فيينا – جنيف... وجهود دولية لحل الأزمة السورية

الثلاثاء 17/مايو/2016 - 09:01 م
طباعة فيينا – جنيف... وجهود
 
جهود دولية مستمرة
جهود دولية مستمرة بشأن االأزمة السورية
تتواصل الجهود الدولية لحل الأزمة السورية، وبالرغم من عدم التواصل إلى حلول جذرية فى مباحثات فيينا، فإن هناك آمالًا مستمرة للتوصل إلى حلول عاجلة لوقف إراقة الدماء، ودعت المجموعة الدولية لدعم سوريا عبر بيان صدر في ختام اجتماعها في فيينا، فصائل المعارضة السورية إلى التنصل من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" جغرافيا وأيديولوجيا.
وتلا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري البيان في المؤتمر الصحفي في أعقاب الاجتماع الذي عقده بجانب نظيره الروسي سيرجي لافروف والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا البيان الختامي، الذي كشف عن اتفاق روسي- أمريكي على استحداث آلية مشتركة للتعامل مع المتمادين في خرق الهدنة بالإضافة إلى آلية لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة جوًا بالاعتماد على جهود برنامج الغذاء العالمي.
كشف كيري أن واشنطن تعمل مع موسكو لتمرير قرار جديد حول سوريا في مجلس الأمن الدولي، يتضمن خريطة طرق للتوصل إلى حل سلمي عبر عملية سياسية، معتبرًا أنه ملزم بتحويل وقف الأعمال القتالية إلى هدنة شاملة.
تابع كيري أن الدول التي تدعم الأسد والتي ترفضه على السواء، اتفقت في إطار مجموعة دعم سوريا، على إطار أساسي لتسوية الأزمة، ودعا جميع الأطراف للتنصل جغرافيا وسياسيا من "داعش" و"جبهة النصرة".
شدد قائلا: "يجب استئناف إيصال المساعدات إلى دوما وداريا وعربين ومناطق أخرى دون أي تباطؤ أو وضع عراقيل".
كيري ولافروف وتنسيق
كيري ولافروف وتنسيق مستمر
بينما أكد لافروف وكيري على ضرورة تحقيق تقدم في جميع محاور التسوية الأساسية في سوريا، وهي وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق عملية سياسية، على الرغم من أنهما أكدا أن الوضع الميداني مازال يثير قلقا بالغا ويتطلب اتخاذ إجراءات حازمة وسريعة.
أوضح لافروف أن مجموعة دعم سوريا أكدت خلال اجتماعها القاعدة المتفق عليها للتسوية السورية بكاملها دون حذف أي بند منها، موضحًا أن الحديث يدور عن الاتفاقات السابقة للمجموعة وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2218 و2254 و2268.
وأكد لافروف أنه لا يجوز استبعاد أي من الأطراف السورية المهمة من المحادثات في جنيف، وأعرب عن أمله في انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا إلى المحادثات قريبًا، رغم تحفظات أنقرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو أن القوى الكبرى اتفقت على الدفع باتجاه استئناف محادثات السلام السورية في جنيف بحلول بداية يونيه القادم إذا أمكن ذلك.
أضاف بقوله "يبقى الهدف هو العملية السياسية، نحن نريد من ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن وحددنا لأنفسنا هدفًا وهو بداية يونيه إن أمكن."
من جانبه صرح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن وزراء خارجية القوى العالمية والإقليمية الذين اجتمعوا في فيينا، اتفقوا على أنه يتعين على الأمم المتحدة استئناف الجولة المقبلة من مباحثات السلام في أسرع وقت ممكن، لكن دون تحديد موعد معين.
أضاف شتاينماير أن مجموعة الدعم الدولية لسوريا، التي يترأسها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، كلفت الأمم المتحدة بالقيام بعمليات إنزال جوي لتوصيل المساعدات للسوريين في المناطق الأكثر تضررًا. وهو ما أكد عليه كيري أيضا، إذ أعلن برنامج الأغذية العالمي سيلقي مساعدات على بلدات سورية محاصرة.
وأوضح شتاينماير إن محادثات بين القوى الكبرى بشأن سوريا تهدف إلى إعادة وقف إطلاق النار في البلاد وتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة لتشجيع جماعات المعارضة على العودة للمفاوضات في جنيف، موضحًا بقوله"يجب أن نجد سبيلًا للعودة إلى العملية السياسية، الأمر يتعلق بتحسين الظروف لوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية حتى ترضى المعارضة بالتفاوض مع النظام في جنيف."
محاولات لمد الهدنة
محاولات لمد الهدنة
شدد على الجهود المبذولة لإنعاش اتفاق "وقف العمليات القتالية" الذي أبرم في فبراير الماضي والذي تمكن من خفض حدة القتال لمدة شهرين تقريبا. لكن تصاعد القتال في حلب، أكبر المدن السورية قبل الحرب، أخل بالهدنة الجزئية التي رعتها واشنطن وموسكو والتي مكَنت من إجراء محادثات سلام توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف.
يأتي ذلك فى الوقت الذى انهارت فيه المحادثات الشهر الماضي بعد انسحاب المعارضة في أعقاب تصاعد العنف.
ويرى محللون أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا يأمل في إطلاق جولة جديدة من المحادثات بحلول نهاية مايو ، ويحاول دي ميستورا الوفاء بموعد نهائي في الأول من أغسطس لتشكيل سلطة انتقالية للبلاد تقود إلى انتخابات خلال 18 شهرًا.
ويرى مراقبون أنه مع بطء وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة قالت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل تيار المعارضة الرئيسي، لن تستأنف المحادثات حتى يتم إحراز تقدم ملحوظ على الأرض. 
وقال دبلوماسي غربي بارز على صلة بالمحادثات "نحتاج لأن يطرح الضامنان لوقف إطلاق النار - روسيا والولايات المتحدة- شيئا من شأنه إقناع المعارضة بأن هذه العملية تستحق العناء"، وأضاف: "من المحزن أنني لا أستشعر حدوث ذلك وأخشى أن تحاول الولايات المتحدة فرض نص مبالغ في التفاؤل لكن تنفيذه غير ممكن."
فى حين قال مسئول بارز من وزارة الخارجية الأمريكية إن الاجتماع سيركز على أكثر المناطق التي تعرض فيها اتفاق وقف الأعمال القتالية للخطر، وأضاف: "يتعين أن تقوم على أسس أقوى مما هي عليه الآن" وتابع أن الاجتماع سيركز كذلك على زيادة القدرة على وصول المساعدات الإنسانية وعلى العملية السياسية.
دى ميستورا
دى ميستورا
من جانبه قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إن موعد الأول من أغسطس، الذي تم تحديده للأطراف المتحاربة في سوريا للاتفاق على إطار عمل حول عملية الانتقال السياسي هو "هدف" وليس موعدا نهائيا. وشدد على أن "تاريخ أغسطس ليس تاريخا حتميا ولكنه تاريخ مستهدف، وجميعنا ندرك أنه إذا حققنا تقدمًا كبيرًا، وتحركنا، فإننا سنلتزم بهذه العملية".
وحددت خطة السلام التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي أغسطس لكي يتفق نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة على خطوط عريضة لعملية سياسية.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو لا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد بل تدعم الجيش السوري في مواجهة تنظيم "داعش"، وقال لافروف عقب اجتماع فيينا "نحن لا ندعم الأسد، بل ندعم القتال ضد الإرهاب،  وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر فعالية من الجيش السوري رغم جميع نقاط ضعفه".

شارك