استمرار مفاوضات الكويت.. ووزير يمني يهد بانفصال الجنوب
السبت 28/مايو/2016 - 05:31 م
طباعة

يحاول المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن يبدو متفائلا بنجاح مهمته في التوفيق بين الفرقاء اليمنيين في الكويت، لكن المراقبين يقولون إنه يبالغ في التفاؤل ولا يعبّر عن حقيقة ما يجري في المفاوضات، فيما تواصل ميليشيات الحوثيين خرقها للهدنة مع استمرار عمليات الجيش اليمني ضد القاعدة و"داعش".
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، تنبعث إشارات حول سير مباحثات السلام في الكويت من ملف الأسرى والمعتقلين؛ حيث تستأنف لجنة الأسرى والمعتقلين اجتماعاتها غداً لمناقشة كشوفات بأسماء المعتقلين والأسرى. وسيقدمها الطرفان على أن تتم مراجعة هذه الكشوف والتدقيق في الأسماء المقدمة لإطلاق سراح الدفعة الأولى منها قبل حلول شهر رمضان، وفقاً للمبادئ التي أقرها الجانبان في بداية عمل اللجنة.
وكان أعضاء اللجنة قد التقوا بالمدير الإقليمي لهيئة الصليب الأحمر الدولي لإشراكها والاستفادة من خبرتها في وضع الآليات التنفيذية والجدول الزمني، لإطلاق جميع المعتقلين والأسرى والمخطوفين والمخفيين قسراً، في إطار جدول زمني اتفق عليه الطرفان.
ومن بين الآليات التي يتم بحثها، تشكيل لجان ميدانية لزيارة المعتقلات للتثبت من المعتقلين فيها وتقييم أوضاعهم النفسية وحالتهم الصحية والعمل بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية على إطلاق سراحهم. هذا فيما يتعلق بالشق الإنساني.
أما على الصعيد العسكري والأمني والسياسي، فيواصل الوسيط الأممي مشاوراته المنفصلة مع كل طرف من أطراف المشاورات على حدة لبحث تفاصيل الشق الأمني والعسكري مع الجانب الحكومي ومع جانب الانقلابيين لتقريب وجهات النظر بينهما، بحثاً عن صيغة توافقية، من المتوقع أن يطرحها إسماعيل ولد الشيخ أحمد على الطرفين خلال الأيام القادمة كمشروع حل للأزمة انطلاقاً من الاعتراف المتبادل بينهما وتأكيد الترابط بين هذه الملفات.
من جهتها، أكدت مصادر في الوفد الحكومي لـ"العربية" أنه يجري الآن البحث في تشكيل لجنة عسكرية، بالتوافق يتم إصدار قرار بتعيينهم من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، تتولى الإشراف على تنفيذ الانسحابات وتسليم السلاح وتأمين المناطق التي يتم الانسحاب منها. ومن بين المناطق التي نوقش الانسحاب منها صنعاء وتعز وصعدة.
من ناحيته، لا يزال وفد الانقلابيين يتمسك بتشكيل حكومة توافقية ويجري من خلال المحادثات، بحسب مصادر مشاركة، ربط مبدأ تشكيل حكومة توافقية بمستوى التقدم في عملية الانسحابات وتسليم السلاح.
الدور الإيراني:

وعلى صعيد الدور الإيراني، كشف راجح بادي، المتحدث الرسمي للحكومة اليمنية، في لقاء خاص مع "العربية.نت" في العاصمة السعودية الرياض، عن إلقاء القوات البحرية اليمنية الأسبوع الجاري القبض على 7 سفن إيرانية بالقرب من جزيرة سوقطرة، تزعم أنها تقوم بعملية صيد غير قانونية وشرعية في المياه الإقليمية اليمنية وعلى متنها 89 صياداً إيرانياً، مشيراً إلى أن السفن لا زالت محتجزة، والتحقيقات جارية مع من كان على متنها لمعرفة الدوافع الحقيقية لتواجدهم، مضيفاً أنه لا يمكن السماح بوجود "حزب الله" آخر باليمن.
كما كشف وزير الإعلام اليمني محمد عبد المجيد القباطي عن خطط معادية تقوم بها جماعة الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح في الفترة الراهنة، من بينها التنسيق الكامل مع إيران والقاعدة في العمليات الإرهابية، وحتى السياسية.
