غياب الحلول السياسية في الأزمة السورية يزيد معاناة المدنيين

الخميس 26/مايو/2016 - 04:53 م
طباعة غياب الحلول السياسية
 
تتزايد الأزمات الإنسانية في سوريا إلى جانب اشتداد المعارك بين قوات الجيش السوري والجماعات الإرهابية، في الوقت الذي أكد فيه المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أن إدخال المساعدات إلى سوريا برا هو الطريق الأفضل، لكن اللجوء إلى أن خيار إسقاط المساعدات جوا يعود لعدم القدرة على المخاطرة.
وأكد دي ميستورا أن هناك تقريرًا يفيد بنقص حاد في تغذية الأطفال في منطقة المعضمية جنوب سوريا، موضحًا الحاجة الملحة لاستئناف المحادثات السورية السورية على أرضية تحسن الوضع الميداني والاستقرار ووقف الأعمال العدائية وإدخال المساعدات.
وشدد على أنه سيبلغ مجلس الأمن بحالة وبآفاق المفاوضات لافتا إلى أنه لا يتوقع استئنافها إذا استمر القتال في رمضان، مشيرا إلى أن الفيدرالية ليست ضمن جدول الأعمال.
يان إيجلاند نائب
يان إيجلاند نائب المبعوث الدولي إلى سوريا
من جانبه أشار يان إيجلاند نائب المبعوث الدولي إلى سوريا إلى أن الوصول إلى 160 ألف مدني في سوريا فقط خلال شهر مايو الجاري، منوهًا بمواجهة المشاكل في إدخال المساعدات.
من ناحية أخرى ماريا العبدة الناشطة السورية في مجال حقوق النساء أن السيدات في سوريا يعيشن لسنوات تحت القصف، وهن يقاتلن من أجل البقاء على قيد الحياة، وفي بعض المناطق المعزولة لم يعد هناك مسكنات للألم والتي تحتاجها النساء بعد الولادة.
أضافت بقولها: "عندما سألنا عن رغبتهن في إرسال أدوية، فضلت النساء أن نبعث لهن كتب مدرسية للأطفال، إنهن مقاتلات حقيقيات، ولكن هناك المزيد: هناك امرأة من درعا، المدينة التي تتعرض لقصف مستمر، كتبت رسالة مفتوحة وكأنها رسالة وداع، لأنها كانت تتوقع كل يوم موتها، ولكن تلك الرسالة كانت بمثابة نداء استغاثة للعالم.
كشفت عن شكوى تمت إحالتها إلى أعضاء في البرلمان البريطاني والذين تبنوا هذا الموضوع، ومن المقرر إمداد تلك المنطقة بوسائل الإغاثة. إنها أول مرة يسمع فيها العالم صوت امرأة من بلدة صغيرة في سوريا. هؤلاء النساء هن مستقبل سوريا.
من ناحية أخرى أطلق فريق توثيق انتهاكات "جبهة النصرة" حملة "أطفال لا جنود" في مناطق متفرقة من ريف إدلب شمال سوريا في محاولة جادة لوقف عمليات تجنيد الأطفال ضمن الفصائل المسلحة.
وقامت مجموعة من الناشطين والمدرسين بتدشين حملة ‫"‏أطفال لا جنود"‬، بهدف وقف زج الأطفال في سياق النزاعات الدائرة في المحافظات السورية.‬
وتندرج الحملة المدنية في إطار الرد على حملة "انفر" التي أطلقها عناصر "جبهة النصرة" في محافظتي إدلب وحلب، والتي جندت قرابة 500 طفل في صفوف التنظيم.
غريب حسو ممثل حزب
غريب حسو ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا
وعلى صعيد آخر أعلن غريب حسو ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا في كردستان العراق أن مدينة الرقة بعد تحريرها من "داعش" ستنضم للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد في شمال سوريا.
اعتبر حسو أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عاجزة عن "تقديم أي شيء في مقابل ذلك"؛ لأن الجيش السوري لم يفعل شيئًا ضد الإرهابيين في الرقة، وكشف حسو عن بعض تفاصيل الخطة لاقتحام الرقة، مضيفًا أن العملية العسكرية ستنطلق بشكل متزامن من 3 محاور– وتحديدا من عين عيسى وتل أبيض ومقاطعة الجزيرة. وتابع أن العمليات العسكرية الأساسية تجري حاليا في ريف الرقة الشمالي، حيث تحاول القوات الكردية وحلفاؤها قطع الرقة عن الحدود مع تركيا التي تمتد عبرها قوات تزويد الإرهابيين بالتعزيزات والذخيرة. وأضاف أنه بعد انتهاء هذه العمليات التمهيدية ستنطلق حملة اقتحام المدينة من كافة الاتجاهات المذكورة.
يذكر أن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن تدعم تقدم القوات الكردية باتجاه الرقة بغارات جوية مكثفة، وذلك على الرغم من رفض واشنطن دعم فكرة النظام الفدرالي في شمال سوريا.
كان الأكراد قد أعلنوا خلال مؤتمر عقد في رميلان بريف الحسكة في مارس الماضي، عن تأسيس نظام فدرالي ضم 3 مناطق تتمتع بالحكم الذاتي أقامتها جماعات كردية قبل عامين.
أوضح المشاركون في المؤتمر أن المناطق التي ستنضم إلى النظام الفيدرالي ستسمى "اتحاد شمال سوريا" وسيكون فيه تمثيل لكافة العناصر الاثنية في تلك المناطق.
غياب الحلول السياسية
من جانب آخر كشفت تقارير أن الوحدات الكردية والعربية التي تقاتل في صفوف "قوات سوريا الديمقراطية"، تواصل تقدمها في ريف الرقة الشمالي، وتمكنت من قتل 23 عنصرا من "داعش" جنوب مدينة عين عيسى، كما أنها صدت هجومًا لـ"داعش" على مواقعها قرب سد تشرين على نهر الفرات.
كما اتهمت "قوات سوريا الديمقراطية" المدفعية التركية بشن عمليتي قصف على مواقع وحداتها في المناطق المحاذية للحدود في شمال وغرب مدينة عين العرب كوباني خلال الساعات الـ48 الماضية.
من جانب آخر، نقلت وكالة "نوفوستي" عن مصدر في "قوات سوريا الديمقراطية" قوله: إن الوحدات الكردية تمكنت خلال الأيام الأربعة التي مرت على انطلاق حملة تحرير الرقة، من إحراز تقدم بمسافة نحو 6 كيلومترات باتجاه المدينة، وحررت في طريقها 8 بلدات وقرى من أيدي الإرهابيين.

شارك