معارك على بعد مئات الأمتار من عين العرب / انخراط الأردن في الحملة العسكرية على «داعش» يثير مخاوف من انتقام إرهابي / تفجيران انتحاريان في بنغازي

الجمعة 03/أكتوبر/2014 - 03:08 م
طباعة معارك على بعد مئات
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في المواقع الإلكترونية ومواقع الصحف، فيما يخص جماعات الإسلام السياسي اليوم 3 أكتوبر 2014

تفجيران انتحاريان في بنغازي

تفجيران انتحاريان
تصاعدت حدة المعارك في بنغازي مجدداً أمس، مع شنّ «مجلس شورى الثوار» المتحالف مع «فجر ليبيا» هجوماً جديداً للسيطرة على مطار المدينة والقاعدة الجوّية الملحقة به، فيما نفّذت القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر غارات جوية لصد المهاجمين وأجبرتهم على التوقف عند جسر مؤدٍ إلى المطار في قرية بنينا.
في الوقت ذاته، استهدف انفجاران مركزاً عسكرياً لقوات حفتر في حي سكني قريب من منطقة الاشتباكات، ما أسفر عن مقتل 3 من عناصرها وإصابة 65 آخرين بجروح. وأعلنت قوات حفتر أن التفجيرين نفذهما انتحاريان يستقلان سيارتين مفخختين. وأفاد محمد حجازي الناطق باسم حملة «الكرامة» التي يقودها حفتر بأن الانتحاريين قتلا بالانفجارين.
وقال العقيد ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة المنضوية في حملة «الكرامة»: إنَّ السيارتين المفخختين «اقتحمتا نقطة عسكرية قرب مطار بنينا، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود، فيما قتل أربعة آخرون خلال الاشتباكات مع المتشدّدين الإسلاميين». وأضاف أنَّ مقاتلي «مجلس شورى ثوار بنغازي» حاولوا السيطرة على المطار و«تكبّدوا خسائر كبيرة».
وأعلن العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو في قوات حفتر شنّ غارات بمقاتلات ومروحيات استهدفت المسلحين المتقدّمين في اتجاه المطار، مؤكداً وقوع خسائر في الأرواح والعتاد في صفوفهم.
وأشارت تقارير إلى وقوع تفجير ثالث في بنغازي استهدف مبنى تابعاً للاستخبارات، ولم تسجل على الفور خسائر في الأرواح نتيجة هذا التفجير.
ويأتي هذا التصعيد بعد اعلان رئاسة الأركان في الجيش الليبي وقفاً لإطلاق النار لمناسبة عيد الأضحى واستجابة لنداء وجّهه نواب من طرفي النزاع بعد حوار أجروه في غدامس برعاية الأمم المتحدة مطلع الأسبوع الحالي. وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون عزمه على اجراء محادثات مع قيادات «فجر ليبيا» وحلفائها على امل اقناعهم بسحب مسلحيهم من العاصمة التي سيطروا عليها أواخر آب (أغسطس) الماضي.
وأوضح الناطق باسم رئاسة الأركان العقيد أحمد المسماري أن قرار وقف النار ينطبق على كل القوات بما في ذلك تلك التي يقودها حفتر. لكن المسماري الذي يتلقى أوامره مباشرة من رئيس الأركان عبد الرزاق الناظوري، أكد «أحقيّة الجيش في الردّ على أيّ هجمات تستهدفه».
من جهة أخرى، حمّل الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، المجتمعَ الدوليَّ مسئوليةَ انهيار الوضع الأمنى والسياسي في ليبيا، مشيراً إلى أن الحلف حقّق أهدافه عام 2011 بحماية المدنيين في ليبيا.
وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي في بروكسيل: «لم تكن متابعتنا للأوضاع في ليبيا جيدة بما يكفي، وهذا الأمر يقع على عاتق المجتمع الدولي كلَّه، وليس مسئولية حلف شمال الأطلسي وحدَه».
على صعيد آخر، قتل عشرة مهاجرين أفارقة وفقد العشرات منهم في البحر أمس، إثر غرق مركب كان يقلّهم قبالة سواحل ليبيا. وأفاد ضابط في خفر السواحل الليبية بأن البحرية أنقذت بين 80 و90 شخصاً وانتشلت عشر جثث، موضحاً أن المركب كان يقل 170 إلى 180 شخصاً، استناداً إلى شهادات ناجين.
"الحياة اللندنية"

معارك على بعد مئات الأمتار من عين العرب

معارك على بعد مئات
أحكم مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي، أمس، الطوق على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية، وباتوا على مشارفها، في حين يستعد المقاتلون الأكراد الذين يدافعون عن المدينة الواقعة شمالي البلاد على الحدود التركية "لقتال شوارع" في حال دخول مقاتلي التنظيم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "المعارك العنيفة على أبواب كوباني مستمرة منذ 36 ساعة من دون توقف"، بين مئات المقاتلين الأكراد الذين يعانون نقصاً في التجهيزات وآلاف "الجهاديين" المجهزين بأسلحة ثقيلة، مشيراً إلى ضربات جديدة شنها التحالف ليل الأربعاء/الخميس، على مواقع التنظيم في ضواحي ثالث أكبر مدينة كردية في سوريا. وأضاف أن "داعش" يتقدم نحو المدينة من الجبهتين الجنوبية الشرقية والغربية التي انسحب منها مقاتلو وحدات حماية الشعب، للتمكن من الدفاع عن المدينة، وأوضح أن المقاتلين المتطرفين أصبحوا على مسافة كيلومترين من المدينة المحاصرة.
وقال المرصد: إن مقاتلي التنظيم يشتبكون مع المقاتلين الأكراد على بعد مئات الأمتار إلى الجنوب وجنوب شرقي كوباني، وأضاف أن الاشتباكات استمرت على بعد من اثنين إلى ثلاثة كيلومترات على الجانب الغربي، وتابع أن نحو 20 انفجاراً وقعت في مناطق سد تشرين ومدينة منبج الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً جنوبي كوباني نتيجة هجمات صاروخية يعتقد أن قوات التحالف شنتها.
وخلت المدينة السورية الحدودية من سكانها بشكل شبه كامل، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "نزح نحو ثمانين إلى تسعين في المئة من سكان كوباني والقرى المجاورة خوفا من هجوم وشيك على المدينة"، لكنه أشار إلى "وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة".
وكان المرصد عبر عن مخاوفه من أعمال انتقامية ضد آلاف المدنيين الذين ظلوا في المدينة إذا تمكن من خرق خطوط الجبهة التي تدافع عنها وحدات حماية الشعب.
وقالت ليلى وهي سورية عمرها 37 عاماً وصلت إلى معبر يومورتاليك الحدودي مع أطفالها الستة بعد الانتظار عشرة أيام في أحد الحقول على أمل أن تخف حدة الاشتباكات: "غادرنا لأننا أدركنا أن الأمور ستسوء"، وأضافت "سنرجع غدًا إذا رحل "داعش"، لا أريد التواجد هنا، لم أتصور تركيا حتى في أحلامي قبل ذلك".
وقالت آسيا عبد الله من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري: إن اشتباكات وقعت إلى الشرق والغرب والجنوب من المدينة، وإن "داعش" تقدم ليصبح على مسافة بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات على الجبهات الثلاث، وأضافت "إذا أراد (التحالف) منع مذبحة فعليه أن يتحرك بشكل أكثر شمولا بكثير"، وتابعت أن الضربات الجوية في مناطق أخرى دفعت المقاتلين باتجاه المدينة الحدودية، وأكدت "نحن نقاتل التنظيم بكل قوانا منذ 18 يوما لإنقاذ كوباني، وسنواصل المقاومة. المدنيون هم من سيقتلون إذا سقطت كوباني، لكننا سنحميهم".
واقرّ أنور مسلم رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة كوباني المعين من الإدارة الذاتية الكردية، بأن توازن القوى مختل لمصلحة التنظيم الذي يملك كمية كبيرة من الأسلحة النوعية، وانتقد الناشط الكردي مصطفى عبدي عدم فاعلية الضربات التي ينفذها التحالف.
وحسب المرصد، يأتي ذلك بعد أن سيطر التنظيم "على أكثر من 350 قرية وبلدة وتجمعاً سكانياً في ريف عين العرب خلال الأيام ال 16 الماضية، وهجَّر أكثر من 300 ألف نسمة، وقام بنهب وسرقة عشرات الآلاف من رؤوس الماشية، والسيارات والجرارات الزراعية والآليات التي تركها أصحابها، ممن لاذوا بالفرار خوفاً، إضافة لسرقة ونهب آلاف المنازل في القرى التي سيطروا عليها".
وعلم المرصد أن تنظيم "داعش"، قام بتوطين مؤيديه في قرية زيرك بالريف الغربي لمدينة عين العرب التي هجَّرَ سكانها منها، وناشد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والهلال والصليب الأحمر الدوليين، والمنظمات الإنسانية القادرة على المساعدة، توجيه فِرقها إلى عين العرب والمنطقة المتاخمة لها على الحدود السورية- التركية، لمد يد العون وإغاثة النازحين.
وقال المرصد: إن طائرات التحالف الدولي قصفت (اللواء 93) الذي يسيطر عليه "داعش" في ريف الرقة (شمال)، كما نفذت طائرات التحالف عدة غارات على مناطق يسيطر عليها التنظيم على أطراف مدينة حلب، وسط أنباء عن خسائر بشرية بالتزامن مع قصف من الطيران المروحي للنظام السوري على مقر للتنظيم في ريف حلب.
من جهة أخرى، تحول تشييع ضحايا تفجيرين في حمص إلى اعتصام طالب بإقالة محافظ المدينة الذي اتهموه بالتكتم على عدد القتلى الذي بلغ 54 بينهم 47 طفلا، وأشار المرصد إلى إطلاق هتافات بينها "الشعب يريد إسقاط المحافظ"، موضحا أن المتظاهرين هم من مؤيدي النظام "لكنهم يتهمون المحافظ بالكذب في مسألة حصيلة الضحايا الناتجة عن التفجيرين".
ونشرت صفحة "نادي شباب حمص" الموالية للنظام على "فيسبوك" صورا للتظاهرة بدا فيها حشد من الناس أغلبيتهم من الشباب يحملون أعلاما سورية، كما حمل بعضهم لافتات كتب عليها "حمص، لن ننسى، لن نسكت"، و"حمص جريحة وصمتكم فضيحة".
ودان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون التفجيرين في حمص، ودعا في بيان جميع أطراف النزاع في سوريا إلى التوقف فورا عن استخدام السلاح بشكل عشوائي يطال المدنيين، مجددا مناشدته جميع الإطراف المحلية والدولية العمل على إيقاف النزاع وإيجاد حل له.

أمريكي ينضم للقوات الكردية التي تقاتل "داعش"
أعلن متحدث باسم الجماعة الكردية المسلحة الرئيسية في سوريا أمس، أن أمريكياً انضم لهذه الجماعة التي تقاتل متشددي "داعش" في شمال سوريا.
وقال المتحدث ريدور خليل: إن جوردان ماتسون انضم إلى قوات وحدات حماية الشعب، وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني حول ما إذا كان مواطن أمريكي انضم إلى القوات الكردية "نعم هذا صحيح، إنه يقاتل في منطقة جزعة".

اتحاد تنسيقيات الثورة السورية يوثق 52 مجزرة في سبتمبر 
أعلن المكتب الحقوقي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية، أمس، توثيق 52 مجزرة وقعت في سوريا خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، متهماً قوات النظام والميليشيات الموالية له بارتكاب 50 منها بحق المدنيين.
وذكر المكتب في بيان أن الميليشيات التابعة للنظام ارتكبت 11 مجزرة بريف دمشق، ومثلها في حلب وريفها، إضافة إلى ثماني مجازر في إدلب، وست في دير الزور، ومجزرتين في درعا وريف الحسكة وحماة ومجزرة في ريف اللاذقية، وأضاف أن مدينة دوما بريف دمشق تعتبر أكثر المناطق التي ارتكبت فيها المجازر، حيث ارتكبت ميليشيات النظام ثماني مجازر في هذه المدينة وحدها، في حين تعتبر مجزرة دوما كبرى المجازر في سوريا، تليها مجزرة مدينة الباب بريف حلب التي راح ضحيتها 55 قتيلاً.
وقالت المعارضة السورية في الداخل في بيان منفصل: إن عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها طيران النظام خلال الشهر الماضي، بلغ 218 برميلاً، إضافة إلى 220 صاروخاً سقطت جميعها على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وراح ضحيتها 216 قتيلاً من بينهم 65 امرأة و34 طفلاً. 
"الخليج"

مصدر دفاعي فرنسي: قيادة عمليات التحالف الدولي ستنتقل إلى الكويت

مصدر دفاعي فرنسي:
تشكل قاعدة الظفرة الواقعة في منطقة ميناء الشيخ زايد في أبوظبي التي تسميها قيادة الأركان الفرنسية «القاعدة 104» المرتكز الوحيد للقوة الفرنسية الجوية المشاركة في العمليات العسكرية في العراق في إطار التحالف الدولي. وإزاء الانتقادات التي طالت ضعف المشاركة الفرنسية في هذه العمليات التي اقتصرت حتى الآن على ضربتين لأهداف في شمال العراق وعلى 16 طلعة استكشافية لتحديد الأهداف، فقد قرر الرئيس فرنسوا هولاند تعزيز الحضور الفرنسي عبر إرسال 3 طائرات «رافال» إضافية ليرتفع بذلك العدد إلى 9 طائرات مقاتلة – قاذفة، إضافة إلى طائرة استطلاع وأخرى للتزويد بالوقود. كذلك قررت باريس إرسال فرقاطة دفاع جوي إلى مياه الخليج.
ويبدو ضعف المشاركة الفرنسية واضحا إذا ما جرت مقارنته بما قام به الطيران الحربي الأمريكي (أكثر من 200 ضربة) أو الطيران الحليف بمجمله (نحو 250 ضربة) في العراق فضلا عن 100 ضربة في سوريا. بيد أن الجانب الفرنسي يبدو عازما، كما تقول أوساط دفاعية رسمية، على «زيادة وتيرة» المساهمة الفرنسية التي تعاني من 3 نقاط ضعف؛ أولها رغبة باريس في المحافظة على استقلالية قرارها لجهة تحديد الأهداف وتنفيذ عمليات القصف. وثانيها بعد مسرح العمليات عن قاعدة الظفرة حيث إنها تقع على مسافة 1500 كلم مما يعني الحاجة لتزويد طائرات «رافال» بالوقود جوا. وثالثها، ضعف الإمكانات المالية المرصودة لهذه العمليات التي لا يعرف بعد سقفها الزمني.
وقالت مصادر دفاعية فرنسية في لقاء مع مجموعة صحفية إنه «إذا كان جرى كسر دينامية (داعش)، إلا أن هذا التنظيم لم يخسر قدراته الهجومية» بفضل ما حصل عليه التنظيم من أسلحة ثقيلة في هجومه الكبير في شهر يونيو (حزيران) الماضي شمال العراق، وتحديدا على مدينة الموصل. وبحسب هذه المصادر، فإن «داعش» وضع اليد على 50 دبابة، و150 سيارة مصفحة، و60 ألف بندقية، وعدة آلاف من سيارات النقل، فضلا عن كميات كبيرة من المال ربما زادت على 600 مليون دولار. وتقدر المخابرات الفرنسية أعداد مقاتلي «داعش» في العراق وسوريا بـ25 ألف رجل؛ بينهم 8 آلاف أجنبي (أي غير عراقي أو سوري) منهم ألفا أوروبي. وتعد باريس أنه حتى الآن ما زالت عمليات التحالف في مرحلتها الأولى. ولم تشأ المصادر الفرنسية أن تحدد المهلة الزمنية التي ستستغرقها. ومن الناحية المبدئية، يخطط التحالف لثلاث مراحل، ثانيها استعادة المدن والقرى والمراكز التي سيطر عليها «داعش» بواسطة «القوى المحلية» أي القوات المسلحة والبيشمركة في العراق، والمعارضة السورية المسلحة في سوريا. أما المرحلة الثالثة فهي القضاء على هذه التنظيم.
بيد أن «منطقة الظل» في هذه الخطة تبقى الوضع السوري وموقع الرئيس الأسد الذي تؤكد المصادر الفرنسية أن ما يقال عن إمكانية «التفاهم» معه ليس سوى «تحليلات لا تقوم على أساس». وتقدر باريس المعارضة السورية المسلحة بـ80 ألفا إلى 100 ألف رجل، عيبها الأكبر تفتتها وانقساماتها، وهي تتوزع على 3 مجموعات أساسية: «الجيش السوري الحر (15 ألف رجل)»، «الجبهة الإسلامية (50 ألف رجل)»، و«جبهة ثوار سوريا (من 20 إلى 30 ألف رجل) ». وبمواجهة المعارضة، ترى المصادر الاستخباراتية الفرنسية أن قوى النظام «تضعف» وأن مصادر قوته الأساسية هي «حزب الله» والميليشيات العراقية الشيعية والدعم الإيراني، وتشير إلى أن العديد من الميليشيات العراقية يعود للعراق للدفاع عن مناطقه بوجه «داعش». ولذا، فإن نجاح خطة التحالف مرتبط بمدى قدرته على النهوض حقيقة بالجيش العراقي وتأهيله وتقوية البيشمركة الكردية من جهة، ومن جهة ثانية النجاح في تشكيل معارضة سورية موثوق بها ومدربة ومجهزة بشكل جيد لتكون قادرة على الإمساك بالأراضي التي سينسحب منها «داعش» بفعل الضربات الحليفة.
وتوجه وزير الدفاع الفرنسي جان إيفل ودريان إلى واشنطن أمس للتباحث مع المسئولين الأمريكيين حول كيفية تعزيز عمل التحالف والارتقاء بمستوى التنسيق الذي ما زال حتى الآن «غير مقنع». وعلم أن التحالف سيقيم في الكويت مركزا لقيادة العمليات العسكرية التي كانت تقاد من قاعدة تامبا العسكرية الواقعة في ولاية فلوريدا. وسيضم مركز القيادة ممثلين عن القوات المشاركة في العمليات العسكرية.
وتعي باريس أن العمليات الجوية «ليست كافية» خصوصا أنها تحصل بمعدل 5 مرات في اليوم. وبحسب خبراء عسكريين، فإن «داعش» أخذ «يتأقلم» مع التطورات العسكرية، والدليل على ذلك أنه «مستمر» في عملياته الهجومية في العراق وسوريا رغم الضربات الجوية التي بدأت تحوم الشكوك حول «فعاليتها» الأمر الذي يدفع بالدرجة الأولى المسئولين الأمريكيين إلى المطالبة بـ«الصبر» بانتظار أن تحقق الضربات أهدافها. وبعد أن كانت باريس ترفض قطعيا المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا مشترطة لذلك «غطاء» دوليا، فإنها أصبحت اليوم أكثر «تفهما» وربما استعدادا للانخراط في عمل التحالف الدولي في هذا البلد لما تعده من «تواصل وتداخل» بين الوضعين العراقي والسوري واستحالة التخلص من «داعش» في العراق من غير التخلص منه في سوريا.
"الشرق الأوسط"

ملاحقة خلية إرهابية في طرابلس

ملاحقة خلية إرهابية
جدّد مجلس الوزراء اللبناني تفويض رئيسه تمام سلام وثقته به «لمواصلة التفاوض بكل الوسائل والقنوات المتاحة توصلاً إلى تحرير الجنود المخطوفين على أن يُطلع مجلس الوزراء على نتائجها»، في وقت قال قائد الجيش العماد جان قهوجي إن «الجيش رصد خلية إرهابية في طرابلس نعمل على ملاحقة أفرادها من دون وقوع معركة وهدر دماء أبرياء، لكننا سنلجأ إلى الحل العسكري إن لم تنفع الحلول السلمية».
وكان مجلس الوزراء انعقد أمس لثماني ساعات برئاسة سلام الذي استهل الجلسة بتأكيد المطالبة بوجوب انتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت كي يستقيم عمل كل المؤسسات الدستورية. واعتبر سلام أن «عيد الأضحى يأتي حزيناً هذا العام في ظروف صعبة يمر بها البلد نتيجة سقوط شهداء وجرحى ومخطوفين من أبناء الوطن». 
وأوضح وزير الإعلام رمزي جريج أن مجلس الوزراء أوفد وزير الصحة وائل بو فاعور للاجتماع مع أهالي العسكريين المخطوفين الذين كانوا معتصمين قرب السراي الحكومية فطمأنهم باسم المجلس إلى أن قضية أبنائهم تشكل أولى أولويات الحكومة.
وأضاف:» قدم سلام عرضاً إجمالياً لقضية المخطوفين، واضعاً المجلس في جو المساعي التي يقوم بها توصلاً إلى تحريرهم، آملاً بأن تأتي الأيام المقبلة بأخبار إيجابية في هذا الشأن. وأضاف سلام أنه يتابع الموضوع ليلاً ونهاراً مع وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وأن الدولة القطرية تلعب في عملية التفاوض الجاري دوراً مهماً وإيجابياً. وأبدى الوزراء وجهات نظرهم حول القضية فأكّدوا تضامنهم مع الأهالي في معاناتهم ووجوب متابعة المفاوضات وضرورة استعمال الوسائل المتاحة للتوصل إلى تحرير المخطوفين».
وأكّد مجلس الوزراء ضرورة إبعاد موضوع الجنود المخطوفين والمفاوضات الجارية من أجل تحريرهم عن التداول الإعلامي المكثّف والمثير حفاظاً على سلامتهم وعدم استغلال قضيتهم بشكل يحقّق مآرب الإرهابيين التكفيريين.
وقالت مصادر وزارية لـ «الحياة»: إن مناقشة التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين استغرقت أكثر من 3 ساعات لكنها جرت بهدوء ومن دون بروز خلافات عليها. وأضافت المصادر أن سلام أكّد للوزراء أن نجاح الوساطات في وقف قتل العسكريين أتاح حصول تقدم في التفاوض وأن تجديد مجلس الوزراء ثقته بخلية الأزمة المعنيّة بالملف يجعل الدولة تفاوض من موقع قوّة لأن وحدة الموقف اللبناني تؤكد القدرة على تحقيق إنجازات في الموضوع. وذكرت المصادر أن هناك اتفاقاً على التكتّم في شأن المفاوضات والمبادلة لإطلاق العسكريين، مشيرة إلى أن الوسيط القطري يعمل على تثبيت الضمانات الجديّة بضمان سلامة العسكريين بموازاة البحث في حيثيات حل القضية مع الخاطفين. وأشارت إلى أن لا معلومات عن تحرك تركي حتى الآن في هذا الشأن على رغم أن سلام كرّر القول إنه طلب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تلعب بلاده دوراً في التفاوض مع الخاطفين.
وكان العماد قهوجي قال في حديث مع محطة «سكاي نيوز» إن «الجيش اللبناني عزّز انتشاره في تلال عرسال، وعزل البلدة عن أطرافها، لمحاصرة المسلحين ومنع وصول أي إمدادات اليهم»، مشدداً على أن «حزب الله لم يشارك في معركة عرسال، ومراكزه تبعد عن حواجز الجيش نحو 12 كيلومتراً». وفيما لم يستبعد قهوجي «نشوب معركة جديدة مع المجموعات المسلحة على أطراف بلدة عرسال»، قال إن» الجيش يكثّف مراقبة مخيّمات للنازحين السوريين، ويوقف من يشتبه به». وأضاف: «تعرضنا في معركة عرسال إلى هجوم من داخل المخيمات».
وأوضح قهوجي أن «الموقوف عماد جمعة (الذي تسبب توقيفه في 2 آب/أغسطس الماضي باندلاع الاشتباكات مع المسلحين السوريين)، مسئول في تنظيم «داعش» اعترف خلال التحقيق معه أن المجموعات المسلحة كانت تخطط لمهاجمة الجيش اللبناني، واجتياح القرى الشيعية والمسيحية في البقاع، لإيقاع فتنة مذهبية وطائفية في لبنان».
"الحياة اللندنية"

الحوثيون يسببون ذعرا في العاصمة بنهب المنازل والمؤسسات الحكومية

الحوثيون يسببون ذعرا
مصادر سياسية يمنية تنتقد موقف الجيش.. والحوثيون يقيدون انفاق الحكومة
كشفت مصادر حقوقية يمنية عن سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء منذ استيلائهم عليها في 21 من سبتمبر (أيلول) الماضي، في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون احتلال منازل عدد من السياسيين وبعض المؤسسات، وخاصة قيادة الجيش.
وأشار تقرير حقوقي صادر عن مركز صنعاء للإعلام الحقوقي إلى أن الحوثيين اقتحموا ونهبوا 62 منزلا و35 مؤسسة حكومية و29 مقرا حكوميا و26 مؤسسة تعليمية و35 مسجدا و5 عيادات طبية، إضافة إلى انتهاكات أخرى طالت عددا من المؤسسات الإعلامية، ويشير التقرير إلى احتلال الحوثيين لأكثر من 200 منزل ومؤسسة عسكرية وأمنية وإعلامية وجامعات وغيرها. وقال مواطنون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إنهم يعيشون حالة خوف وهلع جراء سيطرة المسلحين الحوثيين على العاصمة صنعاء، حيث ينتشر الحوثيون في كل الجولات المرورية في صنعاء إلى جانب رجال المرور، ويسيطرون على معظم المؤسسات المهمة، وأكدت مصادر محلية موثوقة لـ«الشرق الأوسط» مغادرة الكثير من المواطنين للعاصمة إلى قراهم خشية هذه التطورات الخطيرة التي تشهدها إحدى العواصم العربية، وقد خفض الكثير من البعثات الدبلوماسية عدد العاملين فيها وغادروا اليمن إلى بلدانهم خشية اندلاع حرب أهلية، في حين يواصل المتمردون هيمنتهم على معظم مؤسسات الدولة اليمنية وسط تنديد محلي وإقليمي ودولي بهذه الخطوات.
إلى ذلك، نفت جامعة الإيمان الإسلامية التي يمتلكها الداعية الإسلامي البارز الشيخ عبد المجيد الزنداني ما نشره الحوثيون عن وجود معامل متفجرات وأقنعة داخل الجامعة التي اقتحمها الحوثيون واستولوا عليها، وقال بيان صادر عن الجامعة إن «ما قامت به ميليشيات الحوثي المسلحة المتمردة من حصار لجامعة الإيمان والعدوان بمختلف الأسلحة عليها وعلى طلابها ومشايخها وقتل بعضهم ونهب المنازل والإدارات والأرشيف، هو جريمة بشعة بكل المقاييس، وعدوان صارخ على مؤسسة تعليمية تشرف عليها الدولة، والتخاطب معها يكون عبر الجهات الرسمية وليس عبر العصابات المسلحة، وهذه الجريمة الشنعاء لم ولن تسقط بالتقادم، وتحتفظ إدارة الجامعة بكل حقوقها القانونية في مقاضاة هذه العصابة المسلحة وعقابها بالوسائل المشروعة، وإن تأخر الأمر، والأيام دول».
وأضاف البيان: «الأكاذيب والافتراءات التي حاولت من خلال الترويج لها أن تبرر جريمة العدوان على الجامعة وما ارتكبته فيها من جرائم، فشلت في مهمتها القذرة التي تكمل بها مهمة العدوان والنهب والعبث والتدمير؛ فالناس يعرفون الحقيقة ويدركون حقيقة ما حدث، ونشيد هنا بوعي القارئ وعموم أبناء اليمن والعالم الإسلامي الذين يدركون الحقيقة والذين سخروا من هذه الافتراءات والذين يقفون مع الجامعة ويستنكرون هذه الجريمة التي طالت مؤسسة تعليمية معروفا عنها الوسطية والاعتدال والاجتهاد، ودعاتها وطلابها منتشرون في شتى أنحاء العالم، ويعرفهم الجميع بوسطيتهم واعتدالهم وعطاءاتهم العلمية والفكرية، بعيدا عن أي غلو وتطرف، وقد حازت الجامعة قبل أشهر الترتيب الرابع في اليمن في تصنيف (ويب ماتريكس) لمعايير الشفافية والتميز، وهذه شهادة عالمية للجامعة، إضافة إلى شهادات علماء الأمة ومفكريها ودعاتها».
ويعد الشيخ الزنداني من أبرز الدعاة السنيين اليمنيين، ويرتبط بعلاقات مع الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم، غير أن الحوثيين (الشيعة) يعدونه على لائحة أعدائهم في صنعاء، في حين يخوض اليمن صراعا مذهبيا لم يحدث من قبل في تاريخه بالصورة التي تجري في اليمن وباتت صنعاء مهددة بمواجهات عسكرية محتومة.
من جهته، ‫قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأن «اتفاق السلم والشراكة» الذي وقعته جميع الأطراف السياسية بمن فيهم «أنصار الله» في 21 من الشهر الماضي بالعاصمة صنعاء- جنب اليمن مخاطر الانزلاق إلى الحرب والدمار، ومثل عبورا آمنا لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتجاوز كل العقبات والتحديات.
وتطرق الرئيس هادي خلال لقائه، أمس، مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بيتينا موشايت، إلى الجهود المبذولة لتنفيذ «اتفاق السلم والشراكة الوطنية»، مثمنا وقوف دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب اليمن في مختلف الظروف والأحوال، وفي كل المجالات، ودعمها لأمنه واستقراره ووحدته.
وحسب المصادر اليمنية الحكومية فقد أشادت موشايت بتوقيع مختلف الأطراف على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، مؤكدة ضرورة التزام الجميع بتنفيذ كل بنوده، كما أعربت عن استعداد الاتحاد الأوروبي لمواصلة تقديم الدعم والمساندة لليمن للتغلب على الصعوبات والتحديات المختلفة التي تواجهه.
وفي سياق آخر غادر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، أمس، العاصمة صنعاء متجها إلى المملكة العربية السعودية، حيث قال بأنه سيواصل جهوده من أجل دعم اليمن في هذه الظروف الصعبة.
وقال بنعمر قبيل مغادرته صنعاء في زيارته الـــ33 إلى اليمن بأن الوضع اليمني ما زال صعبا وحساسا، لكنه أوضح أن «الطريق الوحيد للمضي قدما في إنجاح مشروع التغيير السلمي الذي بدأ في 2011 هو تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون».
"الشرق الأوسط"