وقال القباطي: "إن طهران تقوم بتعطيل مفاوضات الكويت من خلال وجود مستشارين لها، وتلتقي بين وقت وآخر، تحت تسميات مختلفة، بوفد الميليشيات الانقلابية".
وأضاف القباطي في حوار خاص أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" نشر في عددها الصادر اليوم السبت، إن القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب، التي ضربتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق، هي التي تقوم بالعمليات الإرهابية حالياً.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شن طيران التحالف العربي غارات عدة على مقر لواء العمالقة في محافظة عمران. وما زال الطيران يحلق في سماء عمران، إضافة إلى شن غارتين في منطقة الساقية بمديرية الغيل في محافظة الجوف؛ حيث استهدف مواقع للميليشيات الانقلابية.
وتجددت المواجهات بين ميليشيات الحوثي وصالح من جهة وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى جنوب مدينة تعز. وذكرت مصادر ميدانية أن اشتباكات عنيفة اندلعت في جبهة الشقب والخلل في مديرية صبر الموادم جنوب المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين حاولوا الهجوم على مواقع المقاومة عقب تبادل للقصف المدفعي بين الطرفين، موضحة أن المعارك مستمرة بين الجانبين بشكل متقطع منذ الصباح، إضافة إلى تعزيزات للحوثيين باتجاه المنطقة، فيما يحاول المتمردون إحراز تقدم ميداني في جبهات القتال ضد قوات الجيش والمقاومة.
فيما أقدمت ميليشيا الحوثي وصالح على تفجير طريق مأرب عتق من منطقة الساق بمديرية بيحان غرب شبوة .
وقال شهود عيان من المقاومة الشعبية في تصريحات لـ "المشهد اليمني": إن ميليشيا الحوثي وصالح فجرت الطريق الإسفلتي الرابط بين مأرب وشبوة من منطقة الساق شمال بيحان .
وأكدوا أنها أقدمت على تفجير مجرى لمياه السيول لإعاقة تقدم الجيش والمقاومة باتجاه مديرية بيحان لكسر الحصار الذي تفرضه الميليشيا منذ مارس الماضي.
يذكر أن مقاومة آل عقيل وكتيبتي الحزم والفتح تمكنا من تحرير نقطة الساق فجر الثلاثاء الماضي عقب مواجهات عنيفة خاضاها ضد ميليشيا الحوثي وصالح.
وقال التقرير: إن "خروقات الحوثيين بلغت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 1018 خرقا، شملت قصف الأحياء السكنية والمباني الحكومية ومواقع قوات الجيش والمقاومة الشعبية باستخدام المدفعية الثقيلة والصواريخ، والدبابات وقذائف الهاون".
وأضاف التقرير أن هذه الخروقات أسفرت عن مقتل 14 مدنيًّا وإصابة 102 آخرين، مشيرًا إلى أن جبهات تعز والجوف ونهم ومأرب وعسيلان وشبوة، كانت أكثر المناطق التي شهدت خروقات على أكثر من صعيد.
وارتفع عدد المدنيين الذين قتلوا منذ بداية أبريل نتيجة القصف "الحوثي" و"قوات صالح" إلى أكثر من 156 شخصًا، إضافة لنحو 729 جريح فضلًا عن الخسائر في المنازل والممتلكات الأخرى.
واتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بارتكاب أكثر من 5 آلاف خرقٍ لوقف إطلاق النار منذ بدء سريان الهدنة في العاشر من أبريل وحتى الـ19 من مايو.
وقالت اللجنة العسكرية التابعة للوفد الحكومي والمشارك في مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت إنها رصدت أكثر من خمسة آلاف و865 خرقًا للهدنة من قبل ميليشيات الحوثيين وعلي عبدالله صالح
وعلى الصعيد الأمني، ألقت القوات الأمنية في مدينة عدن القبض على 8 من أبرز المطلوبين من تنظيم "داعش"، من بينهم فرنسي الجنسية، أثناء مداهمة القوات الأمنية لأحد الأحياء السكنية في حي المنصورة وسط مدينة عدن.
وكان تنظيم "داعش" قد تبنى الانفجارين اللذين هزا حي خور مكسر في عدن، الأسبوع الماضي؛ حيث قتل أكثر من 45 شخصاً وأصيب العشرات.
