جهود مكثفة لإنهاء الأزمة السورية.. ومحاولات لتوحيد الجهود لمكافحة خطر داعش

السبت 21/مايو/2016 - 08:16 م
طباعة جهود مكثفة لإنهاء
 
دى ميستورا
دى ميستورا
تتوالى الجهود الدولية لوضع حل للأزمة السورية سياسيًا، في ضوء اشتداد المعارك في الأراضي السورية، مع محاولات توحيد الجهود لمواجهة خطر الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مع جولات مكثفة للمبعوث الأممي ستيفان دى ميستورا مع الأطراف المعنية  بالأزمة. 
فى حين دعت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسمها، ستيفان ديوجاريك، إلى تنسيق العمليات ضد الجماعات الإرهابية في سوريا.
وتعليقًا على اقتراح روسيا المقدم إلى الولايات المتحدة حول توجيه ضربات جوية مشتركة إلى مواقع تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في سوريا، قال ديوجاريك: "بلا شك أعتقد أنه من المهم جدًا القيام بتنسيق الأعمال الرامية إلى محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا بأفضل طريقة"، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الأمم المتحدة من جانبها "تركز على استئناف المفاوضات السياسية وإيصال المساعدات الإنسانية" إلى سكان سوريا.
جاءت هذه التصريحات على خلفية توجيه وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، دعوة إلى واشنطن للعمل المشترك ضد الإرهابيين في سوريا بدءًا من يوم الأربعاء المقبل، إلا أن  وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن الولايات المتحدة لا تزال غير عازمة على تنسيق عملياتها في سوريا مع القوات الروسية.
خطر داعش مستمر
خطر داعش مستمر
من جانبه أعلن مركز حميميم لتنسيق المصالحة في ريف اللاذقية أنه سجل 8 انتهاكات للهدنة في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، معظمها في محافظة دمشق، معتبرًا أن  نظام وقف الأعمال القتالية صمد في غالبية المحافظات السورية، مؤكدا أن مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" يواصلون أعمالهم الاستفزازية التي تهدف إلى انهيار الهدنة.
وأشارت وزارة الدفاع الروسي إلى أن مواقع الجيش السوري، في بلدات دوما وحوش خرابو وزبدين بمحافظة دمشق وأحياء جوبر وضاحية الأسد ومصحة "ابن الوليد" في مدينة دمشق، تعرضت للقصف بقذائف الهاون من قبل عناصر فصائل من تنظيم "جيش الإسلام".
فى حين قصف مسلحو تنظيم "جيش الإسلام" حي الأسد والأكاديمية العسكرية في مدينة حلب، والاشارة إلى أن عدد البلدات المنضمة إلى نظام التهدئة وصل إلى 112، بينما عدد الفصائل المسلحة التي أعلنت التزامها بالهدنة بقي دون تغير عند 59.
وفي شأن متصل، قصف إرهابيو "جبهة النصرة" براجمات الصواريخ المتعددة وقذائف الهاون والمنظومات المدفعية المضادة للطائرات ومن الدبابات مناطق في محافظات حلب واللاذقية ودمشق، وقام مسلحو "جبهة النصرة" بمحاولات للاستيلاء على محطة كهربائية في محافظة حماه، تزود القسم الأكبر من سكان المحافظة بالطاقة الكهربائية.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر قريبة من حركة "أحرار الشام" الإرهابية أن إسماعيل علي باشا قُتل في ريف اللاذقية، في ضوء شن القوات السورية عمليات عسكرية متتالية لاستعادة تلة الحدادة في ريف اللاذقية، وإنهاء سيطرة فصائل المعارضة على ريف اللاذقية الشمالي، علمًا بأن الجيش السوري تمكن من استعادة السيطرة على معظم المواقع هناك، وأبرزها ربيعة وسلمى.
وتمكنت القوات السورية من السيطرة على بلدات وقرى بالقطاع الجنوبي للغوطة الشرقية بالكامل بعد أن تمكنت من دخول بلدة دير العصافير، وانسحاب كامل لمقاتلي جيش الإسلام والفصائل المتحالفة معه.
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
وشنت طائرات الجيش الحربية عشرات الغارات، مستهدفة مراكز مسلحي جيش الإسلام، فى ضوء اشتداد الصراع بين الفصائل الإسلامية داخل الغوطة على أشده، حيث بلغ عدد قتلى الأطراف المتصارعة هناك نحو 1000 مقاتل.
فى الوقت اذى أرسل فيه الجيش التركي مجموعة من المدافع ذاتية الحركة، إلى ولاية غازي عنتاب الحدودية المحاذية لسوريا، جنوبي البلاد، أنه تم نقل 10 مدافع تركية من الولايات الغربية إلى بلدة إصلاحية، بغازي عنتاب، لدعم الوحدات العسكرية الموجودة على الشريط الحدودي مع سوريا.

كانت أنقرة قد صرحت في وقت سابق أنها قصفت مطلع الشهر الجاري، بالمدفعية مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في عدة مناطق حدودية سورية، مثل حرجلة، وحور كلس، ودلحة، وفي محيط مدينة إعزاز بريف محافظة حلب، في إطار التدابير الأمنية المتخذة ضد التنظيم.
وسبق أن شهدت ولاية كيليس التركية، المتاخمة للحدود السورية، في الآونة الأخيرة سقوط قذائف صاروخية انطلقت من مواقع سيطرة تنظيم "داعش" في سوريا، أسفر بعضها عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الأتراك.
البشمركة تلاحق داعش
البشمركة تلاحق داعش
من ناحية اخري كشفت مؤسسة آي.إتش.إس للدراسات التحليلية، ومقرها الولايات المتحدة، إن هجمات تنظيم داعش زادت خلال العام الحالي خاصة في العراق وسوريا حيث يرد التنظيم على فقدانه السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي، والاشارة إلى أن 891 هجوما وقع خلال الربع الأول من 2016 في العراق وسوريا وهو عدد يزيد عما شهدته أي فترة مماثلة منذ بدء هجمات هذا التنظيم المتشدد في منتصف 2014.
أكد التقرير أن هذه الهجمات بحياة 2150 شخصًا بزيادة قدرها 44 في المئة عن الأشهر الثلاثة السابقة، وهو أعلى عدد من القتلى يسجل في ربع سنة منذ ما يقرب من عام.
من جانبه قال رئيس مركز دراسات الإرهاب والأعمال المسلحة بمؤسسة (آي.إتش.إس) ماثيو هينمان إن التنظيم يلجأ أكثر فأكثر للعنف الذي يوقع أعدادًا كبيرة من الضحايا مع تعرضه لضغط شديد من زوايا مختلفة.
يأتى ذلك فى ضوء تقديرات الجيش الأمريكي بأن ما يسيطر عليه داعش من أراضٍ في العراق تقلصت مساحته بنسبة 40 في المئة تقريبا عما كانت عليه في 2014 مقابل نسبة قدرها 20 في المئة في سوريا.

شارك