إياد مدني لـ «الحياة»: لمنظمة التعاون دور مساند في «حرب التحالف الدولي»

إياد مدني
إياد مدني
دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني إلى التعامل مع ظاهرة الإرهاب من خلال الفهم الكامل لها لا مجرد حصرها في البعد الأمني والعسكري. وقال: إن الرد عسكرياً على الإرهاب يجب أن يتزامن مع «فهم السياق العام للبيئة والمناخ الذي ينتج مثل هذه الحركات والسياق السياسي الذي يوفر لها الدعم». 
وشدد في حديث إلى «الحياة» على رفض «استخدام المذهب أو الدين لتوسيع النفوذ السياسي» على غرار ما جرى في العراق بعد الغزو الأمريكي حيث «فككت المؤسسات الكبرى في الجيش والحزب والجهاز البيروقراطي ما فرغ العراق وشجع الهويات الطائفية وجوف العراق من الداخل».
وقال: إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) «مظهر من مظاهر الإرهاب وليس الإرهاب كله» مؤكداً أن منظمة التعاون الإسلامي تعمل على «تجريد داعش وبوكو حرام وأمثالهما من شعاراتها الإسلامية، نحن نريد أن نوضح أن هذه التنظيمات لا علاقة لها بالإسلام، لا كدين ولا كثقافة ولا كحضارة».
وقال: إن دور المنظمة بالنسبة إلى الحرب التي يشنها التحالف الدولي العربي على «داعش» هو «دور مساند» مشدداً على ضرورة «تجفيف الدعم، ليس المالي فقط، بل أيضاً الفكري والسياسي لهذه الحركات».
ورفض لصق الإرهاب بالإسلام؛ لأن «الحركات الإرهابية سمة في كل دين وكل كيان سياسي» ومنها «إرهاب بوذي ضد المسلمين في روهنغا وجرائم ترتكب ضد المسلمين في وسط إفريقيا».
واعتبر أن دول المنطقة «تحركها مصالحها الوطنية وليس مذاهبها وإن كان هناك من صراع مذاهب أو استخدام المذهب فهو لتكريس نفوذ سياسي».
ودعا دول المنطقة إلى اعتماد «مقاربة جديدة تصنعها هي نفسها، أي أن تلتقي إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج والأردن ومصر للوصول إلى مقاربة جديدة يُعترف بها بالمصلحة الوطنية للكل للوصول إلى المصلحة التي تجمعها. من دون ذلك سنظل منطقة تحتدم بمثل هذه الصراعات التي تُستخدم لتوسيع النفوذ السياسي».
ورفض مدني «الانسياق إلى التسميات المذهبية لما يجري» معتبراً أنه «ليس هناك إرهاب سني وإرهاب شيعي بل إرهاب له سياق وأسباب ولا بد من فهمه، إنما أن ننسب الإرهاب إلى مذهب فنحن ننزلق في المنزلق الذي يجب أن نحترس ألا ننزلق فيه».
"الحياة اللندنية"

المتطرفون يصعدون الحرب ضد الجيش في بنغازي.. وحكومة الثني تجتمع في البيضاء

المتطرفون يصعدون
عشرات القتلى والجرحى في 5 عمليات انتحارية
سقط أمس أكثر من 10 من قوات الجيش الليبي بين قتيل وجريح، في سلسلة عمليات انتحارية مفاجئة نفذتها عناصر تنتمي لجماعات إرهابية على معسكرات تابعة للجيش، واشتباكات دامية في منطقة بنينا بمدينة بنغازي شرق ليبيا. وقالت مصادر عسكرية من بنغازي لـ«الشرق الأوسط» إن من وصفتهم بالإرهابيين الذين ينتمون إلى تنظيم «أنصار الشريعة» المتطرف نفذوا 5 عمليات انتحارية بشكل متزامن، جرى في إحداها استخدام سيارة إسعاف لتفجير بوابة تابعة للجيش.
كما جرت اشتباكات مسلحة بين عناصر الجيش وتنظيمات إرهابية في بلدة القبة الواقعة شرقي بنغازي. وقال العقيد ونيس بو خمادة، قائد القوات الخاصة التابعة للجيش الليبي في بنغازي، إن سيارتين ملغومتين اقتحمتا نقطة عسكرية قرب مطار بنغازي الذي يستخدم للأغراض المدنية والعسكرية، مما أدى إلى مقتل 3 جنود، لافتا إلى أن 4 جنود آخرين قتلوا خلال اشتباكات مع متشددين إسلاميين في المنطقة نفسها.
وأضاف أن «مجلس شورى» القوات، في إشارة إلى الإسلاميين الذين يحاولون السيطرة على المطار منذ أسابيع، تكبد خسائر فادحة.
ونفت «كتيبة راف الله السحاتي»، المحسوبة على الجماعات المتطرفة، مسئوليتها عن أي عملية انتحارية، بينما زعم المكتب الإعلامي لما يسمى «عملية فجر ليبيا» في بيان مقتضب أن من وصفهم بالثوار قد تمكنوا فعليا من بسط سيطرتهم التامة على القاعدة الجوية والمطار في بنينا.
لكن مصادر في الجيش الوطني الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر نفت لـ«الشرق الأوسط» هذه المزاعم، وأكدت في المقابل عبر الهاتف من بنغازي، أن الجيش لم يفقد السيطرة بعد على هذه المواقع لحيوية، مشيرة إلى أن ما سمته «قتالا عنيفا» يدور حول هذه المواقع حتى مساء أمس.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم تعريفها، أن سلاح الطيران التابع لـ«عملية الكرامة» العسكرية التي أطلقها اللواء حفتر في شهر مارس (آذار) الماضي، شن في المقابل سلسلة غارات جوية ضد قوات المتطرفين، وأنها أحبطت إلى حد كبير هجوم قوات المتطرفين على منطقة المطار.
وكان الإسلاميون اجتاحوا قواعد الجيش في المدينة؛ الأمر الذي جعل المطار إحدى القواعد الكبيرة الأخيرة الباقية للحكومة في المدينة.
وفي بنغازي تقاتل القوات الخاصة بالجيش الليبي المتحالفة مع اللواء حفتر، جماعات إسلامية بينها «أنصار الشريعة»، التي اتهمتها الولايات المتحدة بشن هجوم على قنصليتها في بنغازي في سبتمبر (أيلول) عام 2012 قتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا ودبلوماسيون آخرون.
إلى ذلك، رحب برناردينو ليون، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، بإعلان مجلس النواب التزامه بالحوار السياسي الجامع في حل أزمة البلاد. وعدّ ليون في بيان وزعته البعثة أمس أن اختيار المفاوضات بدلا من المواجهة علامة مشجعة جدا، لافتا إلى أن مجلس النواب بصفته السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد يلعب دورا مهمّا في هذا الصدد.
وبعدما عبر عن قلقه من الذين يلعبون دورا سلبيا ويعملون ضد مصالح الليبيين وضد قرار مجلس الأمن، تعهد بأن تمضي بعثة الأمم المتحدة مع البرلمانيين الليبيين قدما في الحوار لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا.
من جهتها، عقدت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني أول اجتماع لها بمقرها المؤقت في مدينة البيضاء بشرق البلاد، بسبب عجزها عن الانتقال إلى العاصمة طرابلس وممارسة مهامها من هناك.
وقالت الحكومة في بيان بثته على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه جرت مناقشة الوضع المالي العام للدولة وسبل توفير البدائل لتغطية الاحتياجات المالية للدولة في هذه المرحلة العصيبة، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية في مختلف المدن الليبية وكيفية معالجتها. وأعلن البيان أن الحكومة قررت القيام بتحمل قيمة الرسوم الدراسية عن كل التلاميذ الليبيين في مصر وتونس للعام الدراسي الجديد.
من جهة أخرى، أعلنت القوات البحرية الليبية أنها تمكنت أمس من إلقاء القبض على قارب به 120 مهاجرا غير شرعي، وكذلك إنقاذ 110 آخرين من قارب آخر محطم بمنطقة «القره بوللى».
ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن العقيد أيوب قاسم الناطق الرسمي باسم القوات البحرية أن دوريات حرس الحدود عثرت على القاربين أثناء قيامها بدورياتها، مشيرا إلى انتشال 5 جثث من البحر لآخرين كانوا على متن القارب الذي تحطم. وأوضح أن جميع المعتقلين من جنسيات إفريقية، جرى تسليمهم إلى إدارة الهجرة غير الشرعية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
من جهتها، أعلنت قوات «فجر ليبيا» التي تسيطر منذ الشهر الماضي على العاصمة طرابلس، أنها اعتقلت نحو 3000 إفريقي لدى مداهمتها ما وصفته بأكبر وكر للعمالة الوافدة الإفريقية في منطقة الفلاح بالعاصمة.
ويجتاح العنف ليبيا في وقت تحولت فيه الجماعات المسلحة التي ساعدت في إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، لقتال بعضها بعضا، سعيا للهيمنة السياسية والسيطرة على الثروة النفطية الضخمة للبلاد.
"الشرق الأوسط"

«داعش» يتقدم في الأنبار ويتراجع في الموصل

«داعش» يتقدم في الأنبار
غيَر تنظيم «داعش» (الدولة الإسلامية) مسار هجماته فاحتل أمس قضاء هيت، غرب الرمادي (عاصمة الأنبار) بعدما حاول في الأسابيع الماضية السيطرة على بلدة حديثة القريبة. وأصبح يهدد مدينة بلد في محافظة صلاح الدين.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي لـ «الحياة»: إن «المسلحين دخلوا حتى الآن إلى قضاء هيت، وسيطروا على أجزاء واسعة منه». ونفى سيطرتهم على مراكز الشرطة والمباني الحكومية، مؤكداً «مواصلة الاشتباكات في محيط هذه المراكز».
وأضاف أن «الأجهزة الأمنية ليست لديها الإمكانات لمقارعة مسلحي داعش الذي يملك أحدث الأسلحة. وقد طلبنا المساعدة فاستجاب طيران الجيش الذي يحاول إسناد القوات المحلية». وانتقد «التحالف الدولي لأنه لم يستخدم قوته، على رغم مناشداتنا».
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع أمس إرسال قوات إضافية إلى هيت، فيما أعلن قائد الشرطة في الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي قتل 20 عنصراً من «داعش»، خلال محاولتهم اقتحام المؤسسات الحكومية.
وحشد التنظيم مسلحيه حول بلدة حديثة القريبة، من دون أن يتمكن من اقتحامها، كما أنه يخوض معارك في بلدتي جرف الصخر واليوسفية (جنوب بغداد) منذ أسابيع.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد تراجع التنظيم في شمال وغرب الموصل، وتمكن قوات «البيشمركة» الكردية من السيطرة على بلدة ربيعة. وقال الناطق باسم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوي، سعيد مموزيني لـ «الحياة» إن «البيشمركة تمكنت من القضاء على آخر من بقي من مسلحي داعش الذين كانوا يتحصنون في المستشفى الرئيسي، وهي تتقدم بشكل ملحوظ وقد تجاوزت حدود الناحية، ومعلوماتنا تفيد بأن نحو 108 عناصر من التنظيم قتلوا خلال المعركة، مشيراً إلى أن «ألفاً و184 شخصاً قتلوا في الموصل، خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، بينهم 84 من المدنيين». وأكد أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي شوهد داخل الموصل، وعقد اجتماعاً مع قادة التنظيم في منطقة دندان. وأشار إلى أن «خلافات حادة نشبت بين عشائر الحديدي والجبور من جهة، ومسلحي التنظيم من جهة أخرى، قبل أيام من تفجير عدد من الجسور».
من جهة أخرى، قال النائب عن ائتلاف «الوطنية» كاظم الشمري في بيان أمس إن «مسلحي داعش يحتجزون 250 شخصاً من مختلف المكونات في منزل الشيخ عبد الله الياور في نينوي». وأعلنت الأمم المتحدة أن التنظيم ارتكب انتهاكات «مذهلة» في العراق، ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب.
"الحياة اللندنية"

تقرير أمريكي: النصرة وحماس تجمعان تبرعات في قطر

تقرير أمريكي: النصرة
أكدت صحيفة الشرق الأوسط أن تقريرا نشر في واشنطن، أمس الخميس، يفيد بأن منظمات في قائمة الإرهاب الأمريكية مثل "حماس والنصرة" تجمع تبرعات علنا في قطر. وقالت مجلة "فورين بوليسي السياسة الخارجية" إنها حصلت على وثائق تؤكد ذلك.
وبحسب فورين بولسي "تضخ الإمارة الصغيرة والثرية بسبب الغاز، عشرات الملايين من الدولارات عن طريق شبكة خفية، إلى الثوار والسلفيين في سوريا، تنفيذا لسياسة خارجية أكبر من وزنها".
وأضافت المجلة "بعد أعوام من الرضا، ربما قررت واشنطن أخيرا أن تتحرك لوقف هذا".
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الأمريكية حتى الآن كانت غير راغبة في ذلك، عدا بيان من وزارة الخزانة، في الأسبوع الماضي، وضع مواطنا قطريا ثانيا في قائمة الإرهاب بسبب دعمه تنظيم القاعدة في سوريا، وأماكن أخرى، غير أن وزارة الخارجية الأمريكية، حتى الأسبوع الماضي، ظلت تصف قطر بأنها «حليف مهم».
ونقل التقرير على لسان جين لويس بروغير، مدير سابق لمركز أمريكي أوروبي مشترك لمكافحة تمويل العمليات الإرهابية، قوله: «تملك الولايات المتحدة أدوات لازمة لمراقبة التحويلات الحكومية وشبه الحكومية للجماعات المتطرفة، لكن جمع المعلومات الاستخباراتية شيء، والرد شيء آخر». وسأل: «هل الولايات المتحدة قادرة حقا على اتخاذ إجراءات ضد دول تمويل الإرهاب؟».
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2003 تسلم الكونجرس تقريرا عن المؤسسات الخيرية التي تدعم الإرهاب، وخاصة التي لها صلة بمنظمة القاعدة، وذلك في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001، ومنها مؤسسات قطرية تساعد الإرهاب، وتعمل في غسل الأموال، وتوفر فرص العمل والوثائق الرسمية لشخصيات رئيسة ذات صلة.
وكمثال على تورط قطر في دعم المنظمات الإرهابية، أشار التقرير إلى مركز تجاري متألق بالقرب من وسط مدينة الدوحة، وخلفه، في مطعم هادئ، كان يسجل شخص اسمه «حسام»، قائد فرقة عسكرية معارضة في سوريا. وفي عامي 2012 و2013، كانت قوة الفرقة 13 ألف شخص، وتحت سيطرته بالقرب من مدينة دير الزور في شرق سوريا. وقال لصحفية تعمل في مجلة «فورين بوليسي»: «هؤلاء جزء من جيش سوريا الحر. وهم كلهم موالون لي».
وقالت المجلة: إن «حسام» سوري ويملك مطاعم كثيرة في الدوحة، ويوفر وجبات راقية لحفلات كبار المسئولين في قطر، ولدبلوماسيين، وأصحاب شركات، عرب وغربيين. وقال: إن جزءا من دخله «لا يزال يذهب لدعم العسكريين والمدنيين في سوريا في شكل سلع ومساعدات إنسانية، مثل بطانيات، ومواد غذائية، وحتى سجائر». وقال إنه لا يدعم العسكريين. لكن، قال التقرير إنه مثال لـ«شبكة واسعة من الرجال القطريين ذوي الميول الإسلامية، الذين يدعمون مختلف الطوائف، من جنرالات سابقين سوريين، ومسلحين مع طالبان، وإسلاميين صوماليين، ومتمردين سودانيين».
"التحرير"

الأمم المتحدة «مذهولة» من حجم جرائم «داعش»

الأمم المتحدة «مذهولة»
أفاد تقرير للأمم المتحدة نشر أمس بأن مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» يرتكبون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في العراق، وندد بسلوك القوات الحكومية أيضاً.
وتحدث هذا التقرير بالتفصيل عن «عدد يثير الذهول» من انتهاكات حقوق الإنسان في شمال العراق، كما أشار الممثل الخاص للأمين العام نيكولاي ملادينوف الذي وضع هذا التقرير وتناول فيه الفترة الممتدة من 6 تموز (يوليو) حتى 10 أيلول (سبتمبر) المتعلقة بالهجوم الذي شنّه «داعش» انطلاقاً من سورية.
وقال المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين: إن «حجم الانتهاكات والتجاوزات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية والمجموعات المسلحة المتحالفة معه مثيرة للذهول، وإن عدداً من هذه الاعمال يمكن اعتباره بمثابة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
ولفت التقرير الذي وضع بمساعدة بعثة الأمم المتحدة في العراق ومكتب المفوض الاعلى لحقوق الإنسان إلى أن هذه الانتهاكات «المنهجية الواسعة» التي نفذها التنظيم والمجموعات المسلحة المتحالفة معه تشمل «هجمات استهدفت مباشرة مدنيين وبنى تحتية مدنية، وتصفيات وغيرها من عمليات قتل مدنيين محددة الأهداف وعمليات خطف واغتصاب وغير ذلك من أشكال الاعتداءات الجنسية والجسدية ضد نساء وأطفال، وتجنيد إلزامي لأطفال».
وأكد التقرير أن مختلف الأعراق والمجموعات الدينية العراقية «استهدفت عن قصد وبصورة منهجية بهدف تدميرها واستئصالها من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية».
وأشار ملادينوف إلى أن «هذا التقرير مثير للرعب»، وقال انه لم يتم تضمينه مئات المعلومات الأخرى عن عمليات قتل مدنيين لأنه لم يكن ممكناً التحقق منها بشكل كاف.
ولفت التقرير أيضاً إلى «انتهاكات القانون الإنساني الدولي من القوات الحكومية العراقية والمجموعات المسلحة المرتبطة بها»، مثل «الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي» التي لم تأخذ في الاعتبار «مبادئ التمييز والتكافؤ التي ينص عليها القانون الإنساني الدولي».
ودعا التقرير الحكومة العراقية للانضمام إلى معاهدة روما كي تتاح للمحكمة الجنائية الدولية ملاحقة هذه الجرائم.
وتفيد حصيلة لبعثة الأمم المتحدة في العراق بأن 9347 مدنياً، على الاقل، قتلوا في 2014 وجرح 17386، مشيرة إلى ان أكثر من نصف هذه الأرقام ناجم عن الهجوم الذي شنّه تنظيم «الدولة الإسلامية» في حزيران (يونيو) الماضي.
"الحياة اللندنية"

«داعش» يحتل قضاء هيت شمال الأنبار ويرفع شعاره على الأبنية الحكومية

«داعش» يحتل قضاء
عضو مجلس الأنبار: المهاجمون يمتلكون أسلحة أكثر تطورا مما عند الشرطة والجيش
أكدت مصادر أمنية ومحلية سقوط قضاء هيت، غرب العراق (180 كم عن بغداد) إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70 كم، بأيدي مقاتلي «داعش» أمس. وطبقا لشهود عيان تحدثت معهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أكدوا أن «هناك منع تجوال داخل القضاء، وينتشر مسلحون في الشوارع، وبدأت بعض جوامع المدينة تطلق تكبيرات باسم (داعش) وتحاول طمأنة الأهالي».
وقال الشيخ أركان الكعود: إن «قذائف هاون تطلق بكثافة على مناطق مختلفة من القضاء، لا سيما على بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية التي استولى عليها (داعش)، خصوصا في الجانب الأيسر من القضاء»، مشيرا إلى أنه «في حال لم تصل تعزيزات كافية للقوات الموجودة داخل القضاء، فإن هيت يمكن أن يسقط بالكامل». وردا على سؤال عما إذا كان هناك قصف للطيران قال الكعود: «نعم هناك قصف للطيران، ولكنه يبدو بعيد حتى الآن، حيث لم نلحظ طائرات تجوب سماء القضاء».
وكان التلفزيون الرسمي العراقي «العراقية» أعلن عن سيطرة تنظيم داعش على مبنى قائمقامية قضاء هيت ومركز شرطة القضاء غرب الأنبار. وقالت القناة في خبر عاجل لها إن «عصابات (داعش) الإرهابية احتلت مبنى قائمقامية قضاء هيت ومركز الشرطة». وأضافت قناة «العراقية» أن «اشتباكات عنيفة تدور بين هذه العصابات وأبناء عشائر البونمر».
من جهتها أعلنت قائمقامية قضاء هيت عن صد القوات الأمنية العراقية هجوما واسعا لتنظيم داعش على القضاء. في سياق ذلك أفاد مصدر عسكري في محافظة الأنبار بأن «طيران التحالف الدولي بدأ ظهر اليوم (أمس) بقصف عناصر تنظيم داعش الذي استولى على الجانب الأيسر من قضاء هيت غرب محافظة الأنبار». وأضاف المصدر في تصريح صحفي أن «اشتباكات مسلحة عنيفة بين القوات الأمنية التي يساندها أبناء العشائر وبين إرهابيي (داعش) قرب الجسر الرئيس وسط هيت لمنع الإرهابيين من محاولة العبور إلى الجانب الأيمن للمدينة».
من جهته أكد الخبير الأمني معتز محيي الدين مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «استراتيجية (داعش) تقوم على محاولة إرباك الجهد الأمني والعسكري من خلال قيامها بأكثر من عملية في وقت واحد، وذلك لأن الوقت الآن يساعدها قبل أن يشتد ساعد التحالف الدولي ضدها وتتمكن القوات العراقية من زج المزيد من المقاتلين القادرين على حمل السلاح، فضلا عن دخول أسلحة جديدة ومتطورة». وأضاف أن «هناك الكثير من المناطق لا تزال رخوة بالنسبة لـ(داعش)، وبالتالي فإنها تعمل على فتح ثغرات في تلك المناطق لتوسيع رقعة انتشارها والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة؛ لأن ذلك يفيدها في التحرك والمناورة والاختفاء في مرحلة لاحقة عندما تعمل على طريقة الخلايا النائمة فيما بعد».
في سياق ذلك طالب مجلس محافظة الأنبار بتدخل فوري للقوات الأمنية من أجل إعادة السيطرة على المناطق التي تمكن تنظيم داعش من السيطرة عليها في قضاء هيت. وقال عدنان الفهداوي عضو مجلس المحافظة إن «عناصر من تنظيم داعش ومسلحين من فصائل أخرى، سيطروا على 90 في المائة من المدينة، بينها مراكز شرطة ومؤسسات حكومية في قضاء هيت وانتشروا في شوارع المدينة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية»، واصفا الوضع الأمني في القضاء بـ«الخطير جدا». وأضاف «أن المهاجمين أفضل تسليحا من قوات الأمن المحلية».
وقال شاهد عيان تحدث إلى رويترز من هيت: «يمكن رؤية عشرات المسلحين المتشددين في البلدة مع سياراتهم وأسلحتهم. يمكنني سماع إطلاق النار الآن في كل مكان».
وفيما رسم الفهداوي صورة قاتمة متوقعا زحف تنظيم داعش على مدن أخرى في محافظة الأنبار، فقد وجه رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» انتقادات إلى «الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية التي لم تحقق تقدما حتى الآن في الكثير من المناطق التي توجد فيها». وأضاف الهايس أن «ما شجع (داعش) على استمرار الهجمات والتوسع هو عدم وجود تقدم حقيقي للقوات العسكرية على أي صعيد، فضلا عن الخسائر التي لحقت بها أخيرا منذ معركة الصقلاوية، وهو ما شجع (داعش) أكثر فأكثر»، مشيرا إلى أنه «لا يوجد مسك للأرض، كما لا توجد استراتيجية مواجهة حقيقية لهذا التنظيم رغم الوعود الكثيرة، ولكن الفعل حتى الآن قليل».
وسقوط هيت يكشف قاعدة عين الأسد العسكرية في بلدة البغدادي القريبة ويعرضها للهجوم. وتكبدت قوات الحكومة العراقية خسائر كبيرة بعد أن حاصر مسلحون معسكرات أخرى للجيش خلال الأشهر الأخيرة.
وقال شهود عيان: إن المسلحين رفعوا رايات الجهاد السوداء فوق المباني الحكومية في هيت وإنهم رأوا جثثا لرجال أمن في الشوارع.
"الشرق الأوسط"

اشتباكات على أطراف حي تشرين.. و«النصرة» تطلق معركة تحرير الغوطة

اشتباكات على أطراف
اعتصام في حمص يطالب بإقالة محافظها بعد مقتل 47 طفلا في تفجيرين أحدهما انتحاري
عنُفت الاشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام يوم أمس الخميس في مناطق ريف دمشق وخاصة في الغوطة الشرقية مع إطلاق «جبهة النصرة» وعدد من فصائل المعارضة معركة لتحرير مواقع استراتيجية في المنطقة، بالتزامن مع وقوع اشتباكات على أطراف حي تشرين في العاصمة السورية وسط قصف لعدد من المواقع.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، على أطراف حي تشرين، وسط قصف لقوات النظام على منطقة الاشتباك، ومناطق أخرى في الحي. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «مناوشات حصلت عند أطراف حي تشرين المتاخمة للغوطة الشرقية». ونفذت قوات النظام حملة مداهمات في شارع النصر، وسقطت قذيفة هاون على منطقة في دمشق القديمة ما أدى لسقوط 7 جرحى على الأقل.
وتحدثت شبكة «سوريا برس» عن اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام ضمن ما يعرف بـ«المربع الساخن» على المتحلق الجنوبي الذي يشمل بلدات زملكا وعربين وحرستا بريف دمشق الشرقي إضافة إلى حي جوبر شرقي دمشق. وتزامنت الاشتباكات مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات شنته قوات النظام على المنطقة وخاصة على جبهة الدخانية، إضافة إلى عمليات تمشيط «عشوائي» للأحياء.
وأعلنت جبهة النصرة وكتائب أخرى عن انطلاق معركة «العطاء لأهل الوفاء» لتحرير مواقع «مهمة وحيوية جدا» في الغوطة الشرقية لريف دمشق، تشنها بالاشتراك مع فصائل «جند دمشق» و«فيلق عمر» و«لواء أم القرى» و«لواء مجاهدي الغوطة».
وفي الزبداني، أشارت شبكة «سوريا برس» إلى سقوط عدد من القتلى من قوات النظام خلال عملية بالزبداني سيطر على أثرها الجيش الحر على حاجز عين الرملة التابع لقوات النظام.
وأشار المرصد إلى اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى على أطراف مدينة عربين بالغوطة الشرقية، كما تعرضت مناطق في بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي، ومناطق أخرى في محيط بلدة كناكر لقصف من قبل قوات النظام. وقُتل 3 عناصر على الأقل من هذه القوات، وأصيب آخرأن، خلال اشتباكات مع الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة في مزارع تل كردي، على أطراف مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وفي حمص، ومع ارتفاع عدد قتلى التفجيرين اللذين استهدفا حي عكرمة العلوي أول من أمس الأربعاء إلى 54 بينهم 47 طفلا، تحول تشييع الضحايا إلى اعتصام طالب بإقالة محافظ المدينة طلال البزري الذي اتهموه بالتكتم على عدد القتلى.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إنه جرى إطلاق هتافات بينها «الشعب يطالب بإسقاط المحافظ»، موضحا أن المتظاهرين هم من مؤيدي النظام السوري «لكنهم يتهمون المحافظ بالكذب في مسألة حصيلة الضحايا الناتجة عن التفجيرين».
وأفاد المرصد عن تجدد القصف من قبل قوات النظام على مناطق في حي الوعر وعن اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف منطقة أم شرشوح بريف حمص الشمالي.
وفي ريف درعا الشمالي، نقلت شبكة «سوريا برس» عن الجيش الحر تأكيده مقتل 40 من قوات النظام خلال الاشتباكات التي دارت أول من أمس الأربعاء في محيط قرية دير العدس خلال محاولة القوات النظامية السيطرة على المنطقة.
ومع استمرار الاشتباكات في محيط المنطقة شن الطيران المروحي التابع لقوات النظام غارات بالبراميل المتفجرة على محيط مدينة إنخل وبلدة عقربا بريف درعا، بينما سجل سقوط قتيل من القوات النظامية خلال معارك بحي المنشية بدرعا البلد.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي شن غارة جوية على الأحياء السكنية في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، في حين هاجم عناصر من «فيلق الشام» بصواريخ غراد تجمعات للقوات النظامية على جسر صواران؛ مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى.
وفي حلب، قالت شبكة «سوريا مباشر»: إن الطيران المروحي التابع لقوات النظام ألقى برميلا متفجرا على حي الحيدرية، وأشار المرصد إلى اشتباكات وقعت بعد منتصف ليل الأربعاء- الخميس بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى على أطراف قرية حرجلة بالقرب من الحدود السورية- التركية بريف حلب الشمالي. كما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى على أطراف حي بني زيد شمال حلب، ترافق مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق الاشتباك.
وقتل 3 أشخاص على الأقل جراء قصف الطيران المروحي مناطق بالقرب من فروج الشرق ومركز توزيع الخبز في حي طريق الباب.
وفي اللاذقية، أفيد عن اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى بالقرب من قرية كفردلبة بريف اللاذقية الشمالي، كما قُصفت بالمدفعية قرى ترتياح ومرج خوخة والمغيرية في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
"الشرق الأوسط"

