة طريق سياسية لما بعد المرحلة الانتقالية وفق المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وأي مرجعية سياسية توافقت عليها الأطراف اليمنية وحظيت بترحيب عربي ودولي".

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني،تجددت المعارك في منطقة يعيس شمال محافظة الضالع (جنوب اليمن) اليوم الأحد، بعد خرق مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح للهدنة المُعلن عنها.
وقال سكان محليون إن إطلاق نيران سُمع دويه في أطراف منطقة يعيس، في الوقت الذي قال مصدر ميداني بأن الحوثيين هاجموا مواقع للمقاومة.
وأشار إلى أن المقاومين تصدوا للهجوم مما أدى إلى مقتل اثنين من مسلحي الجماعة، وإصابة آخرين، بالإضافة لتدمير عربة (طقم).
وهذا هو الخرق الأول للهدنة في محافظة الضالع، التي كانت مسرحاً للمعارك بين المقاومين والمسلحين الحوثيين، وشهدت بلدة دمت أعنفها خلال الأسابيع الماضية
 كما رفضت الميليشيات الانقلابية في اليمن مجدداً، فك الحصار المفروض على مدينة تعز منذ شهور، رغم وعود بفتح المنفذ الغربي المؤدي إلى محافظة الحديدة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن لجنة التهدئة الفرعية توجهت الليلة الماضية إلى المنفذ الغربي من أجل فك الحصار، بناء على اتفاق مسبق مع ممثلي الميليشيا الانقلابية، لكنهم تخلفوا عن الحضور مجدداً.
وأشارت الوكالة إلى أن لجنة التهدئة عادت من المنفذ الغربي للمدينة، دون السماح لليمنيين بدخول تعز.
على صعيد متصل، قتلت امرأة وأصيب 8 مدنيين، في خروقات جديدة للميليشيات بقصف الأحياء السكنية في تعز.
كما فذت مليشيا الحوثي وصالح اليوم الأحد هجوم مباغت استهدف مواقع الجيش والمقاومة بمديرية نهم شرق صنعاء .
وقالت مصادر بالمقاومة لـ " المشهد اليمني " أن هجوم مباغت نفذته مليشيا الحوثي وصالح صباح اليوم الأحد استهدف مواقع الجيش والمقاومة بمنطقة آل عامر بمنطقة حريب بمديرية نهم شرق صنعاء أسفر عن مقتل عنصر حوثي بعد أن تمكنت قوات الجيش والمقاومة من كسره .
وأضافت المصادر أن المليشيا نفذت هجوم ثاني في محاولة منها لانتشال جثة عنصرها القتيل إلا أنها فشلت وتراجعت عقب مقتل 2 من عناصرها أثناء محاولتهم انتشال جثة زميلهم .
وأكدت المصادر أن جثث الثلاثة القتلى من عناصر مليشيا الحوثي وصالح لا تزال ملقاة بالقرب من مواقع الجيش والمقاومة بجبهة آل عامر بحريب نهم عقب تنفيذ المليشيا هجوم مباغت استهدف مواقع الجيش والمقاومة باء بالفشل .
و قام رئيس رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي ومعه قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبدالرب الشدادي بزيارة تفقدية الى الدائرة الفنية العسكرية في محافظة مأرب.

وخلال الزيارة ألقى رئيس الأركان كلمة امام منتسبي دورة نزع الألغام وتفكيك العبوات الناسفة وحثهم على التخصص الدقيق والشامل في نزع وتفكيك الألغام، لأهمية وخطورة المهمة وإفشال اعتماد العدو على الألغام لمحاولة إعاقة تقدم قوات الجيش الوطني.
وقدم مجموعة من المشاركين في الدورة استعراضا فنيا للمهارات التي اكتسوبها خلال الدورة، على مختلف أنواع العبوات الناسفة والألغام بأنواعها.
وأكد رئيس الأركان على البناء المتكامل للجيش الوطني بما يحقق الهدف في حرفية وقوة الجيش النوعية.
فيما قتل 41 مجنداً، وأصيب 70 آخرون بجروح، في تفجير انتحاري دموي تبناه تنظيم الدولة، استهدف معسكر "النجدة"، بمدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت شرقي اليمن، صباح اليوم الأحد.
وقال مسئول محلي: "إن انتحارياً يحمل حزاماً ناسفاً فجر نفسه أمام بوابة معسكر النجدة بمنطقة فوه بمدينة المكلا، والذي يتم فيه تدريب الجنود المستجدين بالجيش اليمني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات".
وتبنى تنظيم الدولة في حسابات له على تويتر ومدونات على "بلوغر"، تابعها "الخليج أونلاين"، الهجوم الدموي، وقال إن العملية تأتي استمراراً لما وصفها بـ"غزوة الشيخ أبو علي الأنباري".
ونشر التنظيم صورة للإرهابي الذي فجر نفسه، وذكر أن اسمه "أبو البراء الأنصاري".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد الشمهد السياسي، أكد محمد اليدومي رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمون في اليمن، على "ضرورة الحسم" في مواجهة الحوثيين، لإضعاف الدور الإيراني في اليمن والمنطقة.
وأشار اليدومي في مقال نشره على حسابه بـ "فيسبوك" إن الأسابيع الماضية من مشاورات الكويت لم تحقق "تقدم يستحق الذكر"، منوهًا الى أن "الانقلابيين" يسيرون على المدرسة الإيرانية في التفاوض وإضاعة الوقت.
وحذر اليدومي من أن تمارس إيران دورها في اليمن "بنفس الأسلوب الذي تمارسه في العراق وسوريا ولبنان ، بمساعدة بعض القوى الفاعلة في المشهد الدولي مالم يحدث تغير جوهري وحاسم في سياسة الشرعية وتحالفاتها الإقليمية".
وقال اليدومي إن إضاعة الوقت يهدف الى "إعادة ترتيب الأوراق السياسية والتقدم في الميدان القتالي والضغط النفسي والإعلامي والسياسي على الطرف الحكومي، ودفع رعاة التشاور إلى البحث عن أي منجز حتى لو كان غير ذي جدوى"

المشهد اليمني:

مع استمرار المد والجزر في المفاوضات التي تجري منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في الكويت بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية، ووفد الانقلابيين الحوثيين، تشير الشواهد القادمة من عدن إلى وجود نية مبيتة لانفصال اليمن الجنوبي عن الشمال، في عمليات التطهير القوية لتنظيم القاعدة و"داعش" في مدن الجنوب، الأمر الذي يشير إلى ارتفاع مؤشرات الانفصال بين عدن وصنعاء وقد تعود اليمن إلى ما قبل الوحدة في 1990.

شارك