فشل جهود فيينا في حل الأزمة السورية.. والقاعدة تنافس "داعش" فى الشام
الأربعاء 18/مايو/2016 - 11:16 م
طباعة

في الوقت الذي لم تنجح فيه مباحثات فيينا الأخيرة في وضع حد للخلافات بين القوى الدولية بشأن الأزمة السورية، لم يستبعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إمكانية عقد جولة مفاوضات سورية سورية جديدة بعد شهر رمضان.
قال دي ميستورا بعد لقائه وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس "أستطيع تحديد الفترة وليس تاريخها المحدد شهر رمضان الذي يعظم في هذه المنطقة وغيرها أيضا يقترب، لهذا التاريخ الذي في اعتبارنا قبل أو بعده، مشيرًا إلى أن نظام التهدئة في سوريا يطبق بنسبة 50%، ذاكرا أن 250 ألف شخص حصلوا على المساعدات الإنسانية.
قال دي ميستورا: " هناك احترام لوقف إطلاق النار بنسبة 50% في حين كان صفرا قبل ذلك، نحن نريد رفع هذا الرقم إلى 80 - 90%".

وأعلن البيان الختامى باجتماع فيينا عن اتفاق روسي أمريكي على استحداث آلية مشتركة للتعامل مع المتمادين في خرق الهدنة بالإضافة إلى آلية لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة جوا بالاعتماد على جهود برنامج الغذاء العالمي.
يذكر أن موسكو وواشنطن توصلتا يوم الـ22 من فبراير الماضي، إلى اتفاق بشأن الهدنة في سوريا، التي بدأ سريانها يوم الـ27 من فبراير الماضي.
وحسب إعلان موسكو وواشنطن المشترك، فإن الهدنة لا تشمل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، وغيرهما من التنظيمات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي منظمات إرهابية.
من ناحية أخرى وعلى صعيد التطورات العسكرية، أفادت مصادر ميدانية بأن الجيش السوري أحرز تقدمًا ضمن المعارك التي يخوضها في محيط حقل "الشاعر" النفطي في ريف حمص الشرقي، وأشار مراقبون إلى أن سلاح الجو دمر آليات لتنظيم "داعش" فيما قُتل عدد من مسلحي التنظيم بغارات جوية على تجمعات له ومحاور تحركه في محيط حقلي جزل والشاعر النفطيين.
وذكر سلاح الجو السوري نفذ غارات استهدفت مناطق في أطراف حقل "الشاعر" النفطي ومواقع لتنظيم "داعش" فيه، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش والتنظيم، وحاول الجيش استعادة السيطرة على الحقل.
كان مصدر عسكري قد أعلن إحكام السيطرة على تل الصوان غرب حقل شاعر النفطي بريف حمص الشرقي، يأتي ذلك في الوقت الذي أحرز فيه الجيش السوري تقدمًا في مزارع قطاع الغوطة الشرقية بعد اشتباكات مع فصائل مسلحة.
هذه التطورات جاءت غداة مقتل عشرات المسلحين في اشتباكات عنيفة بين فصائل بالغوطة الشرقية، في إطار صراع مستمر على النفوذ في هذه المنطقة منذ نهاية الشهر الماضي.

وذكر نشطاء أن مناطق في مزارع مخيم خان الشيخ في غوطة دمشق الغربية تعرضت لقصف من القوات الحكومية، بالتزامن مع تنفيذ الطائرات الحربية غارات مكثفة على المنطقة، والإشارة إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في القطاع الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية، حيث تتركز الاشتباكات في محيط منطقة دير العصافير والمزارع القريبة منها، بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة.
أوضح النشطاء أن القوات الحكومية تمكنت من التقدم واستعادة بلدة بزينة، لتصبح بذلك ثاني بلدة في غوطة دمشق الشرقية يسيطر عليها النظام خلال 24 ساعة.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" عن الصراع الدائر بين "القاعدة" و"داعش" من أجل فرض السيطرة في سوريا، مشيرة إلى أنه عقد في فيينا لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، الذي حضره وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف. حيث ناقش الدبلوماسيون سبل استئناف الحوار السوري–السوري، في حين يزداد الوضع في الشرق الأوسط تعقيدا، ويحاول تنظيم "القاعدة" استعادة المبادرة، ولقب التنظيم الإسلامي الرئيس في العالم، بإنشاء نقطة انطلاق في سوريا لشن الهجمات على أوروبا والولايات المتحدة.
أوضحت الصحيفة أن المفاوضات تواجه صعوبات جديدة؛ حيث لا يزال القتال مستمرا في منطقة حلب، ويقدم المراقبون تقاريرهم عن خرق الهدنة.

أكدت أن تنظيم "القاعدة" إنشاء رأس جسر في سوريا، وأرسل محاربيه القدماء إلى قواعد فروعه وقواعد "جبهة النصرة" التي تقاتل في سوريا؛ حيث ينويان، بحسب معطيات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية تأسيس إمارة. ولا سيما أن "القاعدة" يَعُد سوريا أفضل نقطة لتوجيه الضربات في أوروبا والولايات المتحدة، موضحة أن منافسا قويا لـ "القاعدة" يوجد في سوريا هو "داعش"، كما يقول تشارلز ليستير، الباحث في معهد الشرق الأوسط الأمريكي. ويضيف أن أهداف وأسلوب التنظيمين مختلفان
أكدت على أنه بينما يتميز تنظيم "القاعدة" بالعقلانية في عملياته، وينشر نفوذه بتأن، ويحاول الاتصال بمجموعات المعارضة التي تحارب ضد قوات النظام؛ يتصرف "داعش" بعنف شديد وقسوة.
من ناحية أخرى أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنها من إدخال مساعدات إنسانية لأول مرة منذ 4 سنوات لضاحية حرستا في ريف دمشق.
وقال المتحدث باسم اللجنة بافل كشيشيك إن مساعدات من الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري دخلت حرستا المحاصرة يوم الأربعاء 18 مايو، موضحا أن قافلة شاحنات نظمت بالاشتراك مع الأمم المتحدة نقلت أغذية وأدوات للنظافة الشخصية وأدوية موجهة لكامل سكان حرستا البالغ عددهم نحو عشرة آلاف شخص.
فى حين أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن لجوء المنظمة الدولية إلى القاء المساعدات الإنسانية جوا في سوريا سيكون "آخر الحلول".

قال دوجاريك " هذا آخر الحلول" بسبب كلفته الباهظة وافتقاره إلى الدقة وضرورة تنسيق هذه العملية في شكل جيد مع المجموعات المتحاربة.
أضاف أنه في حال لم تستطع الأمم المتحدة إيصال المساعدات، برا ستعمد إلى إلقائها جوا، لكنها تفضل إيصالها عن طريق البر بشكل حر تماما.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نفذ منذ بداية أبريل ، 33 عملية، ألقى خلالها مساعدات إنسانية على مدينة دير الزور في شرق سوريا التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".
أشار دوجاريك إلى أن هذه العمليات كانت "ناجحة" رغم الصعوبات، وجاء تصريح دوجاريك ردا على سؤال حول تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في فيينا على هامش اجتماع لمجموعة الدعم الدولية لسوريا.
كان كيري أعلن أن المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية في سوريا ستتلقى مساعدات غذائية دولية من الجو إذا لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إليها برًا.