جهود أوروبية لحل الأزمة الإنسانية في سوريا.. ومهلة روسية جديدة لجبهة النُصرة
الأربعاء 25/مايو/2016 - 10:33 م
طباعة


فرصة لجبهة النصرة
تتواصل الجهود الدولية لحل أزمة المحاصرين في القرى السورية، إلى جانب محاولات إنعاش هدنة وقف إطلاق النار، والضغط على الفصائل المتصارعة لقبول استمرار الهدنة، والتنسيق المستمر بين واشنطن وموسكو بشأن مصير جبهة النُصرة وغيرها من الجماعات المنضمة لفصائل المعارضة وتقوم بشن معارك على معاقل الجيش السوري.
من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير تحسن الأوضاع المتعلقة بتوفير المساعدات الإنسانية لمواطني سوريا، مشيرًا إلى أن الهدنة لا تزال هشة، مضيفا بقوله بالطبع، جميعنا نشعر بالقلق إزاء حقيقة أننا لم نحقق نجاحًا على درب إيجاد الحل السياسي للأزمة، لكن يمكننا التأكيد أننا سنواصل العمل على أن يبقى الحل السياسي ممكنا على الأقل".
اعتبر أن تسوية الصراع مستحيلة دون الالتزام بنظام الهدنة وتحسين الوضع الإنساني في سوريا، قائلا: "بلا شك، تحسنت الأوضاع في مجال إمداد المساعدات للشعب، وننطلق من أن المساعدات وصلت إلى 800 ألف شخص"، وفيما يتعلق بمسألة الهدنة، قال شتاينماير: "إنه شيء جيد لكنه غير كاف"، مشيرًا إلى أن الهدنة لا تزال هشة، خاصة في محافظتي دمشق وحلب.
من جانبه أعلن أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن موسكو تتوقع انفصال "المعارضة المعتدلة" عن "جبهة النصرة"، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن تؤثر الولايات المتحدة على المعارضة، وأن تنفذ وعدها وأن يحدث الفصل وتنفصل المعارضة عن "جبهة النصرة، وهي لم تتمكن من تنفيذ ذلك حتى الآن. وسنعتبر هذا التنظيم إرهابيًا وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي".
أضاف أن واشنطن تعتبر تنظيم "داعش" إرهابيًا، إلا أن موقفها من "جبهة النصرة" يختلف إلى حد ما، لأن الأمريكان يقولون إن المعارضة تنتشر في ذات المناطق التي توجد فيها مواقع "جبهة النصرة".

استمرار المعارك فى الاراضي السورية
قال المسئول الأمني الروسي إن موسكو وواشنطن قامتا بتقاسم مجال المسئولية في سوريا، مشيرًا إلى أن موسكو تتعاون مع الحكومة، بينما تتعامل واشنطن مع المعارضة.
أشار باتروشيف إلى أن عدد الهجمات الإرهابية في سوريا والعراق ارتفع منذ عام 2013 بنسبة 50% تقريبًا، مضيفا أن أكثر من نصف الأعمال الإرهابية في العالم تقع في أفغانستان وباكستان ونيجيريا وسوريا والعراق.
قال أمين مجلس الأمن الروسي إن حوالي 90 ألف شخص قتلوا نتيجة وقوع ما يزيد على 32 ألف عمل إرهابي في العالم في العامين الأخيرين.
أشار باتروشيف إلى أن عدد اللاجئين في العالم تجاوز 60 مليون شخص، وهو رقم قياسي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أن ذلك يثير قلق المجتمع الدولي.
وفى سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تمديد المهلة التي أعطتها سابقا لفصائل المعارضة السورية لاستكمال تنصلها من تنظيم "جبهة النصرة"، وأكدت تأجيل ضرب مواقع التنظيم لحين التأكد من الأهداف.
في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن روسيا ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا وتركز على ضرب مواقع تنظيم "داعش" فقط.
كانت مجموعة دعم سوريا قد أصدرت قبل أسبوع بيانا دعت فيه فصائل المعارضة السورية للتنصل جغرافيا وأيديولوجيا من تنظيمي "داعش" و"النصرة".
وأمهلت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة الماضي تلك الفصائل حتى 25 مايو للانضمام إلى الهدنة والابتعاد عن مواقع تنظيم النصرة، مؤكدة استعدادها لضرب مواقع التنظيم بعد هذا الموعد.