البغدادي يلتقي قادة «داعش» في الموصل

البغدادي يلتقي قادة
أكد مصدر كردي أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي عقد اجتماعاً لقادة التنظيم في الموصل، وقدم إليهم دعماً مادياً للحد من تأثير «الهزائم» التي منيوا، فيما تمكنت قوات «البيشمركة» الكردية من إحكام قبضتها على مسلحين تحصنوا في مستشفى ناحية ربيعة الحدودية مع سورية.
وكان عدد من مسلحي «داعش» حوصروا في المستشفى، إثر سيطرة «البيشمركة» أول من أمس على الناحية وعدد من القرى المحيطة، وتفيد تقارير ميدانية أن مسلحين آخرين باتوا محاصرين بين ناحية ربيعة والمنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات موالية لحزب «العمال الكردستاني».
وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي» في نينوي سعيد مموزيني لـ «الحياة»: إن «البيشمركة تسيطر الآن بشكل كامل على ناحية ربيعة بعدما تمكنت من القضاء على آخر من بقي من المسلحين الذين كانوا يتحصنون في المستشفى الرئيسي للناحية، والبيشمركة تتقدم بشكل ملحوظ وتجاوزت حدود الناحية بنحو 10 كلم، ومعلوماتنا تفيد بأن 108 عناصر من داعش قتلوا خلال معركة تحرير الناحية». مشيراً إلى أن «ألفاً و184 شخصاً قتلوا في الموصل خلال الشهر الماضي الماضي، بينهم 84 فقط هم من المدنيين».
وزاد «أن زعيم داعش ابو بكر البغدادي شوهد في داخل الموصل، وعقد اجتماعاً مع قادة التنظيم في منطقة دندان في مركز المدينة، وعلمنا أنه جاء وهو يسقل عربة أجرة ويقودها شخصياً، ووزع دعماً مالياً على أمراء التنظيم لتعويضهم الانتكاسات التي لحقت بالتنظيم»، لافتاً إلى أن «العشائر، منها عشائر الحديدي والجبوري، وقعت في خلافات حادة مع التنظيم، بعدما كانت تملك فصائل مسلحة لمصلحته، وبدأت الخلافات عندما حاول التنظيم قبل أيام تفجير عدد من الجسور».
وكانت وسائل الإعلام ذكرت أن البغدادي هرب من مدينة الرقة السورية ووصل إلى الموصل هرباً من عمليات القصف الجوي التي تنفذها طائرات «التحالف الدولي» على مواقع «داعش».
من جانبه، أفاد النائب عن ائتلاف «الوطنية» في البرلمان العراقي كاظم الشمري في بيان أمس أن «مسلحي داعش يحتجزون نحو 250 شخصاً من مختلف المكونات في منزل الشيخ عبد الله الياور في نينوي، بعدما حاولوا الاحتماء فيه هرباً من بطش التنظيم، في محاولة من التنظيم لضرب رموز وحدة العراق ومكوناته»، لافتاً إلى أن «الياور ونجله حملا لواء الدفاع عن الأرض والعرض وكل المكونات في ناحية ربيعة ضد هجمة الإرهاب وغربانه المجرمة».
وعن الأوضاع الميدانية في جبهة قضاء سنجار وربيعة، قال القيادي في «قوات حماية سنجار» داود جندي لـ «الحياة» إن «مسلحي داعش الإرهابي حاولوا السيطرة على معبر أو منطقة شلو التي تربط بين جنوب جبل سنجار وشماله، لكن قواتنا أجبرتهم على التراجع، ويبدو أن داعش يحاول أن يستعيد هذه المنطقة الاستراتيجية بعدما حررتها قواتنا، كما أن هناك اشتباكات يومية في مناطق أخرى من القضاء، ومنها منطقة كافاره الواقعة غرب مدينة سنجار»، لافتاً إلى أن «تحرير ناحية ربيعة سيشكل نقلة نوعية في العمليات العسكرية، ونحن في انتظار أن تتجه البيشمركة نحو ناحية الشمال وصولاً إلى سنجار».
في الأثناء نقلت صحيفة «هاولاتي» الكردية المستقلة عن الناطق باسم «قوات حماية الشعب» الموالي لحزب «العمال الكردستاني» بولات جان قوله إن «اتفاقاً أبرم مع قوات البيشمركة وقوات حماية سنجار على شن هجوم مشترك لاستعادة السيطرة على قضاء سنجار»، لافتاً إلى أن «ذلك من شأنه أن ينهي الخلافات التي دبت بين الأطراف خلال سقوط المدينة».
"الحياة اللندنية"

الأزهر والكنيسة في رسالة موحدة: سنواجه الإرهاب والأفكار الهدامة بشدة

الأزهر والكنيسة في
مصادر: الطيب وتواضروس أكدا التصدي لمحاولات زعزعة المجتمع
كشف مصدر مطلع في مشيخة الأزهر بالقاهرة، عن أن «اللقاء الذي جمع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، في مقر مشيخة الأزهر، أمس، تناول رسالة قوية شديدة اللهجة بشأن إجراءات قادمة للأزهر والكنيسة لمواجهة الإرهاب والأفكار الهدامة التي تقوم بترويجها الجماعات المتطرفة».
وقال المصدر المطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأزهر والكنيسة أكدا التصدي للأعمال التي تحرض على العنف، والحث على ضرورة المحبة والتآخي حفاظا على النسيج الوطني»، في حين قال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة المصرية القس بولس حليم، الذي حضر اللقاء، لـ«الشرق الأوسط»: «شعرنا خلال اللقاء بمحبة.. والجميع أكد أن الأزهر والكنيسة معا في المحبة والإخاء الذي شهد عليه العالم أجمع بأنه نموذج فريد».
واستقبل الدكتور الطيب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في مصر، على رأس وفد كنسي رفيع المستوى، في مقر مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة، للتهنئة بعيد الأضحى المبارك. وتمنى البابا تواضروس الثاني، في كلمته التي ألقاها خلال زيارته، أن «يحفظ الله مصر وشعبها، وأن تبقى مصر محروسة بصمود أبنائها ووحدتهم التي تتجلى دائما في الأوقات العصيبة»، مشيدا بدور شيخ الأزهر وحكمته التي حفظت للمصريين وحدتهم وتلاحمهم.
وأضاف البابا تواضروس، خلال زيارته الثالثة لمشيخة الأزهر منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن السلطة في يوليو (تموز) من العام المنصرم، أن «مصر تسير بخطى ثابتة وقوية على طريق التقدم، وتقدم صورة طيبة للعالم كله». فيما قالت مصادر كنسية إن الطيب وتواضروس أكدا على ضرورة التصدي لمحاولات زعزعة استقرار المجتمع، وأن الأزهر والكنيسة قادران على تخطي كل محاولات النيل من وحدة الشعب المصري.
وسبق أن زار بابا المسيحيين في مصر مشيخة الأزهر والتقى الطيب في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وذلك بعد ثلاثة أشهر من عزل مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عن السلطة. ويشار إلى أن آخر اجتماع بين الطيب وتواضروس كان في أغسطس (آب) الماضي.
من جانبه، أكد الدكتور الطيب أمس، أن «الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه قوة واحدة ونسيج وطني واحد، لا يمكن لأحد أن ينال من تلاحم أبنائه ووحدتهم التاريخية القادرة على صد أي محاولات لزعزعة وحدته واستقراره»، مشيدا بعلاقات الود والاحترام المتبادل التي تسود بين الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية.
في السياق ذاته، قال المصدر المطلع بمشيخة الأزهر، إن «الجانبين تحدثا عن ضرورة مواجهة الأفكار التخريبية والفكر المتشدد الذي انتشر في ربوع البلاد بشكل كبير والذي تقوم به الجماعات المتطرفة»، لافتا إلى أن الحديث تطرق إلى الأحداث السياسية في مصر ومشروع قناة السويس، مؤكدا أن البابا تواضروس قال عن المشروع: إن «شهادات قناة السويس علامة قوية على سلامة البنيان الداخلي وثقة الشعب المصري في قيادته».
وتحاول السلطات المصرية منع استخدام دور العبادة في المساجد والكنائس في الصراع السياسي بالبلاد، وخاضت السلطات خلال الأشهر الماضية منذ عزل مرسي معارك كثيرة لمواجهة الأفكار والدعاة التكفيريين الذين يدعون المصريين للعنف ضد السلطات الحاكمة في البلاد، وتتهم السلطات جماعة الإخوان بالوقوف وراء جميع أحداث العنف التي تقع في مصر.
من جهتها، قالت المصادر الكنسية نفسها لـ«الشرق الأوسط»، إن لقاء أمس أثنى على عمل «بيت العائلة المصرية» الذي يضم مشايخ وقساوسة، في تقديم حلول واقعية للمخاطر التي تهدد مستقبل البلاد، وسعيه لإزالة كل أسباب الاحتقان الطائفي التي يستغلها أعداء الوطن في تعكير صفوه والنيل من وحدته الوطنية.
في غضون ذلك، استقبل شيخ الأزهر، القس صفوت البياضي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أمس، والوفد المرافق له، مؤكدا أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين تقوم على الاحترام المتبادل الذي لا يسمح لأحد بأن ينال منه.
"الشرق الأوسط"

مصر: «أنصار بيت المقدس» تتوعد بتفجيرات في العيد

مصر: «أنصار بيت المقدس»
توعدت جماعة «أنصار بيت المقدس» قوات الجيش والشرطة في مصر بتفجيرات في عيد الأضحى، فيما أكدت وزارة الداخلية أن قواتها في حال استنفار لإحباط أي عمليات تخريبية، ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئولين أمنيين لم تسمهم أن الجيش قتل القيادي في «أنصار بيت المقدس» محمد أبوشيتة في سيناء أمس.
ونشرت «أنصار بيت المقدس» شريطاً مصوراً على مواقع جهادية، يظهر فيه شعارا وزارتي الداخلية والدفاع، وكتبت فوقهما: «انتم أضحيتنا في هذا العيد»، قبل أن تظهر خريطة مصر، وقد بدا فيها تفجيرات في محافظات عدة في الدلتا وشرق البلاد وغربها، ثم ختمت الجماعة الشريط بعبارة: «انتظرونا عيدنا سيكون يوماً أسود على وزير الداخلية وأعوانه».
والجماعة من أكثر التنظيمات المسلحة نشاطاً في شمال سيناء تحديداً، وتبنت عمليات عدة، وانتهجت أخيراً سياسة قطع رؤوس عدد من بدو سيناء قالت إنهم من المتعاونين مع قوات الأمن المصرية والاستخبارات الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف في تصريح صحفي: إن «وزارة الداخلية تتعامل بجدية مع هذه التهديدات»، لافتاً إلى أنها «وضعت خطة أمنية شاملة لتأمين الشارع المصري في عيد الأضحى، وأجهزة الأمن في حال استنفار وستكون في أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي نوع من أنواع التهديدات».
إلى ذلك، أعلنت مصادر عسكرية أن حملة موسعة في سيناء أسفرت عن قتل «تكفيريين» اثنين، «وتدمير 18 بؤرة إرهابية ومستشفى ميداني ومخزن مواد متفجرة ونفقين للتهريب» في جنوب الشيخ زويد ورفح، لافتة إلى أن «مخزن المتفجرات عُثر في داخله على كميات كبيرة من مادة تي إن تي شديدة الانفجار، ومعدات تفجير». ونقلت وكالة «رويترز» ووسائل إعلام محلية عن مصادر أمنية أن القيادي البارز في «أنصار بيت المقدس» محمد أبوشيتة قتل أمس في مواجهات مع الجيش. لكن لم يتسن تأكيد الخبر.
وكانت قنبلة بدائية الصنع انفجرت في محيط مبنى محافظة الغربية في الدلتا، وأصابت موظفين في المحافظة بجروح طفيفة، كما انفجرت قنبلة أخرى مستهدفة سيارة للشرطة في مدينة بورسعيد المطلة على قناة السويس، ما تسبب في إحراقها.
وفي حادث لافت، قالت وزارة الداخلية إنها أوقفت صحفياً في محطة القطارات الرئيسة في القاهرة ترك حقيبة سوداء على رصيف القطار، قبل أن يحاول الفرار من قوات الأمن التي تمكنت من القبض عليه، وأقر بأنه كان يُعد تقريراً صحفياً عن مدى يقظة قوات الشرطة في المحطة. وأوضحت وزارة الداخلية أنها تحققت من هوية الصحفي، وسلمته حقيبته، لكنها دعت المؤسسات الإعلامية المختلفة إلى «تجنب تلك المحاولات بسبب حال الاستنفار الأمني بين القوات، وما تمثله تلك المحاولات من وضع القائمين عليها في مواطن قد تكون لها تداعيات أمنية».
من جهة أخرى، جُرح عشرات في اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» في محافظة البحيرة في الدلتا، إثر تدخل قوات الشرطة لفض تظاهرة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بقنابل الغاز المسيل للدموع، فرد المتظاهرون برشق الشرطة بالحجارة، قبل أن تتحول منطقة حوش عيسى إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين الطرفين. وألقت قوات الأمن القبض على عدد من المتظاهرين.
ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي أنصاره إلى التظاهر في عيد الأضحى. وقال في بيان تحت عنوان «تهنئة ودعوة إلى أسبوع: الله أكبر، عيدنا النصر» إن هناك «مناخاً قمعياً يمهد لانفجار شعبي وحراك ثوري سلمي قابض على الجمر».
وأضاف أن «عيد مصر الحقيقي يوم استكمال الثورة والنصر، واسترداد الحقوق والحريات»، داعياً إلى «المشاركة في حراك ثوري قوي ومهيب في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) ضمن أسبوع ثوري يعلوه التكبير، وتحتشد فيه الملايين في صلوت العيد في الساحات والميادين والمساجد الكبرى وتنتشر فيه الفعاليات القوية في كل مكان، خصوصاً أمام منازل الشهداء». وطلب من أنصاره التصعيد «حتى يصل الأمر إلى انتفاضة ثورية مع بدء الدراسة في الجامعات لدعم نضال الحركة الطلابية القاهرة للانقلاب».
"الحياة اللندنية"

ضبط شركة اتصالات تتجسس لصالح قطر

ضبط شركة اتصالات
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شركة اتصالات منشأة بدون ترخيص تقوم بجمع المعلومات عن الأحوال داخل مصر وبثها إلى شركة اتصالات قطرية. وأكدت تحريات مباحث شرطة النقل والمواصلات وجود شركة تدعى (كيمو بايل) لخدمة الهاتف المحمول بدائرة قسم أول شرطة المنتزه بالإسكندرية، والتي ترتبط بشركة (كيو تل) إحدى شبكات الهاتف المحمول بدولة قطر، حيث تقوم الشركة الأولى ببث أخبار مفتعلة عن الأحوال داخل مصر في صورة رسائل نصية إلى العاملين المصريين داخل دولة قطر. وعقب تقنين الإجراءات تم تشكيل قوة أمنية من مباحث شرطة النقل والمواصلات بالاشتراك مع مديرية أمن الإسكندرية وقطاع مصلحة الأمن العام وبالتنسيق مع مفتشى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، حيث تم ضبط المدعو عاطف محمد عبد العزيز عبد المحسن 41 سنة، المدير المسئول عن الشركة، مقيم بدائرة القسم. وعثرت قوات الأمن بمقر الشركة على 20 جهاز كمبيوتر وجهازين لاب توب وجهازين سويتش وجهازين راوتر و5 هواتف محمولة بداخلها شرائح شرائح خطوط قطرية. واعترف المتهم خلال مواجهته بإنشائه وتشغيل الشركة دون الحصول على الترخيص اللازم من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وأنه يقوم بإرسال رسائل نصية لشركة (كيو تل) القطرية عن الأحوال داخل مصر بعد جمعها عن طريق العاملين معه بالشركة مستخدما جهاز الحاسب الآلي، والدخول إلى شبكة الإنترنت وإعادة بثها مرة أخرى لشركة (كيو تل) بقطر والتي تقوم بدورها بإرسالها في صورة رسائل نصية جماعية لعملاء الشركة بقطر. وقامت الأجهزة الأمنية باتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، والعرض على النيابة التي باشرت التحقيق.
"اليوم السابع"

المعارضة تشكّل «قيادة موحدة» لتصعيد عملياتها جنوب سورية

المعارضة تشكّل «قيادة
قال ناشطون أمس: إن فصائل المعارضة في جنوب سورية تتجه إلى تشكيل «قيادة عسكرية موحدة» لتنسيق عملياتها في محافظتي درعا والقنيطرة، في تكرار لما قاموا به في الغوطة الشرقية حيث ساعد توحدهم في تصعيد عملياتهم ضد قوات النظام، في وقت دارت مواجهات في أكثر من محافظة. ووثّق حقوقيون وقوع 52 مجزرة في أنحاء سورية خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي وقالوا إن النظام مسئول عن ارتكاب 50 منها و«كلها ضد المدنيين».
وبحسب موقع «الدرر الشامية» المعارض، فإن «الفصائل العاملة في محافظتي درعا والقنيطرة تعتزم تشكيل قيادة عسكرية موحدة، تضم الفصائل العاملة، بما فيها جبهة النصرة والجيش الحر، تحت اسم مجلس شورى مجاهدي حوران». وأضافت أن هذه القيادة «تُعتبر بمثابة غرفة عمليات تنسّق العمل العسكري وتقوده وتضبطه، وليست ذوباناً كاملاً للفصائل في فصيل واحد وتسمية واحدة».
يُذكر أن الغوطة الشرقية شهدت تجربة مماثلة تمثّلت بتشكيل «القيادة العامة للغوطة» التي باتت تتولى إدارة المعارك والتخطيط لها.
وجاء التحرك نحو توحيد الفصائل المسلحة في جنوب سورية في وقت انسحبت قوات النظام صباح أمس من تل مصيح بريف درعا «بعد اشتباكات ضارية شهدتها بلدة دير العدس قتل خلالها نحو 40 جندياً»، بحسب ما أكد «المكتب الإعلامي في دير العدس» الذي أشار إلى أن الجنود قُتلوا خلال محاولتهم اقتحام البلدة التي يسيطر عليها الثوار.
وفي الإطار ذاته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران المروحي للنظام قصف ببراميل متفجرة مدينة إنخل بريف درعا الشمالي، كما قصف بالمدفعية أطراف بلدة عقربا ومناطق في بلدة النعيمة بريف درعا الشمالي، ومناطق أخرى في درعا البلد بمدينة درعا. أما في محافظة القنيطرة، فأشار «المرصد» إلى إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً على بلدة مسحرة بريف القنيطرة.
وفي دمشق وريفها، أشارت معلومات المعارضة إلى «معارك طاحنة تدور بين كتائب القيادة العامة في الغوطة وقوات الأسد على المتحلق الجنوبي في كل من زملكا- عربين- حرستا- جوبر، وسط غارات جوية من الطيران الحربي، وقصف صاروخي ومدفعي كثيف». كما شهدت جبهات الدخانية وعين ترما في الغوطة الشرقية معارك عنيفة أيضاً.
وفي تقرير من محافظة حماة (وسط سورية)، أشارت وكالة «سمارت» إلى مقتل أربعة من جنود النظام بمكمن نصبه لهم لواء «العقاب الإسلامي» على طريق بلدة السعن بريف حماة الشرقي. وفي المقابل، شن الطيران الحربي غارتين على مدينة مورك بريف حماة الشمالي، فيما قُتل عنصر من «ألوية وكتائب العزة» في اشتباكات مع قوات النظام على أطراف حاجز بلدة الزلاقيات بريف حماة.
وفي محافظة حلب، أفاد «المرصد» أن اشتباكات دارت ليل الأربعاء- الخميس «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى، على أطراف قرية حرجلة قرب الحدود السورية- التركية في ريف حلب الشمالي». وأضاف أن اشتباكات مماثلة دارت «بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، على أطراف حي بني زيد شمال حلب، ترافق مع فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق الاشتباك، في حين ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مناطق في حي جبل بدرو شرق حلب... وقصف الطيران المروحي مناطق بالقرب من فروج الشرق ومركز توزيع الخبز في حي طريق الباب، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين على الأقل».

52 مجرزة
في غضون ذلك، أحصى «المعهد السوري للعدالة» أنه في خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي ألقت مروحيات النظام 218 برميلاً متفجراً والطائرات الحربية 220 صاروخاً على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الثوار. وقُتل في هذا القصف 216 شخصاً بينهم 65 امرأة و34 طفلاً.
كما وثّق المكتب الحقوقي لـ «اتحاد تنسيقيات الثورة» حدوث 52 مجزرة في سورية خلال شهر ايلول، مشيراً إلى أن «ميليشيات النظام» مسئولة عن ارتكاب 50 من هذه المجازر «كلها في حق المدنيين». وعدّد المكتب أن مناصري النظام ارتكبوا 11 مجزرة في ريف دمشق، و11 مجزرة أخرى في حلب وريفها، و8 مجازر في إدلب، و6 مجازر في دير الزور، و2 في درعا، و2 بريف الحسكة، و2 في حماة، و2 في الرقة، ومجزرة واحدة بريف اللاذقية. وتابع المكتب أن مدينة دوما بريف دمشق تُعتبر أكثر المناطق التي ارتكبت فيها المجازر لشهر أيلول حيث ارتكبت «ميليشيات النظام 8 مجازر في دوما وحدها».
وفي المقابل، ذكر المكتب أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم 35 ناشطاً مدنياً واعلامياً في مدينة الرقة كان اعتقلهم في وقت سابق. ونقل عن نشطاء من مدينة الرقة أن المعلومات جاءت عقب ابلاغ عناصر من التنظيم لذوي الضحايا انه تم اعدامهم ودفنهم في مقبرة جماعية. وبحسب المعلومات فإن النشطاء اعدمهم التنظيم بتاريخ 18/9/2014. ونشرت صفحة «الرقة تذبح بصمت» على شبكة «فايسبوك» صوراً للناشط الاعلامي أحمد الاصمعي أحد أبناء المدينة، وهو واحد من الـ 35 ناشطاً الذين تم اعدامهم. وبحسب عائلته فإن التنظيم أعلمهم بمقتل ابنهم الاربعاء، وعندما طالبت بجثته رد عناصر التنظيم بالقول إنه دفن في مقبرة جماعية على أطراف الرقة.
"الحياة اللندنية"

إحباط خطة "بيت المقدس" لتفجير مديرية أمن الشرقية في العيد

إحباط خطة بيت المقدس
التحقيقات: المتهمون تلقوا تدريبات في غزة واعتنقوا أفكارا إرهابية.. والنيابة تحبسهم 15 يوما
قررت نيابة أمن الدولة العليا، الخميس، حبس 12 من أعضاء «تنظيم أنصار بيت المقدس» 15 يوما على ذمة التحقيقات، بتهمة «التخطيط لتفجير مديرية أمن الشرقية، وحرق عدة كنائس» خلال احتفالات عيد الأضحى.
واجهت النيابة المتهمين بتحريات الأمن الوطني، بعد أن وجهت إليهم اتهامات بـ«الانضمام لجماعة أسست خلافًا لأحكام القانون والدستور، الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها، والتحريض على العنف واعتناق أفكار تكفر الحاكم وتوجب محاربته، وإتلاف المنشآت العامة والخاصة، وحيازة أسلحة ومتفجرات غير مرخص باستخدامها ومقاومة السلطات، والإخلال بالأمن والسلام الاجتماعي، ومهاجمة 3 أكمنة شرطة بسيناء خلال العام الماضي».
وأوضحت التحريات التي أجراها جهاز الأمن الوطني، أن «المتهمين يعيشون بمحافظات الشرقية والدقهلية والبحيرة، وانضموا إلى تنظيم أنصار بيت المقدس عقب تأسيسه، وسافروا إلى غزة عبر الأنفاق في شهر أغسطس 2013، وتدربوا فيها لمدة شهرين، على أيدى عناصر تتبع التنظيم في فلسطين، لرصد المنشآت الحيوية الهامة بالبلاد، وتصنيع المتفجرات والفنون القتالية، ورصد الأكمنة الثابتة والمتحركة والهروب من المراقبة، واستخدام الأسلحة، وعادوا في شهر أكتوبر الماضي».
وأكدت التحريات التي تسلمتها نيابة أمن الدولة، وواجهت بها المتهمين خلال جلسة التحقيق معهم، أمس، أنه «عقب عودة المتهمين من غزة بدأوا في استهداف أكمنة الشرطة في سيناء، فاستهدفوا كمينى شرطة في منطقة كرم أبوسالم بالقرب على بعد 40 كيلو مترا من الحدود، وكان ذلك في شهر ديسمبر، لكن هذه العملية لم تسفر عن وقوع ضحايا نظرًا لسرعة تقديم الدعم الأمني للكمينين».
وأضافت التحريات: «المتهمين استهدفوا كمين شرطة بالقرب من منطقة الشيخ زويد، في يناير الماضي، فأصابوا ضابطًا وثلاثة مجندين، وبعدها اضطروا للخروج من سيناء بعد تشديد القبضة الأمنية واستأجروا إحدى المزارع في القصاصين بالشرقية، وكان ذلك خلال شهر يوليو الماضي».
وأشارت التحريات إلى أن «المتهمين فروا إلى الشرقية لرصد المنشآت الشرطية والأمنية في المحافظة وعددا من المنشآت العامة، من بينها مكاتب البريد والصرافة، وأيضا رصدوا محلات الأقباط تمهيدًا لاستهدافها طبقا لمبدأ الولاء والبراء الجهادي، الذي يبيح استحلال أموال ودماء أهل الذمة».
كما أظهرت أن «المتهمين أعدوا خطة لتفجير مديرية أمن الشرقية بدأت بالتقاط صور لها، ثم رصدوا أوقات تغيير الحراسة عليها، وجهزوا إحدى العبوات المتفجرة تمهيدا لتنفيذ عمليتهم خلال احتفالات أكتوبر وعيد الأضحى، لكن تم القبض عليهم وبحوزتهم 8 بنادق آلية وعبوتان متفجرتان».
وأنكر المتهمون خلال التحقيقات التي باشرتها النيابة بإشراف المستشار تامر الفرجاني المحامي العام، ما جاء في تحريات الأمن الوطني، مؤكدين أنهم «يعتنقون حاليا فكرا سلفيا ينبذ الأعمال الجهادية ويدعو للانخراط بين طوائف المجتمع من أجل شرح منهج الإسلام للطوائف الأخرى».
في المقابل، شكك الدفاع الحاضر معهم في تحريات الأجهزة الأمنية وإجراءات الضبط الخاصة بهم، وأنكروا علاقة المتهمين بالمضبوطات.
"الشروق"

«داعش» على تخوم عين العرب... وأوجلان يحذر أنقرة

«داعش» على تخوم عين
دارت مواجهات عنيفة بين عناصر «الدولة الإسلامية» (داعش) ومقاتلين أكراد على تخوم مدينة عين العرب (كوباني) الكردية شمال سورية وقرب الحدود مع تركيا، في وقت حذّر زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بوقف المفاوضات مع أنقرة في حال سيطر «داعش» على المدينة الكردية.
وخلت عين العرب أمس من سكانها بشكل شبه كامل، مع قرب وصول عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» على بعد مئات الأمتار منها. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: «نزح حوالى ثمانين إلى تسعين في المئة من سكان كوباني والقرى المجاورة خوفاً من هجوم وشيك على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية». وأشار إلى استمرار «وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة».
وقال عبد الرحمن: إن «اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم الدولة الإسلامية على بعد مئات الأمتار من أطراف كوباني الشرقية والجنوبية الشرقية». كما دارت اشتباكات على بعد نحو كيلومترين أو ثلاثة في الجهة الغربيّة من المدينة. وتحدث عن «مخاوف جدّية من اقتحام المدينة في أي لحظة».
وأفاد «المرصد» بأنه «قتل 16 من تنظيم «الدولة الإسلامية» في قرية قره حلنج، جراء استهدافهم من قبل وحدات حماية الشعب الكردي المتمركزين على تلّة واقعة بين قرية قره حلنج ومدينة عين العرب. كما لقي 7 مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم، خلال اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، في الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة عين العرب، في حين وردت معلومات عن مصرع عدد من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» جراء استهداف الوحدات الكردية منزلاً كان مقاتلو التنظيم يتحصّنون فيه، في قرية كيكان شرق عين العرب».
وجاءت المواجهات وتقدم «داعش» على رغم الغارات الجوّية التي ينفّذها التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم في المنطقة لوقف الهجوم على كوباني التي يدافع عنها المقاتلون الأكراد بشراسة. وقال عبد الرحمن إن «معارك الساعات الأربع والعشرين الماضية هي الأعنف منذ بدء هجوم «الدولة الإسلامية» في المنطقة» في 16 الشهر الماضي»، مشيراً إلى «صعوبة لدى المقاتلين الأكراد في الصمود في مواجهة الدبابات والأسلحة الثقيلة التي يمتلكها التنظيم».
وأقرّ أنور مسلم رئيس الهيئة التنفيذية لمقاطعة كوباني المعيّن من الإدارة الذاتية الكردية، بأن توازن القوى هو لمصلحة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يملك كمية كبيرة من الأسلحة النوعية. وانتقد الناشط الكردي المحلي مصطفى عبدي عدم فاعلية الضربات التي ينفّذها التحالف، معتبراً أن طلعات طائرات الولايات المتحدة والدول العربية في سماء كوباني «استعراضية».
وفي حال تمكن مقاتلو «الدولة الإسلامية» من دخول كوباني، سيصبح شريط طويل وواسع حدودي مع تركيا في شمال سورية تحت سيطرتهم.
وتسبّب الهجوم على كوباني بنزوح كثيف للسكان بلغ حوالى 300 ألف شخص من كوباني والمناطق المحيطة. وعبَر حوالى 160 ألف شخص الحدود في اتجاه تركيا. وسيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية» على حوالى سبعين قرية على الطريق المؤدية إلى كوباني.
وكان «المرصد» تحدّث عن 20 انفجاراً وقعت في مناطق «سد تشرين» ومدينة منبج الواقعة على مسافة 50 كيلومتراً جنوب كوباني نتيجة هجمات صاروخية يعتقد أن قوّات التحالف شنّتها. وقالت آسيا عبد الله من «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» السوري إن اشتباكات وقعت إلى الشرق والغرب والجنوب من كوباني وإن «الدولة الإسلامية» تقدّمت لتصبح على مسافة بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات على الجبهات الثلاث. وقالت لـ «رويترز» من كوباني: «إذا أراد (التحالف) منع مذبحة، فعليه أن يتحرّك في شكل أكثر شمولاً بكثير». وأضافت إن الضربات الجوّية في مناطق أخرى من سورية دفعت عناصر «الدولة الإسلامية» باتجاه المدينة الحدودية. وتابعت: «نحن نقاتل التنظيم بكل قوانا منذ 18 يوماً لإنقاذ كوباني. وسنواصل المقاومة... المدنيون هم من سيقتلون إذا سقطت كوباني. لكننا سنحميهم».

