بمقاتلات جديدة.. هل تنجح روسيا في مواجهة "داعش" بحرًا؟

السبت 21/مايو/2016 - 03:33 م
طباعة بمقاتلات جديدة..
 
في ظل مساعي روسيا لوضع استراتيجية جديدة لمواجهة التنظيم الإرهابي "داعش" سوريا، تستعد حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" للدخول في الخدمة، ابتداء من 1 يوليو 2016، والقيام بعمليات قتالية من عرض البحر المتوسط، ضد التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث تصل حاملة الطائرات الروسية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وعلى متنها طائرات "سو-33" و"سو-25" و"ميغ-29 كا".
بمقاتلات جديدة..
ووفقًا لقناة "زفيزدا" الروسية، فإن الجيش الروسي سوف يستخدم هذه الحاملة لضرب تنظيم "داعش" من عرض البحر دون الحاجة إلى قاعدة حميميم الجوية في مدينة اللاذقية.
وتتواجد حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" حاليًا في مصنع تصليح السفن بمدينة مورمانسك؛ حيث يجري تجهيزها لرحلة طويلة.
وتتخصص حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف"، في تدمير الأهداف البحرية الكبرى وحماية التشكيلات البحرية الصديقة من هجوم عدو محتمل، فضلًا عن توجيه ضربات إلى أهداف برية، وترابط على متنها خلال قيامها برحلات بحرية طائرات "سو-27" أو "سو-33" ومروحيات "كا-27" أو"كا-29" البحرية.
وتعد المقاتلة "ميغ- 29 كا- كوب" من الجيل "4 ++" من أفضل المقاتلات البحرية في العالم من حيث مواصفاتها الفنية، فهي قادرة على حماية سفينتها وتوجيه ضربة ساحقة إلى أهداف جوية وبحرية وبرية في الوقت ذاته.
وتعد المقاتلة البحرية "سوخوي-33" من الجيل الرابع، وهي طائرة رئيسية في القوات البحرية الروسية، ودخلت الطائرة حيز الخدمة في القوات البحرية في العام 1991، وتم أول تحليق لها في أغسطس 1987.
وقامت المقاتلة، في شهر نوفمبر 1989، بالهبوط على سطح حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف"، وتم تطوير المقاتلة في العام 1998 حين أطلق عليها "سو 33.
وكان أفاد صحفيون غربيون تم اصطحابهم الأسبوع الماضي إلى قاعدة حميميم العسكرية قرب اللاذقية بأنهم شاهدوا نحو عشر قاذفات روسية من طراز سوخوي 24 وسوخوي 34، وكذلك مقاتلات روسية من طراز سوخوي 35.
وكان قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمس الجمعة 20 مايو 2016، إن بلاده اقترحت على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بدء شن غارات جوية مشتركة في سوريا اعتبارًا من 25 مايو الجاري لاستهداف فصائل من المعارضة المسلحة التي لا تلتزم بوقف إطلاق النار ومنها جبهة النصرة.
وقال شويجو في اجتماع بوزارة الدفاع بثه التلفزيون الرسمي: "إن مثل هذا الإجراء سيتم بالتنسيق مع الحكومة السورية"، مضيفا أن موسكو تحتفظ بالحق في شن غارات منفردة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها لم تبلغ رسميا باقتراح وزارة الدفاع الروسية، وأكدت على أنها لا تتعاون حاليًا مع روسيا.
ورفضت واشنطن مرارًا الانضمام لأي عملية تتم بالتنسيق مع الحكومة السورية مثلما حدث في حملة الغارات الروسية التي بدأت في سبتمبر الماضي.
وقال شويجو: "إن الغارات المشتركة يجب أن تستهدف أيضًا قوافل الأسلحة التي تعبر إلى سوريا من تركيا".
بمقاتلات جديدة..
وتدعم روسيا حكومة الرئيس بشار الأسد، بينما تساند الولايات المتحدة ومعها دول غربية وخليجية فصائل المعارضة التي تسعى للإطاحة به، وفيما يعارض البلدان جبهة النصرة التي لا يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي لم يفلح في وقف أعمال العنف في البلاد.
وقال شويجو: "إن الغارات المشتركة ستساعد في دعم عملية السلام المتعثرة، ونعتقد أن تبني هذه الإجراءات سيسمح بتحقيق الانتقال لعملية سلمية في مختلف الأراضي السورية، بالطبع هذه الإجراءات يتم تنسيقها مع قيادة الجمهورية العربية السورية."
وأضاف أن مناقشات مع خبراء عسكريين أمريكيين متمركزين في العاصمة الأردنية عمان وآخرين في جنيف بدأت يوم الخميس، مضيفًا: "نحتفظ بالحق في شن غارات منفردة- اعتبارا من 25 مايو- على الجماعات الإرهابية الدولية والجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم لاتفاق وقف إطلاق النار".
وذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن روسيا ماضية في تعزيز نفوذها العسكري ببعض أنحاء سوريا على الرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن قبل نحو شهرين عن سحب الجزء الأكبر من قواته من البلاد.
وأشارت إلى أن بوتين فاجأ الحكومات الغربية عندما أعلن أن قواته ستبدأ بانسحاب جزئي من سوريا منتصف مارس الماضي، وأن طلائع الطائرات الروسية غادرت من قاعدة باسل الأسد العسكرية في حميميم قرب اللاذقية حتى لم يبق سوى نصفها بالقاعدة في غضون خمسة أيام.
لكن تايمز نسبت إلى المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش العقيد الأمريكي ستيف وارن القول: "إن روسيا لا تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية في سوريا". موضحًا أن لدى موسكو قوات جوية وأرضية وقطع مدفعية في سوريا.
وأضافت أن روسيا تحتفظ بقوات خاصة لتقديم المشورة والدعم والمساعدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
 وكشفت عن أن قوات روسية بدأت قبل أيام ببناء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة تدمر الأثرية شمال شرق دمشق.
وأضافت تايمز أن روسيا لم تنسحب من سوريا، ولكن يبدو أنها أعادت نشر قواتها في البلاد.
وكانت تناولت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن يكون حرص الروس على التواجد شرق سوريا هو تمهيد للانتقال إلى خطوة لاحقة تتمثّل في التمدّد نحو الشرق السوري، وتحديداً في المناطق المختلطة كردياً– عربياً، في محاولة لضبط العمليات العسكرية على إيقاع واحد مُوَجَّه نحو محاربة "الإرهاب"، إلى جانب ضمان قطع خطوط الإمداد القادمة من تركيا لدعم العناصر الإرهابية، فضلاً عن أن التواجد قرب الحدود التركية سيكون بمثابة ورقة ضغط على حُكومة أردوغان التي دخلت في قطيعة دبلوماسية واقتصادية مع روسية بعد إسقاطها مقاتلة "السوخاي" الروسية التي كانت تنفذ عمليات ضد بؤر إرهابية في سورية، وزعمت أنقرة أنها اخترقت مجالها الجوي.
بمقاتلات جديدة..
وأشارت البوابة في تقريرها، إلي أن روسيا التي تتحرك بخفة القط في الأراضي السورية نتيجة قوتها الاستخباراتية، لا يمكن اعتبارها تحركات عسكرية وفقط، بل إن المتابع للملف السوري يجد أن روسيا مَهَّدت للتوجه في شرق سوريا عبر إرسال بطريرك السريان الأرثوذكس في العالم، مار افرام الثاني، لمدينته القامشلي في وقت سابق، وقد أجرى البطريرك لقاءات عدة مع وفود سريانية وكردية وعربية سورية، ولم تكن تلك اللقاءات عشوائية بل كانت تستهدف إنهاء الخلاف القائم بين الأطراف الثلاث؛ حيث تتقاسم تلك الأطراف السيطرة على المدينة، وكلهم يوجهون سلاحهم ضد العناصر الإرهابية، وقد تمكن البطريرك من إنهاء الخلافات بين قوات "الأسايش" الكردية، وقوات "السوتورو" السريانية. 
وتسعى موسكو إلى الضغط على المقاتلين الأكراد للانخراط في مشروعها ضد الإرهاب؛ حيث لوحظ خلال الفترة الماضية، تصاعد مستوى التعاون (الروسي– الكردي)؛ حيث تستغل موسكو الطريقة الخاطئة التي يتعامل بها التحالف الذي تقوده أمريكا مع الأكراد، لطرح مشروعها البديل، الذي يتضمن مساعدة الأكراد.
وفي سياق مواز أعلنت وزارة الدفاع العراقية، تسلمها نحو 10 طائرات مروحية ومقاتلة من روسيا الاتحادية، وفقًا لعقود تسليح مبرمة في وقت سابق بين البلدين.
وأكد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية والناطق الرسمي باسمها نصير نوري محمد- وصول ثلاث طائرات نوع سوخوي من روسيا الاتحادية قبل وقت قصير.
وأضاف محمد أن دفعتي مروحيات من طراز "مي 28" و"مي 17" وصلتا من روسيا أيضًا، بحدود 3 - 4 مروحيات بكل دفعة، مشيرًا إلى أن دفعة جديدة من الطائرات المروحية المقاتلة الروسية ستصل العراق قريبا.
كما أشاد المستشار الإعلامي للوزارة بهذه المروحيات التي اعتبرها ركنًا أساسيًّا من معارك القوات العراقية على الإرهاب المتمثل في تنظيم "داعش"، مؤكدًا أنها تحقق فاعلية كبيرة في القضاء على أعضاء التنظيم.
يذكر أن وزارة الدفاع العراقية كانت قد تسلمت من روسيا الاتحادية طائرتين من طراز "مي 28" في العاشر من ديسمبر العام الماضي. وفي الثامن من سبتمبر 2015، استلمت بغداد من موسكو 4 مروحيات هجومية من طراز "مي-35 إم" و4 أخرى من طراز "مي-28 إن"، مع معدات للرؤية الليلية.

شارك