مساعدات إنسانية للقرى المحاصرة بسوريا .. ولبنان والأردن وتركيا فى صدارة مستقبلي اللاجئين
الخميس 19/مايو/2016 - 10:36 م
طباعة

فى ظل استمرار الجهود الأممية لوقف نزيف الحرب السورية، تعهد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا باللجوء لخيار "الملاذ الأخير" بإسقاط المساعدات من الجو ونقل المساعدات بالطائرات إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول للمناطق المحاصرة هناك بحلول الأول من يونيو المقبل، مشيرا إلى انه إذا لم يتحسن الوضع فيما يتعلق بدخول المساعدات وإعادة تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية فإن مصداقية الجولة المقبلة من محادثات السلام ستكون محل شك.
ويرى محللون أن تعثر محادثات السلام دفع كلًا من الولايات المتحدة وروسيا إلى عقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم قوى كبرى وإقليمية وهو الاجتماع الذي أسفر عن تشديد شروط الهدنة وأيد تعزيز جهود توصيل المساعدات الإنسانية.

أوضح دي ميستورا بقوله "نريد أن نوصل المساعدات للجميع. إذا لم نتمكن من توصيل الغذاء من خلال القوافل، فالبديل هو الإسقاط من الجو"، فإسقاط المساعدات جوًا هو "الخيار الأكثر تكلفة وتعقيدا وخطورة ... ولذلك فإن الإسقاط الجوي هو الملاذ الأخير لكننا نقترب منه."
وقال دي ميستورا إنه لن يتخلى عن المحادثات لكنه بانتظار الموعد المناسب. وأضاف "من الواضح أننا في عجلة من أمرنا لبدء طرح الجولة القادمة من المحادثات بين الأطراف السورية" لكن إذا لم يتحسن وصول المساعدات للمناطق المحاصرة "فسوف تكون مصداقية الجولة القادمة من المحادثات محل شك."
وقال إنه لا يستبعد تجاهل أي اعتراضات من الحكومة السورية على إسقاط المساعدات جوا، وأن الامتثال لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا تراجع "من 80-85 % إلى 50 %".

يذكر أن برنامج الأغذية العالمي قام بأكثر من 30 عملية إسقاط جوي لأغذية وإمدادات أخرى على مدينة دير الزور في شرق سوريا والتي يحاصرها تنظيم "الدولة الإسلامية" بسبب التعذر التام للوصول إليها برا لكن هذا هو الموقع الوحيد حتى الآن.
من جانبه، قال مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية يان إيجلاند إن وجود نية واضحة لترتيب عمليات لإسقاط المساعدات جوا على المناطق المحاصرة الباقية في سوريا سيساعد في إقناع الرئيس بشار الأسد بالسماح بدخول قوافل المساعدات برا.
قال "نعتقد بالفعل أن خيار الإسقاط الجوي سيجعل من الممكن لنا فعليا أن نوصل المساعدات برا خلال الأسابيع القادمة". وأضاف إيجلاند أن المساعدات وصلت إلى 13 من 17 منطقة محاصرة بعد أن دخلت قافلة ضاحية حرستا في دمشق، لكن قافلة أخرى تمت إعادتها من بلدة داريا الأسبوع الماضي بسبب ما وصفه بمنع الجنود "الحاصلين على تغذية جيدة" للقافلة من تسليم حليب صناعي للرضع.
وقال إن المساعدات الإنسانية هذا الشهر لم تصل إلى نصف من أرادت الأمم المتحدة الوصول إليهم في المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها والبالغ عددهم 900 ألف شخص، ويبلغ العدد المستهدف الوصول له في يونيو حزيران 1.1 مليون شخص.
وفى سياق متصل قال بافل كشيشيك المسئول عن المساعدات الانسانية لسوريا إن مساعدات من الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري دخلت ضاحية حرستا المحاصرة بدمشق للمرة الأولى منذ أربعة أعوام ، موضحًا أن قافلة شاحنات تم تنظيمها بالاشتراك مع الأمم المتحدة نقلت أغذية وأدوات للنظافة الشخصية وأدوية موجهة لكامل سكان "حرستا" البالغ عددهم نحو عشرة آلاف شخص.
مشيرا إلى انها المرة الأولى التي تدخل فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات إلى حرستا منذ العام 2012.
وتقع حرستا في منطقة الغوطة الشرقية التي تقع إلى الشرق من دمشق وتخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة، وهي واحدة من عدة مناطق حول العاصمة السورية تحاصرها القوات الحكومية.

ويرى محللون أنه بدخول القافلة إلى حرستا غداة إعلان الأمم المتحدة أنها ستلجأ إلى إسقاط المساعدات جوا إلى المناطق المحاصرة كـ "آخر الحلول" في حال فشلها في إيصالها برا. وفي ختام محادثات للمجموعة الدولية لدعم سوريا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه ابتداء من الأول من يونيه، وإذا تم منع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ستطلب المجموعة الدولية من الأمم المتحدة إسقاطها جوا.
ونجحت الأمم المتحدة للمرة الأولى في شهر ابريل بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة من قبل تنظيم "الدولة " في مدينة دير الزور في شرق البلاد. وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة. ويبلغ عدد الذين يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" إليها 4,6 ملايين نسمة.
يأتى ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، أنه يعيش في تركيا نحو 1.84 مليون لاجئ، بينهم 1.81 مليون سوري، ما يجعلها تتصدر قائمة أكثر الدول التي يقطنها لاجئون، لم تكن تركيا في هذه القائمة قبل عام 2012، وهو دليل على تأثير الحرب الأهلية في سوريا على حركات اللجوء والنزوح.
فى حين ما يزال لبنان في المرتبة الثالثة من ناحية عدد اللاجئين، إذ يعيش فيه نحو 1.2 مليون لاجئ، يشكل السوريون 99 في المائة منهم، إلى جانب 7300 عراقي. بحكم مجاورته لسوريا، كان لبنان القبلة الأولى للعديد من السوريين الفارين من ويلات الحرب في بلادهم، لاسيما من كانوا يقطنون في المحافظات الغربية من سوريا.
كما هو الحال في تركيا ولبنان، اضطر الأردن إلى فتح حدوده أمام السوريين الفارين من الحرب، واستمرت أعداد اللاجئين هناك بالازدياد، ووصلت إلى 664 ألفاً بحلول منتصف العام الماضي، ليحتل الأردن بذلك المرتبة السادسة في هذه القائمة.
بينما تحتل ألمانيا حالياً المرتبة التاسعة أو العاشرة في الدول الأكثر استضافة للاجئين، إذ يعيش فيها بحسب الإحصاءات الرسمية نحو 442 ألف لاجئ وطالب لجوء، ما يجعلها الدولة الغربية الأولى في هذا المجال.