أوجلان
وحذّر أوجلان أمس من أن سقوط مدينة كوباني السورية بأيدي «داعش» سيؤدي إلى فشل محادثات السلام الجارية مع أنقرة لتسوية النزاع الكردي. وقال الزعيم التاريخي لـ «حزب العمال الكردستاني» في تصريحات نقلتها وكالة «فرات نيوز» إن «حصار كوباني هو أكثر من حصار عادي إذا نجحت محاولة القتل هذه، فستكون نتيجتها إنهاء عملية» السلام.
وفي هذه الرسالة التي سلّمت إلى وفد من أعضاء «الحزب الديموقراطي الشعبي» قام بزيارته الأربعاء في سجنه في جزيرة أيمرالي شمال غربي تركيا، دعا أوجلان الأكراد إلى مقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية» من أجل «تجنّب فشل عملية ومسار الديموقراطية في تركيا».
وكان مقرراً أن يصوّت أمس البرلمان التركي على اقتراح بالسماح للحكومة بدفع القوّات عبر الحدود ضد عناصر «داعش» في سورية والعراق والسماح لقوات التحالف باستخدام الأراضي التركية. لكن الرئيس رجب طيب أردوغان يصرّ على أن الضربات الجوّية وحدها لن تحتوي خطر «داعش». ودعا إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وهو هدف لا يشاركه فيه التحالف.
وتردّدت تركيا في القيام بعمل قد يقوّي المقاتلين الأكراد السوريّين المتحالفين مع «حزب العمال الكردستاني» الذي حارب الدولة التركية على مدى ثلاثة عقود والذي تجري معه محادثات سلام هشّة.
وقال سونر جاقبتاي مدير برنامج الأبحاث التركي في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» إن تنظيم «داعش يمثل أكبر تهديد لوجود تركيا منذ عام 1946 عندما طالب جوزيف ستالين أنقرة بالتنازل عن سيطرتها على مضيق البوسفور وأراض أخرى لمصلحة الاتحاد السوفياتي». وأضاف: «أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو يدركان أن الولايات المتحدة وحدها تملك العتاد العسكري الضروري والقدرات الاستخباراتية اللازمة لهزيمة «الدولة الإسلامية» في الأجل الطويل».
وتوقّع أن تقدّم تركيا دعماً لوجستياً واستخباراتياً، مستبعداً أن تؤيّد تركيا بالكامل استراتيجية عسكريّة لا تستهدف الأسد.
ونشر رئيس أركان الجيش التركي أمس رسالة دعم غير معتادة للجنود المكلفة مراقبة الجيب التركي الصغير في سورية ما يعزّز التكهنات حول تهديد جهادي فعلي لهذا الموقع.
وقال الجنرال نجدت أوزيل لحوالى ثلاثين عسكرياً منتشرين في محيط ضريح سليمان شاه شمال سورية في هذه الرسالة التي نشرت عشية عيد الأضحى: «أنتم تنجزون بنجاح المهمة الموكلة إليكم في هذه الأوقات الصعبة». وأضاف أوزيل «تذكّروا أنكم لستم وحدكم. تذكّروا أن مواطنيكم الـ 76 مليوناً يدعمونكم». وتابع «أن قلوبنا معكم وكونوا متأكّدين بأن قواتنا المسلحة ستكون إلى جانبكم ما إن تطلبوا ذلك».
ومنذ بداية الأسبوع أشارت وسائل إعلام تركيّة إلى ان جهاديي «داعش» طوّقوا ضريح سليمان شاه الواقع على بعد نحو عشرين كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وأن الجنود الـ 36 المكلفين بحراسته مهددون بالوقوع في الأسر.
ونفت الحكومة التركية في شكل قاطع هذه المعلومات، لكنها أقرّت الثلثاء عبر الناطق باسمها بولند أرينتش «أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية باتوا حالياً قريبين جداً من الضريح إلا أن جنودنا لا يزالون في مواقعهم بتجهيزاتهم الكاملة».
ويحتوي الضريح على رفات جدّ عثمان الأوّل مؤسّس السلطنة العثمانية، ويقع هذا الجيب تحت سيطرة تركيا تطبيقاً لاتفاق موقّع عام 1921. وفي آذار (مارس) الماضي هدّد تنظيم «الدولة الإسلامية» بمهاجمة ضريح سليمان شاه. وهدّدت تركيا آنذاك التنظيم بالردّ.
"الحياة اللندنية"

النصر على تنظيم «الدولة» مرهون بالتقدم السياسي

النصر على تنظيم «الدولة»
لا يزال يتعين على الولايات المتحدة ان تشرح بدقة ما يمكن ان يعنيه النصر في حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)»، لكن يتضح الآن ان النجاح سيكون رهناً إلى حد كبير بالاحداث السياسية في سورية والعراق الخارجة عن سيطرتها.
وتعتمد استراتيجية الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم «داعش»، على سلسلة من الرهانات الكبرى التي قد يستغرق تحقيقها سنوات لا سيما في سورية حيث تراهن على بناء قوة معارضة مسلحة «معتدلة».
وقال كارل مولر الخبير السياسي في معهد «راند» لوكالة «فرانس برس» ان الادارة الأمريكية «تقر بأن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً حتى في افضل السيناريوات».
ورغم صور المقاتلات تقصف مواقع جهاديين، حذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما وقادته العسكريون تكراراً بأن على الأمريكيين ان يستعدوا لسنوات طويلة من الحرب وان الغارات الجوية لن تؤدي إلى نتائج حاسمة. وقال اوباما هذا الأسبوع: «اعتقد ان الامر سيشكل تحدياً طويلاً». 
ويأمل الرئيس ومساعدوه بأن تستخدم الضربات الجوية في سورية والعراق كسد منيع امام تقدم المسلحين السنّة وكسب الوقت لبناء قوات محلية ودفع الزخم السياسي قدماً ضد هذا التنظيم. وقال اوباما: «ما يمكن ان تقوم به عملياتنا العسكرية هو مجرد صد هذه الشبكات والحرص على كسب الوقت لايجاد وسيلة جديدة للقيام بالامور».
واستناداً إلى الخطوط العريضة التي عرضها مسئولون أمريكيون فان استراتيجية الحرب تستند إلى هزم مقاتلي «داعش» في العراق أولاً مع الاستعانة بالقوات الكردية والجيش العراقي والمتطوعين الشيعة وميليشيا من «الحرس الوطني» من العشائر السنية لم تشكل بعد.
وفي سورية، تراهن واشنطن على تدريب وتسليح قوة جديدة من مسلحي المعارضة بمعدل خمسة آلاف مقاتل سنوياً. وبهذه الوتيرة، سيستغرق الامر ثلاث سنوات قبل ان تصبح القوة كبيرة بما فيه الكفاية لتنتصر على تنظيم «الدولة الإسلامية»، كما قال الجنرال مارتن دمبسي رئيس اركان الجيش الأمريكي.
واذا تمكنت قوة المعارضة المسلحة المدربة من قبل الأمريكيين من دحر تنظيم «الدولة الإسلامية»، فإنها يمكن على المدى الطويل ان تطيح النظام السوري، لكن المسئولين الأمريكيين لم يحددوا بعد بدقة خطتهم بالنسبة إلى سورية.
وفي العراق، فإن دحر تنظيم «الدولة الإسلامية» لن يعتمد فقط على الاسلحة أو التكتيك العسكري وانما على الحكومة العراقية التي يترأسها شيعي لكي تتخلى عن نهجها الطائفي وتتعاون مع الطائفة السنية كما يقول محللون.
وقالت مارينا اوتواي الخبيرة في «مركز وودرو ويلسون» ان الرهانات كثيرة على رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي الذي لا يزال يتعين عليه القيام بتغيير جذري. وكتبت اوتواي: «حتى الآن لم تتخذ الحكومة اي قرارات ملموسة يمكن ان تقنع السنة والاكراد بأن مصالحهما اصبحت الآن محمية».
وبعد الاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، قال الجنرال ديفيد بترايوس الذي اصبح لاحقاً قائد القوات الأمريكية هناك، عبارته الشهيرة «والآن كيف سينتهي هذا الامر».
وأضاف مولر ان خطة هزم تنظيم «الدولة الإسلامية» تبدو في بعض الاحيان غير أكيدة بالنسبة إلى «كيفية انتهائها»، لكن هذا جزئياً لأن كان على الأمريكيين ان يتصرفوا بسرعة لوقف تقدم الجهاديين السريع. وقال: «ان الهدف القريب الامد هو وقف تقدمهم ومنع الوضع من التدهور أكثر».
وبالنسبة إلى الهدف الطويل الأمد، فإن استراتيجية الادارة لا تزال مرتجلة في بعض جوانبها، وقال مولر «انهم إلى حد ما، يتعاملون مع الامور في شكل آني».
وعلى رغم هذه الشكوك المحيطة بالاستراتيجية الأمريكية فان «داعش» ليس مجموعة لا تقهر ويمكن القضاء عليه إذا واجه ضغطاً مكثفاً لا سيما من جانب السوريين والعراقيين المعارضين لأساليبه الوحشية، كما يرى بعض الخبراء.
وقال مايكل اوهانلون من «معهد بروكينغز»: «اذا تعرض تنظيم الدولة الإسلامية لهزائم كبرى في العراق السنة المقبلة كما اتوقع، فإن قوته في سورية ستتراجع ايضاً». وأضاف: «لمجرد اننا لا يمكننا رؤية النهاية بوضوح، هذا يجب الا يثنينا عن اقامة تحالفات وبسط بعض النفوذ»، منتقداً الرئيس الأمريكي لعدم تحركه قبل الآن.
ونتيجة حملة الضربات يجب ان ترافق بتحركات سياسية في العراق وسورية، كما تقول اوتواي. وأضافت انه إذا لم تتمكن الحكومة العراقية وقادة المعارضة السورية من النهوض بالتحديات وان يلقوا جانباً برامجهم الطائفية والعقائدية، فان التدخل الأمريكي سيؤدي في افضل الاحوال إلى ابطاء تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» ليس الا.
وأضافت انه كما حصل مع التدخل الأمريكي في العراق وافغانستان في العقد الماضي، «فان تدخلاً عسكرياً ناجحاً يمكن ان تنسفه تجاذبات الاستراتيجية السياسية».
"الحياة اللندنية"

الطيران التونسي يقصف مواقع مسلحين

الطيران التونسي يقصف
قصف الطيران الحربي التونسي أمس، مواقع في جبال «ورغة» في محافظة الكاف بعد رصد تحركات مشبوهة هناك، فيما أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو عن إجراءات أمنية للتصدي لعمليات «إرهابية» محتملة في عيد الأضحى أو خلال الحملة الانتخابية.
وأكد لـ»الحياة» شهود من مدينة «ساقية سيدي يوسف» الحدودية مع الجزائر غربي البلاد، أن 3 طائرات تابعة للجيش التونسي قصفت مواقع مشبوهة في جبال «ورغة» بعد حصولها على معلومات تفيد بأن عناصر مسلحة يتحصنون في الجبال الحدودية. وشهدت المدينة خلال اليومين الماضيين عمليات تمشيط واسعة شاركت فيها وحدات عسكرية ووحدات من الحرس الوطني (الدرك) مدعومة بطائرة عمودية لتعقب عناصر مسلحة مرتبطة بالمجموعات المحصنة في جبل الشعانبي والجبال الواقعة على الشريط الحدودي بين تونس والجزائر.
من جهة أخرى، قال وزير الداخلية إن قوات الأمن «تمكنت من التصدي لمخططات إرهابية كانت ستستهدف البلاد خلال عطلة عيد الأضحى عبر تفكيكها لخلايا إرهابية». وأكد بن جدو أن وزارته ألغت الإجازات في مناسبة عيد الأضحى لمعظم القيادات الأمنية، تحسباً لأي عمليات قد تشنها خلايا إرهابية. وأضاف أن وحدات مكافحة الإرهاب والاستعلامات تمكنت في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2014 من اعتقال 2080 مشتبهاً به في قضايا إرهابية، مضيفاً أن القضاء أصدر أوامر بسجن 1269 منهم، إضافة إلى استرجاع أكثر من 200 مسجد كانت تحت سيطرة مجموعات محسوبة على التيار السلفي الجهادي.
واعتبر أن وزارته نجحت في التصدي لمجموعات مسلحة كانت تعد لشنّ عمليات في تونس، حيث «تم تفكيك 3 خلايا إرهابية كبرى واعتقال العشرات من العناصر التكفيرية الخطيرة في ظرف وجيز». إلى ذلك، أكد بن جدو استعداد وحدات الأمن والدرك لتأمين العملية الانتخابية ومراكز الاقتراع والشخصيات السياسية، معلناً «تسخير 500 عنصر من الأمن الرئاسي لحماية الشخصيات التي تواجه تهديدات بالاغتيال».
"الحياة اللندنية"

القوات الفرنسية تعتقل متشددين ومقرّباً من بلمختار

القوات الفرنسية تعتقل
أعلنت قيادة الجيش الجزائري، أن وحدات خاصة أوقفت في وقت مبكر أمس، 3 أفراد من الجنسية النيجرية، بحوزتهم سلاح رشاش من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة، في منطقة تيريرين قرب الحدود الجزائرية- النيجرية التابعة لعين قزام في ولاية تمنراست.
وأوضح بيان وزارة الدفاع الجزائرية أن العملية تمّت إثر مكمن محكَم نصبه الجيش، مكّن أيضاً من حجز سيارة رباعية الدفع و5 دراجات نارية، فيما حجزت قوات حرس الحدود في تيريرين أول من أمس، مسدساً آلياً وكمية من الذخيرة إضافة إلى سيارتين رباعيتيّ الدفع.
من جهة أخرى، تمكن الجيش، أثناء دورية على الشريط الحدودي في تيمياوين، الواقعة في القطاع العملياتي ببرج باجي مختار (أقصى الصحراء)، من إحباط محاولة تهريب مواد غذائية قدرت بحوالى 5 أطنان و1600 لتر من الوقود، إضافة إلى حجز شاحنة وسيارة رباعية الدفع ودراجة نارية.
وتزامنت عمليات الجيش مع إعلان القوات الفرنسية الخاصة اعتقال شخص مقرّب من زعيم مجموعة «المرابطون» المتشددة مختار بلمختار ومسلحين إسلاميين خلال عمليتين في النيجر وفي شمال مالي. وقال مصدر عسكري مالي: «نفذت القوات الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي عملية لمكافحة الإرهاب بمساعدة مروحيات في شمال البلاد وأوقفوا 4 مسلحين متطرفين نُقلوا إلى باماكو».
وأشارت العناصر الأولية للتحقيق إلى أن عناصر مجموعة «المرابطون» بزعامة بلمختار هم من بين الموقوفين. وأكد مصدر غربي في المنطقة المعلومة، مشيراً إلى أن «الإرهابيين في صدد التجمع مجدداً في شمال مالي». وقال: «إنهم يعيدون التجمع بسرعة عجيبة، مثلاً هناك بضع مئات من الإرهابيين في الشمال الشرقي الذي طردوا منه في كانون الثاني (يناير) 2013 على أيدي القوات الفرنسية والتشادية»، مؤكداً اعتقال «عنصر مهم» في مجموعة بلمختار. وأوضح المصدر ذاته أن «عسكريين فرنسيين قبضوا على الناطق باسم المرابطون ابو عاصم المهاجر الشهر الماضي في النيجر. وهو حالياً معتقل في نيامي».
وفي شأن آخر، رفض مصدر مأذون من الخارجية الجزائرية التعليق على بيان لوزارة الداخلية المغربية حول توقيف عشرات المواطنين المغاربة الموجودين بوضعية غير قانونية في الجزائر على الحدود مع المغرب بصورة مؤقتة.
وقال المصدر: «هذا شأن مغربي». وأضاف أن «التدفق الكبير لهؤلاء الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود المغربية- الجزائرية بشكل غير قانوني تطلّب مراقبة صارمة بهدف تجنّب أن يتمكن أفراد ذوو نيات سيئة من الدخول إلى المغرب». وأشار إلى أنه «نظراً للإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات المغربية رداً على التهديدات الإرهابية، عُززَت عمليات المراقبة على مختلف نقاط العبور إلى البلاد».
"الحياة اللندنية"

أحكام بإعدام 10 فلسطينيين فارين

أحكام بإعدام 10 فلسطينيين
حكمت المحكمة العسكرية في لبنان على 10 فلسطينيين فارين بالإعدام في حكم غيابي اصدرته في حقهم بجرم الانتماء إلى تنظيمات مسلحة متطرفة والقيام بأعمال إرهابية بواسطة الاسلحة والمتفجرات.
كما أصدر القضاء العسكري 3 قرارات بحق 20 شخصاً بينهم 10 موقوفين احدهم سوري. واتهم قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبي الفارين شادي المولوي وأسامة وأمير منصور بتفجير عبوة ناسفة في طرابلس في آب (اغسطس) الماضي أسفرت عن مقتل عصام الشعار، كما اتهم 8 موقوفين في القضية بالانتماء إلى تنظيم مسلح والقيام بأعمال إرهابية. وصدر عن قاضي التحقيق العسكري فادي صوان قراران، الأول اتهم فيه 8 بينهم موقوف بالقيام بأعمال إرهابية من خلال الاشتباكات التي وقعت بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس. كما اتهم في قرار آخر الموقوف السوري خالد رحال بانتمائه إلى مجموعة السوري ابو خالد السريع في جرود عرسال وتأمين الاسلحة والذخائر. وأحيل المتهمون في الملفات الثلاثة امام المحكمة العسكرية للمحاكمة سنداً إلى مواد تصل عقوبتها إلى الإعدام.
"الحياة اللندنية"

لقاءان محتملان للحريري والجميل وجنبلاط

لقاءان محتملان للحريري
تمحورت المواقف السياسية في لبنان أمس حول خطورة الإرهاب، وملف العـسكريين المخطوفين، وضرورة انتـخاب رئيس للجمهورية. وفي هذا السياق دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزيـــر الدفـــاع سمير مقبل إلى «الالتفاف جمـــيعاً حول الجيش ونبذ كل أشكال الإرهاب منعاً لأي بيئة حاضنة له». واعـــتبر أن «خطر المجموعات الإرهابية كبير جداً والمرحلة دقيقة وحساسة».
وأكد وزير التربية الياس بو صعب «أننا مع تحرير العسكريين المخطوفين بأي وسيلة كانت، ولكن في الوقت نفسه لا يجب ان يؤدي هذا الأمر إلى استفزاز الدولة بهذه الطريقة وصولاً إلى انهيارها». وقال: «مستعدون لنرى ما هي المقترحات، فمبدأ المقايضة لم يطرح سابقاً في مجلس الوزراء، ولا نعلم ما هي المقايضة ومع من ستتم»، موضحاً «أن لا جديد في موضوع رئاسة الجمهورية، لكن الاوضاع الأمنية في المنطقة ولبنان تحتم علينا انتخاب رئيس الجمهورية للحفاظ على الدولة والمؤسسات».
ولم يستبعد عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط الذي توجه إلى باريس، وعقد لقاء بين الرئيس الحريري والرئيس امين الجميل الذي يتوجّه إلى باريس.
وعلى خط التشريع، اشار فتفت إلى «طريقتين لاقرار التمديد للمجلس النيابي: إما تعديل قانون الانتخاب وفق اقتراح النائب انطوان زهرا لتجنّب الطعن بالمهل الانتخابية التي اعتمدتها الحكومة، أو الذهاب إلى التمديد وفق اقتراح النائب نقولا فتّوش المكرر المُعجّل مع مناقشة مدة التمديد في الهيئة العامة لمجلس النواب مع ترجيح ادخال بند «ربط التمديد بانتخاب رئيس الجمهورية» بعد الحصول على التزامات من القوى السياسية بأنه فور انتخاب رئيس تجرى الانتخابات النيابية بعد 6 أشهر».
واثنى فتفت على اللقاءات التي يعقدها النائب جنبلاط مع مختلف القوى السياسية»، معتبراً انه «يريد تمرير بعض الامور «بسلاسة» وإيجاد توافق عام في المجلس النيابي على بعض الملفات»، ومبرراً عقد هذه اللقاءات «بخوف» جنبلاط من الوضع الراهن ووصولنا إلى الفراغ الكامل على المستويات كافة»، ولافتاً إلى ان «جنبلاط يلتقي معنا في «تيار المستقبل» على ضرورة التمديد للمجلس».
وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر إلى ان «الحكومة دعت إلى اجراء الانتخابات والقوى السياسية لبت الموضوع وتحضير نفسها للانتخابات والحكومة مقصرة في موضوع هيئة الاشراف على الانتخابات، وهناك من يطالب بالانتخابات لكنه يعطل اصدار مرسوم تشكيلها، ومن الافضل اجراء الانتخابات لتغيير المياه الراكدة التي لا تريد التشريع ولا تريد انتخاب رئيس والحكومة يجب ان تأخذ موقف»، مضيفاً: «اذا كانت قادرة على اجراء الانتخابات فلتقم بها، وانسحاب المستقبل موقف سياسي والسلطة التنفيذية يجب ان تقرر، وهي تقوم بترتيبات، والوزارات معطلة والمطلوب زيادة سقف الانفاق المالي لاخر العام حتى تلبي الحكومة احتياجات الادارات العامة، وهذا يتطلب جلسات تشريعية مقبلة».
لا موقف مسيحياً موحداً
وقال جابر: «نحن نتفق مع الفريق الآخر على ان هناك ضرورة قصوى لانتخاب رئيس للجمهورية وكررنا موقفنا من الحضور إلى جلسات انتخاب الرئيس بكل افراد الكتلة، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يشدد على ضرورة عدم غياب احد ولا يجوز تعطيل السلطة التشريعية في حالات الضرورة لان ذلك يؤدي إلى أضرار بحق البلد والشعب اللبناني ورئاسة الجمهورية موقع مهم جداً وموقعه محوري، هناك كتلة لديها راي اخر والمرشحون ليس لديهم النصاب لانتخابهم، وهناك بوادر سعي، لو كان هناك موقف مسيحي موحد لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا اليه في موضوع الرئاسة».
وأوضح عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب على المقداد «ان اللقاء بين جنبلاط و»حزب الله» دوري، والتواصل مطلوب بين جميع اللبنانيين ليجدوا مخرجا للأزمة خصوصا مسألة رئاسة الجمهورية»، مشيرا إلى ان جنبلاط ليس مكلّفا بمسعى لتقريب وجهات النظر بين «حزب الله» و»المستقبل».
وأكد المقداد «ضرورة ان تكون المخاوف الأمنية مشتركة بين اللبنانيين ليتوحدوا حول مواجهة التهديدات التي تعصف بكلّ المنطقة وليس فقط بلبنان، ومن المؤكد ان هذا الموضوع تطرّق إليه المجتمعون أمس، وهذا ما يجب بحثه من دون ان تكون هناك لقاءات مسبقة ولاحقة»، مشدّداً على «ضرورة ان يتوحد الجميع لمواجهة الإرهاب الذي يهدّد كلّ لبنان وليس طائفة معينة أو منطقة محدّدة ولا بلدا معينا».

العلاقة مع جنبلاط
وعن تنسيق أمني بين «حزب الله» و«التقدمي الاشتراكي» خصوصاً في منطقة العرقوب وراشيا، قال: «لا أعلم ما هي التفاصيل الأمنية والعسكرية، لكن يُعمل بشكل جيد جداً لكي يبقى كلّ لبنان محمياً من الإرهاب»، واصفاً العلاقة مع جنبلاط بـ«الجيدة جداً وأكبر دليل إلى ذلك لقاء أمس والكلام الذي صدر عن المجتمعين».
وأمل عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم بأن تحصل انتخابات رئاسية»، لافتاً إلى أن «هذه ليست مقايضة ولا اتفاقاً يقام بين فريق وآخر، المفروض أن يسعى الجميع لتحصل انتخابات رئاسية أولا، وبعدها انتخابات نيابية، ولكن وضعها بطريقة المقايضة هو الخطأ». وأوضح بعد زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، أن «هناك مفاوضات بين كل الأفرقاء للوصول إلى تفاهم لنتمكن من السير بالاستحقاقات الدستورية والانتخابية بطريقة سليمة».
وقال الوزير السابق فيصل عمر كرامي إثر استقباله وفداً من «حركة التوحيد الإسلامي»: «الهم المشترك هو مدينة طرابلس، وكل الشائعات التي نسمعها من هنا وهناك بأن خضة أمنية ستقع في طرابلس خلال العيد أو بعده، نحن سألنا واستقصينا كل الأجهزة الأمنية، وطمأنوننا إلى ان الوضع الأمني في طرابلس مستتب وتحت السيطرة».
"الحياة اللندنية"

أهالي العسكريين يعتصمون قبالة السراي وأبو فاعور يتحدث عن مرحلة إيجابية كبيرة

أبو فاعور
أبو فاعور
بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس، اعتصم أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» الآتين من ضهر البيدر أمام السراي الكبيرة في ساحة رياض الصلح للضغط على الوزراء للإسراع في وتيرة المفاوضات ومطالبين من لا يزال يرفض المقايضة إلى الموافقة على هذا المبدأ و"لعلّ الصوت يسمع على بعد أمتار من الوزراء فربما لا يسمعون من الأماكن البعيدة". ويتواصل تحرك أهالي العسكريين على رغم رداءة الطقس في ضهر البيدر التي لا تزال مقطوعة في الاتجاهين إلا للحالات الإنسانية.
وفيما انتظر الأهالي انتهاء الجلسة آملين بأن تأتي لهم بأي قرار يعيدهم إلى منازلهم مع أبنائهم قبل عيد الأضحى، طالب والد العسكري المخطوف لدى «داعش» محمد يوسف الوزراء بعدم المكابرة «واتّخاذ قرار جريء وإلا قد نلجأ إلى شل البلد كاملاً ونحمل مسئولية تداعيات الأمر الأمنية والاقتصادية للحكومة وقد نلجأ إلى استغلال تعاطف المواطنين معنا ويمكن أن نتوجّه إلى منزل كل مسئول يرفض المقايضة»، مؤكداً «أن سبب تراجع الأهالي عن قطع طريق المطار هو شعورنا بأن هناك إيجابية بعض الشيء». وسأل الحكومة: «لماذا المماطلة فيما ليس لديك خيار إلا المقايضة؟».
أما صبرين كرومبا عمر (من بعلبك) زوجة الرقيب أول زياد عمر المخطوف لدى «النصرة» فلا تطالب الدولة بالمقايضة «لأن وقت التفاوض انتهى ولست مسئولة عن التقنية التي سيعتمدونها. المهم العمل على إطلاق زوجي وبقية الأسرى وسبب صمودنا ووقوفنا في الشارع هو طلب العسكريين».
وسُجّلت بارقة أمل في الملف تحدّث عنها الوزير وائل أبو فاعور الذي انضمّ إلى المعتصمين مكلفاً من رئيس الحكومة تمام سلام يرافقه رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، عندما قال إن «المفاوضات في شأن إطلاق الأسرى قطعت أشواطاً جيدة جداً ودخلت في مرحلة إيجابية كبيرة».
وأكد أن «حل القضية هو بند أساسي على جدول أعمال الحكومة»، متحدثاً عن أن «الأمور تتقدّم بشكل إيجابي ونأمل بأن تؤول إلى خاتمة سعيدة ربما تأخذ بعض الوقت ولكن الأمور تطورت في الأيام الثلاثة الماضية بشكل قياسي وفي مسألة الموقف الذي يخرج من مجلس الوزراء حتى إذا كان سيتم اعتماد مقايضة ليس المطلوب من مجلس الوزراء أن يقول نحن قررنا المقايضة ويمكن أن يترك هذا الأمر على عاتق رئيس الحكومة وخلية الأزمة واللواء عباس إبراهيم وهناك ملء الثقة في ما يقومون به والأمر بات بمثابة محنة وطنية يجب أن تنتهي».
وأضاف: «القوى السياسية في الحكومة كلها مجمعة على إيجاد حل للقضية وما نستطيع تأكيده من معلوماتي من رئيس الحكومة ومن اللواء إبراهيم الذي نحن على تواصل يومي ودائم معه والذي يبذل جهوداً كبيرة مع وزير الداخلية، أن الأمور تتحرك إيجاباً بشكل كبير وما كان حاصلاً سابقاً من انسداد في أفق التفاوض هو أمر تجاوزناه».
وعلى رغم محاولة أبو فاعور طمأنة الأهالي إلا أن هؤلاء قرروا فجأة تصعيد تحركهم فقطعوا طريق شارع المصارف لبعض الوقت مهددين بالتصعيد. وقال أحدهم: «اليوم إلى سجن رومية وبعد غد نحو طريق المطار». وطالب الأهالي «ذوي الشأن السياسي والاجتماعي والعسكري والمجتمع المدني بالتواصل الجدي والفاعل مع الأهالي لبلسمة جراحهم إذ سيؤدي هذا التسويف وعدم الاهتمام إلى سلبية لا تحمد عقباها»، محذرين «من المماطلة». واعتذروا من «المواطنين كافة عما قد يطاولكم جراء الخطوات التصعيدية التي قد تشل البلد». ثم توجّه المعتصمون إلى ضهر البيدر.
وبعد أن سُجّلت عملية خطف جديدة أول من أمس في محلة وادي حميد في عرسال عندما أقدم مسلحون على خطف ماهر العماطوري من بلدة الباروك الشوفية أثناء وجوده لنقل حجارة من أحد المناشر، ثمّن الحزب «التقدمي الاشتراكي» في بيان وزّعته مفوضية الإعلام في الحزب تعليقاً على الحادثة «دور أهالي عرسال الذين يساعدون منذ اللحظات الأولى في معالجة هذا الأمر ويبدون كل تعاون لإنهاء هذه القضية في أسرع وقت ممكن»، وأكد الحزب أنهم «لا يتحملون، بطبيعة الحال، أي مسئولية حيال هذه الحادثة». وأكد البيان أن «رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط أوفد النائب مروان حمادة للقاء أسرة الشاب المخطوف لمواكبة القضية، ويتابع جنبلاط وقيادة الحزب مع كل الأجهزة الأمنية الرسمية المختصة كل التفاصيل مع التأكيد على بذل كل الجهود لعودته في أسرع وقت ممكن».
وناشد مفتي عكار الشيخ زيد زكريا في رسالة لمناسبة عيد الأضحى خاطفي العسكريين «باسم الإسلام واسم الإنسانية واسم الدين واسم الرحمة والأخلاق أن تطلقوا العسكريين وارحموا بكاء أمهاتهم، ودموع زوجاتهم، وصراخ أطفالهم، ما تريدونه من الدولة ليس عند هؤلاء، وما ذنبهم؟ أطلقوهم ليبتهجوا بالعيد بين أقربائهم وأحبابهم».
وقال: «إن ما تنادون به من عدم تدخل أطراف لبنانية في الصراع في سورية، وإطلاق سراح الموقوفين المسجونين في رومية هو ما ينادي به أيضاً الكثير من اللبنانيين»، مناشداً الدولة «العمل الجدي لحل القضية».
وكانت قيادة الجيش أعلنت أول من أمس أن «دورية تابعة لمديرية المخابرات عثرت على 3 أكياس سوداء اللون مشتبه بها في محلة عين الشعب- عرسال، وبعد الكشف عليها من الخبير العسكري، تبين أنها معبأة بمواد كيماوية تستعمل للتفجير زنتها حوالى 66 كلغ مجهزة بصاعق كهربائي، وعمل على تعطيلها ونقلت إلى مكان آمن، وبوشر التحقيق».

