الأزهر يطالب بحملة عربية مشتركة لمواجهة الفكر الإرهابي
الإثنين 16/مايو/2016 - 10:17 م
طباعة


في إطار محاولات مؤسسة الأزهر لمواجهة الفكر المتطرف والإرهابي، طالب شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بإطلاق حملة عربية مشتركة للتنسيق بشأن مواجهة الفكر الإرهابي والحد من خطورته وتأثيره على شباب الأمة.
جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر، أمس الأحد 15 مايو 2016، وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت الشقيقة الشيخ سلمان الحمود، الذي يقوم حاليا بزيارة لمصر.
وأشاد الإمام الأكبر بالدور الكبير الذي تضطلع به دولة الكويت أميرًا وشعبًا وحكومة على الساحتين العربية والإسلامية، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بشباب الأمة والتواصل المستمر معهم، وغرس حب الأوطان في نفوسهم، والاستماع إليهم، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديهم، فضلا عن تفعيل دورهم في المشاركة الجادة في بناء أوطانهم وصناعة مستقبلهم.
وقال فضيلته:" نحن في حاجة إلى تفكير منهجي وحملة عربية مشتركة للتنسيق حول طرق مواجهة الفكر الإرهابي، وكذا إعادة النظر في مناهج التعليم قبل الجامعي في العالم العربي والإسلامي لتثقيف الشباب وتحصينهم من الوقوع في براثن الفكر المتطرف".
وثمن شيخ الأزهر جهود وزير الإعلام الكويتي وتأثيره المباشر على شباب الكويت الواعي الملم بكثير من قضايا الأمتين العربية الإسلامية.

وزير الإعلام الكويتي
من جانبه، أعرب وزير الإعلام الكويتي عن تقديره لدور الأزهر الشريف في نشر وسطية الإسلام ومواجهته للفكر المتطرف، ولجهود فضيلة الإمام الأكبر في ترسيخ قيم السلام وثقافة الحوار والتعايش المشترك بين مختلف الشعوب والدول، مؤكدًا أن "المرحلة الحالية تتطلب تكثيف الجهود على جميع المستويات للارتقاء بالشباب العربي باعتباره الثروة الحقيقية للدول العربية".
وأشاد الوزير الكويتي باللقاء الذي عُقد بين شيخ الأزهر والشباب الكويتي خلال زيارة فضيلته للكويت مؤخرا، حيث حذرهم فيه من خطورة الفكر المتطرف على الأوطان، ومن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على معلوماتهم عن الإسلام وشريعته وأحكامه.
ونوه وزير الإعلام الكويتي بالدور المهم الذي يقوم به مرصد الأزهر في رصد ما تبثه التنظيمات الإرهابية من أفكار متطرفة وتحليلها والرد عليها من قبل متخصصين من علماء الأزهر الشريف.
وليست هذه المرة الأولى التي يصدر فيها شيخ الأزهر مبادرات لمواجهة الإرهاب، ففي مارس 2016 رحبت ألمانيا باقتراح فضيلة الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بحث إنشاء مركز أزهري في ألمانيا، لتعليم اللغة العربية وشرح صحيح الإسلام.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر، يوم الأربعاء 30 مارس 2016، بمقر المشيخة، الدكتور توماس دي ميزيير وزير الداخلية الألماني؛ الذي يقوم حاليًا بزيارة للقاهرة، حيث تم بحث سبل التعاون بين الأزهر الشريف وألمانيا.
وقد أبدى الوزير الألماني إعجابه بفكرة تدريب الأئمة الألمان بالأزهر على مواجهة التحديات المعاصرة، مشددًا على ضرورة مكافحة التطرف في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.
من جانبه رحب فضيلة الإمام الأكبر بوزير الداخلية الألماني في مشيخة الأزهر الشريف، وقدم له الشكر على حسن الاستقبال والحفاوة التي لقيها فضيلته خلال زيارته مؤخرًا لألمانيا.
وأكد الطيب أن الأزهر يأخذ على عاتقه حماية الشباب من الوقوع في براثن الإرهاب والتطرف، وهو على استعداد لأن يتفاعل مع المجتمع الأوروبي من أجل ترسيخ ثقافة السلام هناك، لافتا إلى أن الإسلام – كما قال فضيلته أمام البرلمان الألماني (البوندستاج) – لا يأمر بالقتل ويحرم الاعتداء على النفس البشرية أياً كان دينها أو لونها أو عرقها.
وأشار فضيلته إلى أن الأزهر الشريف على استعداد لأن يسهم في إنشاء مركز أزهري بألمانيا لتعليم اللغة العربية ليكون مركز إشعاع لتعريف الناس بحقيقة وصحيح الدين الإسلامي، لافتًا إلى أن هؤلاء الذين يقتلون باسم الدين لا يمثلون أي دين من الأديان السماوية، كما أعرب الطيب عن استعداد الأزهر لتدريب الأئمة الألمان على مواجهة التحديات المعاصرة.
من جانبه أعرب وزير الداخلية الألماني عن تقديره للأزهر الشريف وجهود شيخه في محاربة الفكر المتطرف، مثنيًا على زيارة فضيلته الأخيرة إلى ألمانيا وخطابه بالبوندستاج ومحاضرته بجامعة مونستر الألمانية، وهو ما لاقى استحسانا في أوروبا بصفة عامة، وألمانيا بصفة خاصة.
وفي لقائه يوم الخميس 31 مارس 2016 دعا شيخ الأزهر إلى تنشيط الحوار العالمي لوقف الحروب ونزيف الدماء ومواجهة طاعون الإرهاب وتوجيه الأموال التي تنفق على الحروب إلى الفقراء والبؤساء والمرضى والتعليم.

رئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور القس أندريه زكي
جاء ذلك خلال لقائه بمقر المشيخة، وفدا أمريكيا من السياسيين ورجال الدين المسيحي وممثلين عن المجتمع المدني، كان يزور القاهرة، ويرافقه رئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور القس أندريه زكي.
ودعا فضيلة الإمام الأكبر أعضاء الوفد الأمريكي إلى ضرورة توصيل صوت الفقراء والبؤساء إلى أصحاب القرار في الغرب، في ظل السياسات التي أضرت بشعوب الشرق والغرب على السواء، مشددًا على أهمية وجود تكاتف عالمي لوقف نزيف الدم الإنساني الذي أصبح يُسال بسبب قرارات خاطئة، متسائلًا: "ماذا استفادت القوى العالمية من الكوارث التي خلفتها في المنطقة العربية؟ ألم يكن من الأَوْلى إنفاق الأموال المستخدمة في الحروب على التعليم والفقراء والبؤساء من أبناء هذه الشعوب؟".
وأكد شيخ الأزهر الشريف أن ما تقوم به الحركات المسلحة من قتل وتدمير وترويع الآمنين لا يقره شرع ولا دين، وقد أعلن الأزهر الشريف في جميع المحافل مرارًا وتكرارًا براءة الأديان السماوية من كافة أشكال العنف والإرهاب وإدانته الشديدة لها.
ونبَّه الدكتور أحمد الطيب إلى أن المسلمين في قمة الإنصاف والموضوعية، وهم يفرقون بين الأديان ومبادئها ورموزها، وبين انحرافات المنتسبين لهذه الأديان.
ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالوفد الأمريكي في الأزهر الشريف، مؤكدًا أنه يجب التحرك السريع لتنشيط الحوار العالمي لمواجهة طاعون الإرهاب الذي ضرب العالم بأسره، ولم يعد مقتصرًا على الشرق.
من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد الأمريكي عن خالص تقديرهم لدور الأزهر الشريف في مواجهة الفكر المتطرف وجهود إمامه الأكبر في ترسيخ قيم العدل والسلام والحوار، مشيدين باهتمام فضيلته بالفقراء والبؤساء، مؤكدين رفضهم للغة المستخدمة في بعض الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة التي تثير مشاعر الكراهية بين الشعوب.