وزير الخارجية الألماني
أوضح اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية أن قرار تأجيل توجيه الغارات إلى مواقع "النصرة" جاء بعد أن تلقى مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، قرابة 10 طلبات من قيادات تشكيلات مسلحة تعمل في مختلف المحافظات السورية، وبالدرجة الأولى في ريفي حلب ودمشق، بعدم توجيه الغارات قبل استكمال عملية تنصل تلك التشكيلات من مواقع "جبهة النصرة".
شدد كوناشينكوف قائلا: "علاوة على ذلك، أعربت بعض الفصائل عن استعدادها لتقديم إحداثيات المواقع الخاضعة لسيطرتها بعد طرد الإرهابيين من تلك المناطق ومنع شن عمليات قصف استفزازية جديدة تستهدف مناطق مأهولة ومواقع الجيش السوري".
أضاف: "انطلاقا من ذلك كله، قررنا تمديد المهلة للعمل مع بعض التشكيلات المسلحة من أجل انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية وتنصلها من الإرهابيين، وتحديد الإحداثيات الدقيقة لمواقع تلك الفصائل قبل الشروع في توجيه الغارات إلى الإرهابيين".
وفي هذا الإطار لوح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن على الشروع في التنسيق الفعلي لعمليات محاربة الإرهاب في سوريا، مضيفًا أن عسكريي البلدين يبحثون حاليًا المسائل المتعلقة بهذا التنسيق بالتفاصيل.
تابع قائلا: "إننا توصلنا إلى هذا الاتفاق مع الشركاء الأمريكيين، ولكن ليس على الفور، بل بعد تجاوز شكوكهم وتأملاتهم، وحتى مقاومتهم لفكرة الانتقال من مجرد تبادل المعلومات إلى تنسيق عمليات محاربة الإرهاب".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو مستعدة لتنسيق الجهود مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومع الأكراد من أجل تحرير الرقة من قبضة "داعش".
لكن وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين أصدرتا ردود أفعال متباينة على الاقتراح الروسي بالشروع في التنسيق العسكري ضد الإرهابيين في سوريا.

كيري ولافرورف
وقالت ميشيل بلدنسا الناطقة باسم البنتاغون "في الوقت الراهن نحن لا نخطط لأي عمليات عسكرية مشتركة مع روسيا"، وفي الوقت نفسه أكدت المسئولة الأمريكية أن روسيا ملتزمة باتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا، وتركز فقط على ضرب مواقع تنظيم "داعش".
بدوره لم يستبعد مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في معرض تعليقه على تصريحات لافروف، إمكانية إجراء عمليات عسكرية مشتركة للجيشين الروسي والأمريكي في سوريا، لكنه شكك في احتمال بدء مثل هذا التعاون في إطار معركة تحرير الرقة.
وتابع أنه فيما يخص تحرير الرقة من أيدي "داعش"، تراهن الولايات المتحدة ليس على روسيا، بل على القوات الكردية والحلفاء الآخرين في أرض سوريا.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو دعا واشنطن يوم الجمعة الماضي للعمل المشترك ضد الإرهابيين في سوريا بدءا من يوم 25 مايو ، مؤكدًا حق موسكو في استهداف الفصائل التي لن تنضم للهدنة قبل هذا الموعد.
أوضح شويجو أن موسكو تقترح على واشنطن التعاون في التخطيط وتوجيه غارات إلى فصائل "جبهة النصرة" والتشكيلات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم نظام وقف الأعمال القتالية، وإلى القوافل التي تحمل أسلحة وذخيرة، وإلى الفصائل المسلحة التي تعبر الحدود السورية- التركية بصورة غير شرعية، مع ضمان عدم استهداف المنشآت المدنية والمناطق المأهولة بالسكان.
حث شويجو واشنطن على إقناع فصائل المعارضة السورية التي لم تنضم للهدنة بعد، بالإقدام على هذه الخطوة قبل يوم الأربعاء 25 مايو.
يأتي ذلك فى الوقت الذي وصل فيه فصيلان مسلحان سوريان "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" ليلة أمس في الدوحة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتم الإعلان أن "اتفاقا بشأن وقف كامل لإطلاق النار تم التوصل إليه بإشراف من رياض حجاب، المنسق الرئيسي في اللجنة العليا للمفاوضات"، مضيفًا أن الطرفين وافقا على إطلاق سراح المحتجزين، وفتح الطرق، إضافة إلى إعادة مؤسسات مدنية لأصحابهم.
وذكرت هذه الوسائل أن أكثر من 500 شخصا لقيوا مصرعهم منذ أبريل الماضي نتيجة الاشتباكات بين الفصيلين المسلحين.