تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية في غرب وشرق إفريقيا يُعقِّد جهود مكافحة الإرهاب

الإثنين 16/مايو/2016 - 10:57 م
طباعة تنامي نفوذ الجماعات
 
خاص بوابة الحركات الإسلامية - نيروبي
حظيَ انتشار الجماعات الإرهابية فى القارة السمراء على اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية، وفي الوقت الذي شرعت فيه كينيا في بناء جدار عازل على الحدود الكينية الصومالية لوقف تسلل الإرهابيين التابعين لحركة الشباب الصومالية، هناك اهتمام ملحوظ بانتقال عناصر من القاعدة وبوبكو حرام عبر دول شرق وغرب القارة الإفريقية لتدريب كوادر جديدة، فى ضوء تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية في أوروبا.

تنامي نفوذ الجماعات
من جانبه قال أمين عام وزارة الداخلية الكينية جوزيف نيكاساري، إن العمل في هذا الجدار العازل يبدأ في غضون أيام قليلة، بعد توافر الاعتمادات المالية اللازمة له، موضحًا أن الجدار الأمني العازل، المقرر إقامته على طول الحدود مع الصومال، يتكون من جدار خرساني يحيط به سياج كهربائي إضافة إلى سياج آخر من الأسلاك الشائكة والخنادق، ومجهز بعدة نقاط قوية للرصد والمراقبة الإلكترونية على طول الحدود بين البلدين.
أشار "نيكاساري إلى أن الجدار الأمني، يضم المعابر الحدودية الخمسة الموجودة حاليا في مانديرا، ولامو وثلاث بلدات أخرى، موضحًا أنه سيتم تمويل المشروع بالكامل من قبل الحكومة الكينية، وسيتم الاستعانة بشركات أجنبية وأخرى محلية تابعة لوزارة النقل والخدمة الوطنية، في حين تتولي قوات الدفاع الكينية أعمال الأمن والحراسة وحماية عمال البناء والإنشاءات.
أكد أن الهدف من إقامة الجدار الأمني العازل، هو حماية الشعب الكيني من إرهاب حركة الشباب الصومالية، ومنع عناصرها من التنقل عبر الحدود وقتل المدنيين الابرياء.

تنامي نفوذ الجماعات
ونفى"نيكاساري " ما تردد عن أن الجدار هدفه تقييد حركة المواطنين على الحدود بين البلدين، وقال إنه على النقيض من ادعاءات بعض القوى والعشائر الصومالية الموالية لحركة الشباب، فإن السياج لن يحد أو يمنع حركة المواطنين وتنقلاتهم بين البلدين.
يذكر أن  كينيا تعاني من العمليات الإرهابية، التي تشنها حركة الشباب الصومالية،إضافة إلى الهجمات المسلحة التي تشنها قبائل مليشيات تابعة لقبائل "مهران"، وكان آخرها في يناير الماضي وأسفرت عن مقتل 80 جنديًا كينيًا على الأقل.
من جانبها رصدت واشنطن بوست في تقرير لها أن أتباع القاعدة يهددون السنغال بعد تنفيذهم هجمات خلال الأشهر الماضية في كل من ساحل العاج وبوركينا فاسو.
ونسبت الصحيفة إلى رئيس الوزراء السنغالي السابق والمستشار حاليا برئاسة البلاد أميناتا توري قوله إن "الإرهاب" يقترب رويدا رويدا من السنغال، مشيرة إلى أن أعمال العنف التي تمت بغرب إفريقيا مؤخرًا تشير إلى التمدد السريع للمنظمات "المتطرفة" في القارة، موضحة أن حركة الشباب المجاهدين الصومالية بشرق أفريقيا نفذت عددا من الهجمات الكبيرة في كينيا المجاورة، وأن مسلحي بوكو حرام وصلوا إلى الكاميرون والنيجر وتشاد، وفي شمال إفريقيا استولى تنظيم الدولة على مناطق بليبيا ونفذ هجمات بتونس ومصر.
أكدت الصحيفة أن السنغال التي لم تعرف من قبل أي حادثة "إرهابية" كبيرة تقوم حاليا باتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة، بما في ذلك التفكير في منع ارتداء النقاب، بالإضافة إلى تمتين علاقتها بالولايات المتحدة بتوقيع اتفاقية شراكة دفاعية هذا الشهر.

تنامي نفوذ الجماعات
شددت الصحيفة على أن مقاتلي القاعدة في المغرب الإسلامي ظلوا يتسترون بالصحاري في شمال مالي وفي الجزائر قبل أن يبدأوا حربهم العلنية ضد الحكومة المالية والقوات الفرنسية والدولية الداعمة لها، كما بدأوا قبل عدة أشهر تنفيذ استراتيجية جديدة تقوم على تنفيذ هجمات ضد مصالح غربية، خاصة الفرنسية، بمناطق تبعد مئات الأميال من قواعدهم في شمال مالي.
وفى سياق متصل ركزت مجلة "لوبوان" الفرنسية على الهجمات التى شنتها جماعة بوكوحرام خلال الأيام القليلة الماضية حيث هاجمت عناصر الجماعة فندقًا يضم جنودًا ينتمون إلى الاتحاد الأوروبي فى مدينة باماكو. وتتساءل المجلة الفرنسية "من التالى؟"، وكيف يمكن التنبؤ بمثل هذه الهجمات داخل القارة الإفريقية التي تدفع ثمن هجمات الجماعات الإرهابية باهظًا.
ونقلت المجلة عن خبراء يرون أن حركة "بوكو حرام" النيجيرية المتطرفة تخطت جميع الحدود فى حجم ونوعية الهجمات والأعمال الإرهابية التى تشنها داخل وخارج الحدود النيجيرية لتحكم قبضتها على دول حوض بحيرة تشاد وتصبح فى نظر المجتمع الدولي من أخطر الحركات التي تدعم الإرهاب فى إفريقيا، حيث يقدر عدد عناصرها بثلاثين ألف عنصر، حسبما أفادت مراكز البحث النيجيرية. 
وقال آلان نوكويوك المسؤول الدولي بالأمم المتحدة ":إن لم يتحرك المجتمع الدولي الآن، سيصبح حوض بحيرة تشاد بعد وقت قصير دولة بوكو حرام الجديدة" ، وأكد أن بعض المناطق فى نيجيريا والكاميرون تتعرض منذ ما يقرب من 3 سنوات لضربات قاسية تخلف وراءها خسائر فادحة فى الأرواح وتدمير فى الممتلكات الخاصة والعامة وأنه على الرغم من أن الإحصائيات ليست دقيقة حتى الآن،  فإن النزاع بين بوكوحرام وقوات الأمن النيجيرية والكاميرونية أدى إلى مقتل 20 ألف شخص ومليون ونصف نازح.

شارك