كما قالت وسائل إعلام حكومية في اليمن: "إن ميليشيات الانقلاب أفرجت عن زعيم في تنظيم داعش الإرهابي في صنعاء".
وأكد الموقع الرسمي لحكومة عدن (عدن العاصمة)، أن "ميليشيا الحوثي وصالح أطلقت سراح الإرهابي عبد المجيد الريمي"، مفتي ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي في اليمن. وذكر الموقع أن "الريمي يعد أحد أبرز المنتميين للتنظيم الإرهابي، والذي أعلن مسبقاً مبايعة أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم في العراق والشام؛ حيث أطلق سراحه بمعية عبد الرحمن سعيد البريهي، مدير مركز الدعوة".
المشهد السياسي:

وعلى الصعيد السياسي، خرج وزير في الحكومة الشرعية، بهجوم ضد من يقف ضد انفصال الجنوب عن الشمال، قائلاً إنه لن تقف أي قوة ضد انفصال الجنوب.
وقال وزير شئون الدولة هاني بن بريك على صفحته في فيسبوك: "إن تقرير مصير الجنوب بيد أبنائه، ولن تجبرهم قوة في العالم مهما كانت على أمر لا يريدونه، وهذه مسلمة بدهية حتى عند أشد المتمسكين بالاندامجية الكاملة".
وأضاف: "أما المزايدون باسم الشرع الذين يقولون: "من دعانا للانفصال فكأنما يدعوننا للكفر". فنقول لهم : رويدًا رويدًا. من أين جئتم بهذا الحكم الشرعي؟!".
وتابع: "الأصل حفظ مقاصد الشريعة فإن كان حفظها بالانفصال فليكن وماذا بعد الإرادة الفارسية المجوسية في بلادنا التي تريد الذهاب بأصل مقاصد الشريعة وهو حفظ الدين وتريد تغييره، فلا والله لا بارك الله في وحدة سيكون فيها الحوثي طرفًا في منظومة الحكم فضلًا عن أن يكون حاكمًا".
ولفت إلى أن أهم سبب رئيسي للانفصال هو "أن جنوبنا موحد دينًا وعقيدة ونسيجًا اجتماعيًّا. وإن كان من الإرادة الدولية الإبقاء على السرطان الفارسي الحوثي فليعاملوا الجسد كالمصاب بالسرطان في عضو من أعضائه فيبتر، ويحجم ذلك العضو، وبهذا يؤمن من انتشار السرطان، بات المضي في الوحدة خطرًا يهدد المنطقة بانتشار السرطان الفارسي الحوثي بتحالف وشيك مع المتأسلمين الذين سجد رموز حزبهم عند قبر الطاغوت الخميني، ودخلوا حفاة مقبلين أكف وأكتاف خامنئي. الحوثة الذين لم يتمهلوا بمجرد دخولهم مدينة خورمكسر أعلنوا الشعائر الفارسية".
وهدد بن بريك بالوقوف ضد من يحاول تغيير خيار الانفصال، وقال: "لن نسلك طرق السياسة الكاذبة ولن نرضى بها، وعقيدتنا وأرضنا خطًا أحمر ، ومستعدين نموت زرافات في سبيلها، والحياة عندنا رخيصة في سبيل الحق الذي نحمله، والمناصب التي تقلدناها إن لم تخدم هذا الحق فلا بارك الله فيها ويغنينا الله عنها. ولا يعني هذا أننا سنقاتل من يخالفنا ولكننا سنقاتل كل من سيعتدي علينا".
المشهد اليمني:
يواصل المبعوث الأممي جهودة من أجل إحلال السلام في اليمن، وسط صعوبات كبيرة في إنهاء الحرب الدائرة منذ مارس 201، فيما يأمل الشعب اليمني أن يتوصل رجال السياسية وامراء الحرب إلى اتفاق هدنة قبيل رمضان المقبل لمكانة وقداسة الشهر الكريم.
ورغم جلوس الطرفين إلى طاولة واحدة، إلا أن هوة عميقة لا تزال تفصل بينهما، خصوصًا حول قرار مجلس الأمن 2216 الصادر العام الماضي، فهل سيكون رمضان 2016 شهر سلام على الشعب اليمني؟