إبراهيم: معنيون بسلامة العسكريين
الى ذلك، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم» ثوابت الحكومة اللبنانية في ملف التفاوض لاطلاق العسكريين اللبنانيين لدى التنظيمين الإرهابيين»، وأدرجها في سياق «سيادة لبنان وعدم التنازل عما يمس هيبة الوطن وما يحافظ على أرواح العسكريين واستردادهم سالمين إلى عائلتهم الكبيرة التي هي الجيش اللبناني، وعائلتهم الصغيرة التي هي ذووهم الآباء والامهات والابناء».
وقال في حديث إلى مجلة «الامن العام» التي تصدر اليوم: «نحن معنيون بالمحافظة على هيبة الدولة وسيادتها غير منقوصة، هيبة الدولة ليست عرضة للتضحية لأننا نحن مَن يقتضي ان يضحي في سبيلها».
وعما يميز ملفات تلكلخ واعزاز وراهبات دير سيدة معلولا عن هذا الملف، أوضح انه «اكثر دقة وحساسية لانه يتضمن عناصر متداخلة أكثر، نظراً إلى تعدّد الأطراف المشاركين في عملية خطف العسكريين، وهو ملف وطني بامتياز لا صبغة طائفية له، وهو يختلف عن الملفات الثلاثة السابقة في تلكلخ واعزاز ومعلولا».

كتائب «عزام» تهاجم الجيش و«حزب الله»
من جهة أخرى، هاجمت «كتائب عبد الله عزام» في رسالة وجهتها على حساب الشيخ سراج الدين زريقات المطلوب من السلطات اللبنانية بتهمة أعمال إرهابية،»حزب الله» والجيش اللبناني. واعتبرت ان «لبنان يمر بمرحلة متقدمة من مراحل سيطرة حزب الله الإيراني على كيان الشعب اللبناني وحياته ومصالحه وجيشه»، لافتة إلى أن «حزب الله سجّل تكذيباً جديداً لدعوى المقاومة وذلك بدخوله الصريح في مشروع التحالف الغربي – الإيراني، ويقدم نفسه حامياً ونصيراً للمقاومة وما هو إلا ذراع إيرانية في لبنان كحوثيي اليمن وما هو إلا أداة تبيع البلد لمصالحها».
وأعلنت أن «من شاء أن يكون تابعا للحزب في إجرامه فليكن تابعا له كذلك في تحمل العواقب، ومن شاء السلامة فليعتزل».
"الحياة اللندنية"

لبنان: إجماع في مجلس الوزراء على دعم جهود سلام للتفاوض لإطلاق المخطوفين

لبنان: إجماع في مجلس
أجمع مجلس الوزراء على «دعم جهود الرئيس تمام سلام المكثفة للاستمرار في التفاوض في مسألة العسكريين المخطوفين وأعطائها الأولوية».
وكان مجلس الوزراء عقد جلسة ماراتونية أمس في السراي الكبيرة برئاسة سلام، بدأت بمناقشة جدول أعماله العادي، بدلاً من الشق السياسي، إلا ان ملف العسكريين المخطوفين مع المفاوضات التي تجرى حوله، فرض نفسه من خارج جدول الأعمال من خلال توجه وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى أهالي المخطوفين الذين كانوا يعتصمون في ساحة رياض الصلح بالتوازي مع انعقاد الجلسة، موفداً من رئيس الحكومة.
وفي هذا الإطار، أفادت مصادر وزارية بأن البحث في موضوع النازحين السوريين وإنشاء مخيمات لهم والمفاوضات المتعلقة بالعسكريين المخطوفين ترك إلى نهاية الجلسة خصوصاً أن هناك تباينات في آراء الوزراء وخصوصاً في الشقّ المتعلّق بالمقايضة في ملف العسكريين.
وذكرت المعلومات أنه والتزاماً بقرار حزب الكتائب مقاطعة أعمال التشريع في ظلّ الفراغ في رئاسة الجمهورية رفض وزراء الكتائب التوقيع في مجلس الوزراء على القوانين التي أقرّتها أول من أمس الجلسة التشريعية في المجلس النيابي.
وقبل انعقاد الجلسة أعرب وزراء عن موافقتهم على مبدأ التفاوض في قضية العسكريين المخطوفين بعيداً من اعتماد مبدأ المقايضة.
المشنوق: لانقاذ عرسال
ورأى وزير الداخلية نهاد المشنوق «انه يجب انقاذ عرسال من الاحتلال لأنها تتعرض لعمل عسكري قد يفجر الوضع في اي الحظة»، لافتاً في شأن المفاوضات مع الخاطفين إلى «ان هناك تقدماً وشيئاً جديداً كل يوم».
واعتبر وزير الاتصالات بطرس حرب «انه يجب الا تبقى حال الغموض سائدة في كل الملفات، ويجب اخذ القرارات اللازمة لحلحلة الوضع في البلد».
وأكد وزير الاقتصاد آلان حكيم «ان حزب الكتائب مع التفاوض لكنه ضد المقايضة».
وأشار وزير الخارجية جبران باسيل «الى ان انشاء مخيمات للنازحين بحاجة لقرار من مجلس الوزراء»، لكنه استدرك قائلاً «ان مثل هذا القرار لن يمر لا اليوم ولا بعد 100 يوم».
وأكد وزير العمل سجعان قزي: «نحـن مع المفاوضات غير المباشرة ومن دون التنازل للإرهابــيــيـن». ودعا اهــالي المخطوفين إلى «الوثوق بالدولة أكثر من الوثوق بجبهة النصرة وداعش وإلا كانوا اسرى لهما كما أولادهم».
وعن مخيمات اللاجئين السوريين، قال: «المخيمات ليست الحل المثالي وانما الحل هو عودة السوريين إلى بلدهم، وإلا سننتظر حق العودة كما حصل مع الفلسطينيين»، مؤكداً ان «على الجيش اللبناني ان يتصرف في عرسال ولا احد يمنعه من القيام بأي تصرف، واذا كان الجيش يواجه اي مشكلة فعلى قائده الاعلان عن المعطلين».
وقال وزير الدولة محمد فنيش: «فليشرح لنا احد ما ما معنى المقايضة وهو تعبير ورد في وسائل الاعلام، ونحن قلنا منذ البداية في الحكومة توافقنا على التواصل مع الخاطفين لمعرفة مطالبهم والحكومة ما زالت على هذا الموقف».
أما وزير البيئة محمد المشنوق فقال في معرض رده على سؤال عن اللقاء الذي تم بين الوزير باسيل والوزير السوري وليد المعلم «انه على رغم ان باسيل لم يكن مكلفاً، الا ان هناك علاقات ديبلوماسية بين البلدين تستوجب السلام».
"الحياة اللندنية"

زعيم «بوكو حرام» يظهر في فيديو: إعلان الجيش النيجيري مقتلي «دعاية»

زعيم «بوكو حرام»
أكد زعيم تنظيم «بوكو حرام» المتطرف ابو بكر شيكاو في تسجيل فيديو بُثّ أمس، انه ما زال حياً، مشيراً إلى انه يدير دولة «خلافة إسلامية» في المدن الخاضعة لسيطرته.
وكان الجيش النيجيري أكد الأسبوع الماضي مقتل شيكاو ورجل «ينتحل شخصيته» في أشرطة فيديو تنشرها الجماعة، خلال مواجهات في شمال شرقي نيجيريا. لكن الولايات المتحدة وخبراء شكّوا في اعلان الجيش. وفي شريط فيديو مدته 36 دقيقة، يظهر شيكاو واقفاً في جزء خلفي من سيارة بيك-آب، مطلقاً النار في الهواء من سلاح مضاد للطيران. ثم يتحدث 16 دقيقة بالعربية وبلغة الحوسة الاكثر رواجاً في شمال نيجيريا. ووصف شيكاو اعلان الجيش مقتله بأنه «دعاية»، مضيفاً: «ما زلت حياً. يتساءل بعضهم عما إذا كانت لشيكاو روحان. كلا، ليست لي سوى روح واحدة بإذن الله. انا حي ولن أموت إلا عندما تعود روحي إلى بارئها». وأشار إلى تطبيق الشريعة في كل مدن شمال شرقي نيجيريا التي سيطرت عليها «بوكو حرام» في الاسابيع الاخيرة، وزاد: «ندير خلافتنا الإسلامية، ونطبّق تعاليم القرآن على أرض الله».
"الحياة اللندنية"

«طالبان» تكثّف هجماتها في كابول والملا عمر يتهم الحكومة ببيع أفغانستان

«طالبان» تكثّف هجماتها
كثف مقاتلو «طالبان» هجماتهم في العاصمة الأفغانية كابول غداة التوقيع على الاتفاق الأمني بين كابول وواشنطن والذي يقضي بإقامة خمس قواعد أمريكية في أفغانستان على مدى عشر سنوات. وتمكن مسلح من الحركة من تفجير باص للجيش الأفغاني في كابول للمرة الثانية خلال 24 ساعة ما أسفر عن مقتل ثلاثة موظفين في وزارة الدفاع وجرح 15 آخرين، غداة مقتل سبعة جنود وجرح آخرين بهجوم على باص عسكري.
وبذلك وصل عدد هجمات «طالبان» منذ أداء الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني القسم الاثنين الماضي، إلى أربع هجمات انتحارية في العاصمة إضافة إلى عدد من الهجمات المسلحة وزرع القنابل في مديريات ومدن أفغانية أخرى.
وتوعدت «طالبان» بمزيد من الهجمات داعية الشعب الأفغاني إلى الانضمام إلى قافلة الجهاد لدحر الاحتلال وأعوانه، وذلك في رسالة لزعيمها الملا محمد عمر موجهة إلى الشعب الأفغاني لمناسبة عيد الأضحى. ووصف الملا عمر الاتفاق الأمني مع واشنطن بأنه «بيع للبلاد إلى المحتل الذي عين الأشخاص غير الصالحين والخونة كحكام جدد لأفغانستان ليتحكم بمصير الشعب الأفغاني».
لكن الملا عــمر أكد أن الاتفــاق الأمني «لن يكون له تأثير على المجاهدين في أفغانستان بل سيزيد من معنوياتهم وتصميمهم على دحر الاحتلال الأمريكي».
في غضون ذلك، نقلت مجلة «ايكونوميست» عن مصادر في الحكومة الأفغانية الجديدة أنه سيتم خفض عديد القوات الأفغانية من ثلاثمئة وخمسين ألفاً إلى مائتين وثمانين ألف جندي وضابط، لمواجهة النقص في الدعم المالي الدولي المحتمل بعد انسحاب القوات «الأطلسية» من أفغانستان أواخر العام الحالي.
وكانت الولايات المتحدة ودول «الأطلسي» ربطت استمرار مساعداتها المالية للحكومة الأفغانية بالتوقيع على الاتفاق الأمني مع واشنطن.
كذلك نقلت مجلة «مجلس الشئون الخارجية» الأمريكي عن مصادر في العاصمة كابول إقرارها بتدني الروح المعنوية للقوات الأفغانية كلما اقترب موعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان وتخوف الجنود والضباط من البطالة المتزايدة في المجتمع الأفغاني مع شح الموارد الحكومية حيث بالكاد يصل راتب ضابط الشرطة إلى مئتي دولار.
وأشارت دراسة للقوات الأفغانية إلى أن أربعين في المئة من المديريات في أفغانستان تواجه خطورة عالية وحرجة لسقوطها في قبضة «طالبان» خلال أشهر، واعترفت مصادر في وزارة الدفاع الأفغانية بصفقات يعقدها عدد من مسئولي الجيش في أماكن مختلفة من أفغانستان مع مقاتلي «طالبان» لوقف إطلاق النار، ما يعزز سيطرة الحركة وامتدادها في مناطق مختلفة.
إلى ذلك، وصف السفير الباكستاني السابق لدى أفغانستان رستم شاه مهمند الاتفاق الأمني بين كابول وواشنطن بأنه سيكون الغطاء لاستمرار الغارات الأمريكية بطائرات من دون طيار على المناطق القبلية الباكستانية، مضيفاً أن العدد الحقيقي للقوات الأمريكية و»الأطلسية» التي ستبقى في أفغانستان يزيد على ستة وعشرين ألف جندي وليس 12 ألفاً كما ادعت الحكومة الأفغانية حين وقعت على الاتفاق.
وأشار مهمند إلى أن أكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي سيبقون في القواعد الممنوحة لهم فيما سيخصص قرابة ستة آلاف جندي لحراسة السفارة والمنشئات الأمريكية في أفغانستان، فيما سيتم إدراج نصف عدد المتعاقدين الأمنيين الأمريكيين تحت اسم جنود نظاميين للإبقاء على مهماتهم في تعقب الأفغان المناهضين لواشنطن وحكومة كابول.
"الحياة اللندنية"

انفراد: عميد شرطة روسي يقود خلية لـ"داعش" في مصر

انفراد: عميد شرطة
اعترافات عناصر داعش المقبوض عليهم في مصر: انفراد: عميد شرطة روسى يقود خلية لـ «داعش » في مصر
لقاء سرى جمعهم بقيادي إخواني في شقة بمدينة نصر للتخطيط لعمليات إرهابية
المتهمون بينهم عميد شرطة روسى الجنسية ووافدان طاجكستانيان
الأمن يعثر على «لاب توب» عليه صور للرئيس السيسي وقيادات عسكرية بحوزة المتهمين.. ورسالة نصها «جئنا من أجل ذبحكم اسلموا تسلموا».
ألقت أجهزة الأمن الوطني القبض على أربعة أجانب من بينهم طالبان من الوافدين للدراسة بالأزهر الشريف بتهمة الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، وهم «رجب على سال يوف» 44 سنة « عميد شرطة سابق روسي الجنسية، وعلى دولتوف « 44 سنة- أعمال حرة»، طاجكستاني الجنسية، وعلى أكبر عبد الله «23 سنة – وافد أزهري، طاجكستاني الجنسية، «جان شان مقصيدون» 23 سنة- وافد أزهري»، وتبين أنهما مقيمان بالحى الثامن بمدينة نصر، وحرر محضر بالواقعة رقم 13250 لسنة 2014.
وكشفت تحقيقات النيابة التي استمرت نحو ست ساعات أن هؤلاء انضموا إلى تنظيم «داعش» الإرهابي من خلال إخواني مصري عضو بالتنظيم ذاته، مشيرة إلى أن التنظيم أسند إليهم مهمة محددة بحكم تواجدهم في مصر، هي محاولة تجنيد أكبر عدد من الوافدين من الدول الأجنبية للدراسة بالأزهر ليكونوا نواة التنظيم في مصر.
المتهمون أكدوا خلال التحقيقات أنهم كانوا دائمًا ما يجتمعون مع القيادي الإخواني عضو التنظيم، مشيرين إلى أنه كان يمدهم بأموال طائلة كي يسرعوا في تنفيذ المهمة المسندة إليهم، بتجنيد الوافدين.
 عميد الشرطة الروسي اعترف أمام النيابة بأنه كان يقيم في مصر باعتباره سائحًا روسيًا حتى لا ينكشف أمره، وكان على اتصال دائم بالقيادي الإخواني، حيث كان يعقد معه باستمرار اجتماعات، يؤكد له فيها على ضرورة الاستفادة من خبرته باعتباره رجل شرطة في التخطيط لعمليات إرهابية تستهدف الداخلية، كاشفًا عن إنه كان سيتولى مهمة تدريب العناصر التي كان سيتم تجنيدها من الوافدين بالأزهر، على حمل الأسلحة الثقيلة، وتنفيذ العمليات التفجيرية، في إحدى المناطق الجبلية بسيناء. 
 وكشفت التحريات أن المتهمين اعتادوا الاجتماع مع القيادي الإخواني في شقة بمدينة نصر، مشيرة إلى أنهم كانوا يتواصلون مع أعضاء «داعش» الإرهابي عبر موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك».
وقد عثر مع المتهمين على جهاز «لاب توب»، وتبين وجود صور عليه خاصة بتنظيم داعش، وصور أخرى للرئيس عبد الفتاح السيسي، وقيادات عسكرية مصرية أبرزهم اللواء خالد ثروت رئيس جهاز الأمن الوطني، والفريق صدقي صبحي وزير الدفاع، إلى جانب فيديوهات لأعضاء التنظيم بالخارج توثق المذابح التي ارتكبوها داخل العراق.
 وبعد الاستماع إلى أقوال المتهمين قررت نيابة الهرم حبس المتهمين وتحريز المضبوطات، وهي عبارة عن جهاز لاب توب، وفلاشة، وهاتفى محمول، وبفحصهما تبين أنهما يحتويان على مقطع فيديو لسيارة هامر مدون عليها «سيارة الخليفة أبو بكر البغدادي»، وجئنا من أجل ذبحكم اسلموا تسلموا».
"الصباح"

بالأسماء.. 5 ضباط قطريين يدربون عناصر إرهابية في السودان وليبيا

بالأسماء.. 5 ضباط
العميد حسام العواك: هناك تعاون كامل بين الحكومة السودانية وتنظيمات مسلحة أعضائها عائدون من سوريا والعراق
" خبير استراتيجي: إعلان السودان عن ضم حلايب وشلاتين لدوائرها الانتخابية مجرد إجراء إعلامي قامت به في 2010 أيضًا وبعدها لم يحدث شيء"
 من جديد تطل الأزمة المتعلقة بحلايب وشلاتين برأسها مرة أخرى على ساحة العلاقة بين مصر والسودان، لكن هذه المرة بشكل أكثر خطورة، خاصة بعد ما كشفت مصادر مطلعة بأن التنظيم الدولي للإخوان بالتعاون مع حكومة تركيا قاما بوضع خطة جديدة لإشعال فتيل الأزمة بين مصر والسودان من ناحية، وليبيا من ناحية أخرى، لتصبح مصر بذلك في صراع دائم مع دولتى الجوار.
المصادر كشفت عن أن الخطوة الأولى في الاستراتيجية التي وضعها التنظيم الدولي بدأت بالإيعاز للجانب السوداني بإعلان حلايب وشلاتين ضمن الدوائر الانتخابية السودانية، وهو ما تم خلال الشهر الماضي. بعدها ينوى الجانب التركي والتنظيم الدولي نقل بعض العناصر الإرهابية الموجودة في الأراضي الليبية إلى الأراضي السودانية، ومن ثم إلى منطقة حلايب وشلاتين لتنفيذ عدة عمليات ضد قوات الجيش المصري المتواجدة هناك لإثارة الأوضاع.
وحسب المصادر فإنه قد عُقد اجتماع مطلع الشهر الجاري بين وفد من ليبيا برئاسة عبد الحكيم بلحاج، ووفد سوداني برئاسة الفريق أمن مهندس محمد عطا عبد المولى، وتم الاتفاق بين الطرفين على نقل 3 آلاف جهادى إلى منطقة حلايب وشلاتين بعد تدريبهم في معسكرات شرق السودان. هذه العناصر من جنسيات مختلفة منهم عرب ومنهم أجانب عائدون من عمليات القتال في سوريا والعراق، وبعضهم مرتزقة يقومون بتلك العمليات مقابل أجور مادية.
من جانبه قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري إن هناك ثلاثة معسكرات شرق السودان، تم رصدها خلال الشهور الماضية وتضم عددًا كبيرًا من الإرهابيين من اليمن وليبيا وأفغانستان وعناصر مصرية جهادية أيضًا.
وأضاف سويلم، أن تلك العناصر تشكل خطورة كبيرة، خاصة أن التنظيم الدولي يسعى جاهدًا لإثارة الأوضاع على الحدود المصرية الليبية التي يتولاها أنصار الشريعة بالتنسيق مع التنظيم الدولي للإخوان. وتضم الثلاثة معسكرات نحو 3000 ألف جهادى يقومون بالتدريب من أجل الانتقال إلى منطقة حلايب وشلاتين من أجل مهاجمة القوات المصرية هناك، وقد تجد القوات السودانية فرصة للتدخل عسكريًا في هذه الحالة، وهو ما سيطر القوات المصرية للدفاع عن أرضها في ذلك الوقت.
سويلم شدد على أن القوات المصرية أعلنت حالة الطوارئ على المناطق الحدودية منذ فترة، خاصة الحدود مع السودان وليبيا.
من جانبه قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة السودان بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن إعلان السودان عن ضم حلايب وشلاتين للدوائر الانتخابية التابعة لها هو إجراء إعلامي قامت به في 2010 أيضًا، ولم تجر بهما أية انتخابات سودانية لخضوعهما للسيادة المصرية.
وأضاف رسلان، أن حلايب وشلاتين يتم إجراء الانتخابات البرلمانية المصرية فيها كل عام، وستتم فيها الانتخابات البرلمانية القادمة فور تحديد موعدها بتأمين مصرى كامل.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني وإمكانية نقل عناصر إرهابية إلى منطقة حلايب وشلاتين، أوضح رسلان أن المنطقة بعيدة عن النقاط الحدودية مع ليبيا، وهو ما يجعل عملية الانتقال إليها أكثر صعوبة وتستغرق وقتًا كبيرًا، وتعد منطقة غرب الأربعين هي المنطقة التي يمكن من خلالها انتقال العناصر الإرهابية إلى السودان، وهذه المنطقة لا يمكن أن يسلكها إلا عناصر تعى الخريطة الجغرافية في هذه المنطقة نظرًا لخطورتها.
أما الجهادى السابق صبرة القاسمى، فأوضح لـ«الصباح» أن تلك المعسكرات أقيمت منذ مطلع العام الماضي، وكانت بهدف القيام بعمليات داخل الأراضي المصرية والمحافظات الحدودية.
القاسمي أضاف أن تلك العناصر لم تجد سبيلًا لتنفيذ جميع أغراضها داخل الأراضي المصرية، فصدرت لها التعليمات من جانب التنظيم الدولي بإثارة الأوضاع في منطقة حلايب وشلاتين، وذلك من أجل إجهاد قوات الأمن في تلك المنطقة المتنازع عليها بين مصر والسودان.
من جانبه قال العميد حسام العواك، أن هناك تعاونًا ما بين الحكومة السودانية والعناصر الإرهابية، خاصة أن الشهر الماضي شهد عملية تسليح بشكل كبير لعناصر الشريعة في ليبيا عن طريق طائرات عسكرية قامت بنقل كميات كبيرة من الأسلحة.
وأضاف العواك أن هناك خمسة ضباط قطريين انتقلوا إلى السودان لتدريب بعض العناصر، وتم رصد عملية دخول الضباط الخمسة إلى الأراضي الليبية هم، محمد على العبادي، وفرج صالح منصور، عبد الكريم سعيد على، وسند عباد، أحمد الصالحي.
وتابع العواك أن الضباط الخمسة قاموا بتدريب عناصر تابعة لأنصار الشريعة، كما تم نقل عدد من العناصر الإرهابية إلى السودان مطلع الشهر الماضي قادمين من سوريا والعراق، منهم عدد كبير قد انتقل إلى ليبيا والبعض بقى في السودان.
نبيل نعيم الجهادي السابق، أكد أيضًا أن تلك العناصر منها بعض العناصر العائدة من سوريا خاصة بعد شن التحالف الدولي حربًا ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق.
نعيم أضاف إلى أن التنظيمات الإرهابية نقل عناصرها بالقرب من الدول العربية التي تشارك في التحالف الدولي، منها الأردن والكويت ومصر والجزائر. وجاءت عملية نقل العناصر بغرض الانتقام، ونشر الفكر التكفيرى بين داخل الدول العربية من أجل زعزعة الأوضاع فيها وتغلغل تلك العناصر داخلها.
كما تابع أن زعزعة الأوضاع في منطقة حلايب وشلاتين جاءت بدعم تركى، خاصة أن أردوغان وحكومته يقف وراء تحريض حكومة البشير للسيطرة على المناطق المصرية الحدودية بين البلدين. 

