حاضنة "الأسد " العلوية تحت قصف الجماعات المسلحة الدموية
الإثنين 23/مايو/2016 - 02:29 م
طباعة

تشكل منطقة الساحل السورية الحاضنة الأساسية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد كما تعد الخزان الرئيسي ومصد الإمداد المستمر لقواته نظرا لتركز الطائفة العلوية بها والتى ينتمي اليها الرئيس وتحاول كافة القوى المسلحة المعارضة له إختراق هذة الحاضنة فى محاولة منها لاحداث اكبر قدر من الخسائر للنظام .

"داعش" أستطاع استهداف هذا المعقل صباح الاثنين 23-5-2016م من خلال سلسلة تفجيرات استهدفت، مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين ، ما أدى إلى سقوط 101 قتيل وعشرات الجرحى، وقالت مصادر أن التفجيرات السبعة أدت إلى مقتل 48 شخصاً في طرطوس بمحافظة طرطوس و53 آخرين في جبلة التى تقع جنوب اللاذقية وأن هذة التفجيرات "غير مسبوقة" في كل من جبلة وطرطوس، "حتى إن المدينتين لم تشهدا انفجارات بهذا الشكل منذ الثمانينات و أن اثنين من الانفجارات التي هزت مدينة جبلة ناجمة عن تفجير عربة مفخخة بالقرب من موقف للسيارات في المدينة، تبعه تفجير رجل نفسه بحزام ناسف داخل الموقف بالتزامن مع تفجير رجلين نفسيهما عند مديرية الكهرباء في المدينة وقرب مدخل الإسعاف بأحد مشافي مدينة حلب أما التفجيرات التي هزت مدينة طرطوس فناجمة عن تفجير عربة مفخخة في موقف المدينة، وتفجير رجلين لنفسيهما بأحزمة ناسفة بعد تجمع أشخاص في مكان الانفجار".
وأكدت مصادر من طرطوس أن الانتحاري الذي فجر نفسه في مشفى جبلة في محافظة اللاذقية السورية كان يساعد بنقل الجرحى من التفجير الأول في الكراج الجديد في مدينة جبلة وعند وصوله إلى داخل غرفة الإسعاف فجر نفسه داخل المشفى، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، إضافة إلى عدد من الكادر الطبي.

وجاءت تفجيرات مدينة جبلة طرطوس الساحليتين بعد مرور 4 أشهر على التفجير الذي ضرب حي الزهراء الموالي بمدينة حمص، في 21 من فبراير 2016م ويتشابه التفجيران في سياقهما الزمني مع التفجير الذي ضرب حي الزهراء بحمص، لجهة ترافقه مع الكلام عن الهدنة، ومسعى الأسد إلى إجهاضها بشتى السبل، حيث كان هناك اجتماع هام للغاية بين وزير الخارجية الروسي والأميركي، لتحديد الخطوط العريضة لمفهوم "إيقاف العمليات القتالية" والذي خرج إلى النور بعد ساعات من تفجير حمص!. الذى جاء بعيد تصريح المندوب الروسي في مجلس الأمن، فيتالي تشوركين، من أن حكومة الأسد لن تخرج بكرامة من الأزمة لو لم تحذ حذو روسيا.
نقطة لافتة أخرى تتعلق بمكاني التفجيرين، ففي حمص حصل التفجير في أشد المناطق الممسوكة أمنياً للنظام السوري، بل نشرت صفحة على فيسبوك اسمها "أخبار المنطقة الوسطى. حمص" خبراً قبل وقوع التفجير بـ15 ساعة تحذر فيه من وقوع تفجيرات في أمكنة حصلت فيها التفجيرات بالضبط!.
وقد سبق لـ"العربية.نت" أن نشر خبراً في هذا السياق بتاريخ 21 فبراير الفائت وبعنوان: "فضيحة أمنية.. هناك من علم بتفجير حمص قبل وقوعه". ولفت أن هذا التحذير الذي ثبت صوابه 100% كون التفجير ضرب ذات الأمكنة التي وردت فيه، وهي أمكنة نقل الطلاب إلى جامعتهم ومدرستهم، لم يلق اهتماما من قبل كل الجهات الأمنية التابعة للنظام، بل تم إغفاله حتى حصل التفجير وأودى بحياة العشرات.

تفجيرات الساحل السوري التي ضربت إحدى أكبر قلاع النظام السوري على المستوى الأمني والعسكري والبشري، تثير علامات استفهام أهمها:
1- كيف تتم هذه العمليات التي ضربت "جبلة" وطرطوس، مع أن جبلة تعتبر "بيت الأسد" ومحاطة بالكامل بكل قواته الأمنية والعسكرية وشبه العسكرية، ويتوزعها رجال الأمن بكثافة منقطعة النظير، وتحديدا بعد التدخل العسكري الروسي واختيار مطار "حميميم" مقرا لذلك الجيش، ولا يبعد عن "جبلة" إلا بضعة كيلومترات قليلة؟ وهو التفجير الذي من المؤكد أن الروس قد سمعوا صداه في مقر إقامتهم في "حميميم" لقربه منهم!
2- لماذا تترافق التفجيرات، كلما كان الأسد في "خانة اليك" وتكفّ روسيا يده عن القصف هنا أو هنا؟
3- من أين دخلت المتفجرات إلى "جبلة" الساحلية وهي تخضع للتفتيش على مدار الساعة من قبل أهلها أنفسهم في ما يسمى "قوات الدفاع الوطني" التي أنشأها الأسد لترويع المدنيين ومراقبتهم وسوقهم إلى القتال في جيشه؟
4- سبق أن قام النظام بالكشف عن أفراد في جيشه وقواته الأمنية تقوم بإيصال السلاح والمتفجرات إلى أي جهة تطلبه. وكان النظام في كل مرة لا يسمح بتصوير وجوه من تم القبض عليهم؟ إلى درجة قال أنصاره: "لماذا تخفون وجوههم؟ أم أن هناك من يحميهم؟".

ويذكر أن "هدنة حلب" كانت مثار جدل ما بين نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، فالأسد كان لا يريدها وقد هدّد علناً باستعادتها بأي ثمن كما قال في خطاب أخير له، والإيرانيون كانوا يدفعونه إلى ذلك علناً. وقام الروس بمنعه عن هذا الأمر، على اعتبار أن العمليات العسكرية في حلب قد تخلف عدداً مهولاً من الضحايا وقد اتفق الروس مع الأميركيين على "تحييد" حلب على الأقل حاليا.
ويشار إلى أن إدخال متفجرات ومسلحين، إلى مدينة "جبلة" تحديدا، يعتبر من سابع المستحيلات الأمنية في تلك المنطقة كما يعلم أهلها. ليتفاجأ أهلها اليوم بدخول هذه الكميات مع حامليها وتحت أعين وأنظار عشرات الآلاف من القوات العسكرية والأمنية وشبه العسكرية الموجودة بالمنطقة والتابعة كلها للأسد وأنصاره
يذكر أن محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص ويقتصر وجود الفصائل المقاتلة في اللاذقية على ريفها الشمالي.

مما سبق نستطيع التأكيد على ان منطقة الساحل السورية تعد الحاضنة الأساسية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد كما تعد الخزان الرئيسي ومصدر الإمداد المستمر لقواته نظرا لتركز الطائفة العلوية بها والتى ينتمي اليها الرئيس وتحاول كافة القوى المسلحة المعارضة له إختراق هذة الحاضنة فى محاولة منها لاحداث اكبر قدر من الخسائر للنظام وهو الامر الذى سيشكل نهاية للنظام السوري حال حدوثه .