تصاعد أزمة اللاجئين في العالم.. والقمة الإنسانية لم تنجح بعد
الثلاثاء 24/مايو/2016 - 11:10 م
طباعة


تكدس الخيم في ايدوميني
تتصاعد أزمة اللاجئين يوما بعد يوم، في الوقت الذي تستضيف فيه تركيا القمة الإنسانية العالمية لحل أزمات اللاجئين فى العالم، وتتزايد أزمات اللاجئين من أوروبا إلى تركيا إلى سوريا ولبنان واليونان.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه ما لا يقل عن مئتي شرطي يوناني وعناصر باللباس المدني مدعومين بعشرين آلية للشرطة إخلاء مخيم اللاجئين والمهاجرين في ايدوميني على الحدود مع مقدونيا، دون استخدام القوة.
كانت قوات الأمن تحض المهاجرين على الصعود في حافلات لنقلهم إلى مراكز إيواء مجاورة، فيما مروحية تحلق فوق المخيم حيث يقيم 8400 شخص منذ ثلاثة أشهر في ظروف مزرية.
يُذكر أن اليونان أعلنت من قبل قرار بدء إخلاء مخيم ايدوميني العشوائي حيث يقيم مهاجرون علقوا عند إغلاق طريق البلقان، ووصل آلاف المهاجرين إلى هذا المخيم على الحدود مع مقدونيا التي أغلقت مطلع مارس بعد إغلاق "طريق البلقان" الذي كانوا يسلكونه للوصول إلى دول أوروبا الشرقية.
ومنذ بضعة أسابيع، حاول لاجئون اقتحام الحدود واصطدموا بالجيش والشرطة المقدونيين. وأُصيب الشهر الماضي حوالى 260 لاجئا جراء استخدام الشرطة المقدونية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

القادة فى القمة الانسانية العالمية
من جانبها قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن إغلاق الحدود في أوروبا لوقف المهاجرين أمر "غير إنساني"، في إشارة إلى إغلاق الحدود في البلقان والاتفاق التركي الأوروبي، وبموجب هذا الاتفاق وافقت أنقرة على استعادة اللاجئين من اليونان مقابل مساعدات وإعفاء مواطنيها من التأشيرة لدول الاتحاد.
وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على هامش أول قمة إنسانية عالمية في إسطنبول "هناك الكثير من الأشخاص يهنئون أنفسهم ويقولون إن الاتفاق نجح وتوقف الناس عن القدوم. لكن الأمر أكبر من ذلك، " وأضافت: "أدى هذا لتراجع حدة المشكلة لكنها لم تحل بعد".
فيما يتعلق بإجراءات إغلاق الحدود قالت المسؤولة الأممية "الإغلاق المفاجئ للحدود وتحركات بعض الدول بشكل فردي أمر غير إنساني تجاه الكثير من الأشخاص المهددين".
وأدى إغلاق الحدود في أنحاء البلقان واتفاق مثير للجدل بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى خفض كبير للأعداد القادمة إلى أوروبا هذا العام بعد أن قطع مليون شخص هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
أوضحت فليمنج أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الحالة ستمثل سابقة قانونية، ولم يتم إعداد الشكل النهائي للاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب خلافات متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب في تركيا الذي تريد بروكسل أن يتماشى مع المعايير الأوروبية.

بان كي مون
بينما قالت منظمة العفو الدولية إن مواطنا سوريًا في جزيرة ليسبوس اليونانية كسب الأسبوع الماضي طعنا على قرار إعادته قسرًا إلى تركيا بعد أن أقنع المسئولين بأن تركيا لا توفر الحماية الكاملة للاجئين كما هو منصوص عليه في معاهدة حماية اللاجئين.
واستقبلت تركيا ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ منذ بدء الحرب الأهلية السورية وأنفقت نحو عشرة مليارات دولار، لكن منظمات الإغاثة تقول إن تركيا ليست بلدا آمنا للاجئين.
وفي هذا السياق يجتمع قادة ومنظمات من العالم في قمة غير مسبوقة في إسطنبول برعاية الأمم المتحدة لتحسين طريقة التعامل مع الأزمات الإنسانية الناجمة عن النزاعات والاحتباس الحراري.
وتهدف قمة الأمم المتحدة الإنسانية في اسطنبول، والتي وصفت بأنها الأولى من نوعها، إلى تطوير استجابة أفضل لما وصف بأسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، فى ضوء 60 مليون نازح و125 مليون شخص بحاجة للمساعدة في العالم، ترى العديد من الجهات الفاعلة في هذا القطاع أن النظام الإنساني الحالي بلغ أقصى قدراته وبحاجة إلى إعادة ترتيب بصورة عاجلة.
ويرى محللون أنه ينبغي على المشاركين الستة آلاف تقريبًا المنتظر حضورهم وبينهم أكثر من ستين رئيس دولة وحكومة، التغلب أولًا على التشكيك في جدوى هذا اللقاء، لا سيما مع إعلان "أطباء بلا حدود" إحدى أبرز المنظمات غير الحكومية في المجال الإنساني، عدم مشاركتها في القمة متوقعة ألا يصدر عنها سوى "إعلان نوايا حسنة".
وتعتزم القمة التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخروج بسلسلة "أنشطة والتزامات ملموسة" لمساعدة البلدان على تحسين استعداداتها لمواجهة الأزمات ووضع نهج جديد للتعامل مع النزوح القسري وضمان مصادر تمويل موثوقة لمعالجتها.
تهدف القمة، التي توصف بأنها الأولى من نوعها، إلى تطوير استجابة أفضل لما وصفته المنظمة بأنه أسوأ وضع إنساني عالمي منذ الحرب العالمية الثانية، كما تهدف كذلك إلى جمع المزيد من التمويل والتوصل لاتفاق بشأن رعاية النازحين المدنيين.

ميركل
من جانبه قال أمين عام المنظمة الأممية بان كي مون "نحن هنا لنرسم مستقبلًا مختلفًا"، ودعا قادة الحكومات والأعمال ومنظمات الإغاثة والمانحين للالتزام بتقليل عدد النازحين إلى النصف بحلول عام 2030.
فى حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الغرب لم يبذل ما يكفي لمساعدة الشعب السوري، وأضاف في كلمته أمام القمة "المجتمع الدولي على الأخص تجاهل بشكل كبير مسئولياته تجاه الشعب السوري بغض الطرف عن جرائم بشار الأسد ضد شعبه."
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فدعت من جهتها إلى التوقف عن قطع الوعود الفارغة بالمساعدة، وقالت "العالم لا يزال يفتقد إلى أنظمة مساعدات إنسانية تناسب المستقبل".
وحظيت القمة بانتقادات عدة، حيث يرى البعض أن نظام المساعدات العالمي يحتاج إلى تمويل أكبر للتعامل مع انتشار الحروب والدول الفاشلة اللذين تسببا في تزايد أعداد النازحين.
كما يحتاج أيضا إلى تحسين الكفاءة والحد من الفساد الذي يستهلك الكثير من تمويل المساعدات الإنسانية قبل أن يستفيد منه من يحتاجونه.
ومن بين المنتقدين منظمة أطباء بلا حدود التي انسحبت من المشاركة في القمة في وقت سابق هذا الشهر، وقالت إنها فقدت الأمل في أن تتمكن القمة من التعامل مع ضعف الاستجابة في حالات الطوارئ.