تاريخ الصراع
تعود الأزمة بين مصر والسودان إلى 1898 حين حددت اتفاقية الحكم الثنائى بين مصر وبريطانيا الحدود بين مصر والسودان، والتي ضمت المناطق من دائرة عرض 22 شمالًا لمصر وتضم مثلث حلايب وشلاتين، وبعد ثلاثة أعوام في 1902 عاد الاحتلال البريطاني الذي كان يحكم البلدين ثم اتبع مثلث حلايب للإدارة السودانية طبقًا لقربها من الخرطوم.
فى 18 فبراير عام 1958 قام الرئيس جمال عبد الناصر بإرسال قوات مصرية وإعادتها للسيادة المصرية، ظلت إداريًا للسودان المصري في ذلك الوقت، ثم قامت السودان بعد ذلك في يوليو 1994بإرسال مذكرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية، تشتكى الحكومة المصرية بتسعة وثلاثين غارة شنتها القوات المصرية في الحدود السودانية، منذ تقديم الحكومة السودانية بمذكرة سابقة في مايو 1993.
فى عام 2000 قامت السودان بسحب قواتها من حلايب وقامت القوات المصرية بفرض سيطرتها على المنطقة.
فى عام 2004 أعلنت الحكومة السودانية أنها لم تتخل عن المنطقة المتنازع عليها.
فى عام 2010 تم اعتماد حلايب كدائرة انتخابية سودانية تابعة لولاية البحر الأحمر وأقرت المفوضية القومية للانتخابات السودانية حق التصويت في الانتخابات السودانية لأهالي حلايب باعتبارهم مواطنين سودانيين إلا أن سكان المنطقة من البشاريين انتقدوا تقاعس الحكومة المركزية في إتمام العملية.
أقيمت الانتخابات البرلمانية المصرية لعام 2011 في نوفمبر وشملت مثلث حلايب ونقلت صناديق الانتخاب إلى الغردقة بطائرة مروحية عسكرية مصرية لفرز الأصوات هناك.
في أبريل 2013 قام الرئيس المعزول محمد مرسي بزيارة إلى السودان، وجدد الجدل حول مثلث حلايب، حيث أفاد مساعد الرئيس السوداني «موسى محمد أحمد» في ذلك الوقت أن مرسي وعد الرئيس السوداني عمر البشير بإعادة مثلث حلايب إلى وضع ما قبل 1995.
في مايو 2014 أفادت تقارير صحفية سودانية رسمية إن قوة من مشاة البحرية السودانية قد قامت باستبدال القوة المرابطة في حلايب وفقًا لنظام القوات المسلحة السودانية، وأن الفرقة 101 مشاة البحرية قد احتفلت في بورتسودان بعودة القوة التي كانت مرابطة في حلايب بعد أن تسلمت القوة البديلة مواقعها هناك. ونقل عن والى ولاية البحر الأحمر السودانية، محمد طاهر ايلا، تأكيده على دور القوات المسلحة السودانية في حماية الوطن وتحقيق مبدأ سيادة السودان على أراضيه، مبينًا أن وجودها «بمنطقة حلايب» تعبير عن السيادة السودانية بالمنطقة. 
من الجانب المصري نفت مصادر أمنية ما ردده الجانب السوداني، حيث أكدت المصادر أن حلايب وشلاتين تخضع لسيطرة تامة من جانب القوات المصرية، وأن القوة السودانية الموجودة لا تزيد على 30 فردًا، وهم موجودون بناء على اتفاق مصري سوداني.
"بوابة الصباح"

رفسنجاني: متطرفون في إيران والخارج سمّموا أجواء المفاوضات «النووية»

رفسنجاني
رفسنجاني
اتهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني متطرفين من إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، بتسميم الأجواء قبل مفاوضات نيويورك، فيما وجّه 135 إعلامياً إيرانياً رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، تحضه على وقف إهانتهم من خلال «كذبه» في شأن اعتقال الصحفيين في بلاده.
ورأى رفسنجاني أن «ما رشح من المحادثات النووية أخيراً وموقف المشاركين، يُظهر أن إيران والدول الست لا تريد أن تعود الأمور كما كانت سابقاً»، مضيفاً: «كما حدث في الماضي، سمّم متطرفون من الجانبين أجواء المحادثات قبل الجولة الأخيرة من المفاوضات». وأشار إلى أن «المتشددين غاضبون من الشعب الإيراني (بسبب انتخابهم روحاني) ويوجّهون غضبهم على الحكومة التي اختارها الشعب لتمثيله».
وشدد رفسنجاني على «أهمية المفاوضات في القرارات السياسية»، مؤكداً وجوب «تجنّب إثارة ذرائع». واعتبر أن «التاريخ أثبت أن الإيرانيين لا يرضخون أبداً للضغط أو القوة، ولا يمكن إلغاء دور (طهران) في المعادلات السياسية في العالم».
إلى ذلك، أمرت السلطات بإغلاق موقع «انتخاب» المرتبط برفسنجاني، بعد نشره تقريراً عن الفساد الحكومي في إيران.
إلى ذلك، وجّه 135 مراسلاً ومنتجاً وإعلامياً إيرانياً، يعملون في داخل بلادهم وخارجها، رسالة إلى روحاني انتقدت قوله خلال مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأمريكية: «أعتقد بأن لا فرد يمكن احتجازه أو سجنه لكونه صحفياً». وكان الرئيس الإيراني يردّ على سؤال عن اعتقال مراسل صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية جيسون رضائيان وزوجته منذ شهرين، من دون اتهامات لهما.
وتفيد مواقع إخبارية إيرانية بتوقيف 65 إعلامياً وناشطاً صحفياً في ايران، بسبب عملهم. وتضيف أن 300 صحفي اعتُقلوا منذ الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، مشيرة إلى أن في إيران أضخم عدد من الصحفيات المحتجزات، والى فرار مئات من الإعلاميين إلى الخارج.
وحضّ الموقعون على الرسالة روحاني على «اتخاذ خطوات جدية وعملية لإيفاء وعوده» الانتخابية بمنح الإعلاميين حرية أكبر، وتأمين مناخ أكثر أمناً لأداء مهمتهم.
ووَرَدَ في الرسالة: «مهين، كما أنه ليس أخلاقياً ولا مهنياً إنكار حقيقة بقاء صحفيين كثيرين في السجن في إيران، بسبب ممارستهم وظائفهم. وإضافة إلى ذلك، سُجِن صحفيون خلال رئاستك. من واجبكم تحسين أوضاع الصحفيين الإيرانيين». وتابعت: «على أقل تقدير، نتوقع منكم تصحيح تصريحكم الكاذب في شأن الصحفيين المعتقلين في إيران. لكننا نأمل بمزيد، ونطلب منكم تنفيذ وعودكم لإيجاد بيئة أكثر أمناً للصحفيين في بلدنا».
على صعيد آخر، وصف قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الذي كان انتقد إيران في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه «خبيث ومجرم»، معتبراً أن «الحكومات الغربية ظالمة وليست شرعية».
أما رئيس الأركان الإيراني الجنرال حسن فيروزآبادي فنعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه «كلب مسعور للأمريكيين».
"الحياة اللندنية"

«داعش» يواصل التوسع في سوريا رغم ضربات «التحالف»

«داعش» يواصل التوسع
شن طيران التحالف الدولي غارات جوية جديدة على مواقع لمسلحي تنظيم «داعش» داخل مستشفى مدينة ربيعة غرب العراق، فيما أحكمت قوات البيشمركة الكردية سيطرتها على جميع قرى المنطقة، كما طالت الغارات الدولية أطراف مدينة «كوباني» الكردية في سوريا على الجبهة العراقية، بينما يقترب التنظيم من اقتحام «كوباني»، ويخوض معارك شرسة منذ أيام ضد قوات الحماية الشعبية الكردية التي انسحبت لداخلها، للاستعداد لخوض «حرب القلعة» وحرب شوارع في المدينة الاستراتيجية.
وعلى الرغم من الضربات التي شنها التحالف الدولي، مساء أمس الأول، على التنظيم في كوباني، فإنها لم توقف تقدم «داعش» نحو المدينة، وحاصرها من الشرق والجنوب الشرقى والغرب، بعد سيطرة التنظيم على ٣٨٠ قرية في ريف كوبانى، ويخوض معارك ضارية مع قوات الحماية الكردية بهدف اقتحامها، ولو نجح في السيطرة عليها فسيحتل جزءا كبيرا من الشريط الحدودي مع تركيا، بما يخلق ضغوطا على أنقرة للتدخل، فيما بحث البرلمان التركي، أمس، تفويض قوات الجيش بالتدخل ضد «داعش» في سوريا والعراق، وأعلنت تركيا أنها قد ترسل قوات برية، وستسمح للحلفاء باستخدام القواعد التركية لمواجهة «داعش».
"المصري اليوم"

ناجون يروون للمرة الأولى وقائع قتل 800 في مجزرة عشيرة الشعيطات

ناجون يروون للمرة
قبل أسابيع ارتكب تنظيم «داعش» إحدى أكبر المجازر المروعة في سورية. قتل المئات ذبحاً من عشيرة الشعيطات أهم عشيرة في شرق سورية. أصدر حكماً بالقتل على كل من يتجاوز عمره الأربعة عشر ربيعاً. منذ أيام وصلت إلى الأراضي اللبنانية أم ومعها طفلتها ووالدها كانوا شهوداً على ما جرى لعشيرتهم.
يحكي لنا الجد أولاً عن جغرافية المنطقة وتاريخ العشيرة. يقول إن عدد أفراد الشعيطات يناهز المئة ألف. تهابهم كل العشائر في شرق البلاد. كانت علاقتهم بالنظام سيئة حتى قبل اندلاع الثورة. لم تستطع الدولة السورية إنشاء أي مركز عسكري أو فرع أمني داخل مدينة الشعيطات. كان وجهاء العشيرة هم من ينظمون حياة الناس ويحكمون في ما بينهم.
أهم القرى والبلدات التي يقطن فيها الشعيطات هي: الكشكية وأبو حمام وغرانيج. كانت من أوائل العشائر التي أعلنت تمردها على النظام حين خرجت التظاهرات في أكثر من مدينة سورية. حاول الجيش السوري اقتحامها مرات عدة لكنه لم يستطع. كانت عيون العشيرة تنظر إلى الذهب الأسود وتنتظر مثل هذه الأحداث. سيطرت بشكل سريع على أكثر من عشرين بئراً نفطياً، أهمها حقل العمر الشهير القريب من بادية ذبيان، وحقل التنك قرب سكة القطار.
منذ أكثر من سنة بدأ عناصر تنظيم «داعش» يتسللون من العراق إلى دير الزور. كان التنظيم يخشى الاصطدام مع عشيرة الشعيطات. أبرم معها اتفاقاً ينص على تسليم القبيلة الأسلحة الثقيلة وأن لا يتعرض أي منهما للآخر مقابل عدم تدخل «داعش» بشئونها. لكن داعش على ما يبدو كان ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على القبيلة بسبب سيطرتها على آبار النفط. كان أبناء الشعيطات يدركون نوايا داعش فلم يسلموا أسلحتهم الثقيلة. قويت شوكة التنظيم كثيراً بعد سيطرته على الموصل. بايع شخص من القبيلة اسمه أبو على الشعيطي داعش في أوائل رمضان. كان للرجل ثارات مع أفخاذ أخرى من العشيرة. فاستغل التنظيم لتصفية حساباته الشخصية. أقدم التنظيم على اعتقال عدد من الأشخاص وتصفيتهم، بعد أن وشى أبو على بهم. ازدادت وتيرة التجاوزات الداعشية، والتحرش بأبناء القبيلة. كان آخرها ما حصل في التاسع والعشرين من تموز (يوليو) الماضي، حين اعتقل مسلحون تابعون للتنظيم شخصاً أثناء حفل زفافه. استشاطت العشيرة غضباً، فهاجم العشرات من أبنائها أحد مراكز تنظيم «داعش» وقتلوا أمير المجموعة وهو من الجنسية التونسية، ومعه ثمانية آخرون، ثم أحرقوا المقر.
أعلن «داعش» الحرب وبدأ هجومه الشامل. دعت الشعيطات جميع العشائر للوقوف إلى جانبها لأن الخطر سيصل إليهم. لم يستجب لها أحد إلا عشيرة شويط إخوة السمرة وإحدى كتائب الجيش الحر بقيادة ناصر السخني، بينما خذلتهم العقيدات العشيرة الأقرب التي تجمعها معهم صلات نسب وقربى. نصب عناصر التنظيم المدافع على أربعة محاور، في دوير وهجين والسكة والجرذ الغربي، وبدأوا بالقصف العشوائي والعنيف على كل قرى الشعيطات. استبسل أبناء العشيرة في الدفاع عن أنفسهم، فقتلوا المئات من عناصر داعش، ودمروا الكثير من آلياتهم ودباباتهم. بعد خمسة وعشرين يوماً نفدت ذخيرة الشعيطات فتمكن تنظيم «الدولة» من التقدم. تقول الأم إن معظم الأهالي هربوا عبر الحقول، فهناك مزارع كبيرة عبروا منها إلى نهر الفرات. أما هي وطفلتها فلم تستطيعا الهروب بهذه الطريقة، ما اضطرها إلى الخروج من أنابيب الصرف الصحي إلى ضفة النهر، وهناك كان ينتظرهم قارب يقل الفارين إلى الضفة الأخرى إلى بلدة صبيخان. يقول الجد: إن المسلحين نهبوا البيوت وسرقوا المحال التجارية والمواشي. كانت المجموعة التي دخلت إلى القرى اسمها «فرقة القصاص»، معها عدد من العملاء التابعين لأبي على الشعيطي. كانت مهمة هؤلاء إرشاد الفرقة على قادة المجموعات، ليفجروا بيوتهم أو يقتلوهم إن استطاعوا القبض عليهم.
انتهت المعارك لكن غبارها لم ينجل. لم يعرف حجم المجازر التي ارتكبها التنظيم داخل هذه البلدات. بعد مفاوضات متكررة استمرت أسابيع سمح التنظيم للنساء بالدخول لتفقد ذويهم. تروي هذه الأم وطفلتها أهوال ما رأت أعينهم. رائحة الموت تملأ المكان. مئات الجثث في الطرقات وفي خنادق المياه المخصصة للري. بعض القتلى تمت تصفيتهم بالرصاص. ومعظمهم قتل ذبحاً بعد أن ربطت أيديهم خلف ظهورهم، ثم وضعت رؤوسهم على ظهورهم. أما أغرب ما رأت أعينهم فهو صلب بعض الشبان على الأشجار وعلى الأعمدة، حيث وضعت أيديهم بشكل يحتضن الشجرة أو العمود من الخلف ومن ثم ربطت معاصمهم. قتل هؤلاء بالسواطير كما تقول. الآثار واضحة على رؤوسهم المهشمة. تروي الأم أيضاً أن أحد أقربائها أتى من الكويت لتفقد أهله. أوقفه حاجز في منطقة العشارة. قبضوا عليه وصلبوه على إحدى الأشجار وذبحوه. تقول البنت لأمها التي انهمرت الدموع من عينيها. أخبريه يا أماه عن أولاد عمي حمدون وهدروس كيف فقأوا أعينهم ولم يتركوا إلا رؤوسهم. لم تستطع النساء اللواتي دخلن أن يبتن في هذه البلدات فعدن أدراجهن. عادت المفاوضات مع «داعش» ليسمحوا لهن بدفن الجثث. فوافق التنظيم على دخول جرافة، ووضع الرمل على الجثث في مكانها، للتخفيف من الرائحة من دون السماح لهم بحفر قبور ودفنهم فيها. أما بعض قادة المجموعات، فقد صلبهم عناصر التنظيم ولم يسمحوا بدفنهم لوقت طويل.
عدد القتلى كما يقول الجد ناهز الثمانمئة، فـ«داعش» لم يكتف بقتل من وجد داخل هذه البلدات بل طاردوهم إلى القرى المجاورة. فقتلوا في الشعفة نحو مئة شخص، وفي هجين نحو مئة وخمسين وفي العشارة نحو خمسة وسبعين وأعدموا بحقل العمر نحو خمسمئة.
"الحياة اللندنية"

"تفجيرات العيد" تبدأ بـ7 قنابل بدائية

تفجيرات العيد تبدأ
مقتل 13 تكفيريا وضبط 10 بينهم متورطان في مذابح رفح
بعد ساعات من تهديد جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، مساء أمس الأول، بشن هجمات خلال أيام عيد الأضحى المبارك، نفذت عناصر إرهابية 4 هجمات بعبوات بدائية الصنع في 3 محافظات.
في الغربية، انفجرت قنبلة في محيط مبنى المحافظة، وأسفرت عن إصابة محمد رزق، مدير أمن ديوان عام المحافظة، وحسين محمود، موظف بالأمن، بإصابات طفيفة، وأخرتين أمام نادي الشرطة بالمحلة، ومحيط شرطة المسطحات المائية بكفر الزيات، كما انفجرت قنبلة بمحيط فرع البحث الجنائي بالمحلة.
وفي الشرقية، أكد رئيس جهاز مدينة الصالحية الجديدة انفجار عبوة ناسفة من بين 3 تم زرعها أسفل برج الكهرباء المغذى للمدينة، والكائن بمحيط إحدى مزارع شركة الصالحية لاستصلاح الأراضي.
وأكد مصدر مسئول بمديرية الأمن أنه ورد بلاغ لمركز منيا القمح عن قيام مجهولين بإلقاء محدث صوت على بعد 20 مترا من سيارة شرطة تابعة لنقطة شرطة الصنافين بدائرة المركز.
وفى المنيا، انفجرت عبوة بدائية الصنع أسفل سيارة أحد المستشارين بجوار نادى قضاة المنيا، ومقر شرطة المسطحات، ولم يسفر عن وقوع إصابات.
كانت جماعة «أنصار بيت المقدس» قد نشرت فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الأول، توعدت فيه بتنفيذ عمليات إرهابية خلال عطلة عيد الأضحى ضد أجهزة وزارة الداخلية والشرطة في المحافظات، وأكدت مصادر أمنية إعلان حالة الاستنفار القصوى عقب بث الفيديو.
من ناحية أخرى، واصلت القوات المسلحة في سيناء، أمس، بالتعاون مع أجهزة الشرطة، حملاتها العسكرية الموسعة بمدينتي الشيخ زويد ورفح، والتي أسفرت عن مصرع 13 من العناصر التكفيرية من تنظيم بيت المقدس، بعد اشتباك مع قوات الأمن، وضبط 10 عناصر تكفيرية أخرى من أعضاء التنظيم، من بينهم 2 من المتورطين في مذابح رفح الثلاث.
"المصري اليوم"

انخراط الأردن في الحملة العسكرية على «داعش» يثير مخاوف من انتقام إرهابي

انخراط الأردن في
على رغم مرور عشرة أيام على انخراط الأردن «المفاجئ» في القصف الجوي على تنظيم «داعش» في سورية لا يزال الرأي العام حائراً ومغيباً عن أهداف الحملة الدولية ومبرراتها وسط تساؤل غالبية الأردنيين عما إذا كانت مملكتهم وسط معمعة حرب أم لا؟
فحجم الصمت الرسمي، وتضارب التصريحات أدخل الأردنيين في دوّامة في لحظة حرجة تحتاج فيه الحكومة إلى ثقة الناس، بخاصة بعد اختلاط الأوراق السياسية والأمنية والإعلامية. فالناس- حال البرلمانيين- استفاقوا يوم 23/9/2014 على خبر مشاركة مقاتلات سلاح الجو في طلعات التحالف الدولي على مواقع «داعش»، بعد أن أمسوا على تطمينات رئيس الوزراء عبد الله نسور بأن المملكة لن تكون جزءاً من هذه المعركة.
باستثناء بضعة تصريحات رسمية وبيانين مقتضبين عن القوات المسلحة، الأول صبيحة بدء الضربات بالتزامن مع إعلان واشنطن مشاركة خمس دول عربية فيها، لم يكن الرأي العام يعرف أن الأردن على وشك الدخول في جهد عسكري خارج أراضيه يشبه اقتحام وكر دبابير، وفق ساسة وإعلاميين ونشطاء.
ويطرح سؤال كيف اتخذ قرار دخول الحرب من دون تهيئة الرأي العام، المساند أصلاً؟ وفق استطلاع لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أظهر أن غالبية الأردنيين ترى في داعش «منظمة إرهابية»، وتضع ثقة غير مسبوقة بمؤسسات الدولة العسكرية والأمنية مقابل تآكل الثقة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية. يمتد التساؤل إلى ماذا بعد؟ وماذا عليهم أن يستدركوا للتحوط من ضربات انتقامية محتملة؟
كان الأردنيون سمعوا لشهور انقضت أن تنظيم «داعش» لا يشكل خطراً على أمن البلد واستقراره. لم يتهيأوا للحرب ومبرراتها أو لم يتوقعوا تأثير ذلك في حياة المواطن وفي الأمن الوطني، ومنهم اليوم من يرى سلوك المملكة طريقاً محفوفاً بالأخطار، بما فيها احتمالات تعرض البلاد لهجمات انتقامية.
لكن، بين ليلة وضحاها اختلفت الأمور. اليوم خرج عليهم الإعلام بتصريحات لمسئولين من نوع «لن نسمح بالمساس بذرة من تراب الوطن» أو «سنقطع كل يد تمتد إلينا».
ربما كان الملك عبد الله الثاني المسئول الوحيد الذي امتلك الجرأة والصراحة لوضع النقاط على الحروف علانية حين لمح إلى أن الأردن سيكون جزءاً من الحرب على الإرهاب قبل أن تبدأ بأسابيع وأيام، معيداً تأكيد ذلك في مقابلاته الصحفية وفي خطابه على منصة الأمم المتحدة بعد يومين على انخراط الأردن في الحرب.
بخلاف ذلك، لم تتحمل الحكومة، ومجلس الأمة، والسلطة الرابعة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني مسؤلياتها منفردة ومجتمعة في التعامل مع رأي عام غالبيته تشعر بالتقزز من ممارسات «داعش» وأخواته باسم الدين، لكنه يعارض في الوقت ذاته التدخل الأجنبي في شئون المنطقة، ولا يثق بنوايا واشنطن تجاه العرب والمسلمين.

حساسية أمنية
قد تكون دوافع مشاركة الأردن في جهد إشكالي كهذا ذات حساسية أمنية عالية مقنعة، بل وضرورية أيضاً من باب استباق الخطر الداهم قبل أن تهدد البلاد جحافل الظلام المتعطشة للدماء، وكذلك من باب كسب تعاطف الرأي العام مع معركة قد تستمر لسنوات، وقد تتطلب التفاصيل الدقيقة للحرب التكتم والسرية.
عملية الإخراج كانت بدائية ومتخبطة، ربما عن قصد، ولا تنم عن أي شعور بالمسئولية الأخلاقية والدستورية، وفق نشطاء وساسة. ولا تحترم حتى جرأة الملك وطروحاته وذكاء الأردنيين، ما قد يكون له ثمن سياسي وأمني واقتصادي مرتفع فيما لو نفذ «داعش» وأخواته تهديداتها بالثأر من الدول المشاركة في الحملة. كان رئيس الوزراء أكد في 6 أيلول (سبتمبر) أن الأردن لن يكون عضواً في التحالف و«لا يخوض حروب الآخرين». لكن، على الأرض حصل العكس تماماً.
في تصريحه بدا رئيس الوزراء أنه إما لم يكن يعلم مسبقاً بالمشاركة، أو أنه غير مكترث بالرأي العام. ومجلس النواب لم يُشرك أيضاً ولو صورياً في عملية صنع القرار. صحيح أن الدستور الأردني يعطي الملك حق إعلان الحرب وإبرام معاهدات السلام بخلاف الحال في بريطانيا مثلاً. لكن، بالتأكيد الحال ستكون أفضل لو اجتمعت الحكومة والنواب للتشاور حول ترتيبات الحرب ومحاذيرها في جلسة علنية ومتلفزة، بحيث يطلع الرأي العام على مبررات الأطراف المؤيدة والمعارضة لدخول الأردن طرفاً رئيساً في الحرب.
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يختار فيها الإعلام الحكومي والخاص – راديو وتلفزيون وصحف ووكالة أنباء رسمية- تغييب نفسه طواعية عن هذه المعركة الحيوية بانتظار تعليمات الحكومة أو الاختباء خلف الرواية الرسمية أو التطبيل وتخوين الآخر. فالإعلام يتصرف كأن الأردنيين لون واحد مع أن هناك جيوب جدل حيال «داعش» وأكلاف المشاركة على البلاد.
باستثناء بعض تقارير إخبارية تحدثت عن «تحديات الحرب على داعش والتي تستدعي تحصين الجبهة الداخلية» أو عن اعتقالات هنا وهناك ومقالات تدعم الحرب على الإرهاب من باب استباق الخطر، لم يقرأ الأردنيون أو سمعوا أية أخبار يومية عن سير العمليات الجوية المستمرة. ولم يطلعوا على أي مقال يخالف قرار المشاركة في الحرب.
ولولا التصريحات الصادرة يومياً من واشنطن ومقالات وتحليلات وسائط الإعلام الأجنبية والعبرية، لاعتقد الأردنيون أن مشاركة بلادهم في الحرب قد انتهت. بالطبع، يبدي الإعلام الإلكتروني جرأة أكبر في تغطية الأخبار وأيضاً في تحميل مقالات رأي، من بينها تعليق لكاتب منع من النشر في صحيفة يومية وآخر للنائب على السنيد يحذر فيه من أن الحرب على «داعش» تخفي وراءها مخططات لإعادة احتلال المنطقة.
سفارات أجنبية، خصوصاً تلك التابعة لدول التحالف، حذّرت رعاياها من زيارة وسط العاصمة والأماكن ذات الاكتظاظ السكاني والفنادق والمولات التجارية. وبعض الدول منعت سفر رعاياها إلى الأردن وغيرها من دول المنطقة.
لكن الأردنيين لم يسمعوا تحذيرات رسمية مشابهة من حكومتهم. وفي بعض الأحيان يقدم مسئولون على تنبيه الناس إلى عدم الاستماع إلى الإشاعات أو ترويجها حول تهديدات أمنية في أماكن عامة، مؤكدين مع ذلك أن السلطات «تتعامل معها بأقصى درجات الجدية والانتباه وإن كانت لا تستند إلى حقائق». لكن المسئولين لا يدركون أن الإشاعات تنتشر كلما ارتفعت نسبة حجب المعلومة.
يوم الإثنين حملت الصحف المحلية تطمينات لوزير الداخلية حسين المجالي: «لا توجد تهديدات أمنية حقيقية مباشرة على الأردن» وأن الأوضاع في المملكة وعلى حدودها «جيدة ومستقرة». ونقلت الصحف عن مجلس الوزراء تشديده على ثقته بقدرات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على «التصدي لخطر الإرهاب وتنظيماته».
لم تبادر أي صحيفة لتقديم منتج إعلامي بدافع ذاتي يجيب عن أسئلة تجول في خاطر الأردنيين ويرد على الأصوات المشكّكة المعارضة لانخراط الأردن في الجهد العسكري لأسباب عقائدية، أو من باب مناكفة الحكومة. الأحزاب اليسارية والقومية- حال الإسلامية- دانت قرار المشاركة على أساس أن واشنطن معروفة بعدائها لقضايا الأمة العربية وعلى رأسها قضية فلسطين. ونبهت إلى أنه سيمنح أمريكا غطاء للعودة عسكرياً بعد هزيمتها في العراق، و«تنفيذ مخططها الرامي لإعادة رسم خريطة المنطقة الجيو- السياسية وضرب فكرة الأمن القومي العربي».
لكن أياً منها لم يدن بوضوح جرائم «داعش» وفكره الظلامي أو يوفر بديلاً مقنعاً لأطروحته المعادية لواشنطن.
في الأثناء، يطلب لأول مرة من الأردنيين أن يقولوا آراءهم في الجماعات المتشددة التي ظهرت على سطح المشهد السوري والعراقي أخيراً، «داعش» و«جبهة النصرة» و«عصائب أهل الحق»، وأيضاً «حزب الله» اللبناني، وآراءهم في ما رافقها من تحولات في مصادر التهديد للأردن. ووفق استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية، لا يوجد انقسام جوهري في الرأي حيال جماعات كـ «داعش» وجبهة «النصرة». تنظر الغالبية إلى «داعش» بصفته «جماعة إرهابية» ولا يسانده في المملكة إلا 7 في المئة من أفراد عينة وطنية و4 في المئة من أفراد عينة قادة رأي. الرأي مختلف بالنسبة إلى «جبهة النصرة»، إذ أحجم 52 في المئة من أفراد العينة الوطنية عن تحديد موقفهم منها: حركة إرهابية أم مقاومة مشروعة. واعتبر 44 في المئة من هذه العينة أنها إرهابية مقابل 60 في المئة عند قادة الرأي. أما شعبية «حزب الله» فتدهورت، إذ بات ينظر الأردنيون إليه على أنه منظمة إرهابية (42 في المئة) بعد أن كان عنواناً للمقاومة. والسبب وراء ذلك التحول هو موقف الحزب من الأزمة السورية.
المعلق السياسي فهد الخيطان كتب عن الاستطلاع: «إذا أخذنا في الاعتبار نسبة 17 في المئة التي تنظر إلى «جبهة النصرة» على أنها مقاومة مشروعة و7 في المئة فقط تؤيد «داعش» و15 في المئة تنظر إلى «القاعدة» بصفته مقاومة، فيمكن الباحثين وأصحاب القرار أن يصلوا إلى تقدير أولي لوزن تيار السلفية الجهادية في الأردن وحجم القاعدة الشعبية المؤيدة لأفكاره».
الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية محمد أبو رمان المختص في الحركات الإسلامية يرى أن «الجديد في نتائج الاستطلاع، إضافة إلى «تغير نظرة (المجتمع الأردني) إلى حزب الله» يكمن في المنطقة الرمادية، أي من لم يحددوا موقفهم حيال «داعش» (28 في المئة) أو «جبهة النصرة» (52 في المئة). ويحض أبو رمان المسئولين على «قراءة» هذه المعادلة بدقة معتبراً أنها تعكس: «إما أن البعض يؤيد هذه الجماعات ولا يصرّح بذلك، أو لأنه فعلاً حائر لا يمتلك توصيفاً دقيقاً لها».

لا عودة إلى وراء
الأردن جزء من الحرب بصورة مباشرة: يشارك بالضربات وتقديم الدعم اللوجيستي وتبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية وتأليب العشائر السنّية في المناطق الحدودية السورية والعراقية ضد «داعش».
لكن، كيف تتوقع الحكومة اجتياز هذا الوضع في حال خسرت معركتها مع الرأي العام الذي سيتأثر مباشرة في حال سعى «داعش» وأخواته إلى الانتقام. لم نسمع رد الحكومة على حجج أصوات تعارض الضربات الجوية وتخشى من أنها قد تزيد «داعش» تشدداً، على غرار ما حصل مع القاعدة في أفغانستان والعراق حين سيطرت أمريكا على العراق وخرجت منه تاركة عمقها الاستراتيجي ساحة مكشوفة أمام النفوذ الإيراني والميليشيات بشتى ألوانها.
كيف سيقنع الخطاب الرسمي والإعلام الأصوات التي ترى أن هذه الحرب تستهدف الإسلام والمسلمين؟ ولماذا تسكت الأحزاب الدينية واليسارية عن إدانة إرهاب «داعش» ضد كل من يخالفه.
غزوة «داعش» باتت حرباً إعلامية وشعبية بالدرجة الأولى. ولن يسجل الأردن نقاطاً فيها من دون إعلام مهني محترف يقدم منتجاً مقنعاً قائماً على الحقائق والمعلومات، وخطاب رسمي يتعامل بواقعية مع خطر «داعش» على الأمن والاقتصاد والمجتمع والحضارة والإنسانية، ولا يستغفل الشعب. حرب قد ينهي «داعش» وأخواته عسكرياً لكنه لن ينهي تغلغل فكره وأيديولوجيته العدمية في أركان المجتمع، بخاصة الفئات الشبابية المهمشة التي تبحث عن فرص عمل وعدالة اجتماعية ومشاركة في رسم مستقبلها ومحاربة الفساد.
التعامل مع الخطر يتجاوز الجهد العسكري والأمني إلى وجوب إطلاق برامج سياسية واقتصادية وتعليمية متكاملة، يواكبها خطاب ديني تنويري قادر على تقديم بديل يستقطب عقول الشباب الضائع وأفئدته. ولا يكون ذلك بإغلاق ما تبقّى من الحريات السياسية والإعلامية وإعادة عقارب الساعة إلى زمن الأحكام العرفية والإصرار على أن الأمن وحده أهم من الإصلاح.
"الحياة اللندنية"

عين العرب تزيل جزءاً ثانياً من حدود سايكس- بيكو

عين العرب تزيل جزءاً
صورة النازحين الكرد من كوباني (عين العرب) وهم يزيلون حاجز الأسلاك الشائكة الفاصلة بين الأراضي السورية والتركية، تذكرنا بجرافات «داعش» وهي تزيل الحدود العراقية – السورية بعد اجتياح تنظيم الدولة لمدينة الموصل بأيام. تدور اليوم حرب ضروس بين الفاعلين، تنطوي في آن معاً على صراع اثني عربي – كردي، وآخر ديني – علماني، وثالث عسكري – مدني.
منذ استيلاء قوات الخليفة أبي بكر البغدادي على الموصل إلى اليوم، يبدو الكرد القوة شبه الوحيدة التي تتصدى لها على الأرض، سواء في العراق أو في سورية. وإذا كانت قوات البيشمركة انسحبت أمام زحف داعش إلى جبل سنجار، فقد تولى المواجهة مقاتلو حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديموقراطي PYD وصولاً إلى دحر قوات البغدادي من سنجار ومخمور. واستعاد البيشمركة زمام المبادرة، بعد تجاوزهم الصدمة الأولى، ليحرروا عدداً من المناطق بدعم جوي من طائرات التحالف.
أما في سورية، فوحدها «قوات حماية الشعب» التابعة للفرع السوري لحزب العمال الكردستاني تواجه قوات تنظيم الدولة على الأرض، من غير مساندة جوية تذكر من طائرات التحالف التي تقصف صوامع الحبوب والمحطات البدائية لتكرير النفط شرق البلاد.
نحن إذاً أمام مشهد غريب: الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة تدرك أن القصف الجوي والصاروخي وحده لن يحقق أي نتيجة ما لم تواكبها حرب برية على معاقل التنظيم. والطرف الوحيد الذي يخوض هذه الحرب البرية هو القوات الكردية. وفي حين حظي بيشمركة إقليم كردستان بدعم سياسي وعسكري متعدد الجهات، من الولايات المتحدة وألمانيا وإيران وغيرها من الدول، لا تحظى قوات التيار الأوجالاني بأي عطف مماثل. هذا مفهوم بالنظر إلى أن حزب العمال الكردستاني موجود على لوائح المنظمات الإرهابية في المحافل الدولية. ولكن كان من شأن المأساة الإنسانية التي تعيشها بلدة كوباني ومحيطها، وأدت إلى تهجير نحو مئتي ألف مدني إلى تركيا خلال أقل من أسبوع، أن تغير في هذه المقاربة، فضلاً عن «الفلسفة المؤسسة» للتحالف الدولي ضد داعش التي وحدت كثيراً من الخصوم في جبهة واحدة عالمية.
هذا المناخ العالمي الناشيء ضد داعش بوصفها «منظمة من قاطعي الرؤوس» هو الذي يسعى حزب العمال الكردستاني إلى استثماره لمصلحته منذ سنجار وصولاً إلى كوباني، بهدف الخروج من قوائم الإرهاب وتقديم صورة مختلفة عن نفسه. وهذا ما يجعلنا نفصل بين مأساة كوباني الجريحة وبين الحسابات السياسية الضيقة لتيار أوجلان.
كانت هذه البلدة الصغيرة أحد المواقع المبكرة للتظاهرات السلمية التي انطلقت في إطار الثورة الشعبية ضد نظام الأسد، وواظبت على المشاركة في تظاهرات يوم الجمعة طوال أشهر وسنوات، على رغم المآخذ الكردية على النكهة الإسلامية لأسماء كثير من أيام الجمعة، ورفعت علم الاستقلال جنباً إلى جنب العلم الكردي بألوانه المعروفة، إلى أن بدأ تسلل حزب الاتحاد الديموقراطي – الفرع السوري للعمال الكردستاني – إلى البلدة وأخذ ناشطوه بالتضييق على تنسيقياتها المدنية وصولاً إلى إطلاق النار على التظاهرات ومصرع طفل من أبناء المدينة برصاص قوات الحزب. ثم انسحب النظام طوعاً من البلدة، صيف عام 2012، في إطار انسحابه من جميع المناطق الكردية شمال سورية وشمالها الشرقي، وسلمها إلى قوات الاتحاد الديموقراطي تسليم اليد.
منذ ذلك الوقت انتهت التظاهرات السلمية، وتم التضييق على النشطاء المستقلين كما على الأحزاب السياسية التقليدية الكردية وإغلاق مقراتها بالقوة. وبعدما أعلن الحزب إقامة إدارته الذاتية، وفقاً للمنظور الأوجلاني، في ثلاث كانتونات إحداها كوباني، حكم البلدة حكماً ديكتاتورياً فـــظاً رفع شعار «من لا يعجــبه حكمــنا فليــغادر»، وهو شعار فاشي مستقى من تقاليد الاستبداد الكمالي في تركيا، وكان موجهاً – للمفارقة – ضد كرد تركيا بالذات.
ثم جاءت هجمات فصائل من الجيش الحر وجبهة النصرة وأخيراً داعش على مختلف المناطق الكردية، على مدى السنتين الماضيتين، بدعوى تحالف مفترض بين النظام وحزب الاتحاد الديموقراطي، وارتكبت جرائم موصوفة ضد المدنيين الكرد بهذه الذريعة، وبخاصة في معارك قرى تل أبيض والرقة، ربيع هذا العام.
مع هيمنة الوجه الإسلامي على فصائل الثوار السوريين، واندحار نظام الأسد المنسوب للإيديولوجيا البعثية في شمال سورية، تحول التناقض الإيديولوجي الكردي – العربي إلى تناقض كردي – إسلاموي، فبدا الكرد وكأنهم منافحون عن العلمانية، والإسلامويون كأنهم مدافعون عن العروبة التي فقدت رأسها البعثي. وكان هذا التحول ملائماً للتنظير الأوجلاني المتأثر بشدة بالكمالية التركية، وهي عبارة عن علمانية متمحورة حول معاداة الدين ومفهوم سطحي لـ»تحرر المرأة».
على الجانب التركي من الحدود، كان حزب العمال الكردستاني ماضياً في مسار الحل السياسي السلمي للقضية الكردية في تركيا مع حكومة حزب العدالة والتنمية، منذ خريف 2012، وأدت المفاوضات بين الجانبين إلى إعلان عبد الله أوجلان عن نهاية الكفاح المسلح، في 21 آذار (مارس) 2013.
حكومة أردوغان المنخرطة حتى العنق في الأزمة السورية هي التي راحت تتلكأ في تنفيذ التزاماتها في إطار المسار السلمي، مقابل التزام دقيق من قبل «الكردستاني» تمثل في سحب عناصره المسلحة، على دفعات، من داخل الأراضي التركية.
بنت حكومة أردوغان سياستها في الأزمة السورية على دعم التيارات الإسلامية في الثورة بهدف إسقاط نظام الأسد. المعارضة العلمانية التركية، في المقابل، وقفت ضد الثورة وزارت عدة وفود برلمانية من حزب الشعب الجمهوري دمشق للقاء الطاغية هناك. واليسار التركي عموماً رأى في الثورة السورية «مؤامرة امبريالية» لتقويض نظام بشار «المقاوم».
اليوم، في الوقت الذي تقف فيه الحكومة التركية أمام خيارات صعبة بصدد الالتحاق بالتحالف الدولي ضد داعش وكيفية المشاركة في عملياته العسكرية في سورية والعراق، تبقى بوصلتها الأساسية الموضوع الكردي المتمثل بحزب العمال الكردستاني مع فروعه الإقليمية. وكما محا تنظيم الدولة الحدود العراقية – السورية، يمحو الكرد الحدود التركية- السورية في اتجاهين: النازحون المدنيون يتدفقون بعشرات الألوف، والمتطوعون الكرد الأتراك يحاولون الوصول إلى كوباني للدفاع عنها.
"الحياة اللندنية"

إسلاميون: نتوقع تنفيذ تفجيرات في "الأضحى وذكرى أكتوبر"

إسلاميون: نتوقع تنفيذ
منشقون عن الجماعات الإسلامية: "أنصار بيت المقدس" ستنفذ تهديداتها في العيد
دعا تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده جماعة الإخوان، إلى التظاهر في الميادين والساحات العامة للتظاهر في أسبوع "الله أكبر.. عيدنا النصر"، بداية من اليوم الجمعة ومرورًا بذكرى حرب أكتوبر للتصعيد لموجة من التظاهرات في الجامعات مع بدء الدراسة في 11 أكتوبر الجاري. وتوقع القيادي الإخواني المنشق، خالد الزعفراني، أن يلجأ تحالف دعم الشرعية إلى تفجيرات خلال أيام عيد الأضحى، قائلًا: "لن تكون كبيرة في ظل الاحتياطات الأمنية التي تتخذها قوات الأمن من الجيش والشرطة".
وأشار الزعفراني، لـ"الوطن"، إلى أن هذه التفجيرات لن تزيد عن محاولات تفجير قنابل بدائية، كما حدث في محافظة الغربية أمس، والتي شهدت انفجار خمس قنابل بدائية.
فيما أكد منسق الجبهة الوسطية، صبرة القاسمي، أن بيان حركة "أنصار بيت المقدس" يُنبأ بوقوع تفجيرات في أيام العيد وذكرى انتصار حرب أكتوبر، موضحًا أنه بعد كل بيان لهذه الحركة تحدث عمليات إرهابية.
وكان تنظيم أنصار بيت المقدس، بث فيديو على موقع "يوتيوب"، هدد من خلاله التنظيم، اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بأن عيد الأضحى سيكون "يومًا أسود" على رأس وزارة الداخلية- بحسب الفيديو- وأن رجال الشرطة سيكونون هم أضحيتهم في العيد، وقال التنظيم في الفيديو: "انتظرونا في أول أيام عيد الأضحى".
وأضاف القاسمي، أن أعضاء الإخوان سيتظاهرون بأعداد محدودة في العيد لإثبات وجودهم، في الوقت الذي يغير فيه تحالف دعم الشرعية، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، من استراتيجيته للتعامل مع السلطة الحالية.
"الوطن"

التحالف الدولي ضد «داعش» وفرص إنهاء الأزمة السورية

التحالف الدولي ضد
أدى صعود تنظيم «داعش» إلى زعزعة استقرار العراق وجلب المزيد من المعاناة إلى سورية، وصدم المنطقة بأسرها بل والعالم. إنه أوسع اختراق إرهابي في التاريخ الحديث للعالم العربي، ويشكل تهديداً للأمن الدولي أكبر من ذلك الذي شكّله في الأساس تنظيم «القاعدة». ولكن صعود «داعش» له أيضاً عدد من العواقب على العلاقات الإقليمية والدولية التي قد يكون لها تأثير ابعد من بقاء أو هزيمة هذه المجموعة نفسها. والأهم هو أن ردود الفعل على «داعش» يمكن أن تخلق فرصاً جديدة للعودة إلى طرح حل سياسي للأزمة السورية.
لقد أدت انتصارات «داعش» في العراق إلى تطورات سياسية عدة (ايجابية!) منها:
1- إزاحة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي أدت سياساته إلى تقسيم العراقيين وساعدت على تهيئة الظروف لصعود «داعش».
2- تعيين حيدر العبادي رئيساً للوزراء.
3- تشكيل حكومة جديدة تشمل تمثيلاً ذا صدقية للسنّة والأكراد.
4- تعزيز العلاقات بين بغداد وأربيل بعدما كانت على حافة الانهيار.
5- على رغم أن العلاقات بين الشيعة والسنّة في العراق لا تزال سيئة، فقد تم الترحيب بالحكومة الجديدة باعتبارها بداية جديدة يمكن أن تكون حجر الأساس لإعادة بناء الثقة والتعاون بين الطائفتين.
6- رحبت المملكة العربية السعودية بالتغيير في بغداد، وأعلنت أنها ستستعيد العلاقات الديبلوماسية الكاملة مع العراق. فاستعادة العلاقات السعودية- العراقية أمر ذو أهمية من أجل طمأنة السنّة العراقيين على مستقبلهم السياسي في العراق، وذو أهمية أيضاً من أجل إقناع القادة الشيعة في بغداد بأن التعاون مع الدول العربية- وإن كانت سنّية- هو مكسب وليس تهديداً، وإنه يمنحهم المزيد من الخيارات بدل اعتمادهم دائماً وفقط على إيران. فبعد فشل سياسات نوري المالكي، لدى العراق الآن فرصة جديدة لإعادة بناء المشاركة السياسية وتقاسم السلطة وإصلاح علاقات العراق المنقطعة مع دول الخليج وجزء كبير من العالم العربي.
7- شرعت الأزمة أيضاً في إعادة بناء العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، والتي كانت قد توترت في السنوات القليلة الماضية. فالخلافات حول نهج أوباما المتردد تجاه سورية حتى وقت قريب، فضلاً عن الخلافات حول مصر، قد زعزعت هذه العلاقة الاستراتيجية.
8- دفعت الأزمة أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي للنظر بعمق أكثر في مصادر الفكر الجهادي المتطرف وللتعبئة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة على كل المستويات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية والدينية لتجفيف المنابع التي تغذي هذه الحركات.
9- شجعت الأزمة أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي على استخدام قوتها بصورة مباشرة كما هو الحال في الضربات الجوية ضد «داعش» وليس الاعتماد دائماً على الولايات المتحدة أو الغرب لمواجهة التهديدات في المنطقة.
وفي سورية، حطم الائتلاف لمحاربة «داعش» بالفعل عدداً من الافتراضات وسيخلق عدداً من الحقائق الجديدة هناك. فقد تم أولاً خرق الافتراض أن نظام الأسد لا يزال يتمتع بالسيادة والشرعية، وذلك الخرق اتى من جانب الولايات المتحدة وائتلاف من 40 دولة. وتم تجاهل تحذيرات النظام ضد انتهاك مجاله الجوي، وكان على النظام أن يرضى بادعائه أنه تم «إبلاغه» بالضربات قبل وقوعها. وبغض النظر عن الشلل على مستوى مجلس الأمن الدولي، فمن الواضح أن لاعبين دوليين وإقليميين رئيسيين لم يعودوا ينظرون إلى حكومة الأسد على أنها ذات سيادة في سورية.
ثانياً، وعلى رغم الشكاوى من المعارضة المعتدلة التي لم تكن على علم أو استشارة قبل بدء الضربات، فإن هذه المبادرة العسكرية الجديدة لن تأتي لمصلحة النظام، بل ستعزز مع الوقت المعارضة المعتدلة ليس فقط من خلال التمويل المباشر والتسليح والتدريب، ولكن أيضاً من خلال وجود قوة جوية دولية كبيرة إلى جانبها.
كما اهتزت ثالثاً أسطورة الحماية الروسية. فروسيا كانت قادرة على عرقلة القرارات في مجلس الأمن الدولي، ولكنها لم تتمكن من فعل أي شيء عندما التفّت الولايات المتحدة على مجلس الأمن، وأنشأت تحالفاً دولياً للتدخل في سورية. كما ان موسكو ليست قادرة على تقديم أي دعم عسكري فعلي للنظام السوري إذا اختارت طائرات حربية أمريكية ضرب أهداف للنظام في ما بعد.
كما اهتزت ايضاً هيبة إيران في سورية. فإيران تعاونت بشكل فعال وغير مباشر مع الولايات المتحدة في العراق من اجل إزاحة المالكي، وقبلت أن تسعى الحكومة الجديدة إلى طلب مساعدة الولايات المتحدة في دحر «داعش». ولكن بعدما رفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عروض نظام الأسد للتعاون، أعلنت إيران موقفاً متشدداً ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتدخل في سورية من دون اي رد فعل من واشنطن. كما ثبت ضعف المقولة أن الولايات المتحدة لن تخاطر بالتدخل في سورية خوفاً من التأثير سلباً في مفاوضات 5+1 مع ايران بشأن ملفها النووي. وأصبحت إيران تقدر في شكل صحيح أن التدخل الأمريكي العربي التركي في سورية لا يمكن إلا أن تكون له عواقب سلبية على نظام الأسد ومصالح إيران. ويشاطر «حزب الله» ايران القلق ذاته، فقد ندد زعيم الحزب السيد حسن نصرالله علناً بالائتلاف الجديد.
ولكن الأهم من ذلك، إن الحرب على «داعش» يمكن أن تخلق الظروف التي يمكنها إعادة فتح الباب لتسوية سياسية في سورية في ما بعد. وهنا يمكن ان تصبح مصالح روسيا وإيران، فضلاً عن مصالح قاعدة دعم نظام الأسد، مختلفة عن مصالح الرئيس الأسد والمجموعة المحيطة مباشرة به. إذا أمكن في غضون عام أو اثنين احراز تقدم في الحملة ضد «داعش»، وفي حال استعادت المعارضة المعتدلة بدعم من الولايات المتحدة والقوى العربية والتركية السيطرة على غالبية الأراضي المتمردة، فإن الظروف لتسوية سياسية يمكن أن تصبح ناضجة.
أوضحت الولايات المتحدة في جنيف ولا تزال أن التسوية السياسية بين النظام والمعارضة هو ما تريد. وكان نظام الأسد وروسيا هما اللذان عرقلا هذا المسار في اجتماع جنيف الأخير. وكانت ايران غير مدعوة إلى الاجتماع، الا انها كانت غير مشجعة وراء الكواليس لحض الاسد على تقديم تنازلات كبيرة أو على التنحي. في عام 2011، كانت روسيا وإيران حريصتين على رؤية الولايات المتحدة تغادر العراق والمشرق، وهما ليستا راضيتين أن تعود الولايات المتحدة من جديد ليس فقط إلى العراق ولكن إلى سورية ايضاً. وإذا دام هذا الوجود وتعمق، فإنهما ستبحثان عن وسيلة للعمل من جديد على إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، ومن سورية على وجه الخصوص. ومن الواضح ان من شروط خروج الولايات المتحدة في ظرف كهذا، ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتشكيل حكومة ائتلافية في دمشق، وتنحّي الرئيس الاسد. وما حصل أخيراً في بغداد بتنحي المالكي وتشكيل حكومة ائتلافية جامعة ليس بعيداً من السيناريو الذي قد يطرح في مرحلة لاحقة في سورية.
من جهة أخرى، كان نظام الأسد قد اقنع القاعدة الداعمة له بأنه الضمان الرئيس ضد التيار الجهادي المتطرف، ولكن في هذه الحالة ستكون الولايات المتحدة وشركاؤها الإقليميون (من الدول السنيّة!) هم الذين يشنّون الحرب الرئيسة ضد «داعش». وقد تدرك هذه القاعدة ان بقاء الأسد ليس ضمانة بل عقبة، وأن الضمانة هي انهاء الازمة السورية، التي اضحت حرباً طائفية لا نهاية لها، وإبرام عقد سياسي سوري جديد ينهي الصراع السياسي الذي اطلق عنان هذه الازمة ويعيد جمع السوريين. وذلك بضمانة روسية- أمريكية وبموافقة ضمنية ايرانية- عربية (خليجية) وتركية.
والحق، فكل هذا الآن قد يبدو بعيد المنال، حيث إن التركيز الرئيس هو على المواجهة ضد «داعش». ولكن على المدى الطويل، فإن صعود «داعش» يمكن أن يخلق تحولات في العلاقات الإقليمية والدولية من شأنها قلب الموازين في سورية وجعل حل الأزمة السورية ضرورة دولية وإقليمية ملحّة. وكما يقول المثل الشائع: «إذا ما كبرت ما بتصغر». دعونا على الأقل نأمل في أن صعود «داعش» قد يخلق ظروفاً من شأنها الدفع لتسوية الأزمة السورية التي قتلت وشردت الملايين ودمرت سورية وزعزت المنطقة بأسرها.
"الحياة اللندنية"

الدعوة السلفية تتحدى «الأوقاف» بموائد إفطار جماعى في المساجد

الدعوة السلفية تتحدى
«الأوقاف»: مفتشو الوزارة سيحررون محاضر ضد خطباء «الساحات السلفية»
واصلت الدعوة السلفية مخالفاتها لقانون الخطابة، بإقامة موائد للإفطار الجماعى في عدد من المساجد بمحافظة الإسكندرية، ووضع لافتات لدعوة المواطنين لصلاة عيد الأضحى غداً، داخل ساحات خاصة بالدعوة، في تحدٍ صريح لوزارة الأوقاف.
وكانت «الأوقاف» رفضت إعطاء تصاريح للدعوة لتنظيم ساحات للصلاة، كما وصفت موائد الإفطار السلفية بالمساجد أنها «تحايل على القانون». وأعلنت الدعوة في بيان أمس الأول، عن تنظيمها إفطاراً جماعياً بمسجد الدعوة بمنطقة مينا البصل، ومسجد الصحابة بمنطقة سيدى بشر، بحضور أعداد كبيرة من الأهالى، وقالت إن الأهالى أبدوا فرحتهم الكبيرة بجهود الدعوة الواضحة في تجميع الناس وتقوية الترابط بينهم، ومشاركتهم الطاعات، خاصة في مواسم الخيرات والبركة، وأن هذا الدور يأتى في إطار حرصها على استمرار نشاطها في تنظيم الفعاليات الدعوية والمجتمعية والوجود الإيجابى بين أفراد المجتمع. وطالبت الدعوة خطباءها المسموح لهم بالخطابة فقط، بالالتزام بالخطبة الدينية صباح غد، في صلاة عيد الأضحى المبارك، التي تتناول فضل يوم عرفة، وفريضة الحج، والقضايا الفقهية الخاصة بالأضاحى وشعائر العيد، فضلاً عن التطرق خلال الخطبة لأهمية الحفاظ على وحدة مصر ضد المد الشيعى، والخطر الإرهابى بالمنطقة، والتحذير من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ«داعش»، فيما استمر منع كبار قيادات الدعوة من الحصول على تصاريح الخطابة، على رأسهم الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، وأحمد فريد عضو مجلس أمناء الدعوة، وأحمد حطيبة مفتى الدعوة، والدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور.
"الوطن"

الحرب على «داعش» ارتجالية ومن دون خريطة طريق واضحة

الحرب على «داعش»
كل ما نعرفه ويقال علناً وتكراراً هو ان هذه الحرب ستطول لسنوات. لا نعرف تماماً ما هي الاستراتيجية التي لدى الرئيس باراك أوباما لحربه على «داعش». هذا التنظيم الإرهابي نجح في استدراج الرئيس الأمريكي إلى معركة معه، فوضع نفسه على الخريطة، بل احتلها بقرار منه ليصبح كلمة تتردد على كل لسان أينما كان. نعرف، اذاً، ان لدى «داعش» استراتيجية شاملة، شطر منها موجه للرئيس الأمريكي، وشطر آخر لقيادات الشرق الأوسط العربية منها بالذات، والشطر الثالث اعلامي بامتياز هدفه احداث خضّة عالمية لا مثيل لها تأخذ علماً به كلاعب فوق العادة. حوالى 40 دولة تشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بهدف تدمير وإزالة «داعش»، بعضٌ منها يشارك في العمليات في العراق حصراً، وبعضها دخل التحالف كي لا يُتهم بأنه يدعم «داعش»، وهناك مَن انساق إلى المشاركة في عمليات عسكرية في سورية متردداً خوفاً من ان يكون يساهم عملياً في دعم المحور الذي يعاديه أساساً، وهو، محور ايران – روسيا – نظام بشار الأسد – «حزب الله». «خبصة». هذه حرب شبه ارتجالية تعتمد الغارات الجوية ركناً لنجاحها بلا جنود على الأرض مقتنعين حقاً بأهدافها. وهذا أمر في غاية الخطورة بسبب امكانية الانقلاب على حرب مُرتجلة تفتقر الغايات السياسية المحددة منها. عندئذ، الجميع سيكون في عين العاصفة بما في ذلك أقطاب التحالف الذين احتجوا على اللااستراتيجية السياسية لأوباما وحاولوا اقناعه بتبني سياسة إقليمية واضحة، بلا جدوى، عندئذ لن تحقق حرب أوباما غاياتها بل قد تغذي قوى الإفشال والانتقام منها.
الأسبوع الماضي، تدفقت الوفود الدولية إلى الأمم المتحدة في نيويورك للمشاركة في الدورة 69 للجمعية العامة وسط أجواء مختلفة تماماً عن الدورة 68. عندها أتاها الأمريكيون والروس شركاء وأصدقاء في أعقاب تراجع باراك أوباما عن «الخط الأحمر» في الساعة الأخيرة بعدما حشد الانطباع بأنه على وشك توجيه ضربة عسكرية للنظام في دمشق بسبب استخدامه الأسلحة الكيماوية. كان وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في منتهى النشوة لتمكنهما من اخراجٍ أدى إلى تراجع أوباما تمثل في موافقة الرئيس بشار الأسد على التنحي عن ترسانة الأسلحة الكيماوية.
حدث أوكرانيا غيّر المعادلة وقلب الود بين الشريكين الأمريكي والروسي إلى عداء. تحدث الرئيس الأمريكي من منصة الجمعية العامة عن ثلاثة أخطار تحدق بالعالم واضعاً سياسة روسيا في عهد فلاديمير بوتين ما بين خطر وباء «ايبولا» وخطر إرهاب «داعش».
الرئيس الأمريكي ثار على نظيره الروسي بسبب أوكرانيا وليس بسبب استمرار احتضان فلاديمير بوتين لبشار الأسد وإصراره على بقائه في السلطة وإحباط عملية «جنيف» المرتكزة إلى اقامة سلطة انتقالية ذات صلاحيات كاملة في سورية تضم النظام والمعارضة.
خطابه أمام الجمعية العامة كان الأكثر مهادنة مع كل من دمشق وطهران متجنباً تكرار ما قاله عن «لا شرعية» الأسد ومتوارياً عن طرح ما أراده منه شركاؤه في الائتلاف وهو: ابلاغ طهران ان واشنطن لا توافق على طموحاتها الإقليمية التي تتسم بالهيمنة على دول عربية أساسية هي العراق وسورية ومعهما لبنان. ركز الرئيس الأمريكي حصراً على محاربة «داعش» معتبراً أنه الخطر الأوحد. ترأس مجلس الأمن لاستصدار قرار تاريخي لقطع التمويل عن «داعش» وأمثالها من دون التطرق إلى تمويل ايران لـ «حزب الله» الذي أعلن انه طرف في القتال في سورية لمصلحة النظام.
بعض الدول الخليجية احتفى واكتفى بإصرار الرئيس الأمريكي على ابعاد دمشق وطهران وموسكو عن التحالف. البعض الآخر رأى في هذه الابعاد فوائد فعلية لدمشق وطهران وموسكو لأن أوباما اكتفى بالإبعاد ولم يطالب بأكثر. وبالتالي، تبدو الولايات المتحدة وأقطاب التحالف تشن حرباً بالنيابة عن محور روسيا – طهران – دمشق – «حزب الله» بلا كلفة تُذكر لأطراف هذا المحور، بل مجاناً، لأن هذه الحرب تزيل أحد أهم وأعنف أعداء هذا المحور.
المعارضة السورية المعتدلة المتمثلة في «الائتلاف» الذي يرأسه هادي البحرة قررت ان حرب أوباما على «داعش» تساعدها لأنها تزيل عنها عبء مواجهة جبهة من جبهتين: «داعش» والنظام في دمشق. في صفوفها من يختلف عن هذا التقويم ليس حباً بـ «داعش» وانما خوفاً من أن تُستخدَم في حرب بلا أفق سياسي وبلا ضمانات.
فالمعارضة السورية المسلحة التي هي جنود الأمر الواقع على الأرض، مثلها مثل العشائر العراقية التي ستقوم بالانقلاب على «داعش» وهي بدورها جنود الأمر الواقع على الأرض في حرب أوباما، حصلت من واشنطن على «بعد» وليس «قبل».
بكلام آخر، قيل لهم، افعلوا الآن ما هو مطلوب منكم، ثم نفعل ما تريدونه لاحقاً.
السبب الرئيسي وراء اصرار ادارة أوباما على الاستعجال إلى تنفيذ أولوية تدمير «داعش» ثم بعد ذلك تتناول الشق السياسي في سورية والعراق هو ايران. فالرئيس الأمريكي ما زال مصراً على ان في وسعه صياغة تركته التاريخية بعنوان التفاهم مع ايران بالذات في الملف النووي.
المفاوضات النووية متعثرة. بريطانيا – بشقها الوطني وبشق كاثرين اشتون التي ترأس السياسة الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي – متشوقة جداً لقلب الصفحة مع طهران والتوصل إلى اتفاق نووي بأي شكل كان. رأي بريطانيا ان الفرصة متاحة عبر شخصية باراك أوباما والذي هو بدوره متشوّق جداً لدفع ايران للتنازل والاتفاق نووياً.
ليس في بال الرئيس أوباما، ولا يبدو مستعداً، لأن يطرح المسألة الرئيسية المعنية بالناحية الإيرانية في حربه على «داعش». لا يريد طرح العنصر الإيراني في الملف العراقي بقوّة – وهو بذلك يتجاهل عمداً العشائر التي تطالبه بالإيضاحات والضمانات «قبل» وليس «بعد» التحاقها بالحرب على «داعش» على نسق «الصحوات» ضد «القاعدة». والرئيس الأمريكي يغامر جداً في هذه المقاربة، بل انه يورط حلفاءه الخليجيين في التحالف لأن القاعدة الشعبية السنية في الدول الخليجية – كما داخل العراق – تريد ان تفهم «الآن» وليس «لاحقاً» ماذا يعد بضمانات. فهي لا تثق بالرئيس الأمريكي ولا هي جاهزة لأن تكون ذخيرة في حربه العائمة سيما إذا بدا لها انها لمصلحة ايران وطموحاتها في العراق.
العراق ملف أسهل، نسبياً، من ملف سورية حيث ايران تخوض الحرب المدمرة هناك عبر «الحرس الثوري» وعبر «حزب الله» بصورة مباشرة وليس عبر النفوذ السياسي ما بعد الحرب، كما في العراق.
الرئيس أوباما لا يواجه طهران في المسألة السورية. انه يعفيها من المحاسبة وهذا بدوره يورط حلفاءه في التحالف ويفسح المجال للانقلاب على حربه ضد «داعش». فإذا ظن ان جنود الأمر الواقع على الأرض سيصبرون لسنوات قبل أن يتعرفوا تماماً إلى مصيرهم في المعادلة، انه يغامر في مفاجأة غير حسنة.
والخوف ليس على حرب أوباما فحسب. ان الخوف ينبع من احتمال ثورة القاعدة الشعبية على بعض الدول المتحالفة مع الرئيس الأمريكي وهو يخوض حربه العائمة بلا أفق سياسي ولسنوات.
هذه القاعدة الشعبية وبشق المؤسسات في هذه الدول تشمل المؤسسة العسكرية فترفض تكتيك تأجيل الضمانات السياسية إلى ما بعد العمليات العسكرية. تريدها قبل، وليس بعد. والخوف ان تثور هذه القاعدة على حرب أوباما وليس حباً بـ «داعش» وانما رفضاً لاستهتار الرئيس الأمريكي بها وبمطالبها.
قبل سنة، رفض الرئيس أوباما خوض حرب في سورية في الساعة الأخيرة، فترك لنفسه سمعة التردد والتراجع وافتقد الثقة به وبعزمه. اليوم، انه في أشد الحاجة لإعادة تأهيل نفسه قائداً جدياً في ذهن أهالي منطقة الشرق الأوسط.
«داعش» كانت له بيئة حاضنة في العراق وانطلق بدعم من منظمات وعشائر احتجاجاً على أمر فُرِض عليهم بقرار ايراني ومساهمة أمريكية – عمداً أو سهواً. فليس سهلاً استعادة الثقة على رغم الاستعداد الصادق لإعطاء رئيس الحكومة الجديد حيدر العبادي فرصة جدية. ذلك ان رئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، خرج من باب رئاسة الحكومة وعاد من نافذة منصب نائب رئيس الجمهورية فيما منصبا وزيري الدفاع والداخلية ما زالا موضع خلاف.
على الرئيس الأمريكي ان يُدرك ان ايران، بشق الاعتدال المتمثل في الرئيس حسن روحاني وشق التطرف المتمثل في قائد «الحرس الثوري» قاسم سليماني، لها أقصى النفوذ في العراق. وما يطالبه به العراقيون هو ألاّ يتظاهر بعكس ذلك. يطالبونه بالقيادة الجدية في الملف السياسي إذا كان يتوقع الجدية في ثورة العراقيين على «داعش». فغاراته ليست كافية. وتورطه سيكون أعمق وأوسع إذا فشل في استيعاب اهمية الشق السياسي «قبل» وليس «بعد» حربه في العراق.
وعلى الرئيس الأمريكي ان يتصرّف من دون دفن رأسه في الرمال عندما يتعلق الأمر بالدور الإيراني في سورية. فهو يُلام أساساً لعدة أسباب منها امتناعه عن الانخراط منذ البداية، ونأيه بنفسه عن وضع أسفر عن قتل 200 ألف وتشريد ما يقارب 10 ملايين. عليه ألاّ يتوقع التلقائية في الالتحاق بحربه التي استدعي اليها مُرغماً، وعليه ألاَّ يعتقد ان «داعش» يمحو الفظاعات الأخرى التي قرر هو عدم الإقرار بها في سورية لأن ذلك ناسبه حينذاك، فلا يحق للرئيس أوباما ان يستدعي منطقة الشرق الأوسط إلى الالتحاق بحربه الغامضة لسنوات من دون أن يقدم خريطة طريق واضحة لغايات هذه الحرب ما وراء تدمير «داعش» الآن، وليس لاحقاً. لا يحق له أن يورّط الولايات المتحدة – وليس فقط حلفاءه العرب – في حرب يقف الجنود فيها على أهبة الانقلاب عليها.
"الحياة اللندنية"

الإخوان يحتفلون بـ«الأضحى»: «دبحنا مواطن»

الإخوان يحتفلون بـ«الأضحى»:
4 تفجيرات إرهابية وهجوم على أوتوبيس شرطة تسفر عن إصابة 5 من رجال الأمن.. وإحباط تفجير «مستشفى»
شهدت مصر، أمس، يوماً جديداً للعنف، كثفت فيه خلايا الإرهاب هجماتها ونفذت 4 تفجيرات في الغربية وبورسعيد والشرقية، وهاجمت أوتوبيساً للشرطة في كفر الشيخ، ما أسفر عن إصابة 5 من رجال الأمن، ونشرت اللجان الإلكترونية لتنظيم الإخوان فيديو بالعمليات الإرهابية التي نفذتها مجموعة «الأيام الحاسمة»، التابعة للتنظيم، خلال شهر سبتمبر الماضى، بينها مشاهد لذبح أحد المواطنين في المطرية، على طريقة تنظيم داعش الإرهابى.
ويتضمن الفيديو الذي نشرته الصفحة الرسمية لحركة «الأيام الحاسمة» التي يديرها العميد طارق الجوهرى قائد حرس منزل «مرسى»، مشاهد إطلاق النار من قبل ملثمين على مقر بنك تابع لدولة الإمارات، رداً على الدعم الإماراتى للرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ثورة 30 يونيو، و28 عملية قطع طرق وتعطيل حركة المرور، وإضرام النيران في مقر مصلحة الضرائب بالهرم، وإطلاق الخرطوش على الأهالى. وشكل أعضاء بالتنظيم كتائب إرهابية جديدة، تحمل اسم «جحيم أكتوبر»، لتصعيد عمليات العنف ضد الدولة، وقالت في بيانها الأول: «انتظروا القصاص حال عدم الإفراج عن الفتيات المحبوسات».
لجان التنظيم تنشر فيديو يتضمن إطلاق نار على بنك وحرق مبنى حكومى
من جانبه، قال محمد السيسي، القيادي بحزب الحرية والعدالة المنحل، إن الفيديو الذي نشرته لجان الإخوان مجرد أعمال فردية، لا تعبر عن النهج العام للتنظيم ولا يجب نسبها إلى جماعة بعينها، فيما أكد العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، أن الإخوان يحاولون استنساخ ما يفعله «داعش» لإرهاب الدولة، مستغلين الاهتمام العالمى الموجه ضد «داعش» والتنظيمات التكفيرية. وفي المحافظات، قال مصدر أمنى في الغربية، إن مجهولاً يستقل دراجة نارية، ألقى قنبلتين، داخل مبنى ديوان عام محافظة الغربية، انفجرت إحداهما وتسببت في إصابة 2 من أمن المحافظة، فيما ألقى مجهولون قنبلة صوت، على سيارة شرطة في الشرقية أثناء قيامها بجولة تفقدية، فضلاً عن انفجار عبوة ناسفة ببرج للكهرباء بمدينة الصالحية.
كما أحبطت الأجهزة الأمنية محاولة تفجير قنبلة هيكلية الصنع بمحيط مستشفى بسيون المركزى.
وانفجرت «قنبلة صوت» في سيارة تابعة لشرطة المرافق أمام ديوان عام حى المناخ ببورسعيد، وقال مصدر أمنى إن الانفجار أدى لاشتعال أكياس بنزين كانت موضوعة مع «محدث الصوت»، ما أدى لاحتراق الرفرف الأمامى للسيارة.
وفي كفر الشيخ أصيب 3 أمناء شرطة أمس إثر إطلاق شخصين النار، على أوتوبيس لنقل الجنود والضباط، وقالت نورا محمود السنديونى «16 سنة»، بائعة فاكهة، شاهدة عيان، إنها فوجئت بإطلاق النار على الأوتوبيس، وأن أحد المهاجمين ألقى نفسه في مصرف كتشنر مرتدياً عوامة.
"الوطن"

قصة بلدة لبنانية اسمها "عرسال".. دخلها الإرهاب

قصة بلدة لبنانية
المكان: مدينة بعلبك. الزمان: مطلع ثلاثينات القرن الماضي. كان الياس النجّار، وهو شاعر زجلي معروف وسط بيئته البقاعيّة يتناول "الصفيحة البعلبكيّة" في "مطعم الساحة"، وسط المدينة، وصودف في المكان مواطن من بلدة عرسال (مكاري) يقود قافلة من البغال المحمّلة بالحنطة، وبعد التحيّة، والتعارف، سأل "المكاري" الشاعر: هل تعرف عرسال؟. فأجابه الأخير قائلاً:
عرسال مخفيّي حدودا
       ورزقا معلّق بجرودا
لا قمحها رقّص غربال
         وفرخ مكاري بيقودا
يقول المؤرخ كمال الصليبي في إحدى رواياته عن تاريخ لبنان: "لا تعلّمت من التاريخ، ولا توقفت عندها الجغرافيا، تلك الأصقاع الممتدة ما بين الهرمل وعرسال، شاسعة، مترامية الأطراف، لم تذق طعم الدولة، ولا مرّ بها الإنماء، أطلق عليها والي الشام (أيام الحكم العثماني على سوريا ولبنان والذي استمر أكثر من 400 سنة) أرض الجرف. لماذا أرض الجرف؟، لأن قوافل المكاريّة، والمهرّبين، ورعاة الماشية كانوا يمعنون في إزالة الشواهد، التي تحدد معالم العقارات، إما عمداً، أو عن طريق الصدفة، لكي تبقى المنطقة أشبه بالمشاع، لا تحدّها حدود، ومجالاً رحباً لكل أنواع تجارة الممنوعات!".
عرسال بلدة لبنانية مترامية الأطراف تقع على سفوح سلسلة من الهضاب والجبال المتداخلة في العمق السوري، يقطنها نحو 40 ألفاً من السكان، وتستضيف، هذه الايام، في محيطها والجوار أكثر من 120 ألفاً من النازحين السورييّن، توزعوا على مخيمات عشوائيّة، استحدثت بطريقة مرتجلة، وتدرّج حضورهم من عبء إنساني إلى عبء أمني، واقتصادي، واجتماعي، فلا الأرض تكفي سكّانها، ولا البنى التحتيّة مؤهلة لتستوعب كلّ هذه الأعداد، أما المساعدات الإنسانيّة الدوليّة فيمكن أن تخفف ألماً، لكن لا تداوي جرحاً.
يعتمد العرساليّون على بعض الزراعات البدائيّة، الخضار، القمح، وبعض أنواع الحبوب كالحمّص والعدس، والفاصوليا، وكذلك على الأشجار المثمرة المنتشرة بكثافة في الجرد حيث توجد وفرة من المياه للري، وتشتهر البلدة بموسم الكرز، إضافة إلى المشمش، وقليل من أشجار التفاح، والكرمة. ويعتمد العرساليون على المقالع والكسّارات، حيث تتميّز الصخور بمواصفات تجارية عالية، نظراً لجودتها وصلابتها ونقاء حجرها، وهذا ما يوفّر بعضاً من حياة كريمة لأبناء البلدة.
ورد في إحدى مخطوطات الأمير بشير الشهابي الكبير ما يلي: "إن والي الشام (العثماني) كتب يوماً إلى نظيره والي عكا يطلب منه التعاون لإخضاع المنطقة الممتدة ما بين فم الميزاب، وباب الهوا إلى سلطة الدولة العليّة!". فم الميزاب قمّة معروفة في سلسلة جبال لبنان المطلّة على سهل البقاع الفسيح. أما باب الهوا، فهو اسم كان يطلق على المنفذ الشرقي لوادي حميد داخل العمق السوري. أما لماذا سميّ بهذا الاسم؟، فالروايات الشعبيّة كثيرة، لكن أقربها إلى المنطق تلك التي تقول إن المنطقة كانت مشهورة، ولا تزال بمسارب الهواء البارد حتى في عزّ الصيف حيث كان يقصدها عابر السبيل سواء كان مكاريّاً، أو راعي ماشية، للارتواء من العطش، وأخذ قسط من الانتعاش والراحة. وجاء في المخطوطة أيضاً: "أن والي الشام أوفد رسولاً خاصاً إلى أمراء لبنان، وخصوصاً إلى وجهاء تلك المنطقة يحثّهم على الانصياع للأوامر، إلاّ أن التجاوب كان معدوماً، لأن الجزية التي كانت تفرض يومها قد كوت بنارها الجميع، وكان التذمر قد بلغ مبلغه في النفوس نظراً لحالة البؤس التي كانت سائدة، أضف إلى ذلك، كانت تجارة تهريب الماشية، والقمح، والحبوب على أنواعها، والسلع الضروريّة نمطاً من أنماط العيش للكثير من المواطنين".
بين الأمس.. واليوم
انطلاقاً من هذا العمق التاريخي المجبول برائحة الأرض، والتراب، وعرق الجبين، والذي شكّل على مرّ العصور نمط عيش وحياة، خرجت بلدة عرسال فجأة من عتمة الإهمال والحرمان إلى دائرة الضوء، وتحوّلت في الأمس القريب إلى خبر على شاشة ال(سي.إن.إن) الأمريكيّة، وإلى حدث يومي تتناقله وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية في العالم العربي، وسائر أرجاء المعمورة، فما الذي حدث تحديداً؟.
عندما بدأ "ربيع سوريا"، وانطلقت الانتفاضة الشعبيّة في المدن والأرياف، خصوصاً تلك القريبة من الحدود اللبنانية، تغيّرت الأحوال في عرسال، ونشطت حركة التهريب، وأهمل معظم شباب البلدة مهنة الزراعة، أو العمل في الكسّارات والمقالع، وانصرفوا إلى الربح السريع لجني القرش الأبيض في الزمن الأسود عن طريق تهريب الأسلحة والمسلحين، والمؤن، والمواد الغذائيّة، واستثمار الوضع الأمني في سوريا على أوسع نطاق، وضاعف "تيار المستقبل" برئاسة الرئيس سعد الحريري، وسائر مكونات قوى 14 آذار من وتيرة هذه الحركة، تعاطفاً مع "الثورة السورية"، وحركة الانتفاضة ضد النظام السوري. ويتمتع الحريري وتياره بنفوذ واسع بين مكونات البلدة وعائلاتها، وشكّل هذا العامل سبباً وجيهاً إضافيّاً لفتح كل المعابر الشرعيّة وغير الشرعيّة أمام حركة التصدير والاستيراد، بما فيها الوعرة والمخصصة للحمير والأحصنة والبغال، وكلّ ذلك تحت شعار تقديم الدعم للمعارضة.
وقد حذّر البعض بداية من مغبة هذا التصرّف، إلا أنه بدلاً من أن تستقيم الأمور، وتعود إلى مسارها الصحيح، زادت تفاقماً لا سيما عندما دخل "حزب الله" عملياً في القتال إلى جانب قوات النظام، عندها ازدادت حدّة الاصطفافات واتخذت بعداً سياسيّاً ومذهبياً، وبدا التعاطف العرسالي مع المعارضة السورية أكثر وثوقاً إلى حد التماهي، قوافل تأتي للتزود بالوقود والذخيرة والتموين، وأخرى تأتي بحثاً عن مستوصف أو مستشفى لتلقي العلاج، وفتحت الدور والمنازل والمدارس أمام العائلات النازحة، وبدأت الأرقام تزداد وتتضاعف، وأخذت خيم الإيواء تتمدد في السهل المتاخم لجوار البلدة 40 ألفاً، 80 ألفاً، 120 ألفاً، إلى أن استقر الرقم وفق إحصاء المنظمة العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على 123 ألفاً قبيل بدء الصدام مع الجيش اللبناني.
وصفة المشنوق
يحدد وزير الداخلية نهاد المشنوق، أربعة أسباب تختصر الأوضاع في البلدة والمحيط قبيل الانفجار الكبير مؤخراً.
* أولاً: الحالة النفسيّة السيكولوجيّة التي زادت توتراً على خلفية انقسام المشهد السياسي ما بين موال للنظام في سوريا، وآخر موال للمعارضة، وأيضاً على خلفية الانقسام المذهبي ما بين السنّة والشيعة.
* ثانياً: الفورة الاقتصادية التي شهدتها البلدة، والمحيط، نتيجة الوضع الاستثنائي الذي خيّم على المنطقة والمعابر، وحركة الذهاب والإياب، والحدود المفتوحة في تلك المنطقة الوعرة.
* ثالثاً: الطفرة المالية التي أصابت لوثتها الشباب العرسالي، نتيجة الدعم الذي توفره دول وأنظمة متمكنة، وشبكات واسعة من الأثرياء الذين يدفعون بلا هوادة لتغذية شرايين "الثورة" وأطيافها، مدفوعين بحساسيات مذهبيّة، وبحسابات سياسية على خلفية صراع المحاور على الساحة السورية، وامتدادها إلى الساحة اللبنانية.
* رابعاً: التماهي الكبير والتداخل الذي بدا متناغماً بين الأهالي والنازحين، والذي أفرز مجموعة من العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية ظهرت نتائجها وانعكاساتها السلبية لاحقاً.
والحقيقة أن عرسال خرجت معنويّاً من محيطها اللبناني، واقتصر الحضور الرسمي فيها على مخفر من الدرك، ودار للبلديّة. أما عناصر المخفر فدورهم محدود، ويكمن في تأمين الاستمرارية، والنأي بالنفس عن كل ما يجري من تجاوزات، وارتكابات، ومخالفات للقوانين المرعيّة.
الاحتجاج الأول
وفي ظلّ هذا المناخ المشبع بالتعبئة الطائفيّة والمذهبيّة والسياسية والأمنية والاقتصاديّة، حصل أول خرق "للانسجام الاجتماعي- الاقتصادي المستحدث" عندما قامت مجموعة من شباب البلدة بحركة احتجاجية ضد اليد العاملة السورية المنافسة التي تفتتح المخابز ومحال الحدادة، ومكانيك السيارات، وحتى محال البقالة، وتلك المتخصصة بصناعة الحلوى، أو اللحمة الشاميّة؟!، ووزعت منشورات تدعو إلى المقاطعة، وطرد السورييّن من البلدة والمحيط، إلاّ أن الفعاليات الدينيّة والاجتماعيّة سرعان ما تدخلت، وعملت على وأد الفتنة، وإعادة المياه إلى مجاريها ولو على حساب بعض القناعات أو التوجهات!
وبلغ السيل الزبى عندما بلغ عدد النازحين داخل البلدة أضعاف عدد سكانها، وخرجت الأمور عن السيطرة، وتضاعفت أعمال النهب والسرقة، وأصبح القرار في حوزة المسلحين الأغراب الذين يتحكمون بمجريات الأمور، ويتدخلون في كل شاردة أو واردة، وبدأت أعمال الخطف على الهوية، والابتزاز، وإقامة الحواجز المسلحة، والطيّارة، والتحرش بدوريات الجيش اللبناني، واستفزاز أبناء المنطقة والجوار، فاكتملت عدّة المحرقة، وبلغ البركان ذروة احتقانه، ولم يعد ينقصه سوى اشكال بسيط كي ينفجر.
ولم يكن الوضع في المحيط، وخصوصاً في الجرد العرسالي أفضل حالاً. لقد سيطر المسلحون التابعون ل"داعش"، و"جبهة النصرة" على البساتين المثمرة، ومنعوا الأهالي من جني مواسم الكرز والتفاح والأجاص، والخضار، وسائر أنواع الفاكهة، وسيطروا على المقالع والكسارات وصادروا الآليات والمقتنيات، وعمدوا إلى التمركز في المواقع الاستراتيجية في القمم والجبال والأودية والثغور، إنه زمن الحشر!.
الشرارة الأولى
انطلقت الشرارة الأولى مع توقيف أحد أبرز المطلوبين للعدالة عند حاجز تابع للجيش اللبناني، وكانت قد صدرت بحقه عشرات مذكرات التوقيف، وما أن انتشر الخبر في عرسال والجوار حتى خرجت الأفاعي من أوكارها، وهاج قفير النحل، وبدأت الإشكالات والاستفزازات، وإطلاق النار، واستهداف مراكز الجيش ودورياته، فاختلط الحابل بالنابل، وبدأت المواجهات الجديّة التي استمرت أياماً وليالي عدّة قبل أن يتحرّك "تجمع العلماء المسلمين" في مبادرة أبصرت النور في ما بعد. وانطوى المشهد العرسالي المتفجّر على وقائع منها: أولاً: انتقال صراع المحاور المحتدم على الساحتين العراقيّة- السوريّة إلى الساحة اللبنانية عبر بوابة عرسال، وأظهرت التحقيقات التي أجرتها الدوائر المختصة حجم التدخلات، ما بين الجهات الممولة، وتلك التي تفتح أبواب مصانعها لتزويد التنظيمات الإرهابيّة بما تحتاجه من سلاح لتنفيذ الخطط المرسومة، فيما يحجب عن الجيش اللبناني؟!. وكم كان الاختراق كبيراً إلى حدّ أنه طاول فعاليات البلدة التي لم تواجه ما كان يحصل أو حصل داخل عرسال وجوارها.
ثانياً: عودة صراع المحاور بقوة إلى الساحة اللبنانية، والساحات الأخرى في المنطقة من خلال "داعش"، وتحت شعار مكافحة الإرهاب، للامساك من جديد بالكثير من المفاصل والأوراق والملفات الساخنة، والسهر على ترسيم خطوط الطول والعرض لجغرافية المصالح، طبقاً للفرز الديموغرافي الذي يفعل فعله في بعض الدول، عن طريق قيام أقاليم ودويلات طائفية مذهبية متناحرة، تؤخذ معها وبجريرتها ثروات المنطقة على اختلافها.
ثالثاً: المخيمات التي تحوّلت فجأة إلى ثكنات، والنزوح الذي تحوّل إلى تجمعات من المقاتلين المنتسبين إلى تنظيم "داعش"، و"جبهة النصرة"، وقد خرجوا بكثافة من الخيم، ومراكز الإيواء ليشتبكوا مع الجيش، فيما كانت جماعات منهم داخل البلدة تلقي القبض على عناصر مخفر قوى الأمن الداخلي، والعسكرييّن الذين صودف وجودهم داخل البلدة.
وقف الحسم
مرّت أيام وليالي صعبة على الجيش، عينه على البلدة لتحييدها، والذود عنها، وأخرى على المرتفعات لصدّ هجوم "داعش" و"جبهة النصرة". وقد بدأ تحت وابل من القصف العنيف، ومظلة واسعة من إطلاق النار من مختلف الأعيرة، وفجأة أصبحت مراكزه بين نارين، الأولى من داخل البلدة، والثانية من محيطها. أعطت القيادة في وزارة الدفاع "اليرزة"، ونزولاً عند طلب المسئولين والقيادات، فرصة لإنجاح مساعي التهدئة، لكن الجانب الآخر استمر على وتيرة العنف والتصعيد بهدف الاجتياح، وأمام تزايد عدد الإصابات في صفوف العسكريين، قررت قيادة الجيش الحسم، واقتحام البلدة، وأناطت قيادة الهجوم بقائد اللواء المجوقل العميد شامل روكز، وحددت ساعة الصفر. وإثر اتخاذ القرار بدأت المفاجآت تتوالى، تحرّك لهيئة العلماء المسلمين، هبة سعوديّة بمليار دولار لتسليح الجيش، عودة سريعة للرئيس سعد الحريري إلى بيروت، بعد طول غياب، للعمل على تسييلها، وضغوط من دول شقيقة تنصح بإعطاء فرصة لمفاوضات يقوم بها تجمع العلماء مع المسلحين لوقف إطلاق النار، والإفراج عن العسكرييّن الأسرى.
وفي زحمة هذه التطورات المتسارعة تحرّك وفد من "تجمع العلماء" باتجاه السراي الحكومي، طالباً من الرئيس تمام سلام وقف تنفيذ الاجتياح "حرصاً على الأبرياء من أهل السنّة أبناء البلدة"، واضعاً نفسه بالتصرف للقيام بوساطة تنهي الوضع الشاذ، وبما يتفق وكرامة الجيش، ومكانة المؤسسة العسكريّة، وتمنى سلام على الوفد التوجه إلى "اليرزة" لمقابلة قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعرض الوساطة أمامه، واتصل به متمنيّاً عليه استقبال الوفد والاستماع إلى ما عنده، وهذا ما حصل، وانطلقت الوساطة على وقع تصعيد غير مسبوق من جبهة المسلحين، والتنظيمات الإرهابيّة، وبعد جولات من المفاوضات، والأخذ والرد تمّ الإعلان عن تفاهم يقضي أولاً: بوقف النار، وثانياً: بالإفراج عن العسكريين المحتجزين. وثالثاً: بانسحاب المسلحين من البلدة باتجاه المرتفعات. ورابعاً: السماح للصليب الأحمر، وفرق الإغاثة بدخول البلدة.
أخذ التفاهم طريقه نحو التنفيذ على وقع خديعة كبيرة، إذ تمّ وقف إطلاق النار، وخرج المسلحون من البلدة، ومعهم الجنود الأسرى، وسط تكتم شديد من جانب بعض فعاليات البلدة الذين كانوا قد أعلنوا مراراً وتكراراً أن العسكريين في ضيافتهم، وسيفرج عنهم فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وخروج المسلحين.
والذي جرى تحديداً على هذا الصعيد أن مجلس الوزراء عقد جلسة استثنائية برئاسة الرئيس تمام سلام لمناقشة مضمون الاتفاق، والسهر على حسن سير تنفيذه. وأبلغ قائد الجيش العماد جان قهوجي، الصحفيين وهو في طريقه إلى قاعة مجلس الوزراء، عن "أخبار سارّة" سوف يعلنها بعيد انتهاء الجلسة، لكنه بعد أربع ساعات من البحث والانتظار خرج مكفهّر الوجه، وأعلن أنه لم يتم الإفراج عن الأسرى العسكرييّن!.
ماذا استجد؟
خلال انعقاد الجلسة، تلقى الرئيس سلام اتصالاً من "تجمع العلماء المسلمين" يبلغه أن العسكريين الأسرى قد انتقلوا مع المسلحين إلى المرتفعات!. وعندما حاول رئيس الحكومة الاستفسار عن الأسباب، جاءه الجواب ملتبساً، البعض يقول إن المسلحين هددوا فعاليات البلدة إذا قاموا بتسليم العسكرييّن الذين كانوا بضيافتهم، وتحت ضغوط التهديدات استسلم المشايخ للأمر الواقع. والبعض الآخر يقول إن مبالغ طائلة من الأموال دفعت للفعاليات مقابل وضع العسكريين الذين في حمايتهم بتصرّف المسلحين. وهناك من يتحدث عن خديعة كبرى قد أعدّت بتدبير من جهاز مخابراتي تابع لإحدى الدول الممولة شملت المسلحين والعسكرييّن، وفاعليات البلدة، وأفضت إلى هذه النتيجة ردّاً على هبة المليار دولار من السعوديّة، والجهود التي بذلها الرئيس الحريري في بيروت مع رئيس بلدية عرسال وتجمع العلماء المسلمين لإنجاح الوساطة.
استنزاف المؤسسة العسكريّة
أمام هذا الواقع المستجد، أصبح الجيش أمام مواجهتين: عسكريّة حيث دخل في حروب استنزاف مع المسلحين المتمركزين في جرود عرسال ووادي حميد، ومعنوية حيث يتعرّض لابتزاز المسلحين الذين يقطعون رأس جنديّ تارة، ويعدمون آخر بالرصاص تارة أخرى، تحت طائلة من المطالب التعجيزية التي تسيء إلى هيبة الدولة، والقضاء اللبناني، أقلها الإفراج عن المعتقلين الإسلاميين في سجن روميّة.
وفي خضم هذه الحرب النفسيّة المعنوية، والأمنية السياسيّة المحتدمة، بدأت تتكاثر مظاهر الفلتان الأمني، من إقفال للطرقات من قبل أهالي العسكريين الأسرى للإفراج عن أبنائهم، أو تحت يافطة دعم الجيش والتضامن معه، إلى ظواهر الخطف على خلفيات طائفية ومذهبية، أو بغرض الحصول على مبالغ مالية يفرضها الخاطفون، إلى سائر المظاهر الأخرى من الاخلال بالأمن. وفيما استعانت الدولة بالوساطات الخارجية للإفراج عن الأسرى، قام رئيس الحكومة تمام سلام على رأس وفد وزاري كبير بزيارة الدوحة، طالباً من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التدخل شخصيّاً، والقيام بمبادرة للإفراج عن العسكرييّن، كما حصل لمعتقلي أعزاز، ولراهبات معلولا. كما التقى سلام في نيويورك، وعلى هامش الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرئيس التركي رجب الطيّب أردوغان، متمنياً عليه التدخل، وممارسة نفوذه في هذا الاتجاه.
وعلى وقع هذه الوساطات والمبادرات المترنّحة حيناً، والناشطة أحياناً استعاد الجيش زمام المبادرة على الأرض، وتمكن من عزل بلدة عرسال عن محيطها حيث يوجد المسلحون، وراح يقتحم مخيمات النازحين بناء على معلومات مخابراتية حيث تمكّن من إلقاء القبض على عشرات الإرهابيين المتغلغلين في صفوف النازحين.
وماذا بعد؟
كلّ الاحتمالات واردة.. هذا هو لسان حال الحكومة اللبنانية. الوضع في عرسال لم ينته، وباب المفاجآت مفتوح على المجهول، هناك بيئات متعاطفة مع "داعش"، و"جبهة النصرة"، في مناطق عكّار، وطرابلس، والإقليم، وصيدا والبقاع الغربي. بعض السفراء المتابعين ليوميات الوضع اللبناني يتخوّفون من انفجار كبير في مثلّث البقاع الغربي- القنيطرة السوريّة- مزارع شبعا، تريده، وتسعى إليه "إسرائيل" لفرض أمر واقع في هضبة الجولان، وفي المزارع تحت شعار" متطلبات أمنها الاستراتيجي!".
تجاوبت الحكومة السلاميّة مع رغبات أمريكيّة- سعودية للانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وشاركت على التوالي في اجتماعات جدّة، وباريس، ونيويورك التي نظّمت أطر، وماهيّة هذا التحالف، إلاّ أن هذه المشاركة زادت من حدّة الانقسام السياسي الداخلي، نظراً لخطورة المشاركة في لعبة المحاور، والدخول في اصطفافات دوليّة قد تكون تداعياتها خطرة على وحدة البلد، ودوره، إلاّ أن الحجة التي تذرّعت بها الحكومة قامت على نظرية أن لبنان مستهدف، ومعتدى عليه، وهو يقوم بالدفاع عن نفسه، وبتحرير أرضه من "الداعشييّن" وأمثالهم، وبالتالي فهو لا يملك طائرات حربيّة ليشارك مع التحالف في ضرب "داعش" داخل العراق، وسوريا، فضلاً عن أن مطاراته غير مؤهلة لاستخدامها من قبل الآخرين.
"الخليج"

شارك